تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى الخاطرة

> إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
24-05-2013, 06:01 PM

مع ضوء القمر.
ارتفعت أنفاسُنا وحلّقت في سماءِ الحبِّ، فكان العشق الجميل.
عندها نسيتُ أحزاني، وجرحي الدفين، وابتسمت لكِ إبتسامة حنين.
وأنا وأنتِ في ذلك الحضور الغيبي عن العباد، حين تعانقت الارواح، وأتبعناها بالاجساد
فاضحى العقلُ شاردًا، والقلب هائماً، والعين مالها إلا الدموع؛ دموع فرحٍ، وعبرات على ما فات من الهجر والبعادِ.
هكذا كانت تأملات خيالي، وطيفكِ بفكري و بالي، وأنا لا افكر فيما جرى لي.
ولكن عندما رجعت لنفسي، وتأكدتُ من شعوري وحسي، فسكتَ همسي.
حين ألقيتُ النظرَ من حولي فلم اجدكِ، ثم ألقيتُ البصر كرتين، فرجع إليّ البصر خاسئاً. فتيقّنتُ أنني كنت مع طيفكِ فقط.
فبكيتُ لعلّنى أجد راحتى وسط ليلٍ حالكِ السوادِ، ولكن الدموع لن تجدي نفعاً، ولو اعلنتُ الحداد.
ووجدت نفسي وحيداً ..
فى ليلةٍ غاب فيها قمرى وتبعثرت نجماتى.
ليتكِ تعلمين أنكِ قمري وأنفاسكِ نجماتي.
فعلمتُ أن الوحدةَ هى ملاذى، وأن الطائر بجناحٍ واحدٍ لن يطير.
عرفتُ أنني ذلك الطائر مكسور الجناح.
لأنكِ لستِ معي.. فأنتِ هناك، وأنا هنا.
ترى هل هذا هو قدري؟.. يا من كنتِ لي قمري .
ترى لمَ هذا كله؟!.. ليت لهذا القلب أن يفيق.
نعم ..لابد من أن يفيق.
إنني في درس لغة العرب، لماذا هذا البوح بدون سبب؟!.
أيها الخلان.
لنبقى في المعاريض الذي يسميه بعض علماء البيان: التورية...
و كما قلت سابقاً، واتبعه لاحقاً:
التورية هي أن يكون للكلمة معنيان: معنىً قريب، ومعنىً بعيد، إذا قلت الكلمة خطر على بال السامع المعنى القريب، وأنت تقصد المعنى البعيد.
و مما جاء في المعاريض أو التورية.
ما حدث ذات يومٍ لأبي العلاء شاعر المعرة ـ و كان من المتعصبين للمتنبي و أشعاره في مجلس المرتضي العلوي .
فأخذ المرتضي في الانتقاص من المتنبي، بحيث أخذ يتتبع عيوبه، ويذكر سرقاته الشعرية ليثير حفيظة المعري...وقد سايره من كان في المجلس.
إلا أن المعري آثر الصمت..فسأله المرتضي عن رأيه، فقال أبو العلاء:
لو لم يكن للمتنبي من الشعرِ إلا قصيدته
" لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ"
لكفاه فضلاً.
فما كان من المرتضي أن غضب، وأمر به؛ فسُحب من رجليه حتى أُخرج مهانًا من مجلسهِ وسط دهشة الحاضرين!
والتفت لجلسائه قائلاً:
أتدرون أي شيء أراد الأعمى بذكر تلك القصيدة؟.. فإن للمتنبي ما هو أجود منها لم يذكره.
قالوا:
النقيب السيد أعرف.
فقال:
إنما أراد قوله:
وإذا أتتك مذمَّتي من ناقص** فهي الشهادة لي بأنِّي كاملُ.
وفعلاً هذا ما كان يقصده المعري، ولكنه أستعمل التورية مخافة من الذي وقع فيه.
وما زلنا في التورية والمعاريض، لنكتب نثراً، أو ننظم من القريض

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
25-05-2013, 02:51 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة
حضورٌ يتَألَّقُ ببيان اللغة ونثر الفصيح، وسمرٌ يترنم ببوح التصريح، لا التلميح.
ثم همسٌ احتضنَ خطوط النور فتفاقم إشراقة أمل!. فتاهتِ النفس شوقاً عل عجل.
للقلم صوتٌ يدوِي بأعماقِنا فلا يعرِفُ للسكونِ وجهَة.
وللبلاغة مكنون فلا يهتدي إلى جهة.
يتهادى بين أناملٍ تبرعمت ثمارٌ زاهية السطور. فتدَلَّت منها فتنَةُ الحروفِ كرزاً شهِيَّ الذوق والعطور.
يشغفنا قضم حلاوتهِ بنهمٍ! بعد أن أصابنا الحرمان بسقمٍ، فحق لنا القول نثراً أو شعراً بنظم ٍ.
هنا مساحةٌ ثنائِية ٌتحمِلُ من عناقيدِ المكان بهطولٍ راعِدٍ، يعتلِي قمم سحاب الكلمة في علوٍّ راصدٍ.
ليضرِبَ بسوطِ البوحِ أعماقها، يتساقط مخطُوطات تكتظُ بتلك الهمسات إشراقها و إيراقها
بعده سيغرِّد البلبل عَلى أغصانٍ من أهازِيجِ السطور صادحا، ً تتناغمُ بِها أصداء الحروف ويهتفُ بطير الكلم منشرحاً، فيكون التحليق في سماء البيان منسرحاً.
وعلى بساط الجمال استضافة يحقُّ لنا بالافتخار
فكونوا على موعدٍ وبالجوار.
فتتراقص تلك المفردات على أنغامٍ سحرها استثنائي النثر والنظم .!
يستظلُّ تحت وارِف الإبداع ويقتبِس الجمال.
فيا له من حسن فصيح ينشد الكمال!
ومن محبرة هامات مثقلة بروعةِ البيان.! فيلتقي همس البوح بليغاً يُشار إليه بالبنان
حياك الله أيها القارئ الأصيل.فلشغفِ الارتواء والانسكاب من طرب اللغة الجميل.
و لنا من خيال عربيتنا مساحات بيضاء.
والآن جد الجد، فهيا نعقد العهد.
أحبتي وخلاّني.
قيل: أن أجمل التشبيه أن نهبَ الحياة فيما لا روح فيه.. فترانا نقول: نام الفكر عن التفكير، تنفس الصبح إذا أشرق النور، قفز القلم لينفض غبار الكسل ..
وهل في الفكر، والصبح، والقلم روحٌ، حتى ينام، ويتنفس، ويقفز!. ومع ذلك استعملنا تلك التعابير فكان التشبيه جميلاً وبليغاً.
ولكن حذار! حذار!
فليس كل التشبيه صائباً وجميلاً .
ومن ذلك ما عاب النقاد ومنهم النابغة الذبياني على حسان بن ثابت وهو يفتخر بقومه :
لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى ** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما.
ومن ضمن ما عابوا عليه مثلا ، قوله ( الضحى ) فلو قال (الدجى) لكان أبلغ، فالدجى مظلم وبريق السيوف فيه أقوى
وأخذوا عليه كلمة ( يقطرن ) فالقطرات دليل ندرة الدماء، فلو قال: ( يسلن ) لكان أبلغ .
ولي معكم لقاء، إن كان لنا بقاء.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة



لا يزال للحرف في كنفِ أسطُركِ لذّة لا تدركها العُقول
اماني أريس.
يا سيدة الحرف وفَاتِنته
ردّكِ ينسكب كشَهدٍ مصفى.
أراكِ به ترسمِين البليغ مدائن من سفوح البنفسج، فيختال بِها البيان ملِكاً.
يا رائعة الحضور، وعازفة السطور... مع مداخلتكِ وكأني بكِ تهدِينَا عِطر الضاد فوّاحاً.
كنتِ كقطراتٍ ندِيّة.. أهطلت فصاحةً فارتشفها القلمُ بكلِ ثَمَالَة!
أمّا ملاحظتكِ فهي على الرأس والعين، فيما يخص ما جاء في مطلع معلقة ذي القروح.
يا " أماني " إن الأدب مذاهب وأهواء .. ربما يكون ما أشرتِ إليه لهو الصواب.
عندها نقول أصابت " أماني " وأخطأ " الإبراهيمي".
هل يُرضي أديبتنا هذا؟
هكذا يكون تدارس العلم والأدب.
احترام لا يليق إلاّ بكِ، لكِ نبيذ الجنَّة
طابت روحكِ سيدِتي بسعادةٍ، ولكِ الإمتنان مع قوافلُ وَردٍ.

واي شرف اعظم من الجثوم في بهرة ابداعك يا ابن المكارم والنهل من عطائك يا طائي الخضارم وما نحن هنا لنمتعض وعلى كرم اساتذتنا نترفع ونعترض الا يا ابن الافاضل انك الرعن من الجبل و العذق من النخل والروق من الوعل زادك الله من جزيل علمه وانار دربك وادامك ذخرا لهذا الوطن الحبيب وابنائه
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
26-05-2013, 07:15 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
واي شرف اعظم من الجثوم في بهرة ابداعك يا ابن المكارم والنهل من عطائك يا طائي الخضارم وما نحن هنا لنمتعض وعلى كرم اساتذتنا نترفع ونعترض الا يا ابن الافاضل انك الرعن من الجبل و العذق من النخل والروق من الوعل زادك الله من جزيل علمه وانار دربك وادامك ذخرا لهذا الوطن الحبيب وابنائه
ولو أنني أوتيت كل بلاغة ** وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر
لما كنت بعد القول إلا مقصرا ** ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر.
وبعده.
ما عساني سوى أن أقولَ:
أهلاً بِمَن تنزع إلى المحامدِ بنفسٍ وعرق، وتحِن إلى المكارم بوراثةٍ وخلق.
الادبية اللوذعية
أماني أريس
أراكِ قد أغدقت عليّ بالمديحِ،
أتمنى أن أكون لذلك أهلاً .. ثم دعيني لأقول لكِ
رفع الله قدركِ الى سمكِ السحاب، وارتقاكِ إلى ذروةِ المجدِ تزل أقدام النجوم لو وطئتها، وتقصر همم الأفلاك إن طلبتها
صدقيني إن قلتُ ..إنّ ما خطته أناملكِ فقد سحرني بجميل البلاغة الفتان ، وعذوبة الكلام مع وروعة البيان..
فوجدتكِ وكأني بكِ تطوفين بين رياض الحروف..و قد اتيت بالدر، يا رائعة النثر.
شكرٌ من الاعماق.. ويظهر أنه سيكون لنا صولاتُ وجولات في بستان الضاد.
تقبلي مني قوافل الامتنان تترى.
زادكِ الله فضلاً و نعيماً.
تحياتي
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
27-05-2013, 08:17 PM



بعث برسالة مرة، بل بخلجات الروح، وزفرات النفس، فماذا قال:
من بعيدٍ، ومن " هييان كيو" أو عاصمة السلام كما سماها " كامو" الإمبراطور الإله.
وعلى ضفاف نهر " كتسورا " الحالم.. من " كيوتو " إليكِ هذا الكلام.
ومع وحدتي، والبعد عن الديار، وحنين الشوق الى المزار... أقول:
عند منتصف البوحِ، وجدتُ نفسي مع أولِ وخزات السكاكين حتى آخر حشرجة الروحِ.
فهل اركن روحي إلى ناصيةِ البكاءِ؟
مع المشقـّة والعناءِ، والجهد والاواء؟!
فقد سُقيتُ أوجاعاً من منابت ذبح الشوقِ، ولم ينع قطف العشقِ.
وبُحّ صوتي، وجفّ دمعي، وأنتِ لستِ معي.
أين أنتِ؟!.. هل تسمعين ندائي؟ ألا يطربكِ حدائي؟
لمَ لا تتلاشى بيننا المسافات فنتهامس؟
ألا تجمعنا الأقدار بركنٍ لكي نتلامس؟
فلا تتركيني في ظلام الشوق الدامس.
أين أجدكِ؟
لتشاطريني الأفراح، وتبعدين عني الأتراح.
كنتِ قد جلوتِ ببسمتكِ الأحزان، وعزفتِ ببهجتكِ بارع الألحان.
ألا تذكرين كم من ليلةٍ كان سميرنا فيها بدر التمام؟ وأنيسنا مع لمعان النجوم حديث الهوى والغرام؟
أم كان نصيبي من ذاكرتكِ النسيان؟ مع تعاقب الأيام و تباعد الأزمان؟.. أو شاختِ المشاعر؟ .. وجفّ نبع الخواطر؟
لأنني عندما أفقتُ وجدتُ نفسي وحدي، مع هيامي و وجدي.
أشقّ غمائم السماء ببعض الشجنِ، فتدميني الأرض بطعناتِ المحنِ.. والبعد عنكِ تعلوهُ لعناتٌ تدوم، و صرخات رعدٍ و رياح، وأشواق تهيج الجراح.. وشظايا حمم الوجع ليطبع ندبة ً لا قبلة ً في كل حلمٍ مع تباشير الصباح.
فتثور من جفوني عبرات، تستجيب لآهات صدري المكلوم زفرات.
وقد شوّهت بخدش الصب كل رجاءٍ لا يعود، وومضات مبسمي في أفولٍ؛ وآمال عن آمالي لا تذود.
فقد مسّتني قبضة هلاكٍ تعتصرُ المرَّ من نبد الوجع ، وتستفتيه أضغاثاً تُستباح، وهمهمة بوحٍ تعبق بأريج النواح .
آهٍ!.. تـُرى إن كان اللقاء؟!..فمتى تمشطين شعركِ الحريري؟..لأتغزل بأنوثتكِ الطاغية؟ ..وأنتِ تترنمين بأشعاركِ الشجية..ويداي تداعبانِ بشرتكِ السحرية كأنها نور الصباح، وما الإصباح عنها بأمثل .
وعندما تتكلمين يكتظّ ندى باستفاضة ألحان وترانيم شدوٍ.. فتتجاوب له أنفاسي تطعمينها من روحكِ إفطاراً من بوحي، وشوق نزفي في مخدعنا عند كل اشراقةٍ تدلف عني البصر ..
فأصمت، وانسى الماضي الوئيد، ثم أكمل البوح، بعد أن تتخثر روحي في ثنايا الوريد.
فهل مع كل هذا تنتظريني؟
ترى لماذا كل هذا؟!..أليس لكل هذا البوح من ردعٍ، حيث وكأنني اصدح بوادٍ غير ذي زرع.
يا خلان، دعوني من هذا الكلام، فالأمور ليست على ما يرام.
ونعود للغة احسن.
إن سرّ جمال التورية، أنها تعمل على جلب وجذب الانتباه، وإيقاظ الشعور، وإثارة الذهن، ونقل مشاعر وأحاسيس الشاعر أو الأديب.
قال سِرَاجُ الدين الوَرَّاق:
أصونُ أديمَ وجهي عن أُنَاس ** لقاءُ الموت عندهُم الأديبُ
وربُّ الشعر عندهمُ بغيــضٌ ** ولو وافى بهِ لهمُ حبيبُ

كلمة "حَبيب" في المثال الأول لها معنيان:
أحدهما المحبوب وهو المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهنْ بسبب التمهيد له بكلمة "بغيض"، والثاني اسم أبى تمام الشاعر وهو حبيبُ بنُ أَوْس، وهذا المعنى بعيد. وقد أَراده الشاعر ولكنه تَلطف فَورَّى عنه وستره بالمعنى القريب.
وسأكمل معكم المشوار، يا كرام، ويا أهل الدار.











  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
28-05-2013, 06:05 AM
حين تذكّرتُها، خفق القلب من الوجدِ
والدمعُ شقّ مسيلاً على الخدِّ.
لأنها ــــ منذ سنوات ــــ قد رحلت.
ماتت!
ماتت.. فسكت ذلك الصوت الذي كان يترنّم حبّاً وعطاء وكأنّه تسابيح من الملكوت.
ماتت..
فرحل ذلك الطائر الذي كان يغرد بصوت السماء.
ماتت ففقدت المحبة أبوابها، وفارقت السعادة أسبابها.
ماتت..
فطارت الرحمة بدفئها وارتحلت، وانهدم السقف وهوى، وذبل الزهر إذ ذوى، ووهن الساعد والعضد، وتعرّتِ الأطراف والجسد.
ماتت..
وتركت الحياة كأنها في ليلة عزاء، وأفلتِ النجوم في السماء.
وأصبحتِ الأرض أحسبها وكأنّها في مأتم أُقيم بليل، فلا الكلام كلام ولا القول قول.
لو كنت أملك من عمري شيئا قدر الاستطاعة، لأعطيتها ما يجعلني لا أفارقها ساعة.
آهٍ! فهي ابتسامة الزمن، والعون على المحن
ماتت المرأة التي علمتني الرجولة.
ماتت.. فأصبحت أحيا ببعض نفس، وبعض روح وبعض عقل.
سبحان ربي الذي جعل من قلبها دنيا من خلقه هو، وأسكن فيها معان من سره هو.
يد لا تعرف إلا العطاء، وقلب لا يعرف إلا الحب والصفح والغفران، ووجه لا يعرف إلا الإقبال والابتسام، سهلٌ لكل صعب، ويسرٌ كل عسر .
ماتت. فلم يعد بعدها قلب ينضح بالحب والعفو بلا حساب، وذهب الصدر الذي ينفث عطر الأمن والأمان بلا مقابل
ماتت التي إذا ابتسمت، ضحكت الدنيا بأسرها، وإذا حزنت، بكت الأرض والسماء
ماتت سرّ أسراري، وهادية أفكاري.
كأنّ العالم كله جاثم أمامها.
رحل ذلك الصدر الحنون؛ فكم وضعت عليه رأسي فكنت ملكاً متوّجاً، أمسك بمفاتيح العالم بأسره.
كانت قُبلة الله التي حطت على جبيني فرسمت في وجهي معالم الحياة .
و" قِبلتي " التي أحمل إليها كل ما يحمله قلبي من سعادة وشقاء، فماتت القُبلة وضاعت "القِبلة" .
ماتت أمي.
( عليها منَ الله شآبيب الرحمة والغفران، وأسكنها في الفردوس في أعالي الجنان).
....
وحتي لا انتقل من الأحزان، وأبقى مع هواجس القلب بالأشجان.
يذكرني في ذلك ما قاله الشاعر ابن الرومي، في رثاء ولده محمد الأوسط .
ومطلع قصيدته.
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي،** فَجُودا فقد أودى نظيركما عندي
وقد عدُّوها النقّاد أنها من عيون الشعر في الرثاء.
وعندما قرأتُها مراراً..لاح لي فيها عجباً.. فالشاعر يقول في بيتٍ منها.
توخّى حمام الموت أوسط صبيتي** فلِلّه كيف اختار واســـــطة العقدِ؟!
فالشاعر يريد أن يقولَ:
"لقد تقصد وتعمّد الموت أن يقع اختياره على ابني الاوسط أحب ابنائي فله الله كيف انتقى أثمن وأكبر جوهرة في عقد عائلتي واختطفها من أمام ناظري؟!"
نفهم من هذا البيت. أنّ الولد كان عند والده محبوباً لا يدانيه أحد في الحب..حيثُ وصفه بـ " واســـــطة العقد ". ونحن نعلم أن واسطة العقد تتخللها جوهرة جميلة تفوق جمالا ً عن جواهر بقية العقد.
ولكن لو نتأمل ماذا قال الشاعر في بيتٍ أخر من القصيدة.
وأولادنا مثل الجوارح، أيها** فقدناه، كان الفاجع البيّن الفقـــدِ
هنا يستدرك الشاعر ليقولَ:
"إنّ كلّ أولادنا قطعٌ منا بل هم أعضاؤنا، وجوارحنا، وأنّ فقدان أي واحدٍ فيهم لمؤلمٌ وفاجعٌ وقاسٍ. يشبه فصل عضو من أعضائنا عن جسمنا وخسران أي واحدٍ فيهم لايمكن أن يعوضه وجود الآخرين"
يتبادر إلى سمعنا أنّ الشاعر غير صادق العاطفة ( أدبيًّا) كما يرى نقاد الأدب.. فهو هنا يجعل من أولاده في الحب والعطف سواء.. وليس كما قال في الاول ( أنه واسطة العقد).
ومع ذلك فإن القصيدة تقطر حزناً.
أبعدَ الله عنكم الأحزان.
وللحديث بقية.


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
28-05-2013, 09:45 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة
لا ادري لماذا يصيبني القلقُ، ومع دجى الليل ينتابني الأرقُ.
فلا استطيع لملمة أفكاري المتناثرة، ولا جمع أشتاتها المبعثرة، وهي معبأة ِبسُحب ذكريات الأيام الخاليات، والليالي العابرات، وهي حاملة معها قطرات ماءٍ من وفاء وزخات شوقٍ من لقاءٍ، فوق ارض فؤادي الحزين.
ولا اذيع سرّاً إذا قلتُ لم أجد إلاّ يراعي، أبدي له مشاعري، وانثر له خواطري..لأبثه من حديثي، وللحديثِ شجون.
يا ذات النهى!
أيتها المقبلة مع جمالِ اللغة والبيان، يا ذات الحسن الفتّان.
فماذا أقول؟
فمن بعدِ صمتٍ قاتلٍ صرختُ بصوتٍ في أعماقي.
فهل حملته إليكِ أنفاسي وهمساتي صداهُ؟.
لكن لا من مجيبٍ..
عندها قررتُ أن اكتبَ إليكِ كلمات، لعلّها تصف ما بالفؤادِ.
من بعد ما أغرقني الحنين إليكِ في أمواج بحر الأشواق العاتية.
فأردتُ أن أبعثر حروفي على أوراقي.
فوجدتُ طيفكِ.
أ لا تعلمين أنني حمّلتُ حروفي بطياتها قبلاتٌ دافئة، وأنا اكتب إليكِ، من بعد أن خفق الفؤادُ، وباح بهواكِ
تسألينني من أنا ؟ ومن أكون؟
يكفي أن تعرفي يا سيدة أقداري، أنا الذي تكسر قلبي زجاجاً وتناثر رذاذاً أمام طيفكِ.
أ لم يأتيكِ نبأ، أنكِ قيثارة ألحاني وهيامي، ومعزوفة حبي وغرامي.
فلا تسأليني عن سر عشقي لكِ.
أكتب إليك وكأنني طفلٌ تائهٌ في الطرقات، وقد أطرقتكِ اجراس حبٍّ، أقسمت ألا تدق لسواكِ.
ألا تعلمين ؟ أنه ولو كان عشقكِ داءٌ وحبك سمٌّ قاتلٌ لأرتشفت حتى الثمالة من كأس حبكِ وهواكِ.
ولو كانت سهامُ حبّكِ جراحًا نازفة من ضلوعي، تلذذتُ بها بطعم الهلاكِ.
مهما تبتعدين، أو تصدين، أوتتجاهلين.
سأظل اكتبُ إليكِ أنغاما أصيلة.
ألا يكفي أن أقول لكِ:
عندما تنطفئ الأضواء، فعينيكِ هي الضوء والعيون.
افتحي لي ذراعيكِ، فأنني في مرآب قلبك أستكين.
قد تسألين عن اسمي، وعن عنواني، و من أكون؟.
فيكفي أنني، اشتاق لكِ، ولأنفاسكِ أيتها المصون.
وإن أردتِ فلديّ المزيد
ومع ذلك فعن الانظارِ غبتِ وهجرتِ، وفي الثرى تواريتِ.
فلا إغراقٌ في الهمس، ولابد من العودة للدرس..
وأعرج هذه المرة الى التورية وما قيل عنها .
فقد قال من العربِ الأقحاح عنها، أنها ذكر كلمة لها معنيانِ، إحداهما قريبٌ ظاهرٌ غير مقصودٍ. والآخر بعيد ظاهرٌ خفيٌّ، وهو المقصود، وتأتي التورية في النثر كما تأتي في الشعر.
كما قال أحدهم شعراً:
وكرر على سـمـعـى احاديث نيـلها ** فقد ردت الامـواج سـائلة نهـرا
{ سائله } : لها معنيان .الأول قريبٌ وهو " سيولة الماء " و ليس المراد .
والثاني بعيد وهو " سائل العطاء " وهو المراد .
كما أن التورية هي : إخفاء الشيء .
تحضرني في هذا الفن قصة ..لابأس من سردها... مع ما فيها من ركاكة الأسلوبِ ما فيها.
أنّ رجلاً كان يهيم بفتاةٍ بائعة للسّواك.. والمعروف أنّ السواكّ ينزع من شجر الآراكِ.
فلما اشتدّ به الشوق، ذهب إليها قائلاً لها: ( أريدُ أراك )، وهو يقصد أنه يريد رؤيتها،
ففهمتها الفتاة أنه يريد " سواكاً " .. فأخرجت له سِواكاً..
فقال لها : ( لا أريد سِواك ) ، وهو يعني أنه لا يريد سواها !!
والواضح من الجملة أنه لا يريد " السواك "..
وإليكم ما جاء شعراً بهذا الخصوص :
حظيت يا عود الآراك بثغرها ** ما خفت مني يا آراك أراك
لو كان غيرك يا سواك قـتـلته** ما فاز منها يا سِواك سِـواك.

وقد نسبوا هذين البيتين إلى الإمام عليّ ـــ رضي الله عنه، وكرم الله وجهه ـــ مع أنّ لي بعض التحفظ ، لأنني أشكّ في ذلك.
ولا أخفيكم.. أن المقام سيطول هنا، فلا تضجروا.
اراك قد نفثت لنا ضوازة من اراك نعمان و من اراك صدا يقصدك دون سواك بالجحود والنكران حرق ارما بداء حفر ما نفع معها سواك نعمان ولا انكف هرق النعمان منها بيشب نجران ...
نحن هنا في انتظارك يا ابن الكرام وما اتيتنا به من فيض علمك لا تسعنا لتقديره قواميس الشكر والامتنان

وفي التورية قال الحطيئة في وصف كرم اعرابي :
وطاوي ثلاث ،عاصب البطن مرمل ***ببيداء لم يعرف بها سكن رسما

الطاوي لها معنيين : المعنى الاول : هو طي شيء قميص او كم او ما الى ذلك والثاني يقصد بها الجوع

التعديل الأخير تم بواسطة اماني أريس ; 30-05-2013 الساعة 01:36 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
28-05-2013, 11:05 AM
قيل ان هذا البيت الاخير للامام علي كرم الله وجهه وروايته هي : انه كرم الله وجهه اختلف مع زوجه فاطمة رضي الله عنها فغضبت منه فلجأ الى الرسول صلى الله عليه وسلم واخبره بالقصة فقال صلى الله عليه وسلم له : يا علي " غضب الله من غضب فاطمة " فذهب علي الى فاطمة فوجدها تستاك بقطعة عود اراك فقال لها مرتجلا هذين البيتين الشعريين والذين صنفا كاحسن بيتين شعريين واندرهما لدى العرب
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
28-05-2013, 08:08 PM
أماني
يا جازلة البيان، التي يشار إليها بالبنان، والتي هي الكبيرة قدرًا عظيمة الشان.
أراكِ تريدينها بين في بليغ اللغة حربًا ضروسا، وفي صفحات المنتدى أو طروسا.
أنتظريني ..
فسوف أقول ما عندي..
أرى نفسي وإياك كفرسي رهان، ونتاسبق في الميدان.. وهدفنا نشر الضاد، التي هجرها العباد، والبعض منهم أصبح كلامه دونه خرط قتاد.
صدقيني.
سوف أعود لأرد على ملاحظتكِ القيمة.
تحياتي مع تقديري وورداتي.
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 28-05-2013 الساعة 08:49 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
28-05-2013, 08:32 PM
اذا دقت الحرب طبولها وحمي الوطيس وسل قسورة سيف النضار المرصع نجاده بكل نفيس فما انت فاعلة يا املودة الجسور وهل لك طاقة بهزم التيهور ! الا تغشتك سمادير الكدر ويحك لما وضعت نفسك فيه من خطر
التعديل الأخير تم بواسطة اماني أريس ; 12-08-2013 الساعة 02:51 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: إلى الدوحة الوارفة الظلال ... هلموا !.
30-05-2013, 10:37 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة
خلاّني..
أيامكم عسلٌ مذاب ، و لياليكم ماءٌ قراحٌ ينساب.
هذه حروفٌ أحادِثُ بها أحبّة وخلّان ، في هذا الزمان ، و من هذا المكان ...
بعد أن أتت على العربيةِ تقلبات الأيام ، لهجرها من أهلها مع تعاقبِ الأعوام .
و سوف استعين بما يُعين ... ألاَ من مساعدٍ أو معين ؟..
صدّقوني ..
إن قلتُ ... إنني أعاني عسرة ، و على ما أصاب العربية تنتابني حسرة ،و وجهي تعلوه قترة..
فبعد إبحاري في الثقافة الحالية ؛ لم أجد لي مرفأ ، و الوقتُ يمضي و أنا اقرأ ، فَلِهَولِ ما وجدتُ فالدمع لا يرقأ ..
فإلى أيّ دليل اهتديتُ ؟... و ماذا وجدتُ ؟..
وجدتُ عرباً .. فلا جمرات الافكار فيهم تتوقد ، و لا عرائس الفصيح تتولد ..فبالجهل عمّ الظلام ، و أُلقِيَ على بدرِ البليغ من اللغةِ اللثام .
فترى عيّ الكلام كشف ساقهُ ، و لحن القول ضرب رواقهُ ، و غاب حسن النثر إشراقهُ ، و الشعر قد جفّ إيراقهُ.
و كأني بحافظ ، ألاحظ ... و هو يقول :
سرت لوثـة الإفرنجِ فيها كما سرَى **** لعاب الأفاعي في مسيل فراتِ
فجاءت كثوبٍ ضمّ سبعين رقعــــة **** رقعة مشكّلة الألوان مختلفاتِ..
آهٍ ! يا لسان .. فقد كان منّا لك الصدُّ ، حتى انفلت العقدُ... و كان القوم لك بعاصٍ و عائق ، و لم نكن لجمالك بقائدٍ وسائق.. و مرّت الأيام تترى ...
و لكن .. مهلا ! .. يا أهل العقول .. و اسمعوا ما أقول ..
قد تشرق الشمس في غير موضعها .. إذا كان الزمان ربيعاً...
فتعالوا بالسمر نفترش العراء ، و نلتحف السماء .. فنجوم لغتنا لا تزال في الفضاء..
يحضرني مطلع معلقة امرئ القيس .
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ و منزل **** بسقط اللوى بين الدخولِ فحوملِ .
قرأت البيت مراراً و تكرارا .. فقلتُ : كيف لهذا الشاعرِ الفحِل يقول .. أنهُ وقف ؛ و طلب مِـمَن معه الوقوف ؟.. و بكى ، و طلب من رفيقهِ ، أو رفيقيهِ البكاء من ذكرى حبيبهِ..؟
َفهالني ، بل ساءني أن تكونَ شخصية الملك الضليل بهذه الغرابةِ ..
و قلت : كيف غفل الأوائل عن هذهِ الزلة ، التي تؤدي الى المهزلة ؟ ! ..
و بعد تقصٍّ ، و بَحث نصٍّ ..
وجدتُ أن بعضَ العرب الأقحاح .. قد أعابوا عليه ذلك .. و قالوا :
من غيرِ الجائز لهُ ،أو لغيرهِ .. أن يطلبَ من رفيقيهِ البكاء على حبيبهِ ، إلا إذا كانا يشتركان معه في حبّ الحبيب ..
بل كان أولى بذي القروح أن يطلب منهما البكاء لحاله هو ، و مشاركته آلامهِ و الرثاء لهُ.
اتمنى ألاّ يأتي من يقول لي :
من أنتَ أيها الجليس .. حتى تعيبَ على امرئ القيس ؟ !.
و الآتي أسرد ، و للأوائل أنقد.

وجدت هذا الشرح لمعلقة امرئ القيس :

خاطب الشاعر صاحبيه ، وقيل بل خاطب واحدا وأخرج الكلام مخرج الخطاب لاثنين ، لان العرب من عادتهم إجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع ، فمن ذلك قول الشاعر: فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر، وأن ترعياني أحمِ عِرضاً ممنّعاً خاطب الواحد خطاب الاثنين ، وإنما فعلت العرب ذلك لان أدنى أعوان الرجل هم اثنان : راعي إبله وراعي غنمه ، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة ، فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرور ألسنتهم عليه ، ويجوز أن يكون المراد به : قف قف ، فإلحاق الألف إشارة الى أن المراد تكرير اللفظ كما قال أبو عثمات المازني في قوله تعالى : "قال رب أرجعون " المراد منه أرجعني أرجعني ، جعلت الواو علما مشعرا بأن المعنى تكرير اللفظ مرارا ، وقيل : أراد قفن على جهة التأكيد ، فقلب النون ألفا في حال الوصل ، لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف ، فحمل الوصل على الوقف ، ألا ترى أنك لو وقفت على قوله تعالى : "لنسفعن" قلت : لنسفعا . ومنه قول الأعشى: وصلِّ على حين العشيّات والضحى ولا تحمد المثرين واللهَ فاحمدا = أراد فاحمدَن ، فقلب نون التأكيد ألفا ، يقال يكى يبكي بكاء وبكى ، ممدودا ومقصورا ، أنشد ابن الأنباري لحسان بن ثابت شاهدا له: بكت عيني وحق لها بكاها، وما يعني البكاء ولا العويل فجمع بين اللغتين ، السقط : منقطع الرمل حيث يستدق من طرفه ، والسقط أيضا ما يتطاير من النار ، والسقط أيضا المولود لغير تمام ، وفيه ثلاث لغات : سَقط وسِقط وسُقط في هذه المعاني الثلاثة ، اللوى:رمل يعود ويلتوي ، الدخول وحومل: موضعان . يقول : قفا وأسعداني وأعيناني ، أو : قف وأسعدني على البكاء عند تذكري حبيباً فارقته ومنزلا خرجت منه ، وذلك المنزل أو ذلك الحبيب أو ذلك بمنقطع الرمل المعوج بين هذين الموضعين 1




مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:23 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى