حوار الشعوب و الحكام يوم القيامة
13-09-2014, 03:05 PM
اعتقد ان اغلب الحضور قد مر عليهم بعض الايات الكريمات التي تتحدث عن حوارنا نحن الشعوب المسحوقة المغلوب عليها مع حكامنا و ملوكنا و امرائنت و سلاطيننا و زعمائنا ليس في الدنا طبعا و لكن يوم اليامة يوم لا ينفع مال و لا بنون ، اذا حال اليوم نعلم علم اليقين ان لا حوار بيننا و بينهم ، حيث قال تعالى في كتابه العزيز (وقالواربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل 67 ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا 68 )الاحزاب ، و قوله عز وجل ({إِذْتَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَالَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ. وَقَالَالَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بخارجين من النار ) البقرة .
و قالت الشعوب لاصحاب السمو و المعالي ما يلي :
وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ [ابراهيم 21]
يقول اصحاب نظرية طاعت ولي الامر حتى و لو كان كافر مجاهر بكفره مخالف لشرع الله يقول مايلي :
وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ [النحل 86]

الشعوب التي تعتقد ان طاعة الحكام اي حكام من طاعة الله تعالى فجعلوهم كالله و تعالى الله عز وجل .
و تعترف الشعوب ان اتخاذ المسؤولين و الحكام كان جرما فتقول :
-قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً [الفرقان 18]

اليوم في الدنيا الحكام يدوسون علينا و على حقوقنا و كراماتنا و حتى يوم القيامة يفعلون ما هو اكبر فاستمع الى مولاك ما يقول :
-قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ [القصص 63]
نقول الملائكة للشعوب المغلوبة على امرها ادعوا الزعماء الذين كنتم تتبعونهم في كل ما يقولون و لو كان مخالف لكتاب الله ، ادعوهم ربما ينقذونكم من العذاب المهين اليوم :
-وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ [القصص 64]و نتحسر نحن الشعوب لانهم لن يستجيبوا لنا كما يفعلون اليوم .
الحكام الذين اجتهدنا و تعاونا في خدمتهم و الذود عنهم و الدفاع عنهم و التملق لهم يوم القيامة يكون حالنا على هذا الشكل :

-وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ [العنكبوت 25
ما عسى الشعوب الضعيفة ان تفعل حين نقف امام ربنا غير اننا نلوم الحكام انهم هم سبب دخولنا النار ( لَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ [سبأ 31.

يكون رد الحكام علينا نحن الشعوب قويا فيقولون :
-قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ [سبأ 32]


فنرد نحن عليهم انكم من كان يقول لنا طاعة ولي الامر من طاعة الله و يجب ان نقدسه و نجعله لله ندا و ما نتفعنا الندامة


-وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سبأ 33]
اليوم ندعوا للحكام و الملوك و نسبح بحمدهم من على النمابر لكن يوم القيامة هذا ما نقول لهم :

-قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ [ص 61]
غبائنا نحن الشعوب يستمر حتى يوم القيامة فنظن ان الحكام تأخذهم بنا الرحمة يوم القيامة بعد ان كانوا قساة عنا في الدنيا فنقول لهم :



-وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ [غافر 47]
فيتهربون من طلبنا كما يفعلون اليوم فيردون علينا :
-قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ [غافر 48]

فما على الشعوب الا الاخلاص لله وحده و البعد عن اصحاب المعالي و السمو العظمة و السعادة في الدنيا قبل يوم لا ينفع فيه لا صاحب جاه او سلطان لان الله عز وجل يقول حينها (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)