كزال ولاكارن سبب اعتزالي التحكيم في رمضان
08-05-2020, 03:20 AM






اعتبر الحكم الدولي السابق سليم أوساسي أن قرار معاقبته من طرف الفاف ولجنة التحكيم جراء أحداث مقابلة جمعية عين مليلة ومولودية الجزائر موسم 2000، بمثابة مكيدة دبرت بليل للتخلص منه في شهر رمضان، وكشف أنه رفض الإفطار في تونس في آخر يوم من رمضان لسنة 98، خلال سفره لإدارة اللقاء الودي بين نسور قرطاج والمنتخب اليوغسلافي، وأضاف ابن ولاية سطيف أن أحسن فترة عاشها في الوفاق تعود إلى ما بعد سنة 2007 حيث ساهم في تكوين فريق الألقاب في عهدي الرئيسين سرار وحمار.
كيف تقضي يومياتك في ظل ارتفاع حالات كورونا بولايتك؟

بسبب خطورة الوضع، فسطيف تحتل المرتبة الرابعة وطنيا والأولى في الجهة الشرقية، أقضي يومياتي بالمزرعة بصفتي مستثمرا مستفيدا في تربية المواشي والأحصنة، وزراعة المحاصيل مثل القمح والشعير، حيث أتوجه أحيانا رفقة عائلتي وتارة أخرى بمفردي إلى المزرعة باكرا أي في حدود الساعة السابعة إلى غاية الرابعة والنصف وأقضي أزيد عن 8 ساعات هناك، وأعود إلى منزلي الواقع بقجال بئر الأبيض بسطيف قبل بداية الحجر الجزئي مع العلم أنني أملك ترخيصا بإمكانية المكوث إلى غاية السابعة مساء بالمزرعة لكنني أحترم الحجر الصحي وأطبقه مثل بقية الجزائريين.
وهل أنت من الذين يخرقون الحجر الجزئي بعد الإفطار؟

لا، أبدا، فبعد عودتي من المزرعة أتناول وجبة الإفطار، ثم أؤم عائلتي في صلاة العشاء والشفع والوتر وأحيانا يؤمنا ابني سامي ثم أقضي وقتي مع التلفاز وأقرأ الجرائد الجزائرية والعالمية خاصة منها الرياضية، كما أنني صاحب عمود في جريدة الوطن، أحضره ليلا.
أديت عدة مباريات في رمضان؟

أجل منها المحلية والدولية، حيث أدرت اللقاء الودي بملعب 19 ماي بعنابة بين الجزائر ورومانيا والذي انتهى بفوز الزوار بنتيجة 2-3، وتم تكريمي من طرف الفيدرالية الرومانية على نزاهتي، فقد تم الاتصال برئيس الفاف أنذاك المرحوم عمر كزال ورئيس لجنة الحكيم بلعيد لاكارن لتكريمي، وفي تونس بين نسور قرطاج ويوغسلافيا وفي هذا اللقاء الأخير طلب مني المرافق تناول وجبة الغداء في نهار رمضان.
وكيف كان ردك؟

أتذكر أنه كان آخر يوم من رمضان في شهر جانفي 1998 وسافرت إلى تونس لإدارة اللقاء الودي التحضيري لكأس العالم بفرنسا 98، ولما وصلت إلى المطار وجدت المرافق ينتظرني، وفي طريقنا اقترح علي تناول وجبة الغداء، فأخبرته بأنني صائم ورفضت الإفطار رغم إلحاحه الشديد والحمد لله أتممت الصيام وبعد الإفطار وفي حدود الساعة العاشرة ليلا أدرت اللقاء ثم عدت إلى الفندق وتناولت بقية فطوري، وأتذكر أن مدرب نسور قرطاج أنذاك كان البولوني هنري كاسباراك، حيث أتممت الشهر كله، وكان اليوم الموالي عيد الفطر وقضيته في تونس.
وهل أخرجت زكاة الفطر في تونس؟

لا، بل أخرجتها في الجزائر ليلة السابع والعشرين ثم سافرت إلى تونس واللقاء كان يوما قبل عيد الفطر.
ماهو رأيك لقرار إعادة غلق المحلات التجارية عبر أغلب الولايات؟

رغم الركود الاقتصادي إلا أن القرار كان صائبا، لأن الروح البشرية قبل كل شيء، وهذا بسبب تهور واستهزاء التجار الذين ضربوا التدابير الوقائية والإجراءات عرض الحائط، همهم الوحيد جمع الأموال ولو على حساب حياة الصائمين.
غادرت الميادين وأنت في سن جد مبكرة وفي أوج عطائك.. ماهو السبب؟

باعتراف العدو قبل الصديق، أوساسي كان رقم واحد في الجزائر وأنهيت مهامه، وانسحبت مرغما وكنت من بين أحسن الحكام الجزائريين آنذاك وكان عمري لا يتجاوز 36 سنة، وهو ما يعني أنني كنت ما زلت في قمة عطائي وكانت أمامي 10 سنوات كاملة، وهذا الشيء الذي تأسفت له كثيرا، وأما السبب فيتمثل في مخلفات اللقاء المشهور الذي جمع بين جمعية عين مليلة ومولودية العاصمة في رمضان وأظن أن الأمر كان مدبرا.
كيف؟

إنها مكيدة دبرت لي بليل، وأتذكر أنني حكمت لقاءين في عين مليلة في نفس الشهر وفي رمضان، الأول ضد مولودية وهران وانهزم الاتحاد داخل قواعده بهدف نظيف، والثاني ضد مولودية العاصمة حيث كان اللقاء متعادلا 1-1 ومنحت ضربة جزاء شرعية للعميد الذي كان يضم أنذاك خيرة لاعبي البطولة أمثال لعزيزي، ومراكشي، وعزيزان، والمدرب مصطفى هدان، ليجتاح الأنصار بعدها الملعب، واعتدوا عليّ وأنا صائم في رمضان، ثم تراجعت عن قراري وذلك بطلب من مدرب المولودية هدان، حفاظا على حياتي وحياة لاعبيه، والشيء الذي حزّ في نفسي معاقبتي بالإيقاف لمدة 6 أشهر من طرف الفاف ولجنة التحكيم وحينها اتخذت قرار الاعتزال ولا رجعة فيه.
ولماذا لم تطعن في القرار؟

أنا “عندي النيف” لم أطعن في القرار، كنت أعلم أنني مستهدف أنذاك، وإلا كيف يتم تعييني في نفس شهر رمضان لإدارة مبارتين في عين مليلة واعتبرت القرار مقصودا، واتخذت قرارا بالاعتزال وأظن أنه لو تراجعت عن ضربة الجزاء لصالح عين مليلة لم يحدث ذلك، ولكن المشرفين على كرة القدم أنذاك صنعوا من الحبة قبة وعاقبوني على التراجع عن القرار، وأظن أنهم كانوا يتمنون فوز المولودية في عين مليلة، وكنت أحس أنني كنت مستهدفا من طرف لجنة التحكيم، لأن هناك كانت أسماء لحكام شبان لم أترك لهم الطريق، حيث أديت أنذاك أكبر عدد من اللقاءات الوطنية والدولية، وكان لهم ما أرادوا، بتخلصهم مني.
ماهي أحسن ذكرياتك؟

حقيقة لما عينت في الفترة الممتدة مابين 2003 و2006 مناجيرا عاما لوفاق سطيف من طرف الرئيس عبد الحكيم سرار، كانت أول مرة يعين في هذا المنصب حكم دولي سابق، ثم عينت أيضا وكيلا للنادي وبعدها منصب أصبحت مديرا إداريا للنادي في عهد الرئيس حسان حمار، وكوننا فريق الألقاب بعد سنة 2007، حيث حاز الوفاق على أول لقب عن جدارة واستحقاق في منافسة كأس العرب على حساب الفيصلي الأردني بعد تعادلنا في سطيف 1-1 وفوزنا في الأردن 0-1، والكأس الثانية أيضا في الموسم الموالي.
أديت عدة مباريات في رمضان.. هل أخرجت بطاقات حمراء؟

رغم أنني كنت أراعي الشد العصبي الذي ينال من اللاعبين، لكن أحيانا لا أترك اللقاء يخرج عن إطاره الرياضي، وحينها أكون مجبرا على طرد أي لاعب يتعدى حدود اللعبة، ودائما يعترفون بالخطأ بعد نهاية اللقاء ويطلبون مني الصفح عنهم، لأنني لم أرتكب أخطاء متعمّدة بل أطبق القانون.
ماهو إحساسك بمقتل الحكم عيادي في شهر الصيام؟

أولا أقدم واجب العزاء إلى عائلة عيادي وإلى أسرة التحكيم ببجاية التي أنجبت عدة أسماء منهم بوزنادن، وبلعيد، وفرج، وإيدبران، والحكم المكون المرحوم زيان، وفقدت في فترة وجيزة شابين في مقتبل العمر آخرهما المرحوم حسام 24 سنة الذي تم العثور عليه جثة هامدة، وحسب مصادر إعلامية فإن الجاني تم توقيفه من طرف مصالح الأمن وهو من معارفه وجيرانه، وقد تأثرت لهذه الجريمة الشنعاء التي وقعت شهر التوبة والغفران بسبب المال.
هل أنت مع اعتماد موسم أبيض؟

صحة اللاعبين قبل الملايين، لأنه هناك من يربح الملايين في حالة استئناف البطولة، وأرى أنه يستحيل العودة إلى الميادين في ظل تزايد عدد الحالات عبر ربوع ولايات الوطن، وتزامنا وتمديد الحجر الصحي وارتفاع درجة الحرارة، وأتذكر أن هذا السيناريو حدث موسم 92-93 جراء العشرية السوداء قبل 5 جولات وتم إتمام الموسم في شهر سبتمبر، وأظن أن هذا هو القرار المناسب.
هل لك من ذكريات مع شخصيات سياسية أو رياضية؟

سبق لي وأن التقيت بأول رئيس للدولة الجزائرية المستقلة المرحوم أحمد بن بلة في الفندق الكبير بطرابلس بليبيا، وذلك أثناء سفري لإدارة لقاء في كرة القدم، كما كان معه المدرب الأرجنتيني الحائز على كأس العالم سنة 1986 بالمكسيك كارلوس بيلاردو، ووجه لي بن بلة نصائح وقال لي أنا سعيد بأداء الحكام الجزائريين، كما كان لي سنة 97 شرف إدارة نهائي كأس الجمهورية بين شباب باتنة واتحاد العاصمة ورغم تتويج أبناء سوسطارة بالكأس على حساب شباب أوراس باتنة إلا أن الرئيس اليامين زروال أثناء تسليم الميداليات، شكرني على أدائي النزيه للقاء رغم انهزام شباب باتنة وقال لي “بارك الله فيك والله أيكثر من أمثالك”.
هل من إضافة؟

أقترح على المشرفين على الرياضة تخصيص صندوق لمساعدة الحكام النزهاء ماديا والذين يمرون بوضع صعب في حياتهم اليومية بعد اعتزالهم.