تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ام سيرين
ام سيرين
شروقية
  • تاريخ التسجيل : 10-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 403
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ام سيرين is on a distinguished road
الصورة الرمزية ام سيرين
ام سيرين
شروقية
وقفة مع الصورة الشعرية
03-03-2014, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

1- مفهوم الصورة لغة :
جاء في لسان العرب لابن منظور , مادة ( ص .و. ر) » الصورة في الشكل , والجمع صور , وقد صوره فتصور , وتصورت الشيء توهمت صورته , فتصور لي , والتصاوير : التماثيل.
قال " ابن الأثير " : الصورة ترد في لسان العرب (لغتهم) على ظاهرها , وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته , وعلى معنى صفته , يقال: صورة الفعل كذا وكذا أي هيئته , وصورة كذا وكذا أي صفته « (1).
- و أما التصوُّر فهو » مرور الفكر بالصورة الطبيعية التي سبق أن شاهدها وانفعل بها ثم اختزنها في مخيلته مروره بها يتصفحها « (2).
- وأما التصوير فهو إبراز الصورة إلى الخارج بشكل فني , فالتصوُّر إذا عقلي أما التصوير فهو شكلــي » إن التصوُّر هو العلاقة بين الصورة والتصوير , و أداته الفكر فقط , وأما التصوير فأداته الفكر واللسان واللغة « (3).
- و التصوير في القرآن الكريم , ليس تصويرا شكليا بل هو تصوير شامل » فهو تصوير باللون , وتصوير بالحركة وتصوير بالتخييل , كما أنه تصوير بالنغمة تقوم مقام اللون في التمثيل , وكثيرا ما يشترك الوصف والحوار , وجرس الكلمات , ونغم العبارات , وموسيقى السياق في إبراز صورة من الصور « (4).

2- مفهوم الصورة في الاصطلاح :

إنَّ الدارس للأدب العربي القديم لا يعثر على تعبير الصورة الشعرية في التراث الأدبي بالمفهوم المتداول الآن , وإنَّ كان شعرنا القديم لا يخلو من ضروب التصوير – كما أسلفت – لأن الدرس النقدي العربي كان يحصر التصوير في مجالات البلاغة المختلفة كالمجاز و التشبيه و الاستعارة
-------------------------------------------------------

(1) - ابن منظور : لسان العرب - دار لسان العرب- بيروت- مادة ص.و.ر. - د.ت - 2/492
(2) - صلاح عبد الفتاح الخالدي : نظرية التصوير الفني عند سيد قطب – المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية - الجزائر –1988 ص74
(3) - مجلة الرسالة – المجلد الثاني – السنة الثانية – العدد 64 –تاريخ 24/09/1934 ص 1756
(4) - صلاح عبد الفتاح الخالدي : المرجع نفسه – ص 33

****************************************

3- مفهوم الصورة عند القدماء : لقد كانت الصورة الشعرية وما تزال موضوعا مخصوصا بالمدح و الثناء , ولها من الحظوة بمكان , والعجيب أن يكون هذا موضع إجماع بين نقاد ينتمون إلى عصور و ثقافات متنوعة , فهذا " أرسطو " يميزها عن باقي الأساليب بالتشريف , فيقول : » ولكن أعظم الأساليب حقا هو أسلوب الاستعارة...وهو آية الموهبة « (3).

أما " أرسطو" يربط الصورة بإحدى طرق المحاكاة الثلاث ، ويعمِّق الصلة بين الشعر والرسام , فإذا كان الرسام وهو فنان يستعمل الريشة والألوان , فإن الشاعر يستعمل الألفاظ والمفردات ويصوغها في قالب فني مؤثر يترك أثره في المتلقي .
وحتى تكون الصورة حية في النص الأدبي , لها ما لها من مفعول و تأثير , فلا بد لها من خيال يخرجها من النمطية والتقرير والمباشرة , فالخيال هو الذي يحلِّق بالقارئ في الآفاق الرحبة , ويخلق له دنيا جديدة , وعوامل لا مرئية تخرجه من العزلة والتقوقع.
فالخيال الذي يرى فيه " سقراط " نوعا من الجنون العلوي , والأمر نفسه عند " أفلاطون " الذي كان يعتقــد » أن الشعراء مسكونون بالأرواح, وهذه الأرواح من الممكن أن تكون خيِّرة كما يمكن أن تكون أرواحا شرِّيرة « (1).
وهذا الاعتقاد بأن الشاعر مهووس , وله علاقة بالأرواح والجن , له أثره في الشعر العربي القديم , فقد نُسِب إلى الشعراء المجيدين أن أرواحهم ممزوجة بالجن , كما نُسبوا إلى (وادي عبقر) الذي تسكنه الجن حسب اعتقادهم و زعمهم , وكان وراء كل شاعر مجيد جِنٌّ يسنده و يلهمه. لقد أخذ العرب القدماء مفهوم الصورة مع الفلسفة اليونانية , وبالذات الفلسفة الأرسطية , وجرَّهُم فصل " أرسطو " بين الصورة والهُيُولي (مادة يصعب الإمساك بها ) إلى الفصل بين اللفظ والمعنى في تفسير القرآن الكريم ، وسرعان ما انتقل هذا الفصل بين اللفظ والمعنى إلى الشعر الذي يُعَد من الشواهد في تفسير القرآن الكريم على حد تعبير الدكتور"علي البطل" (2)
-------------------------------------------------

(3) - أرسطو : فن الشعر – ترجمة محمد شكري عياد – دار الكتاب العربي – القاهرة – 1967 – ص128
(1) - إحسّان عباس : فن الشعر – دار الثقافة – بيروت – ط2- 1959 –ص141
(2) - علي البطل : الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري – دراسة في أصولها وتطورها –دار الأندلس -بيروت – ط3-1983 – ص15

*******************************

" فأبو هلال العسكري" يعلنها صراحة » الألفاظ أجساد و المعاني أرواح « (3).أما "الجاحظ "فيرى » أن المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي , والبدوي والقروي , وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ,
وسهولة المخرج , وكثرة الماء , و في صحة الطبع وجودة السبك , وإنما الشعر صياغة وضرب من التصوير « (4).
ويرى الدكتور " فايز الداية " أن " السكّاكي " في كتابه ( مفتاح العلوم ) اهتم كثيرا بالتفريعات ، و أهمل الأصول وكذا النصوص الإبداعية , فكانت جهود السكّاكي رغم أهميتها عبارة عن تقنين وتقعيد بعيدا عن جوهر البلاغة وروحها. وهذا ما يلاحظه كثير من علماء البلاغة الذين جاءوا من بعد " السكاكي " , وكل دارس تعامل مع الكتب البلاغية القديمة » وهذا مما أثر سلبا في الإنتاج الأدبي الذي لم يجد من يُقوِّمُهُ ويُبَيِّنُ أَلَقَهُ « (1).
وضمن هذا الجو الذي اختلطت فيه القيم النقدية , وضاعت فيه المفاهيم البلاغية الجوهرية , وضع "عبد القاهر الجرجاني" القواعد الأساسية في البناء النقدي العربي من خلال فهمه لطبيعة الصورة ، التي هي عنده مرادفة للنظم أو الصياغة , فنظرية النظم عنده لا تعني رصف الألفاظ بعضها بجانب بعض بقدر ما تعني تَوَخِّي معاني النحو التي تخلق التفاعل و النماء داخل السياق.

فالصورة إذًا حسب نظرية النظم مرتبطة ارتباطا وثيقا بالصياغة ، وليس غريبا أن يراوح النقد العربي مكانه ويهتم بالشكليات و التفريعات و التقنين و التقعيد لمختلف العلوم وبخاصة البلاغية منها , "فالجاحظ" يرى أن الشعر ضرب من التصوير بينما نجد "قدامة بن جعفر" قد فتح الباب واسعا أمام المنطق في الشعر ,وبالتالي صار مفهوم الصورة متأثرا بهذه الثقافة النقدية حيث أصبحت مقصودة لذاتها , أي أنها غاية وليست وسيلة لفهم الشعر و إبراز جمالياته للمتلقي. فكانت الصورة عندهم (القدماء) جزئية لا كاملة , فهي لا تتعدى كونها استعارة و تشبيها وكناية وغيرها من علوم البلاغة التي تهتم بتنميق المعنى ليس إلا.
وفي ظل هذا الموروث بادر "عبد القاهر الجرجاني" إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة ووضع الأصول الصحيحة, لتغيير ما هو سائد عند سابقيه , » فلم يتعمَّق أحد من النقاد العرب القدماء ما تعمَّقه عبد القاهر الجرجاني في فهم الصورة معتمدا في كل ذلك أساسا على فكرته على عقد الصلة بين الشعر و الفنون النفعية و طرق النقش و التصوير«

-------------------------------------------------------

(3) - أبو هلال العسكري : الصناعتين, الكتابة و الشعر –تحقيق مفيد قميحة –دار الكتب العلمية –بيروت –ط2-1984 –ص167
(4) - الجاحظ : عمرو بن بحر – الحيوان –تحقيق عبد السلام هارون- مكتبة الخانجي –القاهرة – د.ت – 3/131-132
(1) - فايز الداية : جماليات الأسلوب –ص13

**********************************************

4- مفهوم الصورة عند الغربيين :

يُعرِّف الشاعر الفرنسي "بيار ريفاردي" (1889- 1960) - وهو من المدرسة الرومانتيكية- لفظة صورة image بأنها: » إبداع ذهني صرف , وهي لا يمكن أن تنبثق من المقارنة و إنما تنبثق من الجمع بين حقيقتين واقعيتين تتفاوتان في البعد قلة وكثرة , ولا يمكن إحداث صورة المقارنة بين حقيقتين واقعيتين بعيدتين لم يَدْرِكُ ما بينهما من علاقات سوى العقل « (1).
فالصورة إذًا عند "ريفاردي" وغيره من الرومانسيين إبداع ذهني تعتمد أساسا على الخيال , و العقل وحده هو الذي يدرك علاقاتها.
وكان لنظرية "كولريدج" في الخيال أثر كبير في بناء الصورة الشعرية لأنه يقوم بالدور الأساس في بنائها عن طريق الجمع بين عناصرها المختلفة.
وترتبط الصورة بالخيال ارتباطا وثيقا فبواسطة فاعلية الخيال ونشاطه » تنفذ الصورة إلى مُخَيِّلَة المتلقي فتنطبع فيها بشكل معين وهيئة مخصوصة , ناقلة إحساس الشاعر تجاه الأشياء , وانفعاله بِها , وتفاعله معها « (2).
وإذا ما عرَّجنا على المدارس الأدبية الحديثة ونظرتها إلى الصورة , نجد أن ( البرناسية ) لا تعترف إلا بالصورة المرئية المجسمة أو ما يسمى ( بالبلاستيكية ) بعيدا عن نطاق الذات الفردية , وأما ( الرَّمزية ) فهي لا تقف عند حدود الصورة كالبرناسية ولكنها تطلب أن يتجاوزها الفنان إلى أثرها في أعماق النفس أو اللاشعور و بالتالي ابتدعوا وسائلهم الخاصة في التعبير كتصوير المسموعات بالمبصرات , والمبصرات بالمشمومات وهو ما يسمى (بتراسل الحواس).
أما ( السريالية ) فقد اهتمت بالصورة على أساس أنها جوهر الشعر ولبُّه ، وجعلت منها فيضا يتلقَّاه الشاعر نابعا من وجدانه , وبذلك تبدو الصورة خيالية وحالمة.
إلا أن ( الوجودية ) نظرت إلى الصورة على أنها عمل تركيبي يقوم الخيال ببنائها. (3)

-------------------------------------------

(2) - محمد غنيمي هلال : النقد الأدبي الحديث – دار الثقافة ودار العودة –بيروت-1973-ص 168
(1) - مجدي وهبة : معجم مصطلحات الأدب –مكتبة لبنان- بيروت –1974- ص237
(2) - الأخضر عيكوس : الخيال الشعري و علاقته بالصورة الشعرية –مجلة الآداب –عدد 1- عام 1994- ص77

********************************************

وانطلاقا من هذه الاتجاهات – التي ذكرناها – نخلص إلى النظرة المتكاملة لمفهوم الصورة الشعرية على حد تعبير "علي البطل" أنهـا : » تشكيل لغوي يُكَوِّنُهَا خيال الفنان من معطيات متعددة , يقف العالَم المحسوس في مقدِّمتها , لأن أغلب الصور مستمَدَّة من الحواس على جانب ما لا يمكن إغفاله من الصور النفسية والعقلية «


-يتــــــــــــــــــــــــــبع -
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ام سيرين
ام سيرين
شروقية
  • تاريخ التسجيل : 10-12-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 403
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ام سيرين is on a distinguished road
الصورة الرمزية ام سيرين
ام سيرين
شروقية
رد: وقفةمع الصورة الشعرية
03-03-2014, 09:02 PM
تابع :

- مفهوم الصورة عند العرب المحدثين :

لقد توسَّع مفهوم الصورة في العصر الحديث إلى حد » أنه أصبح يشمل كل الأدوات التعبيرية مما تَعوَّدنا على دراسته ضمن علم البيان و البديع و المعاني و العَروض و القافية و السَّرد و غيرها من وسائل التعبير الفنِّي« (1), وهي عند "عبد القادر القط": » الشكل الفني الذي تتَّخذه الألفاظ و العبارات يَنظِمها الشاعر في سياق بياني خاص ليُعَبِّر عن جانب من جوانب التجربة الشعرية الكامنـة في القصيدة , مستخدمـا طاقات اللغـة و إمكاناتها في الدلالة و التركيب و الإيقاع و الحقيقـة و المجـاز و الترادف و التضـاد و المقابلة و التجانس و غيرها من وسائل التعبير الفني ... و الألفاظ و العبارات هي مادة الشاعر الأولى التي يَصُوغ منها ذلك الشكل الفني أو يرسم بها صوره الشعرية « (2).
لم يعد مفهوم الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث ضيِّقًا أو قاصرا على الجانب البلاغي فقط بل اتسع مفهومها ، و امتد إلى الجانب الشعوري الوجداني غير أن مصطلح الصورة الشعرية لم يُستعمَل بهذا المعنى إلا حديثا , فهو عند" مصطفى ناصف " يستعمل عادة للدلالة على كل ما له صلة بالتعبير الحسي.

وتطلق أحيانا مرادفة للاستعمال الاستعاري للكلمات. و يقول في موضع آخر » إن لفظ الاستعارة إذا أُحسِن إدراكه قد يكون أَهْدَى من لفظ الصورة« (3). و يُعَقِّب الأستاذ " أحمد علي دهمان" على تعريف الدكتور "مصطفى ناصف" للصورة قائلا: » أنه قَصَرَ الدِّلالة على الاستعمال المجازي , مع أن كثيرا من الصور لا نصيب للمجاز فيها , وهي مع ذلك صور رائعة , خِصبة الخيال , ثَرَّة العاطفة ، و تدل على قدرة الأديب على الخلق أيضا« (4).
وهي عند الدكتور " نعيم اليافي ": » واسطة الشعر وجوهره , وكل قصيدة من القصائد وحدة كاملة , تَنْتَظِمُ في داخلها وحدات متعددة هي لَبِنَات بنائها العام ، وكل لَبِنَة من هذه اللبنات تشكِّل مع أخواتها الصورة الكلية التي هي العمل الفني نفسه « (5).

---------------------------------------

(3) - محمد غنيمي هلال : النقد الأدبي الحديث – ص376 و ما بعدها (بتصرف)
(4) - علي البطل : الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري –ص30
(1) - الولي محمد : الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي- المركز الثقافي العربي-بيروت- ط1- 1990- ص10
(2) - عبد القادر القط : الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر- دار النهضة العربية للطباعة والنشر- ط2- 1981- ص391.
(3) - مصطفى ناصف : الصورة الأدبية –دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت- ط3- 1983- ص 3-5
(4) - أحمد علي دهمان : الصورة البلاغية عند عبد القاهر الجرجاني- ص 269-270
(5) - نعيم اليافي : مقدمة لدراسة الصورة الفنية- منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي- دمشق- 1982-
ص 39-40
- انتهى -

- نقل بتصرف -
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية dj moussa dz
dj moussa dz
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 07-04-2012
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 17
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • dj moussa dz is on a distinguished road
الصورة الرمزية dj moussa dz
dj moussa dz
عضو مبتدئ
رد: وقفة مع الصورة الشعرية
04-03-2014, 07:32 AM
بارك الله فيك اختي جزاك الله خير
اللهم اجعلني سببا في نهوض الامة
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:06 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى