تولستوي يروي الأحاديث عن رسول الله
19-11-2020, 11:18 AM
تولستوي يروي الأحاديث عن رسول الله


ليو تولستوي الروائي والفيلسوف الروسي، صاحب رواية الحرب والسلام، ولد عام 1828م وتوفي عام 1910
انزعج تولستوي من حملات التبشير المسيحي في بلدان القوقاز، والتي رافقها حملات هجوم على الإسلام واتهامه باتهامات لا تليق به... فانبرى تولستوي للتصدي لحملات التشهير تلك وكتب كتاباً أسماه (حِكم محمد).
من يطلع على الكتاب الذي صدر عن دار (هنداوي) في القاهرة عام 2012، وترجمه (سليم قبعين)، سيلاحظ أن قراءة تولستوي للأحاديث قد تمت عن طريق لغة أو لغتين وسيطتين، فيبدو أنه قد اطلع على كتابات (عبد الله السهروردي) وقد تكون مؤلفة باللغة الهندية وترجمها أحدٌ الى الإنجليزية ثم نقلها تولستوي من الإنجليزية للروسية ليُعربها المترجم!
يبدأ تولستوي كتابه بسرد قصة نبينا محمد صلوات الله وتسليمه عليه، ثم يذكر أن ما جاء به هو من نفس المصدر الذي جاء به موسى وعيسى عليهما السلام، وكيف أنه لم يخالفهما بشيء لا هم ولا بقية أنبياء الله عليهم السلام، ولم يطلب من المسلمين إجبار أتباع الديانات على ترك دياناتهم بالقوة، بل بالحوار، ولكنه حارب الوثنية والشرك بالله...وسمح للمسلمين بالزواج من أهل الكتاب...
ثم يدخل تولستوي بسرد الحِكم التي صدرت عن النبي صلوات الله عليه ونذكر منها:
قل الحق وإن كان مُراً
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجلٌ: يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ فقال: أن تردعه عن ظلمه للآخرين...
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه...
الحلال بين والحرام بين
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين وحفظ اللسان
الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، وإملاء الخير خيرٌ من السكوت، والسكوت خيرٌ من إملاء الشر...
آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل...
ارضَ بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس...
خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكراً صابراً... من نظر في دينه لما فوق منه فاعتبره قدوة له، ومن نظر في دنياه لمن هو أدنى منه فشكر الله وحمده على ما هو فيه...
وغير ذلك من الحكم التي تتقابل مع أحاديث أهل الحديث...
ولما مات تولستوي نعاه الإمام محمد عبده، كما نعاه الشاعر أحمد شوقي بقصيدة منها:
(طولستوي) تجري آية العلم دمعها........ عليك ويبكي بائسٌ وفقيرُ
وشعبٌ ضعيف الركن زال نصيره... وما كل يوم للضعيف نصيرُ
تطوف كعيسى بالحنان وبالرضى... عليهم وتغشى دورهم وتزورُ