نظام غذائي "ينقذ كوكب الأرض وسكانه"
20-01-2019, 01:55 PM
جيمس غالاغر
محرر الصحة والعلوم



طورت مجموعة من العلماء نظاما غذائيا، يعد بتقليل أعداد الوفيات، وتوفير الغذاء لنحو 10 مليارات شخص، وكل ذلك دون التسبب بأضرار كارثية لكوكب الأرض.

لقد حاول العلماء استكشاف كيفية توفير الغذاء، لمليارات إضافية من البشر، خلال العقود القادمة.

وكانت إجابتهم: "النظام الغذائي الصحي الكوكبي"، الذي لا يستبعد اللحوم والألبان تماما.

لكن هذا النظام يتطلب تحولا هائلا، عن ما نكدسه فوق أطباقنا، إلى الأطعمة التي بالكاد نأكلها.

الصين تنجح في إنبات بذور القطن والبطاطا على القمر

ما التغييرات التي سأفعلها؟
إذا كنت تأكل اللحوم يوميا، فهذه أول عقبة. بالنسبة للحوم الحمراء، يمكنك تناول قطعة برغر مرة واحدة في الأسبوع، أو شريحة لحم كبيرة خلال الشهر، وهذا بحد أقصى.

لكن يمكنك تناول مجموعة من "الخضروات النشوية"، مثل البطاطس أو نبات الكاسافا، الذي يؤكل على نطاق واسع في أفريقيا.

إذن ما هو النظام الغذائي بالتفصيل؟
إذا التزمت بهذا النظام، فهذا كل ما سيسمح لك به يوميا:



1-المكسرات: 50 غراما يوميا.

2-الفول والعدس والبقوليات الأخرى: 75 غراما.

3-السمك: 28 غراما.

4-البيض: 13 غراما.

5-اللحوم: 14 غراما بالنسبة للحوم الحمراء، و29 غراما من لحوم الدجاج.

6-الكربوهيدرات: 232 غراما بالنسبة للحبوب مثل الخبز والأرز، و50 غراما بالنسبة للخضروات النشوية.

7-الألبان: 250 غراما، أو ما يساوي كوبا من اللبن.

8-الخضروات: 300 غرام، والفواكه 200 غرام.

كما يتسع النظام الغذائي لـ 31 غراما من السكر، ونحو 50 غراما من الزيوت مثل زيت الزيتون.

هل سيكون مذاقه فظيعا؟
يقول البروفيسور والتر ويليت، وهو أحد الباحثين في جامعة هارفارد، إن الأمر ليس كذلك. وبعد طفولته التي أمضاها في مزرعة، وكان يأكل ثلاث شرائح من اللحم يوميا، أصبح الآن متوافقا إلى حد كبير مع النظام الغذائي الكوكبي.

ويضيف: "هناك تنوع هائل في ذلك النظام الغذائي. يمكنك أخذ هذه الأطعمة، ومزجها معا بآلاف الطرق المختلفة. نحن لا نتحدث عن حرمان غذائي هنا. إنه طعام صحي ومرن ولذيذ".


هذه بعض أطباق الطعام، التي تتوافق مع النظام الغذائي الكوكبي

هل هو حقيقي أم خيال؟
يتطلب النظام المقترح تغييرات في الأنظمة الغذائية، في كل ركن من أركان العالم تقريبا.

سيحتاج الناس في أوربا وأمريكا الشمالية إلى تقليص الكميات، التي يتناولونها من اللحوم الحمراء، إلى حد كبير، بينما في آسيا سيحتاجون إلى تقليص كميات الأسماك، وفي أفريقيا يجب أن يخفضوا من كميات الخضروات النشوية.

وتقول لاين غوردون، مديرة مركز ستوكهولم للقدرة على التكيف بجامعة ستوكهولم: "لم تحاول البشرية قبل ذلك أبدا تغيير نظامها الغذائي، على هذا النطاق وبهذه السرعة".

وأضافت: "سواء كان الأمر خيالا من عدمه، فإن الخيال ليس بالضرورة سيئا. لقد آن الأوان لأن نحلم بعالم جيد".

ويعد فرض ضرائب على اللحوم الحمراء أحد الخيارات، التي يقول الباحثون إنها قد تكون ضرورية، لإقناعنا بتغيير أنظمتنا الغذائية.

من ابتكر هذا النظام؟
اشتركت مجموعة تضم 37 عالما من أنحاء العالم، ضمن لجنة EAT-Lancet المنبثقة عن دورية لانسيت الطبية، في تصميم هذا النظام الغذائي.

وهؤلاء العلماء خليط من علماء الزراعة، والتغير المناخي والتغذية. واستغرق هؤلاء عامين، للتوصل إلى نتائجهم، التي نشرت في دورية لانسيت.

لماذا نحتاج إلى نظام غذائي لنحو 10 مليار إنسان؟

وصل عدد سكان العالم إلى 7 مليارات عام 2011، وبلغوا الآن نحو 7.7 مليار.

وهذا الرقم مرجح أن يصل إلى 10 مليارات، عام 2050، وسوف يستمر في التصاعد.

هل سيقلل الوفيات؟
يقول الباحثون إن هذا النظام سينقذ أرواح نحو 11 مليون إنسان، يموتون سنويا.

ويعود هذا الرقم إلى الانخفاض المتوقع، في أعداد المصابين بأمراض، ناجمة عن الأنظمة الغذائية غير الصحية، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وبعض أنواع السرطانات.

وتعد تلك الأمراض القاتل الأكبر في الدول المتقدمة.

إذن هل سينقذ هذا النظام الكوكب؟
هدف العلماء هو إطعام المزيد من البشر، بالتزامن مع حدوث الآتي:

- خفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، بقدر الإمكان.
- منع انقراض أي نوع من الكائنات الحية، المهددة بالانقراض.
- عدم التوسع في الأراضي الزراعية.
- الحفاظ على الماء.
لكن مجرد تغير الأنظمة الغذائية ليس كافيا بالمرة.

ولكي يتحقق ذلك الهدف، فإن الأمر يتطلب أيضا تخفيض الفاقد من الطعام إلى النصف، وزيادة كميات الطعام، المنتجة من الرقعة الزراعية الحالية.

لماذا لا يمنع النظام تناول اللحوم؟
يقول البروفيسور ويليت: "إذا خفضنا فقط من الانبعاثات الغازية، يمكننا القول إن الجميع سيكونون نباتيين".

لكنه أشار إلى أنه لم يتضح بعد، ما إذا كان النظام الغذائي النباتي هو الأكثر صحة من عدمه.

إذن ماذا يحدث الآن؟
ستحمل لجنة EAT-Lancet هذه النتائج إلى الحكومات حول العالم، وإلى كيانات مثل منظمة الصحة العالمية، لترى ما إذا كان بإمكانها البدء في تغيير الطريقة، التي نتناول بها طعامنا.