تسجيل الدخول

بسمِ الله الرّحمَن الرّحيم
أحبّتي وخلاّني.
إليكم كتابي نائبًا عن زيارتي** ومَن لم يجدْ ماءً تيمم بالتربِ.
حين قلّ الوازع الخُلقي في الضمائر، والناس مع الجشع من غاشٍ إلى صائر، والقوم الى الرذائلٍ كم من سائرٍ.
فعمّت الشدائد، وتبدّلتِ العقائد
وأصبح الخداع هو السائد.
ما دام الأمر لم يتولاهُ أربابه، فلم يغدو الشأن إلى نصابه.
ليت "الجمل من جوفه يجترّ"
وما دام الأمر في الكسب الحلال، حيث نعلق على ذلك المنى والآمال.
فذروني احكي لكم هذه القصة، حتى لا يُصابُ الحلقوم بغصة
سافر قرويٌّ من قريتِه إلى سوق المدينة يا سادة، ليبيعَ ما تصنعه زوجته من الزبدة كالعادة.
وكانت قطع الزبد كل قطعة على شكل الكُرةِ ، تزن كل منها كيلو غراما بالمرّة.
باع القروي ذلك الزبد جملةً لبقّال، بسرعة وفي الحال.
واشترى منه ما يلزمه من سكرٍ، وقهوةٍ، وشايٍ وزيتٍ ، ثم عاد إلى قريتهِ ولات حين وقتٍ.
وما إن البقال بدأ يَضع الزبد في الثلاجة، حتى خطرت له فكرةٌ و في نفسه كم من حاجة.
فقرر أن يعيد ليزنَ قطع الزبد، ليعرفَ القصد.ولكن يالِهولِ ما رأى، فتسمّر في مكانه ورجع القهقرى
فإذا به يكتشف أن القطعة الموزونة تنقص مقدارًا معلوما، وأصبح القصد مفهوما. فما كان منه إلاّ ووزن قطعة أخرى فوجدها كحالها ، وكذلك كل الزبد الذي أحضره القروي مثلها..
وفي الأسبوع الموالي حضر القروي كالمعتاد، ليبيعَ الزبد في سوق المدينة للعباد .
فاستقبله البقّال بصوت عال ٍوقبيح، وشتمه بكلامٍ صريح :
كم أنت من رجلٍ غشاش، يا ابن الأوباش .
فكل قطع الزبد التي بعتها لي في وزنها بعض النقص، وأنت حاسبتني على كيلو كاملاً عند القصّ
فما كان من القروي أن هز رأسه أسى وحسرة، وبعد تنهيدة قال في حيرة :
لا تسىء الظن بي يا سيدي ..
فنحن أناس فقراء على الدوام، لا نمتلك عيار الكيلو غرام
فعندما اشتري منك كيلو السكر أضعه على كفّةٍ؛ وأزنُ الزبدَ في الكفة الأخرى..
وكأني بالقروي يقول لذلك البقال
بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم.
ولكم أن تقارنوا ما يقع في أسواق مدن جزائرنا الغالية.
لتحكموا
أم على قلوبٍ أقفالها ؟
دعوة للنقاش عن ما يحدث في الأسواق من غشّ وخداع.

وبارك الله فيكِ
يا أماني أريس
نعم
هو كذلك
بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم
أو بالأحرى هو كما قاله المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم:
"الذنب لا يُنسى ، والبرّ لا يبلى ، والديان لا يموت، فكن كما شئت ، فكما تدين تدان "
وليت تتظافر جهود أهلنا وأحبتنا في جزائرنا الغالية إلى التصدى إلى جشع وغش أرباب السوق.
ومحاربة الآفات التي بدأت تنخر مجتمعنا.
سرني مروركِ وجميل تعليقكِ
يا بنت الجزائر مهد الاحرار وقبلة الثوار.
تحياتي

وها هو رمضان بعد أوقات يحلّ، والناس يرتقبون الهلال يهلّ.
والسوق وما السوق
في مضارب جزائرنا الحبيبة.
والتجار، وما أحضروا، ومع غلاء الأثمان وكيف قدّروا.
ليس من عادتي أن أكون مرشدًا ولا ناصحًا
و لكني رأيت في هؤلاء التجار ــ إلاّ من رحم ربي ــ خُلُقًا بان بل زاد اعوجاجه
وعند زيارتي مؤخرًا لبلدي الغالي رأيت في هؤلاء جشعًا قد بلغ وفاق إزعاجهُ
وكدليلٍ عن تجوالي في أسواق بلدي الحبيب .. أنني تجولتُ كما قلتُ عند زيارتي في الشتاء الفارط في كلّ من:
سوق العصر، وسوق رحبة الجمال) في قسنطينة القديمة، وسوق رتاج في قسنطينة الجديدة ــ وسوق دبي في العلمة ــ وسوق تيجلّبين ( السيارات ) في بومرداس، وسوق بومعطي في الحراش ــ وسوق باب قسنطينة في سكيكدة ــ وسوق العقيبة في عاصمتنا الغالية ــ وسوق الحمري في وهراننا الباهية ... و الكثير من الأسواق في حواضر ومدن بلادي الغالية .. ورأيت ما رأيت
ومن يشك في كلامي أن اسماء تلك الأسواق لا وجود لها.. فليذكر ذلك ( لا كما يفعل من يغالط خلق الله )
فحقّا رأيت عجبًا
ولا يسعني سوى أن أقول:
كثر الفساد في البر والبحر .
ولستُ أدري، ولا إخال أدري أن ذلك صفة المسلم حقّا
اِحذروا غضب الرب، حتى لوكان في رمضان
يقول جلّ في علاه:
" أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"
ثم أنه قيل:
من مأمنه يُؤتى الحذر
أيها التاجر.
اختر لنفسك مسلكًا .