تركيا تواصل حشد قواتها والبرلمان العراقي يناقش تهديداتها
22-10-2007, 01:42 PM
تركيا تواصل حشد قواتها والبرلمان العراقي يناقش تهديداتها


الجيش التركي سير خمسين آلية إضافية مجهزة بجنود وعتاد (رويترز)

واصلت تركيا حشد قواتها على حدودها مع العراق فيما يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسة خاصة لمناقشة تهديداتها بالتوغل شمالي البلاد وذلك بعد هجوم شنه المسلحون الأكراد أودى بحياة نحو 17 جنديا وجرح 13 آخرين.


وقالت وكالة أسوشييتد برس إن الجيش التركي سير نحو خمسين عربة عسكرية إضافية محملة بالجنود والعتاد نحو مدينة سيرناك الحدودية، لكن لم يتم التأكد مما إن كان نشر تعزيزات القوات الموجودة لقتال المسلحين الأكراد الموجودين على الأرض التركية أم لعبور الحدود والتوغل داخل إقليم كردستان العراق.


جلسة خاصة
وعلى الجانب العراقي، يعقد البرلمان اليوم جلسة خاصة لمناقشة التهديدات التركية بشن هجوم داخل أراضيه لتعقب مسلحي حزب العمال الكردستاني وذلك بحضور وزراء الدفاع عبد القادر العبيدي والخارجية هوشيار زيباري والأمن الوطني شيروان الوائلي ممثلين عن الحكومة العراقية لمناقشة الأزمة مع النواب.


وكان البرلمان العراقي رفض أمس الأحد قرار البرلمان التركي الذي أصدره يوم الأربعاء الماضي بالسماح للجيش بشن عملية عسكرية شمالي العراق، معتبرا أنه لا يؤدي لتعزيز العلاقات بين الدولتين الجارتين.



الأتراك تظاهروا للتنديد بهجوم المسلحين الأكراد (الأوروبية)
مظاهرات تركية كردية
وأثار الهجوم الدامي غضب مئات الأتراك الذين تظاهروا للتنديد به فيما شهدت مدينة كركوك مظاهرات مماثلة للأكراد احتجاجا على التهديدات التركية بشن حملة عسكرية في إقليم كردستان العراق.


وخرج أتراك غاضبون في شوارع إسطنبول ومدن تركية أخرى مرددين شعارات معادية لحزب العمال الكردستاني، وحثوا حكومة بلادهم على إطلاق حملة عسكرية لمطاردة مسلحي الحزب في الجانب الآخر من الحدود مع العراق.


في المقابل، تظاهر مئات الأكراد في مدينة كركوك حاملين أعلام إقليم كردستان العراق ولافتات كتبت بالعربية والكردية والإنكليزية تندد بالتهديدات التركية وتؤكد استعدادهم للدفاع عن الإقليم والحدود العراقية.


وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني رفض خلال مؤتمر مشترك مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في أربيل تسليم عناصر حزب العمال لتركيا، معتبرا أن هذا الأمر "حلم لا يمكن أن يتحقق"، فيما أكد البارزاني حق أكراد العراق في الدفاع عن أنفسهم.



الخسائر التركية أحرجت حكومة أردوغان(رويترز)
طلب بالتريث
أما المسؤولون الأتراك الذين أحرجت جيشهم هذه الخسائر وزادت الضغوط على الحكومة التركية، فقد توعدوا وعلى رأسهم الرئيس التركي عبد الله غل عقب اجتماع أزمة مساء أمس مع رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان وقائد الجيش الجنرال يشار بويوكانيت ومسؤولين كبار، بأن أنقرة "لن تحجم عن دفع الثمن اللازم أيا كان لحماية حقوقها وقوانينها ووحدتها".

وإزاء الغضب والوعيد التركي وتصاعد حدة المواجهات، طلبت وزيرة الأميركية كوندوليزا رايس من أردوغان عدم التحرك ضد المتمردين الأكراد لبضعة أيام.

وتوقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عقب لقائه بنظيره التركي وجدي غونول أن تلبي أنقرة طلب واشنطن وتتريث بقرار التوغل داخل العراق مشيرا إلى أنه لمس لدى غونول عزوفا عن القيام بعمل منفرد.

من جهته، صرح غونول بأن بلاده تخطط لتوغل عبر الحدود ردا على الهجوم لكنه أكد أنه "ليس بصورة فورية" قائلا "نود أن نفعل هذه الأشياء مع الأميركيين".