تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
الأكوان المتوازية و خلود الوعي
15-02-2018, 06:36 PM
صدر مؤخرا في الولايات المتحدة كتاب يحمل العنوان التالي:
"الحياة و الوعي هي المفاتيح لفهم طبيعة العالم-How Life and Consciousness Are the Keys to Understanding the Nature of the Universe“".
أثار الكتاب ضجة كبرى في المحافل الاجتماعية و العلمية، كونه توصل إلى نتيجة مؤداها أن الموت مجرد خدعة و أن الحياة لا تنتهي بالموت بل هي خالدة. مؤلف الكتاب هو العالم اللامع (روبرت لانزا- Robert Lanza) يعتبر من أهم الأطباء المعاصرين في مجال الطب الإحيائي ( regenerative medicine) و هو ذو شهرة عالمية من خلال أبحاثه على الخلايا الجذعية، إضافة إلى تجاربه الناجحة في استنساخ أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض. لكن ما يميزه حقا بالإضافة إلى ماذكر أعلاه هو تبحره في مجالات الفيزياء و ميكانيك الكم و علوم الفضاء، هذا التنوع في الخلفية العلمية للبروفسور لانزا أدى إلى مساهمته الكبرى في ولادة العلم الجديد المعروف باسم المركزية الأحيائية (Biocentrism)، و التي تعتبر الحياة محور العالم الطبيعي. خلاصة ما توصل إليه لانزا في كتابه المذكورأن الموت وهم يراود أفكار الناس لاعتقادهم أن وجودهم مرتهن بوجود أجسادهم، و أن وعيهم سينتهي عندما تفنى هذه الأجساد، لكن الحقيقة أن الوعي موجود خارج نطاق الزمان و المكان، و لعله من الجائز القول أننا كبشر نقبع داخل الزمان و المكان كما تقبع السلحفاة متخفية تحت درعها. أما الوعي فيمكن أن يكون في كل مكان، داخل الجسد و خارجه، الأمر الذي يتوافق تماما مع المفاهيم الأساسية لميكانيك الكم في أن الجسيم الكمومي يمكن أن يتواجد في كل مكان، و أن الحدث يمكن أن يقع بأكثر من طريقة في أكوان متوازية في آن واحد بحيث يموت الجسم و الوعي في أحد هذه الأكوان ليظهرا في كون آخر، و قد تتكرر هذه العملية باستمرار..
هذه النظرية لقيت و تلقى تأييدا ليس من العامة الذين يرجون حياة أخرى بعد الموت و حسب بل من كثير من المفكرين و العلماء المرموقين. لقد كان كاتب الخيال العلمي (H.G.Wells)، أول من ألمح إلى هذه الفكرة في روايته (برزخ بين عالمين-The door in the wall)، كما طُرحت الفكرة من جديد في حلة جديدة مطوّرة في أحد المشاريع في جامعة برينستون-انكلترا، و وضع العالم (أندري ليندي- Andrei Linde) من جامعة ستانفورد-الولايات المتحدة في الثمانينيات من القرن الماضي نظرية الأكوان المتعددة التي تقول بأن الكون الطبيعي بمجمله يتكون من أكوان أخرى منعزله تماما عن بعضها و موجودة في الآن نفسه بالتوازي معا ...
فقد تكون أنت نفسك تقرأ هذا المقال في عالمنا هذا في حين أنك تشاهد التلفاز في عالم آخر يوازيه. أما السبب في تعدد خيارات الأحداث الناتجة عن أفعال معينة فهو نحن أنفسنا: إن كل قرار نتخذه يخرج إلى العالم و معه عدة نتائج تظهر كل نتيجة منها في عالم مستقل عن الآخر و يوازيه.


هذه النظرية تلقى اليوم سندا لها في المعلومات التي سجلها مرقاب بلانك الفضائي (Planck space telescope)، فباستعمال المعلومات التي أمكن للعلماء تحصيلها من خلال هذا المرقاب عن الانفجار العظيم الذي آذن ببداية الكون الذي نحن فيه، قاموا بوضع خارطة هي الأكثر أهمية للنشاط الإشعاعي المتخلف عن الانفجار حيث تبين وجود ممرات و ثقوب سوداء و عدم تجانس في توزع النشاط الإشعاعي عزوها إلى وجود أكوان مجاورة.
وهكذا سيجد الوعي كثيرا من العوالم التي يمكن أن ينتقل إليها بعد الموت ... لكن ماهو الوعي؟
بحسب جمهرة من العلماء فإن الدماغ البشري هو كمبيوتر كمومي نموذجي، أما الروح أو الوعي فهي ببساطة المعلومات المخزونة بشكل كمومي في الدماغ، و التي تنتقل لتندمج مع عالمنا هذا إلى الأبد بعد موت الجسد، أما البروفسور لا نزا فيقف موقفا مختلفا من بقية العلماء في اعتقاده أن الروح تنتقل إلى عالم آخر بعد موت الجسد و تبقى خالدة إلى الأبد، يؤيده في ذلك العالم الرياضي المتميز (روجر بنروز- Roger Penrose) من جامعة أوكسفورد في إنكلترا، و يعمل الاثنان على نظرية ثورية جديدة لتفسير طبيعة الوعي تقوم على أن كموميات الوعي تقع في خلايا عصبونية بروتينينة في الدماغ (protein-based microtubules)، ساهمت هذه الخلايا عندما كانت الخلية الحية في بداية نشأتها في حفظ و نقل المعلومات المتعلقة ببنية الخلية البدائية و تطورها.
نتساءل أخيرا: هل ما تقدمنا به آنفا لا يعدو كونه نوع من الخيال العلمي أو التوهم الافتراضي، أم أن له رصيد في الواقع؟
لعل مقالي المعنون ب : "خبرات الاقتراب من الموت" في هذا المنتدى، يلقي بعض الضوء على ذلك.
التعديل الأخير تم بواسطة طارق زينة ; 20-09-2021 الساعة 05:02 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2011
  • المشاركات : 6,141

  • القصة الشعبية 2 

  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • وائل (جمال) will become famous soon enoughوائل (جمال) will become famous soon enough
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
رد: الأكوان المتوازية و خلود الوعي
15-02-2018, 08:42 PM
السلام عليكم
ما ان قرأت عنوان موضوعك سارعت الى الدخول .
صحيح انها هذه النظرية لقيت تأييد معظم العلماء والمفكرين والفلاسفة ،،لكنها لقيت ايضا انتقادا من قبل بعض الفيزيائيين مثل لاورانس كراوس ،،والذي يرى ان ما تملكه هذه النظرية سوى اسمها الخيالي والفلسفي،حتى ان مؤسسيها انفسهم لا يفهمونها جيدا .
استخدمت هذه النظرية لتفسير اشكالية قطة شرودينجر ،فاذا كانت حية بكوننا فبالضرورة ستكون ميتة بكون موازي آخر ،وكما ذكر العلماء امكانية وجود اكوان اخرى ربما لم تنقرض بها الديناصورات، وربما يوجد به احدهم ميت بكون آخر وهو حي بكوننا ،وكون آخر لا توجد به الارض بالمرة،وقد شبه احد العلماء ان الاكوان الموازية اشبه بامواج الراديو المتعددة والمتوازية ،وكوننا مضبوط على تردد لا يدركة الى من كان على هذا التردد،ان ما يجعلنا غير قادرين على اكتشاف الامور بدقة هو المبدأ الفيزيائي ""مبدأ عدم اليقين ،وهو المبدأ الذي تسير عليه الطبيعة الكونية برمتها ،،
مادام ان الزمن نسبي ،قد تكون الحياة بمفهومنا غير المفهوم نفسه ببقعة اخرى من الكون ،بمعنى انها نسبية ايضا ،،وهذا بسبب عدم التجانس الذي ذركته بالمقال ،ثم ان الجواب على السؤال المطروح ،ما هو الوعي ربما سيعطي اجابة ،او لنقل ،،ما هي الروح ؟؟فاذا كانت الروح من امر الله ،فكل هذه الاسئلة والخيال خارج حدود العقل البشري القائم على الحتمية .
كلما اقرأ او احاول ان افكر في هذا الموضوع اتذكر ما قاله انشتاين ""هل سيكون ذات الكون الذي نراه اذا كان الراصد فأرا "،
طرحت قبل مدة قليلة سؤالا فلسفيا بالفسيبوك يقول .
هل يكون للكيانات وجود بالفعل قبل القيام بعملية القياس ؟؟
[IMG][/IMG]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
رد: الأكوان المتوازية و خلود الوعي
16-02-2018, 07:36 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل (جمال) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما ان قرأت عنوان موضوعك سارعت الى الدخول .
صحيح انها هذه النظرية لقيت تأييد معظم العلماء والمفكرين والفلاسفة ،،لكنها لقيت ايضا انتقادا من قبل بعض الفيزيائيين مثل لاورانس كراوس ،،والذي يرى ان ما تملكه هذه النظرية سوى اسمها الخيالي والفلسفي،حتى ان مؤسسيها انفسهم لا يفهمونها جيدا .
استخدمت هذه النظرية لتفسير اشكالية قطة شرودينجر ،فاذا كانت حية بكوننا فبالضرورة ستكون ميتة بكون موازي آخر ،وكما ذكر العلماء امكانية وجود اكوان اخرى ربما لم تنقرض بها الديناصورات، وربما يوجد به احدهم ميت بكون آخر وهو حي بكوننا ،وكون آخر لا توجد به الارض بالمرة،وقد شبه احد العلماء ان الاكوان الموازية اشبه بامواج الراديو المتعددة والمتوازية ،وكوننا مضبوط على تردد لا يدركة الى من كان على هذا التردد،ان ما يجعلنا غير قادرين على اكتشاف الامور بدقة هو المبدأ الفيزيائي ""مبدأ عدم اليقين ،وهو المبدأ الذي تسير عليه الطبيعة الكونية برمتها ،،
مادام ان الزمن نسبي ،قد تكون الحياة بمفهومنا غير المفهوم نفسه ببقعة اخرى من الكون ،بمعنى انها نسبية ايضا ،،وهذا بسبب عدم التجانس الذي ذركته بالمقال ،ثم ان الجواب على السؤال المطروح ،ما هو الوعي ربما سيعطي اجابة ،او لنقل ،،ما هي الروح ؟؟فاذا كانت الروح من امر الله ،فكل هذه الاسئلة والخيال خارج حدود العقل البشري القائم على الحتمية .
كلما اقرأ او احاول ان افكر في هذا الموضوع اتذكر ما قاله انشتاين ""هل سيكون ذات الكون الذي نراه اذا كان الراصد فأرا "،
طرحت قبل مدة قليلة سؤالا فلسفيا بالفسيبوك يقول .
هل يكون للكيانات وجود بالفعل قبل القيام بعملية القياس ؟؟
و عليكم السلام و رحمة الله أستاذ وائل:

لاشك أن أبحاث العالَم الكمومي تقوم بمجملها على الشك و الاحتمال و التجربة و الخطأ، فهو عالم يصعب الغوص فيه بأدواتنا التجريبية المتواضعة نسبة إلى الأبعاد متناهية الدقة و الصغر لهذا العالم (إلى يومنا هذا على الأقل)، و تبقى النتائج المستقاة من هذا العالم صالحة للاستعمال طالما لم تدحضها نظريات و نتائج أخرى.
بالنسبة ل (لورانس كراوس) و صديقه (ريتشارد دوكنز) فما فتئا يحاولان و ضع الأسس لدين إلحادي مادي يعتقدانه جديدا، و هما يناهضان بالتالي جميع الأفكار التي تبتعد و لو قليلا عن هذا الإطار، هما مثلا يتمسكان بأظافرهما بنظرية أصل الأنواع لداروين بحذافيرها مع أن هناك كثير من المثالب و الثغرات في هذه النظرية انظر مثلا موضوع السوط البكتيري (Bacterial Flagellum) الذي أتيت عليه في موضوعي (هل وجد العالم صدفة؟) في هذا المنتدى. لكن يصعب القول أن الطبيعة برمتها تقوم على مبدأ عدم اليقين، لأن هذا المبدأ يخالف العقل الذي يقوم على مبادئ الحتمية، فإذا تجاوزنا مبادئ العقل فعلام سنستند في التفكير و إقامة الحجة. أنا في هذا الموضوع أنحاز إلى العالم الفذ آينشتاين في قوله "لا أظن أن الله يلعب النرد" في إشارة إلى القوانين الخالدة التي يقوم عليها العالم. أما قول العالم نفسه "هل سيكون ذات الكون الذي نراه اذا كان الراصد فأرا "، فأظنه يقصد به قصور العقل البشري، و لنتذكر أن آينشتاين تأثر كثيرا بفلسفة (سبينوزا) الذي يقول في الإطار نفسه "لو أرادت المثلثات أن تتخذ لنفسها إلها لاتخذته مثلثا يشبهها"، أو كما يقول أحد الفلاسفة الإغريق "لو أراد النمل أن يتخذ الها لاتخذه نملة بشاربين"، أما الإسلام فقد حسم موضوع قصور العقل البشري عن معرفة شكل الله كما نعلم بقوله في وصف الله تعالى شكلا "ليس كمثله شيء"، و اقتصر على وصف صفاته، مثل:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)-الحشر

شكرا على مرورك و اغنائك الموضوع بأفكارك الرائعة.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2011
  • المشاركات : 6,141

  • القصة الشعبية 2 

  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • وائل (جمال) will become famous soon enoughوائل (جمال) will become famous soon enough
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
رد: الأكوان المتوازية و خلود الوعي
16-02-2018, 08:31 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق زينة مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله أستاذ وائل:

لاشك أن أبحاث العالَم الكمومي تقوم بمجملها على الشك و الاحتمال و التجربة و الخطأ، فهو عالم يصعب الغوص فيه بأدواتنا التجريبية المتواضعة نسبة إلى الأبعاد متناهية الدقة و الصغر لهذا العالم (إلى يومنا هذا على الأقل)، و تبقى النتائج المستقاة من هذا العالم صالحة للاستعمال طالما لم تدحضها نظريات و نتائج أخرى.
بالنسبة ل (لورانس كراوس) و صديقه (ريتشارد دوكنز) فما فتئا يحاولان و ضع الأسس لدين إلحادي مادي يعتقدانه جديدا، و هما يناهضان بالتالي جميع الأفكار التي تبتعد و لو قليلا عن هذا الإطار، هما مثلا يتمسكان بأظافرهما بنظرية أصل الأنواع لداروين بحذافيرها مع أن هناك كثير من المثالب و الثغرات في هذه النظرية انظر مثلا موضوع السوط البكتيري (bacterial flagellum) الذي أتيت عليه في موضوعي (هل وجد العالم صدفة؟) في هذا المنتدى. لكن يصعب القول أن الطبيعة برمتها تقوم على مبدأ عدم اليقين، لأن هذا المبدأ يخالف العقل الذي يقوم على مبادئ الحتمية، فإذا تجاوزنا مبادئ العقل فعلام سنستند في التفكير و إقامة الحجة. أنا في هذا الموضوع أنحاز إلى العالم الفذ آينشتاين في قوله "لا أظن أن الله يلعب النرد" في إشارة إلى القوانين الخالدة التي يقوم عليها العالم. أما قول العالم نفسه "هل سيكون ذات الكون الذي نراه اذا كان الراصد فأرا "، فأظنه يقصد به قصور العقل البشري، و لنتذكر أن آينشتاين تأثر كثيرا بفلسفة (سبينوزا) الذي يقول في الإطار نفسه "لو أرادت المثلثات أن تتخذ لنفسها إلها لاتخذته مثلثا يشبهها"، أو كما يقول أحد الفلاسفة الإغريق "لو أراد النمل أن يتخذ الها لاتخذه نملة بشاربين"، أما الإسلام فقد حسم موضوع قصور العقل البشري عن معرفة شكل الله كما نعلم بقوله في وصف الله تعالى شكلا "ليس كمثله شيء"، و اقتصر على وصف صفاته، مثل:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)-الحشر

شكرا على مرورك و اغنائك الموضوع بأفكارك الرائعة.
مرحبا بالاستاذ طارق مجددا
ان ما يجعل مبدأ عدم اليقين مبدأ تقوم عليه الطبيعة الكونية كون القياس الذي نعتمد عليه في المراقبة هو ذاته ما يسبب تظليلنا ،فمثلا لا يستطيع كائن على وجه الارض ان يحدد موعد اضمحلال ذرة اليورانيوم ،فقط كون عملية المراقبة تأثر على ما نراقبه،ولولا هذا المبدأ لصار بامكاننا ان نحدد مستقبل الكون بدقة متناهية،وهذا المبدأ قد لا يعني بالضرورة الغاء الحتمية،لكن ربما ما تزال هناك حلقة مفقودة تنتظر من يحلها كما حل بلانك الكارثة فوق البنفسجية .
طرحت سؤالا فلسفيا عميقا في نهاية الرد السابق ،ليتك تتحفنا بما تستطيع التعليق عليه
[IMG][/IMG]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
رد: الأكوان المتوازية و خلود الوعي
17-02-2018, 10:50 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل (جمال) مشاهدة المشاركة
مرحبا بالاستاذ طارق مجددا
ان ما يجعل مبدأ عدم اليقين مبدأ تقوم عليه الطبيعة الكونية كون القياس الذي نعتمد عليه في المراقبة هو ذاته ما يسبب تظليلنا ،فمثلا لا يستطيع كائن على وجه الارض ان يحدد موعد اضمحلال ذرة اليورانيوم ،فقط كون عملية المراقبة تأثر على ما نراقبه،ولولا هذا المبدأ لصار بامكاننا ان نحدد مستقبل الكون بدقة متناهية،وهذا المبدأ قد لا يعني بالضرورة الغاء الحتمية،لكن ربما ما تزال هناك حلقة مفقودة تنتظر من يحلها كما حل بلانك الكارثة فوق البنفسجية .
طرحت سؤالا فلسفيا عميقا في نهاية الرد السابق ،ليتك تتحفنا بما تستطيع التعليق عليه
أخي الكريم أستاذ وائل:

صدقت و أحسنت بما تقدمت به فعلمنا و وسائلنا التجريببية ما زالت محدودة، و كلما انفتح لنا باب من أبواب المعرفة وجدنا خلفه عشرات من الأبواب الموصدة، يبدو أن معرفتنا بالعالم ستبقى نسبية محدودة، و أننا ما أوتينا من العلم إلا قليلا بالرغم من تضاعف المعرفة الإنسانية بالكون يوما بعد يوم، و لو رجعنا إلى مثال الفأر الذي تفضلت به لوجدنا أن معرفته بالعالم هي على قدر معرفته و خبراته اليومية، و لعله يرى العالم على شكل قالب جبن كبير إذا كان متفائلا، أو على شكل قط مفترس إذا كان متشائما، أو على شكل فأر قوي العضلات و حاد النظر إذا كان محبا لذاته، أو نرجسيا، من يدري؟
كذلك جاءت تصورات الحضارات الإنسانية الأولى عن العالم متناغمة مع معارفها و خبراتها فعبدت مظاهر الطبيعة التي تؤثر في حياتها و في جني المحاصيل و وفرة المواسم مباشرة كآلهة المطر و الشمس و الخصب و الحب ... و آلهة الظلام و العالم السفلي ... لكن و بمناسبة الحديث عن آينشتاين الذي يعتبر من ألمع العقول البشرية التي عرفناها في القرن العشرين فكيف كان يرى الله؟
عندما أصبح في الخمسين من عمره، و نال من الشهرة أقصاها سئل في مقابلة بشكل مباشر، هل تؤمن بالله؟ فأجاب:
"أنا لست ملحداً، لكن الموضوع كبير جدا على عقولنا المحدودة. إننا في موقف طفل صغير يواجه مكتبة ضخمة مليئة بالكتب بالعديد من اللغات. يعرف الطفل أنّ أحداً -ولا بدّ- قد قام بكتابة تلك الكتب. إنه لا يعرف كيف، إنه لا يعرف اللغات التي كتبت بها، لكن الطفل يلاحظ نظاما غامضا في ترتيب هذه الكتب لا يعرف ما هو. هذا، كما يبدو لي، هو موقف أكثر الناس اليوم تجاه الله. نرى الكون مرتباً بشكل رائع ونطيع قوانين محددة لكننا لا نكاد نفهم هذه القوانين."
يبدو هذا غالباً وكأنّ أينشتاين يعيد قوانين الكون إلى إله من نوع ما. لكن أي نوع من الآلهة؟ ألوهيّة ذاتية أم قوة مجهولة؟ كتب مصرفيّ من كولورادو إلى أينشتاين سائلاً إياه عن الله، ردّ أينشتاين: "لا أستطيع أن أتصوّر إلهاً ذاتيّاً يؤثر بشكل مباشر على أفعال الأفراد أو أن يحاسب مخلوقات من صنعه هو. إن دينيّتي تتضمن إعجاباً متواضعاً بالروح السّامية اللامحدودة التي تكشف نفسها بالقليل الذي نستطيع استيعابه حول العالم الذي يمكن معرفته. ذلك الإيمان الشعوري العميق بحضور القوة المسبّبة العليا، المتكشفة في الكون الغامض، تشكّل فكرتي عن الله."

جاء التعبير الأكثر شهرة عن الله لأينشتاين في برقية، طلب منه أحدهم فيها أن يجيب على السؤال (هل تؤمن بالله) في خمسين كلمة أو أقلّ، ففعل ذلك في اثنتين وثلاثين كلمة قائلا:
"أؤمن بإله اسبينوزا، الذي يكشف نفسه في التناغم الرائع في كل ما هو موجود، وليس بإله يشغل نفسه بقدر وأفعال البشر." (هذه الاقتباسات موثقة في السيرة الذاتية التي أعدها (والتر إزاكسون) عام 2007 بعنوان: أينشتاين: حياته وكونه.) فمن هو إله اسبينوزا؟:

نجد في فلسفة (سبينوزا) ثلاث كلمات محورية و هي: جوهر و يعني بها حقيقة العالم الأساسية الثابتة و قوانين العالم، و صفة: و هي مظهر من مظاهر الجوهر، كالفكر و الاتساع، و عَرَض: و هو شيء معين أو حادث أو فكرة، ففي الكون قوة خالقة يسميها اسبينوزا الجوهر أو "الله" و فيه أشياء مخلوقة و هي الأعراض أو العالم تربط بينهما الصفة التي هي القوانين التي تنظم العالم، و هذا الكون المتماسك من الأعراض المتغيرة من الله بمثابة الجسر: تصميمه هو كلمة الله أو جوهر العالم، و تماسكه و دوامه يقوم على القوانين الرياضية و الميكانيكية التي بني على أساسها بأمر الله، فقوانين الطبيعة الخالدة و إرادة الله اسمان لحقيقة واحدة و بالتالي فإن جميع الأحداث التي تقع في العالم ما هي إلا نتيجة مباشرة لإرادة الله المتمثلة في هذه القوانين، و الله ليس حاكما على صورة إنسان مذكر يجلس على عرش وراء النجوم كما يعتقد الكثيرون، إنه ليس كمثله شيء نعرفه، و لكي نكون مؤهلين لمثل هذه المعرفة يجب أن نكون آلهة نحن أنفسنا، إنه الوعي و الإدراك المنتشر في أرجاء الزمان و المكان و يعطي الوجود معناه الأبدي.
و هكذا نرى أن وصف القرآن الكريم لله يسمو على ما وصلت إليه أرقى عقول القرن العشرين كما أوجزت في نهاية ردي السابق.

لكم أطيب التحية و التقدير.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2011
  • المشاركات : 6,141

  • القصة الشعبية 2 

  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • وائل (جمال) will become famous soon enoughوائل (جمال) will become famous soon enough
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
رد: الأكوان المتوازية و خلود الوعي
19-02-2018, 09:12 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق زينة مشاهدة المشاركة
أخي الكريم أستاذ وائل:

صدقت و أحسنت بما تقدمت به فعلمنا و وسائلنا التجريببية ما زالت محدودة، و كلما انفتح لنا باب من أبواب المعرفة وجدنا خلفه عشرات من الأبواب الموصدة، يبدو أن معرفتنا بالعالم ستبقى نسبية محدودة، و أننا ما أوتينا من العلم إلا قليلا بالرغم من تضاعف المعرفة الإنسانية بالكون يوما بعد يوم، و لو رجعنا إلى مثال الفأر الذي تفضلت به لوجدنا أن معرفته بالعالم هي على قدر معرفته و خبراته اليومية، و لعله يرى العالم على شكل قالب جبن كبير إذا كان متفائلا، أو على شكل قط مفترس إذا كان متشائما، أو على شكل فأر قوي العضلات و حاد النظر إذا كان محبا لذاته، أو نرجسيا، من يدري؟
كذلك جاءت تصورات الحضارات الإنسانية الأولى عن العالم متناغمة مع معارفها و خبراتها فعبدت مظاهر الطبيعة التي تؤثر في حياتها و في جني المحاصيل و وفرة المواسم مباشرة كآلهة المطر و الشمس و الخصب و الحب ... و آلهة الظلام و العالم السفلي ... لكن و بمناسبة الحديث عن آينشتاين الذي يعتبر من ألمع العقول البشرية التي عرفناها في القرن العشرين فكيف كان يرى الله؟
عندما أصبح في الخمسين من عمره، و نال من الشهرة أقصاها سئل في مقابلة بشكل مباشر، هل تؤمن بالله؟ فأجاب:
"أنا لست ملحداً، لكن الموضوع كبير جدا على عقولنا المحدودة. إننا في موقف طفل صغير يواجه مكتبة ضخمة مليئة بالكتب بالعديد من اللغات. يعرف الطفل أنّ أحداً -ولا بدّ- قد قام بكتابة تلك الكتب. إنه لا يعرف كيف، إنه لا يعرف اللغات التي كتبت بها، لكن الطفل يلاحظ نظاما غامضا في ترتيب هذه الكتب لا يعرف ما هو. هذا، كما يبدو لي، هو موقف أكثر الناس اليوم تجاه الله. نرى الكون مرتباً بشكل رائع ونطيع قوانين محددة لكننا لا نكاد نفهم هذه القوانين."
يبدو هذا غالباً وكأنّ أينشتاين يعيد قوانين الكون إلى إله من نوع ما. لكن أي نوع من الآلهة؟ ألوهيّة ذاتية أم قوة مجهولة؟ كتب مصرفيّ من كولورادو إلى أينشتاين سائلاً إياه عن الله، ردّ أينشتاين: "لا أستطيع أن أتصوّر إلهاً ذاتيّاً يؤثر بشكل مباشر على أفعال الأفراد أو أن يحاسب مخلوقات من صنعه هو. إن دينيّتي تتضمن إعجاباً متواضعاً بالروح السّامية اللامحدودة التي تكشف نفسها بالقليل الذي نستطيع استيعابه حول العالم الذي يمكن معرفته. ذلك الإيمان الشعوري العميق بحضور القوة المسبّبة العليا، المتكشفة في الكون الغامض، تشكّل فكرتي عن الله."

جاء التعبير الأكثر شهرة عن الله لأينشتاين في برقية، طلب منه أحدهم فيها أن يجيب على السؤال (هل تؤمن بالله) في خمسين كلمة أو أقلّ، ففعل ذلك في اثنتين وثلاثين كلمة قائلا:
"أؤمن بإله اسبينوزا، الذي يكشف نفسه في التناغم الرائع في كل ما هو موجود، وليس بإله يشغل نفسه بقدر وأفعال البشر." (هذه الاقتباسات موثقة في السيرة الذاتية التي أعدها (والتر إزاكسون) عام 2007 بعنوان: أينشتاين: حياته وكونه.) فمن هو إله اسبينوزا؟:

نجد في فلسفة (سبينوزا) ثلاث كلمات محورية و هي: جوهر و يعني بها حقيقة العالم الأساسية الثابتة و قوانين العالم، و صفة: و هي مظهر من مظاهر الجوهر، كالفكر و الاتساع، و عَرَض: و هو شيء معين أو حادث أو فكرة، ففي الكون قوة خالقة يسميها اسبينوزا الجوهر أو "الله" و فيه أشياء مخلوقة و هي الأعراض أو العالم تربط بينهما الصفة التي هي القوانين التي تنظم العالم، و هذا الكون المتماسك من الأعراض المتغيرة من الله بمثابة الجسر: تصميمه هو كلمة الله أو جوهر العالم، و تماسكه و دوامه يقوم على القوانين الرياضية و الميكانيكية التي بني على أساسها بأمر الله، فقوانين الطبيعة الخالدة و إرادة الله اسمان لحقيقة واحدة و بالتالي فإن جميع الأحداث التي تقع في العالم ما هي إلا نتيجة مباشرة لإرادة الله المتمثلة في هذه القوانين، و الله ليس حاكما على صورة إنسان مذكر يجلس على عرش وراء النجوم كما يعتقد الكثيرون، إنه ليس كمثله شيء نعرفه، و لكي نكون مؤهلين لمثل هذه المعرفة يجب أن نكون آلهة نحن أنفسنا، إنه الوعي و الإدراك المنتشر في أرجاء الزمان و المكان و يعطي الوجود معناه الأبدي.
و هكذا نرى أن وصف القرآن الكريم لله يسمو على ما وصلت إليه أرقى عقول القرن العشرين كما أوجزت في نهاية ردي السابق.

لكم أطيب التحية و التقدير.
رغم ان انشتاين كان شديد الشك في الفلسفات التقليدية،الا انه لم يهمل الجانب الديني من الحياة ،،فقد قال في احد خطاباته ""ان العلم بغير الدين يصير كسيحا ،والدين بغير العلم يصير اعمى""،وفي الوقت ذاته كان يكن احتراما كبيرا للغيب والقدر ،،بل واعتبرها مصدر كل العلوم حين قال ،،""ان جميع النظريات العلمية تقوم على حس ديني عميق،،فان اجمل التجارب والخبرات التي يمر بها الانسان واعمقها هي حسه بالدين ،وهو الحس الذي يشترك فيه الدين مع العلم والفن"".
استغرب عندما يبدأ احدهم في التحدث عن الله ونحن لم ندرك بعد ماهية الوجود الذي نحن موجودون به،فهل الكون يضم الوجود والعدم او الوجود فقط،او لنطرح سؤالا مباشرا ،،هل الله وجود ام عدم ،مادمنا لا نعلم الا هذين المصطلحين ،وغيرهما اعتبر الخوض في هذا الموضوع هرطقة لا طائل منها،لقد لخص انشتاين هذه الافكار في قوله ""عقولنا المحدودة لا تستطيع ادراك الحقائق الغامضة والقوى المبهمة التي تحكم حركة المجموعات النجمية""، .فاذا كان الله يخاطب البشر عبر انبيائه
بمعجزات خارقة للقوانين وللطبيعة الكونية فلا جدوى في محاولة التوفيق بينها وبين الفلسفات المعروفة لدى الانسان او معارفه وادراكاته الكونية المحدودة ،،.
هنا يكفي ان نعلم ان الله لم يخلقنا عبثا .
[IMG][/IMG]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
رد: الأكوان المتوازية و خلود الوعي
20-02-2018, 04:09 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل (جمال) مشاهدة المشاركة
رغم ان انشتاين كان شديد الشك في الفلسفات التقليدية،الا انه لم يهمل الجانب الديني من الحياة ،،فقد قال في احد خطاباته ""ان العلم بغير الدين يصير كسيحا ،والدين بغير العلم يصير اعمى""،وفي الوقت ذاته كان يكن احتراما كبيرا للغيب والقدر ،،بل واعتبرها مصدر كل العلوم حين قال ،،""ان جميع النظريات العلمية تقوم على حس ديني عميق،،فان اجمل التجارب والخبرات التي يمر بها الانسان واعمقها هي حسه بالدين ،وهو الحس الذي يشترك فيه الدين مع العلم والفن"".
استغرب عندما يبدأ احدهم في التحدث عن الله ونحن لم ندرك بعد ماهية الوجود الذي نحن موجودون به،فهل الكون يضم الوجود والعدم او الوجود فقط،او لنطرح سؤالا مباشرا ،،هل الله وجود ام عدم ،مادمنا لا نعلم الا هذين المصطلحين ،وغيرهما اعتبر الخوض في هذا الموضوع هرطقة لا طائل منها،لقد لخص انشتاين هذه الافكار في قوله ""عقولنا المحدودة لا تستطيع ادراك الحقائق الغامضة والقوى المبهمة التي تحكم حركة المجموعات النجمية""، .فاذا كان الله يخاطب البشر عبر انبيائه
بمعجزات خارقة للقوانين وللطبيعة الكونية فلا جدوى في محاولة التوفيق بينها وبين الفلسفات المعروفة لدى الانسان او معارفه وادراكاته الكونية المحدودة ،،.
هنا يكفي ان نعلم ان الله لم يخلقنا عبثا .
هذا صحيح، خاصة النتيجة التي توصلت إليها في النهاية من أن الله لم يخلقنا عبثا، أما بالنسبة لسؤالك المباشر (هل الله وجود أم عدم) فهو تعالى لا هذا و لا ذاك، بل هو واجب الوجود لذاته أي لاتقوم السماوات و الأرض و الأكوان كلها بدونه للأسباب التي أوجزها في مايلي ببساطة بعيدا عن السفسطة و تعقيدات الفلسفة:

- العالم المادي متغير، مهما كانت المقاربة أو المرجع الذي نستند إليه في فهمه، و هذا ما أشار إليه اسبينوزا بكلمة (عَرَض) كما أسلفت في رد سابق، أو لنقل أن العالم عرضي يمر بسلسلة من التحولات، هذه التحولات لايمكن أن تمتد إلى اللانهاية بدليل أننا لوحاولنا الرجوع من اللانهاية إلى اللحظة التي نرقب العالم فيها لما أمكننا ذلك، فنحن في اللانهاية على كل حال، إذا فالعالم ليس أزليا بل حادثا له بداية و له نهاية، و لابد لحدوثه من محدث لا يحول و لا يزول واجب الوجود هو سبب الوجود العرضي الذي نراه.
- العالم غير واع أو مدرك: أو عاقل، فمن أين أتى الوعي إذا و فاقد الشيء لا يعطيه ... يمكن أن نصيغ هذا البرهان الثاني بالجملة التالية مقلدين ديكارت و لكن بطريقة أخرى: (أنا أفكر فالله موجود).
- العالم مقنن: نجد قوانين العالم في الآفاق من الذرة إلى المجرة، و في أنفسنا من الكروموزومات حاملة الصفات الوراثية إلى الدماغ الذي يحوي مليارات الخلايا العصبية و يدير شبكة مذهلة من الأفعال الإرادية و اللاإرادية تضمن استمرار الحياة و تنوعها من جيل إلى جيل، العالم بمجمله يشهد بوجود تصميم ذكي من خلال مصمم خلق فأبدع.
أو كما يقول آينشتاين في وصف هذا العالم:
(ما أنا و العالم إلا كطفل يقف مندهشاً أمام صفوف من كتب لغاتها شتى، لايدرك إلا النذر اليسير من مواضيعها، لكنه يعجب للنظام المحكم الذي رتبت به والذي لا يمكن أن يطاله شك)

لكم أطيب التحية!
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:25 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى