المرجع في الدعوة إلى الله
28-10-2012, 01:34 PM
[CENTER]المرجع في الدعوة إلى الله
المرجع في الدعوة إلى الله
لابد من معرفة المرجع في الدعوة إلى الله؛ لأنه إذا لم تحدد
المرجع في دعوتك من أول الطريق، فإننا ستفترق في الدعوة ولابد، وهو الذي حصل في
الأمة أنه لما غابت المرجعية في الدعوة وكذلك في العلم حصل التفرق، وبعد التفرق
حصلت البغضاء، وبعد البغضاء ربما حصل ما هو أشد من ذلك من قذف الأمة بعضها بعضا، أو
ربما حصلت المقاتل كما هو معلوم، ألم يتقاتل المسلمون؟ تقاتلوا، وتارة يكون كلٌّ
يدعي أنه على الحق، لكن لابد من مرجعية.
ما المرجع؟
لاشك أن المرجع هو كتاب
الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمل السلف الصالح وكلام أئمة
الإسلام الذين أجمعت الأمة على الثناء عليهم.
هذا مرجع مطمئن، واضح، بيّن، لا
لَبْس فيه ولا غموضـ ويسهل أن تقنع نفسك به وأن تقنع الآخرين به؛ قال الله تعالى
قال رسوله، على هذا كان السلف، الصالح هذا الذي عليه أئمة الإسلام الذين أجمعت
الأمة عليهم.
إذن فنحن مع هؤلاء الركب لا نتخلف عنهم، وهؤلاء السفينة التي من
ركبها سلِم، ومن تخلف عنها غرق.
هذا يسميه بعض المعاصرين مصدر التلقي.
مصدر
التلقي ما معناه؟
معناه المرجعية في الدعوة إلى الله، ما مصدر تلقينا في
الدعوة؟ هذه الأمور: الكتاب قال الله، السنة قال رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، الصحابة، هدي السلف الصالح، كلام الأئمة أئمة الإسلام الذين أجمع على
أنهم من أئمة الإسلام واشتهر مقام الصدق فيهم.
إذن مصدر التلقي، إذا أردت أن
تكون داعيا فلابد أن يتضح لك المرجعية، إذا لم تتضح لك المرجعية فسيكون هناك في
مواجهة الأمر العملي لابد أن يكون هناك اجتهادات، ستجتهد وتجتهد وتجتهد بلا علم
وبلا مرجع، فحينئذ ستكثر الخلافات والانحرافات في الدعوة، الدعوة فيها اجتهاد، لابد
من جهة العمل فيها اجتهاد؛ لكن إذا كان مصدر التلقي واحدا والمرجعية واحدة فإن
الخلافات ستقل، ولن تكون في الأمور المهمة، ستكون في الأمور غير المهمة.
كن
داعيا إلى الله جل وعلا على منهج الأنبياء في البداءة بالأهم فالمهم.
ومنهج
الدعوة حدده النبي ( يقوله «إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله -أو إلى أن يوحدوا الله-».
إذن منهج
الدعوة فيه ترتيب، ما الحاجة؟ ما الذي تحتاجه الناس في الدعوة؟ فتجعل الأولوية
متجهة إلى ما يحتاجه الناس.
فإذا كان الناس عندهم انحراف في توحيد الله جل وعلا،
فيُجعل هذا هو لأولوية ويركز عليه، والأمور الأخرى تكون تبع لذلك لا تترك؛ لكن تكون
تبعا.
إذا كان الناس على توحيد؛ لكنهم عندهم غفلة، تفريط بالفرائض، ارتكاب لبعض
المنهيات، إقدام على الشهوات، تساهل في هذا، فيدعون ويوعظون بما نقصهم.
لهذا
رسالات الأنبياء بالاتفاق أنها كانت جميعا يدعون إلى التوحيد وإلى تحقيق الإسلام؛
لكن نجد بعض الأنبياء لم يذكر الله جل وعلا عنه تفصيلا أنه دعا إلى التوحيد مثل من؟
مثل لوط عليه السلام، لوط عليه السلام كلْ ما في القرآن عنه أن الله جل وعلا أمره
فقال لوط لقومه في النهي عن كبيرة إتيان الرجال والعياذ بالله وأيضا قطع السبيل،
?وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ? وأيضا ?وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ
الْمُنكَرَ?[العنكبوت:29]، ?[أَئِنَّكُمْ] لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن
دُونِ النِّسَاء?[النمل:55]؛ لكن ماذا....؟ هل لم يدع؟ دعا إلى ذلك، هذا هو الأصل
لكن كانت هذه هي الفاشية وهي الوصية لغضب الله فوصى الله جل وعلا عليها وإلا
فالجميع مشتركون في ذلك.
إذن فأولويات الدعوة تكون بحسب الحاجة، تكون بحسب
الحاجة إلى ذلك؛ لكن لا يأتي قائل ويقول إذا رأينا الحاجة مثلا في الدعوة إلى بيان
أمر من أمور الشريعة، فمعنى ذلك أننا لا ندعو إلى الأصل ألا وهو التوحيد والسنة.
لا، ذاك الأصل لابد أن يكون مستصحبا أن يتعرض له الدّاعي في أي حال، تثبيتا له
وتأكيدا وتذكيرا للنفوس به.
المصدر
كُنْ دَاعِيًا
للشيخ
صالح بن
عبد العزيز آل الشيخ
-حفظه الله تعالى-
[شريط مفرغ]

من هنا المصدر
قال الله عزوجل :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .الآية رقم [126] من سورة [البقرة]
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". أخرجه البخاري

فائدة من الاية والحديث أن إبراهيم عليه السلام أول مادعا الامن قبل الرزق والرسول صلى الله عليه وسلم بدا بالامن قبل الرزق ولو كان الرزق قليل يكفي يوم فكأنما حزيت له الدنيا
فهل من معتبر ؟