الأمير عبد القادر "جذاب" وبن مهيدي "عاشق" في كتب الجيل الثاني!
17-09-2017, 02:41 PM


نادية سليماني / وهيبة سليماني


أجمع خبراء في التربية ونقابات وأولياء التلاميذ على أن ما يحصل في قطاع التربية، مؤخرا، من أخطاء في الكتب، وإلغاء للبسملة، هي استراتيجية "إلهاء" اتخذتها وزيرة التربية الوطنية، لتمرير مخطط "أكبر وأخطر" وهو القضاء تدريجيا على هوية الشّعب الجزائري من دين ولغة، والتمكين للعلمانية والفرنكفونية.وأكد الحاضرون في ندوة جمعتهم بمقر"الشروق" أن التفاف أطياف المجتمع للتصدي للبرنامج التربوي التغريبي بات أكثر من ضرورة، قبل خلع أبنائنا من دينهم وجذورهم وانتمائهم.
النقابي مسعود بوديبة:
بن غبريط تسعى لتهريب الكتاب المدرسي إلى القطاع الخاص
أبدى الأستاذ مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام في نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كنابست"، تخوفه من الوقوع في متاهات كبيرة تتعلق بالتعليم في الجزائر، وقد يصعب معالجة الأمر، وقال: إن ما تدّعيه الوزيرة نورية بن غبريط ليس إصلاحا، بل تغييرات تمت بسرية واستعجال دون إشراك الأطراف المعنية بقطاع التربية.
وأضاف موضحا "أن المنظومة التربوية مسؤولية الجميع وأولها السلطات العليا، وكل من يمثل هذه المنظومة.. ونحن كنقابات دورنا محدّد من خلال القوانين الأساسية لكل نقابة".

واعتبر عدم استدراك الأخطاء وتصحيحها في مناهج الجيل الثاني، سيؤدي إلى خلط المفاهيم لدى أبنائنا في الطور الابتدائي، وخاصة أن هذه الأخطاء تتعلق بحقائق تاريخية وعلمية ودينية.
واتهم الأستاذ مسعود بوديبة، وزارة التربية بسعيها لإنعاش التعليم الخاص من خلال المساس بالتعليم المجاني، حيث قال إن المدرسة العمومية مهددة من خلال تشجيع المدارس الخاصة، وهو تهديد لمكسب الثورة الجزائرية القاضي بمجانية التعليم للجميع.
وشجب بوديبة، سياسة بن غبريط، الساعية إلى تهريب الكتاب المدرسي من ديوان المطبوعات المدرسية إلى الخواص، وهذا حسبه، إبعاد متعمد خارج القطاع، ولم يستبعد وجود أياد خارجية تتحكم في الكتب البيداغوجية في الجزائر.
وأعاب الأستاذ مسعود بوديبة، على ما اسماه بـ"التوظيف الخارجي"، والمتعلق بمدرسين في قطاع التربية لم يتخرجوا من المدرسة العليا للأساتذة، حيث يرى أن مصير التلاميذ بين أيدي هؤلاء، وهم غير مكونين وغير مؤطرين بيداغوجيا.
وأكد المتحدث أن عشرات الأساتذة يتخرجون من المدرسة العليا، ولم يجدوا أماكن لتوظيفهم، حيث احتلت هذه المناصب من طرف أشخاص لا علاقة لهم بمنهجية التعليم، وهذا أخطر شيء ستواجهه المدرسة في بلادنا.
وجدد الأستاذ مسعود بوديبة، دعوته للطبقة السياسية والخبراء في قطاع التربية، قصد الوقوف وقفة واحدة قبل أن تضيع أجيال أخرى في المستقبل، مضيفا "منذ مارس 2016 كانت تصريحاتنا واضحة في هذا الموضوع وهي تغييرات وليست إصلاحات.. وإلا كيف نفسر عدم تصحيح عشرات الأخطاء في المناهج المدرسية".
النائب البرلماني مسعود عمراوي:
بن غبريط تحاول سلخ أبنائنا من جذورهم وعزلهم عن ماضيهم

تأسّف النائب البرلماني مسعود عمراوي، كون إصلاحات التّربية المتتالية، تحوّلت إلى "معول هدم" للمنظومة التربوية، عن طريق القضاء على كل ما يمت للدين والتاريخ والعادات والتقاليد بصلة، معتبرا أن وزيرة التربية الوطنية "تحاول سلخ أبناء هذا الوطن من جذورهم وعزلهم عن ماضيهم وتاريخهم".
والأمر الذي يستغرب له عمراوي، أنه منذ مجيء نورية بن غبريط على رأس الوزارة، أعلنت صراحة عن فشل إصلاحات بن زاغو في 2003 بسبب الاستعجال فيها، "ولكنها بدأت وبسرعة فائقة وجنونية وتحت جنح الظلام، في تطبيق إصلاحاتها من دون مشاورة الخبراء... فمن فضيحة إحضار الخبراء الأجانب وجميعهم من مدينة مرسيليا، وفرض اللغة الفرنسية كمادة إلزامية في كل الامتحانات المهنية، إلى الإسراع في طبع الكتب الجديدة، تغيير المناهج.."، وتساءل المتحدث "إلى أين تتجه الجزائر بهذه الإصلاحات؟".
وعاد ضيف "الشروق" إلى سرد خطوات وزيرة التربية الوطنية ومنذ مجيئها على رأس القطاع لضرب الهوية الوطنية، فتحدث عن محاولتها إدراج العامية في التدريس خلال الندوة الوطنية للتربية التي انعقدت منذ قرابة 3 سنوات بنادي الصنوبر، وحضرها 800 إطار تربوي، وأٌجهضت العملية بعد ثورة الشركاء الاجتماعيين والمجتمع ككل، ثم محاولتها فرنسة ثانوية بوعمامة "ديكارت سابقا" وتصدى لها كثيرون، ثم ظهرت فضيحة القرص المضغوط لتكوين الأساتذة الذي حمل شعار الماسونية، والآن إلغاء البسملة. والقضية الأخيرة التي لا تزال تتفاعل في المجتمع، اعتبرها النائب " قضيّة مفتعلة لإلهاء المجتمع، عن أمور أكثر خطورة يخطط لها بسرية".
ومن المواضيع التي لم ينتبه إليها منتقدو سياسة بن غبريط، ما تحتويه بعض الكتب من أخطاء معرفية خطيرة، ومنها يقول المُتحدِّث "أحد الدروس التي يحتويها كتاب السنة 3 ابتدائي، درس يعرف بشخصية الأمير عبد القادر، والخطير أن الموضوع لم يذكر بطولات الأمير ومقاومته للاحتلال الفرنسي، وإنما ركّز على شكله الخارجي، فهو مفتول العضلات ووسيم الوجه... أما الشهيد العربي بن مهيدي فكان متذوقا للفنّ والموسيقى والمسرح...".
وفي كتاب للسنة 4 ابتدائي، هنالك درس يتحدث عن بيع الطفل لـ"لديول" ومسح زجاج السيارات. كما اتهم مسعود العمراوي مؤلفي الكتب الجديدة "بأنّهم لم يضيفوا شيئا جديدا للكتب، بل اجتهدوا لنزع الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة".
ودعا المتحدث بعض النقابات وأولياء التلاميذ "إلى عدم التصفيق للباطل لغرض التقرب من وزيرة التربية الوطنية"، وحمل الجزء الأكبر من المسؤولية إلى جمعية العلماء المسلمين، وبعدها نُواب البرلمان، والحل ـ حسبه- لن يكون إلا بقرار سياسي حكيم.
من جهة أخرى، وفي سياق ردّه على ممثل نقابة "الكناباست" مسعود بوديبة، صرح عمراوي بأن النقابات التي تركز على بعض المواضيع المهنية والبداغوجية فقط، على غرار الاكتظاظ في الأقسام ونقص الكتب المدرسية، متجاهلة الحديث عن الهوية الوطنية وعن مخطّط بن غبريط التّغريبي، "فعليها أن تحل نفسها"، موجها في الأخير نداء إلى رئيس الجمهورية، ومناشدا إياه التدخل للحفاظ على مقومات الوطن.
الخبير التربوي سعيد فضيل:
نصوص في كتب الجيل الثاني مأخوذة من المسلسلات التركية!
نشهد أسوأ دخول مدرسي والوزيرة عهد جديد للصراع الإيديولوجي

وصف الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية، سعيد فضيل، الدخول المدرسي الحالي بـ"أسوأ دخول مدرسي من جميع الجوانب"، ومؤكدا أن وزيرة التربية نورية بن غبريط "فتحت كل أبواب الصراعات الجهنمية".
فبعد محاولة فرض اللّهجات العامية بالتدريس، ونزع التربية الإسلامية من شهادة البكالوريا، ثم البسملة... ها هي الكتب تحمل أخطاء كارثية .وحسب تصريحه "كتب السنة 1و2 ابتدائي و1 متوسط مترجمة حرفيا من المسلسلات التركية".
كما تحدّث عن موضوع نزع البسملة، فقال "المؤلفون يحتاجون 3 سنوات لتأليف كتاب، ولهم دفتر شروط خاص، يتضمن جميع خاصيات الكتب من الورقة الأولى إلى الأخيرة، فكيف تدّعي الوزيرة أن ناشري الكتب تصرّفوا من دون علمها"، ومتسائلا عن دور لجنة القراءة في ظل الأخطاء النحوية والمعرفية الكثيرة التي حملتها الكتب الجديدة، "كيف مرت كل هذه الأخطاء، فإما لجنة القراءة لا تقوم بعملها أو هي غير موجودة أصلا"، فضلا عن الأموال الضائعة بعد إعادة طبع الكتب التي تحمل أخطاء.
والنقطة التي أثارت الاستغراب في نفس الخبير، كيف لبن غبريط أن تمنح المكتبات الخاصة حق بيع الكتب المدرسية مع منحهم هامش ربح وصل حتى 100 دج عن الكتاب الواحد، وتمنعها عن المقتصدين المختصِّين أصلا في العملية، حارمة إيّاهم من المنحة المالية، وهو ما تسبب في تلويحهم بالإضراب.
الإطار التربوي عبد القادر يخلف:
الصّراع مستمر منذ عقود بين التغريبيين والوطنيين

تطرق الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية، عبد القادر يخلف، وبالتفصيل إلى مراحل الإصلاحات التربوية منذ فترة السبعينات إلى اليوم، معتبرا أن ما تشهده الساحة التربوية حاليا "ليس جديدا".
وحسب تعبيره "منذ الاستقلال وهم يريدون للمدرسة الجزائرية أن تصبح فرنسية، مع تغييب تام للغة العربية والسعي للإدماج"، وأن الصّراع مستمر وعلى أشده منذ عقود.
ومن خلال مشاركاته الكثيرة في مختلف برامج الإصلاح التربوي عبر مختلف الفترات الزمنية، فقد كان شاهدا على كثير من الصراعات والتجاذبات بين الفرنكفونيين والوطنيين، ومن بعض ما ذكره "أن وزير التعليم العالي الأسبق بوبكر بلقايد، صرّح بالحرف الواحد أنه مادام في الوزارة لن تدخل اللغة العربية إلى القطاع". فيما وصف ندوة الإصلاح التربوي الذي شارك فيه قاصدي مرباح بابن عكنون، أن اللجنة التي أدارته كانت مختصة وخبيرة، وتمّ اقتراح أفكار "جيدة"، ونتيجته تنصيب المجلس الأعلى للتربية في عهد الرئيس اليامين زروال، مكونا من 75 عضوا من جميع فئات المجتمع، والمجلس عقد عدة ندوات.
وخلص المتحدث إلى أن بن غبريط تسير على استراتيجية "التلهية"، لتحقيق هدف "تفريغ المدرسة من القيم والأخلاق"، ومن نتائج ذلك، صار التلميذ يقصد مدرسته حاملا سكينا في جيبه...
وانتقد ضيف "الشروق" ظاهرة ولوج "من هب ودب" إلى قطاع التعليم، مؤكدا أن الأستاذ لابد أن يكون مطلعا على كيفية التعامل مع التلميذ وملما بعلم النفس والاجتماع، ومشددا على ضرورة إعادة فتح المعاهد التكنولوجية لتخريج الأساتذة، وإلغاء التوظيف بالمسابقات.
رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ:
بن غبريط تطبّق أفكارها الأيديولوجية في مناهج التعليم

يرى علي بن زينة، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أن المدارس الجزائرية تعاني من مشاكل واقعية تتعلق بالاكتظاظ والإطعام والنقل، وأن الإصلاحات التي قامت بها الوزيرة نورية بن غبريط حول المناهج، لم تكن في وقتها، حيث أدخلت التلاميذ وأوليائهم في دوامة لا يمكن الخروج منها بسهولة.
ودعا إلى حملة تحسيسية، يشارك فيها كل الأطراف لحل هذه المشاكل، حيث عبر عن تخوفه من نتائج العام الدراسي ومرور الامتحانات الرسمية في سلام.
وقال بن زينة، إن المعركة مستمرة مع وزيرة التربية إلى حين، استدراك الأخطاء في مناهج الجيل الثاني، خاصة المتعلقة بالتعليم الابتدائي.
واتهم علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بن غبريط، بتطبيق ما عبرت عنه سابقا في إحدى كتاباتها بقولها إن الدين والتربية الإسلامية خطر على المجتمع.
وأوضح "نحن نطالب بالمجلس الأعلى للتربية"، مؤكدا أن البلبلة التي تصادف امتحان شهادة البكالوريا، خلال السنوات الأخيرة مفتعلة ووراءها الكثير من المشاريع التي تحاك حسبه، ضد التلاميذ والمنظومة التربوية في الجزائر.
جمعية العلماء المسلمين تطالب بتفعيل عمل الجمعيات وتؤكد:
صُدمنا بإصرار الوزارة على الأخطاء في كتب الجيل الثاني

وصف ممثل جمعية العلماء المسلمين، الشيخ مختار بوناب، قضية البسملة والأخطاء التي تضمنتها مناهج الجيل الثاني، بالأمر الخطير جدا، خاصة أن الجمعية حسبه، قامت بتسجيل كل الملاحظات حول الكتب المدرسية البيداغوجية، وإرسال تقرير كامل بعد دراسة دامت 6 أشهر مع خبراء وأساتذة مهنيين في قطاع التربية. وقال "أنزلنا هذه القضية إلى المقاطعات والمعلمين وكل الذين يمارسون التعليم في الميدان.. المؤسف جدا هو التمادي في الأخطاء.. هذه الإصلاحات ملف ضخم وعميق".
ويرى ممثل جمعية العلماء المسلمين، الشيخ مختار بوناب، أن الأخطاء النحوية واللغوية الواردة في الكتب المدرسية، لها علاقة بالتمهيد لمشروع تشويش على اللغة العربية.
ودعا إلى تدخل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لتفعيل المواد المتعلقة بالجمعيات حيث يوجد، يضيف،900 جمعية، الكثير منها لا علاقة لها بالميدان.
وقال إن مسألة الخطأ المتعلق بـ"الديمقراطية" من خلال استفتاء 1962، كان يمكن استبداله بالمصالحة الوطنية والوئام المدني، وأن التمييز العنصري حسبه، كان واضحا فيما يخص الدين الإسلامي، حيث هناك نصوص تبين اتهام هذا الدين بطريقة غير مباشرة بالتشجيع على التطرف والإرهاب. وطالبت جمعية العلماء المسلمين، من خلال ممثلها مختار بوناب، بتسريع عمل المجلس الأعلى للتربية والمرصد الوطني قبل التمادي في أخطاء أخرى، حيث قال "نحن نقفز على الدستور".
الأستاذ شيهوب لـ"الشروق":
كل الأخطاء التي وردت في كتب الجيل الثاني متعلقة بالهوية
هناك توجه إيديولوجي متطرف يستهدف التلاميذ

قال رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة التربية الإسلامية، بوجمعة شيهوب، إن شبكات التواصل الاجتماعي ردت على قضية "البسملة" بوعي كبير وأثبتت أنها تجاوزت الوعي عند النخبة، والتي لا تنتج حسبه، إلا أصواتا فارغة.
وأكد أن قضية المرجعية الدينية في برنامج الحكومة السابق، طرح بوضوح حيث تم التأكيد على وجوب الحفاظ عليها في الجزائر، وتساءل "كيف لنا أن نحافظ عليها من دون أن ندرسها في مادة التربية الإسلامية!"
ويرى أن كل المؤشرات التي تفضح التوجه الإيديولوجي المتطرف، تجلت مع الدخول المدرسي الحالي، وأن قضية القرص المضغوط الذي احتوى على مادة تكوينية موجهة لأساتذة التعليم الابتدائي تضم رموزا للماسونية، وصورا لعبدة الشيطان، سترفع إلى العدالة في انتظار وجود صفة قانونية تسمح برفع شكوى ضد الوزيرة بن غبريط أمام القضاء، مشيرا إلى أن اللجنة تشكلت أن محاميين اثنين يدرسان الملف.
وصرح رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة التربية الإسلامية، بوجمعة شيهوب، في ندوة الشروق، أن كل الأخطاء التي وردت في المناهج التربوية، 99 بالمائة منها لديها علاقة بالهوية كالثورة الجزائرية والدين واللغة العربية، وهو ما يبين حسبه، أن مشروع الوزيرة خارجي، فهي تحارب الهوية الوطنية، حيث صرحت، يضيف، في مجلس الأمة سابقا، بعدم وجود حذف للبسملة وبعدها اعترفت بذلك، مؤكدة أنها بقيت في كتب التربية الإسلامية فقط.
وأكد الأستاذ شيهوب، أن المفتش العام للوزارة، وقع في تناقض حيث قال سابقا: "إن بيننا الدخول المدرسي" ولكن ظهرت الكتب من دون بسملة، مشيرا إلى أن أكثر من 30 كتابا جديدا، أظهرت منها حملة الوزيرة المضادة عبر وسائل الإعلام المرئية أن 4 كتب فقط من غير التربية الإسلامية تضم البسملة، و26 كتابا من دون بسملة.
"هناك تضليل للرأي العام.. في القنوات العمومية تم استقبال مستشارين تربويين من دون نقابات"، قال الأستاذ شيهوب، وواصل، موضحا أن المستشارين المركزيين الذين تم استشارتهم يحملون مشروعا إيديولوجيا متطرفا، حيث اتضح حسبه، أن المدرسة تتوجه إلى إيديولوجية متطرفة، وقد كانت قضية الماسونية أكبر دليل على ذلك.
وفيما يخص مادة التربية الإسلامية، كشف الأستاذ بوجمعة شيهوب، أن في العديد من المؤسسات التربوية عبر ولايات مثل الجلفة وغرداية، وبشار والبيض وتبسة، يدرسها أساتذة متخصصون في مادة الفلسفة، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، حيث تدعو التنسيقية إلى أخذه بعين الاعتبار.
عضو سابق في لجان التأليف للجيل الأول للشروق:
"البسملة إلهاء مقصود و"التقاعد المسبق" زعزع القطاع
ندد الأستاذ اسماعيل دباح، باحث في التربية وعضو لجان التأليف للجيل الأول، خلال ندوة الشروق، بما وصفه بـ"الإلهاء" المقصود، وقال إن التقاعد المسبق لعشرات الخبراء والمستشارين التربويين، زعزع استقرار المنظومة التربوية، وجعلها بين أياد خارجية وإيديولوجيات أجنبية متطرفة.
وأوضح أن "الإلهاء" المقصود اتخذ عدة أساليب وطرق وجوانب، واهمها كان تقييم بما يسمى الجيل الأول كان سريا، وهو خلط مقصود هدفه التشكيك وخلخلة تدريجية في جسم المدرسة الجزائرية.
واتهم الوزيرة نورية بن غبريط، بعدم الدفاع عن الموظفين في قطاع التربية الذين تم إحالتهم على التقاعد، رغم بلوغهم مستوى عال من الخبرة في الميدان، وقال "كان عليها أن تلعب دورا قويا في الاستعانة بتجارب الخبراء السابقين في مجال التربية".
وانتقد المتحدث وزارة التربية استعانتها في عملها البيداغوجي بخبرة عالمية، في حين كان عليها التفرغ مع طاقمها للمشاكل اليومية في المدارس الجزائرية، مضيفا "كان عليها أن تكون في مناطق وطنية تحل مشاكل تتعلق بالاكتظاظ والإطعام والنقل المدرسي".