خطاب بلا نقاب
15-11-2015, 05:43 PM
لمن يعتبرني و إياكم جذوة حطب بدون لهب ،صعب علي أن أكلمك بلغة الغصب، و صعب عليك أن تكلمني بلغة الرب، لأن لغة الرب بالغة العتق، فطرية الحق صادقة المعنى، و جدية السنّة. الغشاوة أصعب من الإتاوة على البعض الافراد، و قد يفضلون حياة النقض على حياة الفرض، و حياة اللف و الدوران ،على حياة الحجة الثابتة و البرهان و ،كلما زاغت الأبصار ناحية الإقرار بالهزيمة، جاء من ينثر لنا الكلمة اللئيمة، و يحيطنا بلغم يسمى الهم ، و نفس الشيء بالنسبة للنقاش الحر ،عند كلا الطرفين ،فكلما استقوت النفس و عبرت عما يكبته الاحساس بداخلها، جاء من ينفض المعقول ،و يقول لا تعيدوا مثلها عصية، فنحن لا نحتمل أن نرى الديمقراطية تأخذ مجراها وسط اتجاهاتنا الفقهية، و يقول الآخر لا دخل لنا بالخطاب الديني، فهو إرهاب تكميلي لما فعله الاسلاف في الماضي ، و نحن بين هذا و ذاك في مكمن الاشراك الذاتي، تماما مثل ما يفعله الحكواتي، يميل إلى العصف و يميل إلى العطف، كي ينال شفاعة الاقبال، و قد نصفه بالحلال بلغة هؤلاء، و الدلال بلغة ؤلائك، و قد تقول البقية من من وجدت في رشدها المقامة العلمية و الدينية على سواء ،ماذا نفعل بالوسطية، إن كانت الشعوب انقسمت، بين راهب و مواثب على الحرية الذاتية ،هل نتعمد السير في طريق المحال ،و نحكم على أبناءنا بالاقتتال الروحي و الجسدي في كل ايام الاحرام ، باسم دين الاسلام العلماني و السلفي، أم نطوي هاتين الكلمتين" العلمانية و السلفية" طي المحتجب، و نصنع منهما كتابا من ذهب ،عادل المناهل، و شديد الثبوت، فلا جبروت بعد ذالك و لا طاغوت، إنما حرية فقهية ذات حق ،و مصداقية تلتزم ببث مبادئ الدين، بما يخدم اليقين ، و علماء يثرون العلم بطريقة ،طالوت و ليس بطريقة ماروت و هاروت ، فيزيدهم ذالك إيمانا بالله و بكل ما أثابه، و أفناه من حلال و حرام، و لا اعتماد لمن بلغ مبلغ الاحقاد و من استساغ كلمة عمه البشاغا، تركناه يعيش في مجمع البقشيش و الدراويش، وأكملنا المهمة مع وسطاء الامة الثيبين، و المخلصين لليقين، الذين لا يلبسون الدين غلو و لا يلبسون العلم دنو ، و لا يفرقون بين هذا و ذاك بالخطاب، الذي بلغ النصاب في الترغيب و الترهيب . لقد انتقلنا مؤخرا إلى المنهج الرباعي و السباعي، لنكمل مسيرة الغنم و الراعي ، و استهلكنا بجد و عزم ما جاءنا من مملكة الاقباط، من إحباط فكري ،و نظري اتجاه المذهب المالكي، المذهب الذي جعل فرنسا لا تحترف في بيوتنا رقصة الاحتكار و الاستعمار الروحي الذي فرضته على بقية الشعوب ، أما ما جاءنا من مملكة الأسباط ، فكله نار و أشواط من العذاب و الرهاب، و كلا المنهجين هو بنج بالغ الصعوبة ،من شأنه أن يحط من نسبة العروبة ، في عقولنا و في قلوبنا ، و يأخذنا الى أبعد مسافات التدهور و التهور، و لا منهج في رأيي غير المنهج الرباني، و نحن نستشعره في كل مكان، و قد ولد معنا بفطرة الأوان، من منا لا يشعر بالخطأ و الصدق، من منا لا يعرف حقيقة العداء و الرفق، هل نحن بحاجة إلى من يقودنا بسذاجة ، إلى السبيل الأعرج ، و نحن في حاجة ماسة الى الفرج و الرحمة ،و كما يقول المثل العامي" جا يسعى ودّر تسعة " و لله الحمد في دعاة المجد، الذين اقتادوا أرواحنا و أجسادنا، إلى الساعة الميمونة لنودع الأيام الملعونة، إلى الأبد، و من أراد و يريد أن يخوض معركة الصحوة بعزم و حزم ، فليسن قلمه المبدع بشكل مسماري ، و يرمي بكل ثقله على العقل المشبع بالفكر الناري ، لأننا في حاجة ماسة للجودة، وحتى العودة الى منصة التاريخ بعقولنا و أجسادنا معا