أطلب من طليبة ترك الرياضة للرياضيين.. ومنادي وقوادرية سبب دخولي السجن
11-03-2016, 11:00 PM

حاوره: زهـير لشطب

فتح رئيس اتحاد عنابة السابق عبد النور ميريبوط قلبه لـ"الشروق"، وتحدث بإسهاب عن أحداث مباراة شباب حي موسى ضد فريقه السابق، إضافة لاستعادة شريط ذكرياته عندما كان المسؤول الأول على الاتحاد وطيلة 7 مواسم كاملة من 1998 وحتى 2005، وخلالها ما يزال يفتخر بكونه بقي صامدا ولم يبارح حظيرة الكبار رغم كثرة المطبات قبل أن يرغم على الرحيل، ثم يكون مصيره السجن قبل أن يحصل على البراءة، فيما بعد وكل هذا وأكثر تجدونه في هذه الرحلة بين السين والجيم.

نستهل حوارنا من الحدث الأخير، ما تعليقك عما حدث في مباراة حي موسى ضد فريقك السابق؟

ما حدث أمر فظيع، ومن المفروض أن لا يحدث خاصة وأن اتحاد عنابة لعب أمام خصم موسمه انتهى قبل الآوان، فشباب حي موسى لا أمل له في الصعود، كما أنه بعيد جدا عن السقوط، ومن هذه المعطيات كان من الممكن جدا أن تلعب المباراة في أجواء هادئة، لكن هناك أطرافا أخرى دخلت على الخط وتسببت في هذه الكارثة التي عكرت صفو العلاقات بين الفريقين، وأكثر من هذا فقد تسببت هذه المباراة في الزج بعدد هام من الشبان في السجن وهذا أمر محزن وبعيد عن أهداف كرة القدم.

ماذا تقصد بأطراف دخلت على الخط..؟

الأمور واضحة، فشباب حي موسى كما قلت لا يراهن على أي شيء والشحنة التي كان عليها قبل، أثناء وحتى بعد المباراة غير عادية وليست بريئة، بل بسبب أموال كانوا موعودين بها بشرط فرملة اتحاد عنابة، والدليل هو أنهم بدؤوا في سيناريوهاتهم المفضوحة مع أنصار فريقنا، الذين بلغ عددهم زهاء 2000 مناصر فقد حتموا عليهم شراء التذاكر ثم أرغموهم على مغادرة الملعب لدواع أمنية، وأثناء المباراة واصلوا تهريجهم فالمباراة كانت تلعب عاديا لكن لمجرد الإعلان عن ضربة جزاء، كانت ستمنح التعادل فقط لعنابة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها... وكل هذا يؤكد أن أطرافا خفية كانت تهدف للإطاحة بعنابة.

وما تعليقك عن العقوبة الأولى لرابطة الهواة..؟

صراحة العقوبة الأولى كانت فضيحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنه من غير المعقول أن نحمل الفريق الزائر أخطاء الفريق المحلي، فالمباراة توقفت بسبب اعتداء لاعب من الفيلاج على الحكم ووقتها كان أغلب مناصري الاتحاد قد أرغموا على مغادرة المدرجات، ما يعني أن المسؤولية كاملة تلقى على أصحاب الضيافة، وقد أرادوا أن تدفع عنابة ثمن أخطاء غيرها بإيعاز من جهات خفية، لكن من حسن الحظ أنه قد تم استدراك الموقف سريعا.

نفهم من كلامك أنك مقتنع بقرار إعادة المباراة..؟

قرار إعادة المباراة قد يكون الأقرب للمنطق ولو أنه فيه نوع من الإجحاف في حق عنابة لكن لا علينا.

هل من توضيح...؟

كما قلت سابقا الفريق المحلي هو المسؤول عن الشؤون التنظيمية لأي مباراة، وهو من يتحمل أي خروج على النص وبالتالي فقد كان من حقنا الفوز على البساط تماما، كما منحت ذات الرابطة نقاط مباراة خميس الخشنة ضد جيجل لصالح هذا الأخير لكونه الفريق الزائر وتحميل مسؤولية إيقاف المباراة للفريق المستضيف، خاصة وأن أحد لاعبيه اعتدى على الحكم... لكن مع رابطتنا للهواة المعطيات المتشابهة لا تؤدي لنتائج متشابهة وهو ما يدعو للحيرة.

المباراة ستعاد رسميا يوم 15 مارس القادم بالخروب، ما الذي يجب فعله حتى تجرى في أجواء هادئة وبعيدة عن التعصب..؟

ما حدث قد حدث... وعلى الطرفين أن يعتبرا ما حدث رجسا من عمل الشيطان الذي دخل بينهما، وعليهما أن يتركا فصل الأمور للميدان الذي هو من سيحدد الأقوى.

11ناديا تكتل ضد اتحاد عنابة، ألا تخشى على فريقك من هذا الأمر، خاصة وأن البطولة ما يزال منها 9 جولات كاملة ؟

أرى بأنه يجب تطوير الذهنيات، وما حدث يؤكد أن التخلف هو سيد الموقف فالقضية هي بين اتحاد عنابة وشباب حي موسى وما دخل بقية الأندية، وصراحة أرى بأن ما قاموا به هو كصب البنزين على النار، وكأني بهم يريدون أن يبقى التوتر سيد الموقف لكونهم لا يحسنون الاصطياد سوى في المياه العكرة... وعلى لاعبي فريقنا أن لا يتأثروا لأنهم في أفضل رواق وحتى الرزنامة هي في صالح عنابة، التي ستستقبل منافسيها المباشرين والفوز عليهم كفيل بتعبيد الطريق نحو العودة للرابطة المحترفة الثانية.

لكنهم طالبوا روراوة بالتدخل وهددوا بالانسحاب من المنافسة..؟

من حسن الحظ أن رئيس الفاف يعي جيدا ما يفعله، وبالتالي فهم غير قادرين على التأثير عليه لأن حديثهم عن الانسحاب ما هو إلا مجرد كلام والأيام ستؤكد ما أقوله لكم.

وماذا تقول عن تدخل الساسة في هذه القضية..؟

هي شطحة سياسية لا أكثر ولا أقل، فالبرلماني طليبة ما كان عليه أن يحشر نفسه في مجال بعيد عنه، وحتى إن كان يحب الفريق فعلا فكان عليه مساعدته من بعيد ودون أن يحس به أحد، لكنه قام بارتماءة خاطئة وراح ينشر تغريدات غريبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقد استهجنها الجميع، وعليه أطالبه بأن يبقى في المجال الذي هو فيه ويترك الرياضة للرياضيين.

ترأست الفريق لمدة 7 سنوات مرت كالحلم لكنها انتهت بكابوس.. ما تعليقك ؟

قبل تسلمي مقاليد اتحاد عنابة كان الفريق تحت لواء الجامعة، وكنت وقتها قد حققت نجاحات خرافية مع صلب عنابة في مختلف الرياضات الجماعية، ما جعل والي الولاية آنذاك السيد بشير فريك يتصل بي ووجدت معه المدرب إبراهيم قليل رحمه الله وبعض المسؤولين في الولاية، وعرضوا علي فكرة ترأس الفريق فقبلت العرض ونجحت في قيادة الفريق لمدة 7 مواسم كاملة في بطولة الدرجة الأولى دون أن يسقط وعشت معه أوقاتا لا تنسى بحلاوتها ومراراتها.

الأكيد أن المرارة هي عند دخولك السجن..؟

دخولي السجن كان مؤامرة دنيئة حبك خيوطها بعض الأطراف، الذين أعطوا والي عنابة آنذاك السيد بن صبان معلومات خاطئة عني وأعدوا لهذا الأمر ملفا ثقيلا، ما جعل العدالة تستدعيني أنا وأمين مال الفريق في تلك الفترة المدعو نجوى، لكن الغريب أننا فور وصولنا للمحكمة تم اقتيادنا للسجن رغم أننا لسنا لصوص أو قطاع طرق.

وكم مكثت بالسجن...؟

بقيت لمدة 5 أشهر و17 يوما بالتمام والكمال..لكن..

لكن ماذا...؟

لقد ورطوني وجعلوني أعيش وعائلتي أوقاتا أقل ما يقال عنها أنها حالكة وقد دفعت ثمنها من صحتي، فأنا إلى اليوم مازلت أعالج من الأمراض التي أصابتني خلال تلك المحنة ما جعلني أقوم بعدة عمليات جراحية داخل وخارج الوطن، وعليه وبعد ثبوت براءتي فأنا لن أسمح في حقي وأطالب بالتعويض من الذين أساؤوا إلي دون وجه حق لأن فترة تسييري للفريق كانت الشفافية هي سيد الموقف، والدليل أن التقارير المالية والأدبية لكل موسم كانت حاضرة وجاهزة ومصادق عليها من طرف كل أعضاء الجمعية العامة، وحتى من الجانب القانوني ما كان عليهم أن يدخلوني السجن لأنه حتى لو ثبتت أخطاء في التقارير المالية فيتحملها محافظ الحسابات وليس رئيس النادي لكنهم استهدفوني وأرادوا الإطاحة بي بأي طريقة وكان لهم ذلك ولو مؤقتا.

من باب تسمية المسميات بمسمياتها من كان سبب دخولك السجن؟

أقولها بصوت عال منادي وقوادرية هما سبب دخولي السجن، ولا يسعني سوى أن أقول لهما "نوكل عليكم ربي"... وأعتقد أن الأرقام تتحدث فأنا خلال 7 مواسم صرفت 29 مليارا وهم في 6 مواسم صرفوا 200 مليار ودون أن يحققوا شيئا ولو كانت لي نصف إمكاناتهم فقط لربما توجت بدوري أبطال إفريقيا.

لكن ما سبب قيامهما بذلك...؟

السبب هو رغبتهما في قيادة الفريق ليس حبا فيه بل لتحقيق مآرب شخصية، لكونهما اقتنعا بعد أن اشتد عود الفريق خلال عهدتي أن الوصول لرئاسة اتحاد عنابة سيسهل عليهما تبوأ أرقى المناصب، وهو ما حدث لاحقا وكانا مستعدين لفعل أي شيء لتحقيق ذلك حتى لو وصل الأمر لإيذاء الآخرين، وللآسف فقد كنت ضحيتهما الأكبر، لكن دوام الحال من المحال فأنا اليوم أعيش حرا وسعيدا بينهما هما قد تفرقا وكلاهما غارق في مشاكل لا حصر لها ومازال لأن الله يمهل ولا يهمل...

توج شباب بلوزداد ببطولة موسم 1999 ـ 2000 من عنابة بعد فوزه بملعب 19 ماي بثنائية من سطارة ووقتها قيل كلام كثير عن ترتيب ذلك اللقاء...فماذا تقول ؟

لا أبدا..لم أرتب أي مباراة وهذا طيلة ترأسي لاتحاد عنابة لأني ببساطة لا أجيد لعبة الكواليس، ويومها الشباب كان قويا جدا مع تواجد لاعبين كبار من طينة بوطالب، سطارة وعلى موسى وبالتالي ففوزهم علينا كان فوق الميدان وليس بأي شيء آخر...

نفهم من كلامك أن ميريبوط طيلة 7 مواسم كاملة لم يتواطأ في أي مباراة...؟

إذا أردتم الصراحة فقد حدث ذلك مرة واحدة فقط...

كيف ذلك ومتى...؟

كان ذلك خلال موسم 2004 ـ 2005 وقتها كنا نصارع على البقاء وكان علينا الفوز بالمواجهة الأخيرة بمعسكر ضد الغالية، التي سقطت آنذاك، لكن بلغني آنذاك أن جماعة منادي وقوادرية تحركوا بقوة وأرادوا هزمنا حتى يسقط الفريق، لكني لم أجد وقتها سوى بيع حافلتي وتقسيم أموالها على مسؤولي ولاعبي غالي معسكر الذين رفعوا أرجلهم وفزنا بالمباراة وأنقذنا الفريق، وكانت هذه آخر مباراة لي على رأس الفريق لأني فضلت بعدها الانسحاب لكثرة الضغوطات وهنا أريد أن أضيف شيئا...

تفضل...

ما حدث لي في معسكر حدث لمن خلفني بعد ذلك الدكتور ويناز، الذي كان الفريق في عهده قادرا على تحقيق البقاء لولا أن الجماعة المذكورة قد تنقلوا إلى البرج وحفزوا لاعبي الأهلي على الفوز وتواطأ معهم بعض لاعبي الاتحاد وسقط الفريق وقتها، والمدرب جمال مناد يمكنه أن يؤكد لكم ذلك.

بعيدا عن منادي هناك عضو فيدرالي سابق يدعى صديقي يتهمك بالخيانة... فما ردك ؟

قبل تأسيس رابطة عنابة الجهوية كان المدعو صديقي المنحدر من ولاية قالمة مقربا مني جدا، وكان وبكل صراحة المرشح الأول لترأس الرابطة، لكن ما حدث وما لم يعلمه آنذاك صديقي هو أن والي عنابة آنذاك السيد مليزي اتصل بي وأكد لي أن رابطة عنابة يجب أن يرأسها شخص من بونة، وطلب مني مساعدة مرشحها أحمد ميبراك مقابل أن يمنحني مقر الطاباكوب، ولم يكن بوسعي أن أرفض أو أن أفرض على الوالي أي اسم آخر، فنفذت ما طلبه مني وبدأت أحضر في الجمعية الانتخابية ورغم ضيق الوقت إلا أني نجحت في قلب الموازين لصالح ميبراك، الذي فاز على صديقي بفارق صوت واحد وفي الواقع أنا لم أخنه بل لأني لم يكن بإمكاني تغيير رغبة الوالي لكن صديقي ثأر مني بعد ذلك...

كيف ذلك...؟

شاءت الصدف أن نلعب بعد أسبوع من عقد الجمعية الانتخابية لرابطة عنابة الجهوية مباريات كأس الجمهورية، وبما أن القرعة وقتها أوقعتنا ضد اتحاد الشاوية فقد تم برمجة اللقاء بقالمة وأكثر من ذلك فإن محافظها كان صديقي، الذي قاد ثلاثي تحكيمي من الولاية رقم 24 ووقتها هزمونا "ذراع"، حيث وصل بنا الأمر لتسجيل هدفين لكن الحكم لم يحتسبهما ومع محاباته للشاوية أهداهم التأهل.

وما هي الذكريات التي تحتفظ بها من أول مشاركة إقليمية للفريق في كأس العرب للأندية الحائزة على الكؤوس عام 2000 ؟

أتشرف بكوني أول رئيس أوصل اتحاد عنابة لكأس العرب، ووقتها لعبنا دورة بالسعودية وأدينا مشوارا مشرفا وكان بإمكاننا حتى التتويج باللقب، خاصة بعد فوزنا على جبلة السوري ثم المريخ السوداني، لكن في مواجهة العربي الكويتي أذكر أنه قد تم تعيين الحكم المصري جمال الغندور لإدارتها، وهنا أفشي لكم سرا وهو أن الغندور حاول التقرب مني واقترح علي مساعدة لفريقي مقابل منحه المال، لكني تجاهلته فعاقبنا خلال المباراة بانحيازه الفاضح للكويتيين لدرجة أنه في إحدى اللقطات أعلن عن مخالفة وهمية للكويتيين، وفي وقت توقف اللعب هرول لاعب من الفريق المنافس بالكرة ووضعها في الشباك ليفاجئنا الحكم بالتوجه إلى منتصف الملعب وإعلانه عن هدف حير كل من شاهده آنذاك.