معركة إمْحارقه
08-01-2019, 05:48 PM
1....في مثبل هذا اليوم مع طلوع الافجار تحركت الارمدة الفرنسية العسكرية بطائرة كشافة ، و و حوامة صغيرة ،و عدة طائرات ناقلة العسكر، و أرضاً جيبات ،و فتركات ،و شاحنات حاملة العسكرعلى عرش الحوامد و الحملات ، جاءت من جيهة لمسيلة و بو سعادة و بن سرورو بدأت المروحيات ناقلة العسكر تحط في كل الامكنة العالية ، و بدأت طلقات الرصاص مع تسلل المسبلين الذين فجؤ بالاراف الذي غط كل نواحي المعذر و الشبكة .
فرأ المجاهدين من جبل امحارقة، و من بينهم مخلوف بن قسيم الهول و الكارثة التي حطت على العرشين .
-قال مخلوف بن قسيم : اليوم نهار كبير على الحملات والحوامد..و سادصمت رهيب على الاربعين جندي و هم ينضرون من رأس الجبل الغبار المنبعث من الألات العسكرية الفرنسية و ضوضاء الطائرات و طلقات الرصاص المتناثرة من هنا.. من هناك .
و فجئة نضر بعضهم لبعض ..وتعال صوة ضحكة عجيبة ،و غريبة .. و قال سي مخلوف : فهمت كما فهمت ..فردو كلهم بعبارة و احدة : نعم سي مخلوف ..و تكلم كبيرهم ..هو من عنده تجريبة في المعرك ..يا الخاوة الكزمات و جدين و الذخيرة موفرة لعدة ايام و المونة لباس بها ، و المعركة في صالحنا هنا الجبل واعر و شديد الانحدار كما ترون ..الطائرات و الدببات لا تتمكن منا ..على مراد الله .
و تدخل واحد أخر مازحا : نحن كنا معولين نعرضوهم ..
فضحك الجميع ..و قال سي مخلوف : أنت عودتنا على مزحك..بارك الله فيكم ...يا جماعة الخطة معلومة ..ننقسم الى فرقتين فرقة في الجبل هذا، و فرقة في هاذ الجبل المقابل..و كل قرقة تحمي ظهر أختها ...هاذا ما كنا خططنا له في الماضي ..
هم يأت من الجيهة هاذي لازم نجعل لهم مفاجئة
أنضرو هنا الارض منبطحة و بعيدة بعض الشي عن سفح الجبل هم يحبسو بشحناتهم على طرف الواد..ما علينا الى أن نقيم لهم كمين مفاجئ ، وننسحب بسرعة الى امكننا قبل أن تأتي الطائرات .أنضرو هناك الفيض عامق نتسلل منه الى الجبل ..أصيكم لا نبعد عنه كثيرا و نحفر حفر تكون كافية لتخبئتنا .. انتما اثنان تكلفا بالنار ..أجمعو الرتمة و الرمث و شئ من الحلفة لتضرمو بها النار و أجمعو حجر مصفح ألقوه فوق الرتمة ..ليكون الدخان عاتم ليرى من بعيد ..إشعلوها هناك في مكان عال ..
-إحذر ها هي جائت الكشافة ..لا تطلق عليها النار من هنا ..أتركهم يطلقو عليها النار من فوق .
-لا..هاذي ما عندهاش مطريوز..الجبان ..خاف إدور بعيد ..هاهو طلق عليه وابل من الورد ..هرب ..هرب
..هاهي جات طايرة المغزل ..قرب..قرب .- إكون الكومندا قرب شوية قرب ...
راك تشوف الغبار .. نجحنا في جلبهم .. أرواحو ..أرواحو ..كان أصغرهم سنا تلميذ لابن بديس هو لايتكلم كثيرا و كان يقرأ في القرءان و المصحف في يده و مرة مرة يفتحه و لايفارقه أبدا ، و مع زفرة الجمسي طوى المصحف في قطعة قماش أبيض مخصصة له و دسه في جبيرته..
و جاءت الارمدة العسكرية و حطت كما اراد بضبط بطرف الواد ، و نزلت العساكر و جاءت و بدءت تتمركز لتهي للمناوشة لمعرفة تمركوز المجاهدين
و هي فرقة واد الشعير و بن سرور تتكون من ثلاثة مئة عسكري ...
-الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر ..و تكابرت التكبرات مع الطلقات و تساقطت العساكر مثل الذباب ..تختفي الحية و راء جثث الموتى في حمام من الدماء ، و الصرخات الاغاثة كيوم جهنم و القنابل و الرششات تفرقع في اللحم هبرات هبرات ..يقولون مات أكثر من مئتين ..و قعدو الجرحى و الموتى أكثر من يومين لا يستطيع التقرب من المكان خوفا من إعادة الكرة ..و هم يمسحو في المحيط بالمدافع و الغازات ..
بعدالغداء قال لي أبي: توضيت ..؟ قلت : نعم أبي ..قال : تعال أقم الصلاة لضهر ..- الله أكبر..الله أكبر..زلزلة ..زلزلة ..رعدت دارنا و تناثر الغبار و خرجنا نجري من هول الدكة التي تروعت لها الودان و الكفان صاخرة لتردد صوتها المرتعش و لقتنا صعقات الطائرات الصفرات بصم طحنات جافات كصرت طبول أسماعنا مهشمات و كسبتنا رعدات قلبية سامات شالات شرائن الدم ظاغطات كادت انفاسنا تهرب هي كذالك من أجسادنا ..
دارنا تبعد على جبل امحارقة أقل من عشرون كلم و بيتنا وجد في الطريق التكتيك لستة طائرات المحلقة و لتحضير لرمي القنابل على الجبل و الطائرات الصفرة تحلق و تعلو و تنزل لترمي القنابل بسرعة فإقة و تهرب حتى الى بيتنا و تعلو و تدور الى مكان المعركة و هي تضرب واحدة واحدة .
...و صحى أبي من الصدمة و قال : أه..الكفار ...الله ام أنصر المجاهدين ..و صحينا و تشجعنا بصحوته ..و قلنا وراءه ..أمين ..فنظر الى الشمس الحارقة ..و جرنا الى ظل الشرة البرقوق على طرف الساقية .و وصل اعمامي و اولادهم و نساءهم ..يلهثون من الدهشة و الرعب من الطائرات و القنابل..و غطى غبار ابيض جبل امحارقة ..بدءه من التحت و كساه الى الاعلى ..و الطائرات تصطو وتصطو.. و نحن نتمخضو و نتمحضو ..و عيوننا معلقة في الجبل و تتبع الطائرات و قلوبنا مفرفرات و أحشائنا منطبخات و الصمت مسك بنا بالحدديات و السنتنا لاسقة في حلوقنا مخذولات و العيون شاحبات ..و التفة أبي لامي و قال لها : جيبي لنا الحصير لنصلي جميعا ..أطرحيها تحت الشجرة الاخرى ..من لم يصلي الطهر ..أنا صليت قبل الغداء..أقم الصلات يا طفل ..ركعتين لشهدائنا النساء و البنات الى الوراء .قال عمي مازحا : هاهم إعودو اشفينا و يبداو بنا ..قال أبي الاعمار لا يملكها أحد ..و أنتهى ضجيج الطيران بإنتهاء الدعاء ..
و بدءنا نسمع مدفعية من الارض متقطعة و طلقات مختلفة و الغبار الابيض يكسو الجبل يعلو ببطئ الى عنان السماء ..و عادت النسوة الى البيوت و نام أعمامي و أبي و نحن الاطفال الكبار تحت الشجرة .
-هاني جبت لكم القهوة والماء ..أستيقضت على صوت أمي ..اول شئ أنضر إليه هو جبل امحارقة .. الغبار اندثر ..كنت أضن ان فرنسا أزلته و بطحته ..لكن المفاجئة أنه على حاله و أكل كل القنابل التي رموها عليه ..و كم كانت فرحتي و حسيت بانتصار عظيم ..
2..........
و ما حان وقت العصر حتى أرتعشت السماء و سحبت بثمانية طائرات كحلة على أرتفاع متوسط و هو أعلى من الصفرات و بدأ يحلق اثنان إثنان و يطلق القنابل عاتمت السواد في النهار حتى تترام الجبال و الكفان و ترعش دارنا مع اصتدامها بالارض و صلابة المكان و ضخامة الصخور .
اشتعل جبل امحارقة بدخان أسود على مسحات طوال وهم يقنبل زوجان متلازمان جناح لجناح كل واحدة تطلق ستة قنابل و أختها ستة إثنتى عشر قنبلة في المسحة الواحدة .
صعدنا نحن الاطفال الى أعلى قمة بجانب دارنا إسمها المعمورة و جلسنا على أنقاض القصر المهدم فوق حجارة الجدران الضحمة .
قال لنا أبي أنها كانت مسكن إنسان صالح طرد منها الرمان الكفار و إسمه سيدي إمرات وأمه بربرية و أبوه أصله من العلويين و ألادرسيين بعد رجوعه من الساقية الحمراء و أستقر هنا و منه نبت عرش الحوامد .
من قوق هذ الساس الواضح توضحت لي الحرية و طرد الاستعمار مثل أجدادي .
تمحرقت أعصابي و أنا أنضر من فوق هذ الجبل الطائرات السودة تصب في نار جهنم على المجاهدين الاحرار الابرار هم لا يريدو شئ من فرنسا .. التحرر فقط ..و فرنسا تعاملهم هكذا...
الشمس مالت للاسفرار و الشرق تزين بزرقة و خط رفيع بحمرة صبت على جبل أمحارقة، و بدأنا نرى تحول الاسود الى أحمر و نران تلتهب الصخور و أنتهت القنبلة مع هذا الون الجاهنمي المذعر .
و نادو علينا من تحت ..تعالو تتعشاو ...
و بعد العشاء خرجنا الى أمام المنزل لنرى الهبهاب و المشاعل المنطلقة من الارض لتضيئ سماء إمحارقة نهارا مع طلقات المدافع و تبادل طلقات النار كما نعرف طلقات المجاهدين من طلقات العسكر
لان طلقات المجاهدين هي أكثر ما تكون واحدة واحدة أو اثنين إثنين او ثلاتة ثلاتة و هي متقاطعة و للاضرورة أم الفرنسيين نسمعها متدفقة و لا تنتهي ..أضنه يفرق كل رشاشه على الصخور و كل الصخور هي له مجاهدين .
كما المجاهدين لا يطلق الرصاص الى ليصيب ..و لا يجيب للافتزاز الذي يريده الفرنسيين .
و حين سمعت ابي ناض للفجر نهضت و صليت الفجر معه و كنت عند الوصؤ التوضاء على ضوء الكنابل المضيئة و طلقات المدافع ترعش الجسم و يتحرك لها كل شئ مع هدو اليل ..
و دامت سبعة ايام على هذ الحلة و طائرات الغاز تقنبل مرتين في اليوم بالنبالم و الغاز و الصفرات تتدخل اثنان إثنان أصنها بأوامر من العسكر حين يرون تحركات من طرف المجاهدين
.
3...........
دارت المعركة سبعة ايام لياليها نهار و نهارها ليل ، و في اليوم الثامن نزل عندنا مخلوف بن قسيم مع المغارب ، عندنا ضيفا و إثنين من رجاله ، و نحن كلنا بهجة و فرح ، و عظمت عندنا كلمة المجاهد ، و رسخت في أذهاننا بعد ما شفنا ما رمت عليهم فرنسا من قنابل و النبالم المحرقة طيلة اسبوع ، و نحن ندعو لهم و نتضرع لله أن ينجيهم ، و كم كان أنتصارنا عظيم بنجاتهم و وقوفهم امامنا ، و صمود جبل أمحارقة و شموخه و ربنيته أمام الكفر و الصليب الدقولي ، و ضهر منتصر شامخ الرأس لن يتفتت صخره الصم المعاند حسم بالنسبة لنا النصر كلنا قادرين الاحتماء به و تحقيق الستقلال الذي لا ريب فيه ،
التقيناه أنا و أخي ذو الاربع سنين بافتخار كأننا عشنا معه المعركة و نعرفاه .
فأحتضننا و سلم علينا و ضمنا بين ذراعيه .
و هو يقول :أنتم مستقبل الجزائر و هو يمسح على رؤسنا ، وهو يصي في أبي : تعلمهم ولا تتركهم هاكذا .
و حملت لهم ألاكل مع عمي الذي أحضرته أمي معلوم كان من الكسكسي ما يسمى بالمسفوف ، بالعنب و العسل و السمن الغنم القديم الحار . و الدجاج المشوي على الجمر. لأن أمي عاهدت نفسها ، أن تكرم المجاهدين بعد ما عطانا مجاهد كسرة مليانة شعر الماعز لنسخنها له. بكت أمي حين رأت الخبز العفن و قسمت أن تقدم للمجاهدين أعز ما عندها و كانت تربي أفراخ الدجاج لهذا الغرض و تطحن القمح و تصفيه و تصنع منه الكسرة المذكر و هي كسرة نأكلها يوم العيد و تأكل بالتمر دون مرق و هاذي عولت المجاهدين .
و ما أنتهو من العشاء حتى حكمت ركبت أبي و جلست اسمع كيف نجو من كل هاذ الكور الذي رمتهم به فرنسة و البهجة و السعادت تمطرني ، وأنا أشم ريحة الجنة و أنضر إلى ووجوههم بحياء و خجل و أصواتهم تملؤ مسمعي يسرا و سعادتا مروحتان .
طلب منهم أبي بعد ما غسلو أيديهم يردون قهوة ام شاي فتفقو على التاي و هو المفضل عند أبي ، و بدأ ابي بالشكر لله الذي أنجاهم من صميم جهنم المصبوب عليهم من الطائرات الاستعمار. و أصتغرب أبي كيف نجو منها و قال مأ يكون الا ما شاء الله،
و قال مخلوف بن قسيم : ألم ترى طير أخضر يهوي مع الطائرة و يرتفع معها ..؟
هاذ هو عمر الانسان إذا أراد الله له النهاية انتهى ، وإذا أراد له الحيات حيا و الحمد لله رب العالمين ، و قال كنا أربعين مجاهد و استشهدا منا اثنان في المعركة الاىلى و خرج الباقي كلهم سالمين و مات من فرنسا المئات و أسقطنا ثلاثة طائرات و الجيش الفرنسي جدد قواته عدة مرات ، و حاول غزونا عدت مرات كل مرة كان يضن انه قضى علينا فنفاجئه ببسالة و ثبوت و يرجع منهزم و تبدء الطائرات بالقصف و نختبي حتى يضن الاستعمار أنتهينا فيحرك قوته الارضية و تقترب منا فنسطو عليها ببسالة فيرجعو فارين فيضربو بالمدفعية و الطائرات حتى تحمى الارض و نحن في مخابئنا ءامنين . و في اليلة السابعة قرر المجاهدين الجروج و التسلل بعد ما أنهكو العدو جسديا و معنويا .
و عملية التسلل عملية صامتة يستعمل فيها السلح الابيض و تهديد بالرشاش .
يتقرب مثل الحنش من المعسكر حتى يكون بضعت امتار و ينصب رشاشه في العسكري الموالي و يفهمه تتحرك تموت فينكمش العسكري فيأمره أن يدير رأسه و هنا يمر المجاهدين واحد واحد بحذر و ينسل الاخير و العسكري لا يتكلم في اليل خوفا من الموت
ولا يتكلم في الصباح خوفا من التوبيغ و المعاقبة
و هذ الخطة الخطيرة و السهلة كثيرا ما يستعملها المجاهدين .
هاذي هي علامات المجاهد ، يقتل أو يموت ، الالحياة و الموت عنده سواء في سبيل الجزائر التي نحن اليوم نمرح على شواطئها مطمئنين الا أخر الزمان ،
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار المسالمين الاحرار
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود