الغش الدعوي
21-01-2018, 11:38 AM
الغش الدعوي
رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

قال نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:" من غشنا فليس منا"، أي: ليس على نهجنا وطريقتنا.
و ( الغش) في الحديث ينبغي أن يفهم بجميع مشمولاته، ولا نقصر ذلك على نوع من الأنواع بغير دليل ، فهذا " تحكم " في دلالة الحديث، وهو لا يجوز.
وعليه؛ فمن أنواع الغش التي يشملها الحديث، والتي طفحت على السطح وبشكل فاحش- وأقول هذا تحذيرا وشفقة، لا تعاليا وشماتة -:( الغش الدعوي)!.
وهو من أقبح أنواع الغش لارتباطه بالعلم والعقيدة والفقه والسلوك والمنهج ( = ذهاب الأمانة في الدعوة أو الخلل فيها)، وأساسه:" الغش الفكري " بحيث لو ( فسد / أفسدنا ) الفكر: فسد ما يتبعه.
وصدق العلامة محمود شاكر - رحمه الله - لما قال:" وآفة زماننا: تسيب الفكر بلا زمام يكبحه!!؟".
واعلم - يا رعاك الله - أن المرء قد يقع في:( مستنقع الغش الدعوي) دون أن يشعر بسبب اعتياده المساس بما هو قبيح في هذا الباب، وكما قال العلامة محمود شاكر - رحمه الله -:" إلف القبيح متلفة للإحساس والعقل جميعا".
فالحذر الحذر من ( الغش الدعوي)، فهو: جرم واحتيال، ودليل المخادعة والاعتلال!!؟.
ومن صوره :
- تغيير الحقائق الشرعية.
- التنكر للطريقة الأثرية.
- التعلق بالمذاهب الخلفية.
- تحريف الحدود العلمية.
- قلب الموازين المرعية.
- استبدال العلم بالسخافات الصحافية.
- نشر الشبهات والأنظار الردية.
- الاشتغال بالمطاحنات السياسية.
- حمل الناس على المصادمات في الميادين الدعوية.
- إشغال الشباب بالقصاصات الإخبارية.
- الاستغراق في تحليلات الوقائع بدل الاهتمام بالقرآن والأحاديث النبوية.
- تأخير الدعوة إلى التوحيد، والتشويش على العقيدة السلفية.
- إحياء الأقوال الضعيفة، والشاذ من المسائل الخلافية.
- تزهيد الناس في أصحاب الفهم والحكمة وإبعادهم عمن تحققوا بالعالمية.
- تنكب منهج الاعتدال و الوسطية.
- شحن النفوس بالانفعالات والمصارعات الحماسية.
وهكذا دواليك، فانظر حواليك!!؟.

أصلحنا الله جميعا، والله المستعان، وعليه التكلان.

التعديل الأخير تم بواسطة أمازيغي مسلم ; 22-01-2018 الساعة 11:45 AM