تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    64

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
المحاضرة 2......علم النص
18-01-2015, 10:04 PM
المحاضرة الثانية :
علم النص .
مصطلح "علم النص" ليس جديداً في معناه ، فقد استعمله الشكلانيون الروس منذ سنوات العشرينات من القرن الماضي بلفظ مغاير ، حيث استعمل "ياكبسون" في كتابه الشعر الروسي الحديث ما أسماه "العلم الأدبي" ، وجاراه في استعمال هذا المصطلح رفيقه "ايخنباوم" منظِّر الحركة الشكلانية حين تحدّث في مقال له بعنوان "نظرية المنهج الشكلاني" عن بعض مبادئ العلم الأدبي والجمالي .
إنّ الحديث عن تأسيس "علم النص الأدبي" يثير لدينا نوعا من ردِّ الفعل ، ويجعلنا نتساءل عن بعض الأمور التي يمكن لنا أن نعبِّر عنها من خلال التساؤلات التالية:
- ألا يعني حديثنا عن تأسيس علم النص الأدبي أننا ننفي ضمنيا صفة العلمية عن الدراسات الأدبية السابقة ؟
- ما المقصود بِ "علم النص الأدبي" ؟ أهو علم خالص أم علم ذو خصوصية معيّنة؟
- ما هي دواعي هذا التأسيس ؟ وما هي مبرراته ؟
كلّ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المشابهة تحتاج في الواقع إلى مناقشة وتحليل. إنّ الدعوة إلى تأسيس "علم النص" لا تعبِّر بالضرورة عن نفي صفة العلم عن التراث النقدي السابق ، ولكنها تعبِّر عن رغبةٍ في تجاوز ذلك التراث الذي لم يعدْ رغم جلاله وعظمة قدره قادرا على الاستجابة لحاجات الإنسان المعاصر النفسية والروحية والذوقية ولا على استيعاب مختلف المشكلات التي يطرحها الأدب في العصر الحاضر . حيث أننا نعيش اليوم عصر العلم أكثر من أيِّ وقت مضى، إذْ حقّق الإنسان في ظرف الخمسين عاما الماضية من التقدم العلمي والتكنولوجي ما لم يحققه طوال الألف عام التي سبقتها ، وقدّم العلم فيها الكثير من التفسيرات للكثير من المعضلات ، والكثير من الحلول للكثير من مشكلات الإنسان .
ألا يستلزم الأمر والحال هذه أن يستفيد الأدب والدراسة الأدبية على الخصوص من ثمار العلم ؟
1- محاولات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين :
لقد بدأ التفكير في تأسيس "علم النص" في القرن التاسع عشر مع الفيلسوف الفرنسي "هيبوليت تين" الذي حاول أن يؤسس لعلم النص الأدبي حين راح يطبِّق منهج دراسة النبات على الأدب بالتركيز على عناصر ثلاثة فيه هي ما أطلق عليه مصطلحات : الجنس – البيئة – الفترة ، على النحو الذي تُدْرس به النبتة . فرأى أنّ هذه العوامل مُمَثَّلة في العرق(الجنس) الذي ينتمي إليه الأديب والمجتمع (البيئة)الذي ينشأ فيه والحقبة الزمنية (الفترة)التي يصدر فيها عمله الأدبي .
وعلى ضوء ذلك راح "تين" يبحث له عن نماذج وأمثلة تطبيقية من الأدب الفرنسي إلى فن الرسم الإيطالي إلى الأدب الأنجليزي يدعم بها نظريته.
وبالرغم من طرافة بعض الاستنتاجات التي جاء بها "تين" فقد انطوت في مجملها على عيوب كثيرة ، من هذه العيوب طريقة اختياره للأمثلة التطبيقية التي جعلها انتقائية ، حيث كان يأخذ من الأمثلة ما يتفق مع نظريته ويتطابق مع منهجه ، أما ما يختلف معهما فيتلافاه ويسقطه من حسابه ، كما أنّ منهجه لم يفرق بين طبيعة الأدب وطبيعة العلم ، هذا ما جعل "غوستاف لانسون" يهدِّم كل ما بناه هذا المفكر بجرّة قلم ،قائلا : « ليس هناك ما يجمع بين تحليل العبقرية الشعرية وتحليل السكر إلا الاسم » .
بعد محاولة "تين" هذه جاءت محاولة الداروينيين بزعامة "برونتيير" ، والوضعيين بزعامة "لانسون" كلّ من جهته لتقريب الدراسة الأدبية من المنهج العلمي . فذهب "برونتيير" إلى القول بأنّ قوانين تطور الأدب والفنون شبيهة تماما بقوانين تطور الأحياء والنباتات ، وبناءً على هذه النظرة راح يطبق منهج "داروين" في دراسته للأحياء على الأدب ، وحسب هذه النظرة يكون النوع الأدبي مثل النوع البيولوجي، ينشأ ويتطور ثم ينقرض ، لكن المنقرض منه لا يفنى تماما وإنما تتواصل عناصر منه في النوع أو الأنواع التي تطورت عنه ، كما هو الشأن في القصة التي تطورت عن الملحمة بعد انقراضها . وقد وُجِّهت انتقادات لهذا المنهج بدوره وأهمها أنه يفسر ظاهرة خاصة نفسية هي الأدب بقوانين عامة .
أما الوضعيون فقد استلهموا منهجهم العلمي من "أوغست كونت" في تحديده لتطور المجتمع البشري ، وتأثر منهج "لانسون" بمنهج المؤرخين ، ولاحظ الدارسون بأن المعنى الذي قصده من عبارة "المنهج العلمي" لا يعني أكثر من التدقيق في تاريخية النص .
2- التحول الكبير نحو المنهج اللساني في دراسة النص : (القرن العشرين)
في الوقت الذي كان "لانسون" يقدم دروسا لطلابه في الأدب الفرنسي وتاريخه كان "فرديناند دي سوسير" يقدِّم نظرياته اللسانية في ما أصبح يُعْرَف بِ "دروس في اللسانيات العامة" ، ويؤسس "اللسانيات البنيوية" التي أحدثت ثورة لا مثيل لها في دراسة اللغة. ومنذ أن ظهرت نظرية "البنية" في اللسانيات عرفت الدراسات الأدبية توجها جديدا وقويا لم يتوقف مدّه إلى اليوم ، وكأنّ الدراسة الأدبية قد وجدت أخيرا ضالتها في اللسانيات ، ويبدو ذلك من خلال التطور المتوازي بين اللسانيات من جهة والدراسات الأدبية المتأثرة بها من جهة ثانية ، ويظهر هذا التأثر بجلاء في طغيان المصطلحات اللسانية على الدراسات النقدية الأدبية بحيث لم يعد في الإمكان القيام بمثل هذه الدراسات دون اللجوء إلى المصطلحات اللسانية ، وبهذا نخلص إلى أنّ كل النظريات المهمة في تحديد مفهوم النص الأدبي جاءت من قبل باحثين لسانيين .

3- حركة الشكلانيين الروس :
لم تظهر الدراسات الأدبية الجديدة المتأثرة باللسانيات في فرنسا كما كان من المنطقي أن يحدُثَ ، بحكم أنّ نظريات "دي سوسير" و مفهوم البِنْية التي تُشَكِّل أساسها قد انطلقت من السربون ، وإنما عرفت انطلاقتها من موسكو في شتاء 1914-1915 على يد الشكلانيين الروس . وقد جعلت هذه الجماعة همها منذ البداية مُرَكّزاً على دراسة المظهر اللساني للشعر ، وما ميّز عمل الشكلانيين بعد التوجه البارز في أعمالهم أنهم أعطوا أهميّة خاصة للتصنيف والنمذجة والوصف الدقيق المفصل للعمال الأدبية ووضع المصطلح التقني الذي يعبِّر عن ذلك ،وهو ما أعطى لعملهم صبغة علمية وموضوعية بارزة ، وشكّل الأسس الأولى لعلم النص الأدبي الحديث .
وقد وضعوا العمل الأدبي في المركز الأول واستبعدوا من دائرة الدراسة كلّ عامل يقع خارج النص مثل السيرة الذاتية للكاتب أو البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها أو أيِّ نوع من أنواع التحليل النفسي أو الاجتماعي أو التأمل الفلسفي .
غير أنّ "باختين" وهو شكلاني رأى أنّ تناول العمال الأدبية بهذا الشكل يُعَدُّ خطأً وقصوراً في التحليل لأنه لا يُمَكِّن الفصلَ بين اللغة والايديولوجيا ، باعتبار اللغة نظام إشارات مبنيا بناءً اجتماعيا ، ومن هنا نشأ ما يمكن أن نطلق عليه اسم المدرسة الاجتماعية أو "الباختينية" ضمن الحركة الشكلانية .
وبعد انكماش حركة الشكلانيين بعد قيام الثورة في روسيا انبعثت هذه الحركة من جديد في مدرستي "براغ" 1926 و "كوبنهاجن" 1934، غير أنّ جهود المدرستين انصبّت على الصوتيات بالنسبة لمدرسة "براغ" ، وعلم النحو بالنسبة لمدرسة "كوبنهاجن" . ولم يستفد علم النص من بحوث المدرستين إلا بشكل غير مباشر حين استُغِلَّت نتائج بحوثهما في دراسة الشعر على المستويين الصوتي والتركيبي ، كما ساهمت المدرستان في بلورة نظرية المعنى لاحقا.
4- نحو وضع قوانين عامة عالمية في دراسة النص :
على غرار البحوث اللسانية البحتة اصطبغت بحوث علم النص بالصبغة العالمية ، واتجهت نحو وضع قوانين عامة تحكم النص بوجه عام والنص الأدبي بوجه خاص لتجيب عن سؤال محدّدٍ هو : "كيف ينتج النص معناه ؟ " وتأكّد هذا المنحى العالمي في المؤتمرات الدولية والملتقيات الجهوية لسيميائية النص .
5- بين انغلاق النص على ذاته وانفتاحه على محيطه :
غير أنّه وبالرغم من هذا التوجّه العالمي في دراسة النص فإنّ الجدل القديمَ الجديدَ حول انغلاق النص الذي تبناه أصحاب الاتجاه اللغوي أو انفتاحه على محيطه كما تبناه أصحاب الاتجاه الاجتماعي ظلّ قائما وما زال إلى يومنا هذا .
فبالرغم من أنّ "جورج لوكاتش" لم يكن بنيويا إلا أنّه كان من أوائل النقاد الماركسيين الذين ربطوا بين بنية العمل الأدبي وبين المحيط الاجتماعي الذي أنتجه . لكن هذا الاتجاه تبلور في شكل نظرية بنيوية متكاملة فرضت نفسها في مجال دراسة النص عند الناقد "لوسيان جولدمان" في ما أسماه بالبنيوية التكوينية أو التوليدية . و"جولدمان" بنيوي غير أنّه كان ينظر إلى البنية باعتبارها واقعا حيّاً متحرِّكا وفق النظرة الجدلية للواقع ،ويرفض تبعا لذلك النظر إلى العمل الأدبي مفصولا عن محيطه الثقافي والاجتماعي ، ويضرب لذلك مثلا طريفا حين يقول : « كأننا ندرس التفاحة دون أن نأخذ بعين الاعتبار الشجرة التي أنتجتها والمحيط الزراعي والمناخي الذي عاشت فيه ، فدراسة التفاحة في حدِّ ذاته مهمٌّ ، ولكنها تصبح أهمّ وأشمل إنْ لم تُفْصَل عن الشجرة والمحيط الذي عاشت فيه ».
وفي دراسته لقصيدة "القطط" لِ "بودلير" حاول تجسيد نظرته الشاملة هذه . ويتواصل هذا الاتجاه مع "جوليا كريستيفا" التي نجدها تنظر إلى النص باعتباره وحدة ايديولوجية تتشكّل من التقاء النظام النصي المُعْطى بالأقوال والمتتاليات التي يشملها في فضائه أو التي يحيل إليها فضاء النصوص ذاتها .
6- نحو منهج يتجاوز البنيوية في دراسة النصوص :
هكذا ظلّ هذا السِّجال الذي تحدّثنا عنه قائما ، لكن الشّك لم يتطرّق أبدا إلى البنيوية نفسها التي بدت إلى غاية منتصف الستينات قادرة على تفسير كل شيء حتى جاء "جاك دريدا" وقام بالمحاولات الأولى الجادة في نقد البنيوية والعمل على تجاوزها فيما عُرِف عنده بِ"التفكيكية" .
ويشير "دريدا " في نظريته إلى أنّ فكرة النص المنسجم الذي يشكِّل وحدة تامة ومنغلقة لا وجود له ، ولا يوجد هناك نص أصيل أو متجانس ، ومن هنا يلتقي "دريدا" مع "كريستيفا" في ما تسميه "تكوينية النص" أو "أصوله".












مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:44 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى