10 أمثلة لمجتمعٍ نخره التغريب!!؟
21-02-2016, 01:54 PM
10 أمثلة لمجتمعٍ نخره التغريب!!؟
بقلم:" حسن خليفة"
نشر المقال على بوابة الشروق


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



إن فهم:" مسألة التغريب": لا يحتاج إلى كثير مدارسة واهتمام، فتكفي نظرة عجلى على أوضاعنا الحياتية، لنرى أننا غارقون في التغريب.. غارقون إلى آذاننا، بل إلى ما فوق شعور رؤوسنا!!؟.
إن نمط عيشنا، وطرائق تفكيرنا، وأساليب حياتنا، وأشكال لباسنا وأزيائنا، وهواياتنا ومطامحنا، بل وفلسفة الحياة نفسها لدينا ـ أو على الأقل ـ لدى كثير من طبقات المجتمع وفئاته؛ خاصة المثقفة منها: تدل كلها على أننا لا ننتمي إلى أنفسنا وأصولنا، وأبعد ما نكون عن هوّيتنا وذاتيّتنا، فنحن إنما نعيش على نحو ما أُريد لنا، وبحسب امتداد مبادئ وأفكار ومفاهيم التغريب فينا، مقلدين لغيرنا من أهل الغرب عموما؛ حتى صرنا ـ كما قال القائل ـ :"أشبه بالغراب الذي أضاع مشيتَه بعد أن حاول تقليد مشية غيره"، فلا مشيته أبقى، ولا تعلّم مشية من أراد تقليده، وهو:" مثال رمزي بديع": يكشف حقيقة المقلد لغيره؛ فهو يُضيّع نفسه دون أن يكتسب صفات غيره، وهذا حالنا بالضبط؛ لا نعرف من نحن ولا ما نريد!!؟، ولا نكاد نجد "أنفسنا" في هذا البحر المتلاطمة أمواجه الفكرية والفنية والإيديولوجية!!؟.
إن ما يحزّ في نفسي، وأنا أرى وأراقب وأهتم وأدرسُ ـ أحياناـ معايشنا ومناشطنا: محاولاً فهم ما يجري من كدر ومنغّصات في حياتنا، واعوجاج واضطراب وسوء سلوك ونكد عيش، فأجد أن أكثرها يعود إلى ابتعادنا عن سواء الطريق، ابتعادنا عن المسلك السويّ الصحيح سواء تعلق الأمر بالدين الذي هو: الحصن الحصين، والركن الركين، أو تعلق بالثقافة ومنظومتها القيمية النبيلة، لكن الغائبة المغيّبة في حياتنا!!؟.
إن ابتعادنا عن الأصل من جهة، وانخراطنا في نمط عيش الغربيين، وتشرّب فلسفتهم إلى حد كبير هو: سبب الضنك الذي نراه، والمعاش الصعب الذي نعيشه كلّنا، وليس ذلك سوى جزء من نتائج الاغتراب والانفصال الذي أوصلنا إليه انغماسنا في عالم الغرب والتغريب حتى صار بعضُنا، بل كثيرٌ منا، وخاصة من يزعمون أنهم طبقة عليا، صارت غربية أكثر من الغربيين أنفسهم!!؟، وما مظاهر الاحتفالات بالأعياد الدينية والقومية لغيرنا سوى أبسط دليل، وأقرب برهان على ذلك.
ولنشِر على السريع إلى بعض النماذج:

أنظر كيف صرنا نفهم النجاح على أنه الحصول على المادة في مختلف صورها!!؟، وكيف أثر ذلك فينا حتى صار الدينار هو: المعبود عند كثيرين دون الله سبحانه!!؟، حتى صار بعض الناس يمكن أن يقتل ببساطة من أجل المال!!؟، وصار الحصول على ذلك دون السؤال عن الحلال والحرام، القانوني وغير القانوني، المسموح والممنوع!!؟، فالمهم: تحصيل المال.

أنظر كيف صرنا نفهم الحب!!؟، وقد تسرّب إلينا عبر المسلسلات والروايات والأفلام والبرامج الهابطة الغربية والمستغربة.. كيف صار عشقا أسود وأحمر، وهُياما ورذائل متنقلة، وكانت نتيجة ذلك نسخة الفساد المسماة:"الأمهات العازبات!!؟"، ونسخة الفساد المسماة "حرية المرأة!!" في أن تفعل بنفسها ما تشاء!!؟"- ولو كان في هدم الدين!!؟-.

أنظر كيف يعيش شبابنا وفتيانُنا حياة خاوية من أي معنى، ومن أي مسؤولية، ومن أي نضج، وليس ذلك بالأمر اليسير، فمنظومتنا الحضارية هي: التي أنتجت قائدا عظيما في سن الـ17، وقادة أعظم لم يبلغوا الخامسة والعشرين، وفاتحين كبار من الشباب، وأمهات عظيمات، وقائدات لم يتجاوز سنّهن العشرين.

أنظر إلى حال المرأة عندنا، وكيف تفكر؟، وكيف تأمل؟، وماذا تتمنى؟ وإلام تطمح؟، وما هي اهتماماتها الرئيسة؟، ستعرف أن التغريب فعل فعلتَه، وحقق المطلوب منه ؛ لأنه زرع في المرأة فكرا تافها، ورسّخ فيها قناعات خاطئة، فصارت تعيش لنفسها، وتعيش من أجل أن تعيش بعيدا عن القيم والمبادئ، ولسان حالها "حابة نعيش!!؟"، وقد أنتج ذلك سلاسل من الأمراض والمشكلات: الطلاق، العنوسة، الانحراف، الدعارة، شيوع الفساد الخُلقي...

أنظر إلى حال الأسرة من التفكك والتمزق حتى لتكاد تندثر، وإلى نسب الطلاق المرتفعة، وإلى ما يلي ذلك من المشكلات الاجتماعية التي تنخر المجتمع، وتقتل فيه الحياة والانسجام.

أنظر إلى حال التعليم عندنا الذي يكاد يخلو من التربية والحكمة وحب العلم.

7 ـ أنظر إلى حال سلوكنا، وكيف صار بعضنا يرمي بأوليائه في:"دور الرحمة" دون رحمة!!؟، وصار قتل الأصول شائعا منتشرا.. ياللبشاعة!!؟.

8 ـ أنظر إلى حال العلاقة بين الأولياء وأبنائهم وعموم أفراد الأسرة أو العائلة مع بعضهم، فقد تضاءل الرصيد الإنساني والعاطفي والإيماني!!؟.

9 ـ أنظر إلى قوانيننا في مختلف المجالات والقطاعات.. كيف صارت نسخة من قوانين أقطار أخرى لا صلة لنا بها .

10ـ أنظر إلى كثير من شؤوننا، إنك سترى التغريب يسري فيها مسرى الدم من الجسم في التفكير والفهم والرؤية، والتحليل والمسلك والنزوع...

ذلك بعض صنيع التغريب الذي هو:" مسخٌ لشخصية الإنسان، ووأد لحقيقته وأصالت،ه ونفي لخصوصيت".
إن التغريب الذي تسرّب إلينا من مختلف المجالات الإعلامية الفكرية الفنية: أعاد صياغة شخصياتنا بشكل أفرغها من محتواها الحقيقي، وهل من محتوى حقيقي بعيد عن الإيمان الحق والعمل الصالح والخلق الإسلامي السامي!!؟.

منقول بتصرف يسير.