و لا تغلو في مذاهبكم...
31-12-2011, 03:03 PM
قال تعالى لليهود و النصارى(لا تغلوا في دينكم غير الحق و لا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل و اضلوا كثيرا و ضلوا عن سواء السبيل) كيف غلا اهل الكتاب؟ و ما هو سبب الغلو في الدين او المذهب او الحزب؟ إن عدو المتدينين هو الغلو في دينهم، كما ان عدو المذهبيين هو الغلو في مذهبهم، و الغلو مذموم لماذا؟ لأن المغالي ينفي غيره و لا يرى الا دينه او مذهبه ، فهاهم النصارى لم غلوا في سيدنا عيسى جعلوا منه ابنا لله، و ان قلت لهم انه بشر مثلنا كفروك و ادخلوك النار، و هاهم اليوم اخوانا الشيعة من حبهم لآل البيت جعلوهم فوق البشر و انهم معصومون لا يذنبون، و هاهم اهل السنة من حبهم للصحابة جعلوهم فوق البشر و قدسوهم رغم انهم اقتتلوا فيما بينهم ، و هاهم اخوانا الصوفية جعلوا من مشايخهم لا يخطئون و لا يجوز نقدهم ، هكذا هو حال كل الذين عطلوا عقولهم و جعلوا من انفسهم عبيدا طائعين لا يناقشون و لا ينقدون لسادتهم و علمائهم و مشايخهم ، لكن لو رجعوا لعقولهم لعرفوا ان هؤلاء ما هم الا بشر استعملوا عقولهم و ذكائهم في تخدير اتباعهم ، فالمشكل في الاتباع ان لديهم قابلية للاستعباد و الاستبداد ، و لذلك قال الامام مالك رحمه الله ( الكل يؤخذ من كلامه و يرد الا رسول الله) فها هم الغلاة الشيعة يكفرون من لا يؤمن بمذهبهم و هاهم الغلاة السنة كذلك يفعلون و هاهم يتقاتلون فيما بينهم و يتناحرون ليس في سبيل الله و الاسلام بل في سبيل انتصار مذهبهم على الاخر ، فلا يسمعون الى عقل و لا ضمير و لا شرف و لادين ، و هاهي المخابرات الامريكية و الصهيونية تشعل النار في الشرق الاوسط و كل بلاد المسلمين ليزدادوا اقتتالا و فرقة ، و العدو يتفرج من بعيد ، فمن يقرا التاريخ ،يرى ما حدث في اروبا في القرون الوسطى بين المذاهب المسيحية (كاثوليك و بروتستو) الى ان جائت الثورة العلمية العلمانية فوحدت الشعوب و اسكتت رجال الدين في الكنيسة . و نحن اليوم بحاجة الى اعمال العقل و المنطق فيما ينفعنا ، فنحن في عصر العولمة و حقوق الانسان ، على كل منا ان يطلع على حقوق الانسان و الجرائم ضد الانسانية و جرائم الابادة الجماعية و جرائم الحرب و التي يعاقب عليها المجتمع الدولي في لاهاي، لقد اصبحنا في عالم اصبح قرية ( و ما تقدرش تغطي الشمس بالغربال) .