تسجيل الدخول

التفكير الصوري لدى الإسلاميين و إهمال العلم التجريبي؟


هذه مشكلة الإسلاميين إلى اليوم، فأمس حضرت نقاش في قضية نظرية، في بحث سياسي بين محيي الدين اللذاقاني السوري العلماني مع اثنين مشايخ واحد أزهري وواحد شيعي من النجف، ومن أول لحظة لم يستطيعا أن يسددا حجة واحدة قوية، فقال لهم أتوني بآيات واضحة من كتاب الله تحكي لنا شكل نظام الحكم في الإسلام، فأين موضوع انتخاب الحاكم، وأين موضوع المعارضة؟ فلم يستطيعا أن يردوا عليهم بجواب مقنع، والمشكلة أن الإسلاميين بشكل عام إلى اليوم يعتقدوا أنهم يستطيعوا بالفكر التأملي المستند على النص وحده أن يجيبوا على أي مسألة، ولذلك من قراءاتي في موضوع التربية وجدت أنه من أكثر الكتب عقماً هي الكتب الإسلامية، كتب عقيمة وهزؤ وكلها تقول الشيء نفسه، كيف تختار أمه ويجب أن تكون امرأة صالحة، كيف لما تأتي زوجتك تقول بسم الله وتستعيذ بالله من الشيطان، كيف تحافظ على الوضوء والطهارة وتغتسل بعد الجماع...وما شابه من الأفكار والكلمات التي مللنا منها، ولا يقولوا أي شيء عن التربية السليمة.

هم يعتقدون أن النص في الكتاب والسنة مجرداً وحده هكذا كفيل أن يجيبك على كل مسألة وهذا غير صحيح، فهذا الآن علم كامل اسمه علم النفس وعلوم التربية، وهناك علماء يشتغلون عليه منذ مائة سنة يجرون تجارب واختبارات، فمثلاً الطفل المتوحد عقدة كبيرة، فالطفل المتوحد له عالمه الخاص المنغلق عليه لا يشعر بأبيه ولا بأمه ولا يحب يلعب مع أحد، فتفضل وقل لي كيف تعالجه هذا بنصوصك؟ لا يمكن، ولا أبو حامد الغزالي ولا الشافعي يستطيع أن يعالج مثل هذا الطفل، فأنت تحتاج إلى علماء نفس تجريبيين درسوا هذه الحالات وتعاطوا معها وحاولوا أن يعالجوها ووصلوا إلى نتائج، ونفس الشيء في الطب، فلا يمكن أن يقدم لنا الدين كيف نستطيع أن نعالج الانسداد في الشريان التاجي، فنحن عندنا كارثة كبيرة جداً.

محمد إقبال الفيلسوف الكبير رحمة الله عليه في محاضراته الست في تجديد الفكر الإسلامي، قال: من أكبر خرافات القرآن إننا نحاول دائما أن نجعله يأخذ بحواسنا وبعقولنا إلى العالم الخارجي..النصي يقول لك انفتح على العالم الخارجي، ولما تفكر في النص سوف يعطيك صورة كاملة دقيقة عن العالم الخارجي، ولكن هذه ليست وظيفته، فالقرآن ليست كتاب في التربية ولا كتاب في علم النفس ولا كتاب في الجراحة ولا كتاب في الفيزياء والجراحة، ولا هذه وظيفته، وكان يستطيع الله أن يفعل هذا الشيء ولكنه سيكون كتاب ضخم جداً ومعقد ولن يفهمه أحد، والله هدفه الأساسي من القرآن الكريم هداية للناس، أن يعطينا المنهج العام، وهذه التخصصات لها علومها.

مشكلة الإسلاميين يعتقدون أن التربية بالذات ولكي ننشئ شاب مسلم كويس علينا أن نكتفي بالنصوص، وماذا قال أبو حامد وابن خلدون، وهي كتب قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وهناك مراجع حديثة في التربية وعلم النفس من أدق ما يكون، ولما تقرأها وتطبقها على أولادك تجدها تعطيك مفاتيح تحل المغلقات والمعميات وتنجح مباشرة، وهذا لأنهم جرَّبوها على خمسين ألف طفل مثل إبنك ونجح هذا الأسلوب والآلية التربوية.

ونفس الشيء، وهذا خطأ الإسلاميين القدماء الذين حاولوا التأثر بالفكر اليوناني حيث يتعاطوا مع عالم الفلك مثلاً بالطريقة التأويلية فأتوا بأشياء مضحكة جداً، فأنا لا أستطيع أن أستوعب كيف أن رئيس جماعة أهل السنة في مصر مثلاً الشيخ عبد اللطيف في القرن العشرين، فيسألوه فيقول: السماوات السبع هي السيارات السبع..أي سبع يا رجل؟ هناك تسع كواكب رصدناها ويعرفها العلماء وأرسلوا مركبات فضائية لرصدها، ثم مازلت تقول سيارات سبع فأين كنت أنت؟! وقد قال محمد إقبال بيتين شعر في اللغة الأردية في منتهى اللطف، فيقول السوس أو العث للفراشة: كم في جوفي من حكمة ابن سينا والفرابي، فهو أكل الكتب، والإسلامي هكذا، الإسلامي الذي يعيش يقرأ فقط كتب عن ماذا قال أبو حنيفة وماذا قال حسن البنا، ولا يقرأ علم نفس، ولا يقرأ منطق، ولا يقرأ فيزياء أو كيمياء، ولا يقرأ سياسة، فالسياسة علم، ولكي تتعاطى مع السياسة يجب أن تفهمها وتفهم كيف تتعاطى معها، وإلا إذا لم تفهم اللعبة فسوف يدمرك، وهي لعبة قذرة وميكافيلية ولكن ليس عليك أن تكون قذراً إلى هذا المستوى، بل يجب أن فاهم وعاقل للكيفية التي يلعب بها عدوك، فإذا خلقت صورة شبحية لعدوك لا تطابق الصورة الحقيقية فسوف تخسر المعركة من أول جولة لأنك سوف تحارب أشباح، فنحن تعاملنا مع اليهود بصورة شبحية، ولم نتعامل مع اليهود الواقعيين بأوضاعهم الواقعية.

ومثلاً، نحن هنا في الغرب بشكل عام إلى ما قبل سنوات معدودة، ومازال أكثر المسلمين تقريباً يتعاطى مع الوضع بنفس الطريقة أننا مكروهون، وطبعاً نحن مكروهون وكانوا يكرهونا ومازالوا لا يحبون المسلمين، وكذلك كانوا يكرهون اليهود ولكن اليهود لعبوا لعبة وكسبوها، إلى اليوم مازالوا اليهود يبغضوهم، وفي أمريكا على فكرة أكبر مسبة هناك وقبل كلمة خنزير أن يقول لك يا يهودي، فماذا حدث مع اليهود جعلوهم يكسبون اللعبة وما الفرق بيننا وبينهم؟!

نحن مازلنا نقول نحن مكروهون، وهم يبغضون الإسلام منذ الحروب الصليبية، وهذا صحيح أنت مكروه وأنت تكرهم، فما الحل، هل سوف نجلس هكذا دون عمل؟ هل نكتفي بأن ندعو عليهم اللهم دمرهم، أحصهم عدداً وأهلكهم بدداً وأكفنا شرهم بما شئت، ونحن ليس لنا أي علاقة ولن نفعل شيئاً، واليهودي كان كروه أكثر منك، وعمر المسلم ما كان مكروه مثل اليهودي، فقد نكلَّوا باليهود تنكيلاً شديداً لأنهم قتلوا المسيح وصلبوه على الصليب كما يعتقدون، ولا يمكن أن ينسوا الغرب هذا الشيء..فماذا حدث مع اليهود؟

اليهود فهموا اللعبة، وقالوا لا يفيد في المسألة التباكي والتحسر، ويجب أن نكون مرنين وهذا ما يميز اليهود في كل الدنيا، وكلما كنت مرن أكثر كلما استطعت أن تتحكم في الوضع أكثر، وكلما تكون جامد تُكسر، فأنت تحتاج مرونة أكثر في التعاطي مع الأمور، ولكن قبل أن أتعاطى بمرونة يجب أولاً أن تفهم ما هي آليات التغيير ووسائلها، وما هي مغارمها ومغانمها وتحسبها جيداً.

فاليهود لعبوا اللعبة بطريقة صحيحة؛ بالإعلام، بالاتصال، بالتغلغل، بالنشاط الفكري، فأمريكا فيها سبعة مليون يهودي أو قل تسعة مليون يهودي من ثلاثمائة مليون أمريكي، و52% من أساتيذ الجامعات في أمريكا من اليهود، فتسعة مليون أخذوا نصيب في التدريس في الجامعة أكثر مما أخذ مائتين وتسعين مليون، فقد تعلموا ولذلك تجد كثير من الفلاسفة الكبار من اليهود؛ فكارل بوبر هنا في أوروبا أكبر فيلسوف نقدي واستمر خمسين سنة كذلك كان يهودي، وواحد من علماء النفس الكبار جداً وهو إنساني وأفكاره ممتازة مثل آرمسترونج وهو يهودي ألماني، والآن زعيم المدرسة الإنسانية في علم النفس أبرهام ملبو وهو يهودي، ومؤسس مدرسة التحليل النفسي فرويد يهودي، وفي علم الذرة نفس الشيء فلان وعلان يهودي، وفي علم الاجتماع..فهكذا فعل اليهود.

كيف الإسلاميين تعاملوا مع هذه الظاهرة؟ قالوا هذا من خبث اليهود وقد تغلغلوا..ولكن هذا من ذكاء اليهود، قدرة اليهود، مرونة اليهود، إنجازية اليهود فهو يريد أن ينجز ولم يجلس مثلك يبكي حاله، الواحد منهم يقول لنفسه سوف أكون رئيس علم النفس لكي أكتسب الاحترام رغماً عن الجميع.

أحمد عبد السلام رحمة الله عليه العالم الفيزيائي المسلم الذي أخذ نوبل ورفع رأسنا بها، وهناك اثنين فقط أخذوا نوبل من المسلمين أحمد زويل المصري وأحمد عبد السلام، اثنين فقط من كل هذه الأمة الإسلامية، ونحن فرحانين بهم كأن الله لم يخلق غير أحمد زويل وأحمد عبد السلام، وأمريكا كل سنة يأخذ منها سبعة أو ثمانية علماء جوائز نوبل في العلوم، أمريكا تحصد كل سنة سبعين في المائة من جوائز نوبل وعن جدارة، لأن أمريكا بمفردها تضخ في العالم سبعين في المائة من المعرفة في كل العلوم والفنون، وهي إمبراطورية رهيبة في كل المجالات، وليست في المجال العسكري فقط، بل في كثير من العلوم والفنون فسبعين في المائة من المعرفة تضخها أمريكا، فقد وصلت أمريكا إلى موقعها عن جدارة، وأموالهم لا تصرف في كذا وكذا مثل أموال العرب التي نعرف كيف تُصرف، أموال أمريكا تُدفع في أبحاث علمية بالمليارات.

ما علينا، فاليهود تغلغلوا هل تستطيع أن تتغلغل مثلهم، فهذا هو التحدي الحقيقي أمامك، فتحدى وأثبت نفسك، وأحمد عبد السلام يقول: مرة كنت مع عالم كبير من زملائي، فقال لي يا بروفيسور عبد السلام أنا سأقول لك بصراحة في صيدلية الأدوية هذه كم دواء أنتجتموه أنتم المسلمين المعاصرين، هناك مئات الآلاف من الأدوية العقل البشري أنتجها ونحن نستهلكها فقط دون أن ننتج منها شيئاً، لم ننتج ولا دواء واحد والنسبة صفر...كيف هذا؟!

أحمد زويل قدَّم محاضرة في مصر منذ شهور قال فيها إن الوضع العلمي في العالم العربي كارثة وحكى أرقام مفزعة ومخيفة، قال: ما تقدمه إسرائيل من الأبحاث العلمية في المجلات العلمية المحكمة يصل تقريباً إلى 2% على المستوى العالم، وما تقدمه الهند يصل إلى 2.5%، وما يقدمه العالم الإسلامي كله العربي والإسلامي صفر في المائة.

قد تقول إن السبب هم الحكام المستبدون، ولكن ليس هذا هدفي، أنا هدفي أن أسرد لكم الواقع، ولقد كنت دائماً أقول الذي يفشل في بناء غرفة لا يمكن أن نطلب منه أن يبني مدينة..لماذا؟ نحن الآن في أوروبا لدينا الحرية أن نصنع من أنفسنا ما نريد إذا كان عندنا عقل ودين نستفيد منه، فكيف نتعاطى هنا مع الوضع، أين إنجازنا وتغلغلنا في أوروبا وفي أمريكا، أين عطائتنا العلمية وإنتاجنا الفكري والعلمي؟! ستجد الجواب صفر، صفر، صفر، فنحن لم نقدم شيئاً، ولكن اليهود من خلال المعاناة والذبح والهلوكوست والجحيم استطاعوا أن يُبعثوا كالعنقاء، ولذلك لو ظللنا نتباكى لن نستفيد شيئاً.

لذلك أنا أرى أن التعامل مع الآخر، مع سياسة الآخر، مع فكر الآخر، مع حضارة الآخر لا يكون إلا بعد إنجاز هذه المقدمات من فهم الآخر كما هو، فإذا أردت أن تتعاطى السياسية يجب أن تفهم علم السياسة شئت أم أبيت، لكي تدخل على عقل شارون يجب أن تفهم أولاً من هو شارون ولكن ليس بطريقتك أنت على أنه يهودي من إخوان القردة والخنازير، فبهذه الطريقة لن تفهمه، بل يجب أن تفهم من هو بالضبط.

لقد علقت من قبل على الدكتور عزمي بشارة الفلسطيني وهو مسيحي ولكنه يحب الإسلام، وسمعتك كلامه ولم أجد أي محلل عربي يحكم على قضيتنا وأوضاعنا، فعزمي بشارة هذا عنده رؤية لا تتخيل، وهو يحلل لك الوضع وما هو شارون وماذا يريد وماذا سيفعل ستجد أن 99% من كلامه صحيح، وتجد الإسلاميين حين يحللوا لا يحسنوا الحكم وذلك بسبب طريقتنا الأيديولوجية في التعاطي مع الأمور، وهي طريقة غير علمية، ولكن عزمي بشارة طريقته علمية ولا يوجد عنده مسلمات أيديولوجية، وليس عنده هدف للدفاع عن أفكار مسلمات، ولكن يحاول أن يكون علمي في التعاطي مع الأمور فينجح بينما نتعثر نحن.

نحن كإسلاميين وأنا واحد منهم كلنا ضد فكرة أن تقيم أي معاهدة أصلاً مع اليهود، نريد فقط أن نلقيهم في البحر، وصلاح الدين من قبلك عقد عشرات المعاهدات فهذا لك وهذا لي، وكان يتعامل صلاح الدين بنفس منطق اليهود الآن، تريد القدس خذها وغداً سوف أقوى وأسحقك وآخذها منك، وسوف يعترف لك العالم، فإسرائيل كان كل مناها أمام العالم أن تنفذ قرار التقسيم، ولكنها جاءت وأسست الدولة ووجدت العرب ضعفاء فتوسعت وقالت حدودنا مفتوحة، وحدود إسرائيل حيث يقف الجندي الصهيوني، وقبل قبل العالم هذا المنطق شئنا أم أبينا، عندما أعطى السيئ السمعة بوش الابن لشارون خارطة الطريق وألغى بها كل القوانين الدولية والمعاهدات وقرارات الأمم المتحدة، وكان تبريره لذلك أن الواقع على الأرض اختلف، فالواقع الآن لا يمسح بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، فكل هذا انتهى لأن القوة في الواقع نسختها.

عبد الوهاب المسيري ناقش واحد المؤرخين الجدد الإسرائيليين الذين اعترفوا بأنهم كإسرائيليين ليس لهم ولا ذرة في هذه الأرض، فلا عندنا آثار ولا فخاريات ولا حفريات، وهذا بعد خمسين سنة من التنقيب، وكانوا قد زوروا أوراقة وآثار وانكشفت بعد ذلك، فقالوا ليس لدينا أي آثار تثبت أننا أصلاء في هذه الأرض، فالمسيري ناقش هذا المؤرخ الذي يقول هذه الحقيقة، وقال له: أنت الآن من جنسية إسرائيلية فلماذا تقيم في إسرائيل وأنت تعرف ألا حق لك في هذه الأرض؟ قال المؤرخ الإسرائيلي: أنا هنا لأنني هنا..هذا هو المنطق البرجماتي، فأنا هنا لأنني هنا، وأنت لا تستطيع أن تخرجني لذلك سوف أظل هنا، لما تستطيع أن تخرجني سوف أخرج، هكذا يتعامل الناس مع الواقع، ولكن الإسلامي يا حرام يفكر أن كل ما عليه أن يثبت بالأدلة والوثائق والبراهين أنه حقيق بهذه الأرض، والعالم لا يعنيه إذا كنت حقيق أو غير حقيق، العالم يعنيه من هو القوي الذي استطاع أن يفرض الأمر الواقع، لذلك نحن نحتاج أن نتعلم منطق آخر عملي، منطق خذ وطالب ولكن يجب أن يكون هذا ضمن مشروع.

المشكلة أن العالم العربي كله ليس لديه رؤية استراتيجية لمقاومة الاستراتيجية التوسعية الصهيونية، فإسرائيل ليست مجرد دولة أو مجرد كيان، إسرائيل هي الفصل الأعظم في كتاب الصهيونية، وهذه الصهيونية لديها مخطط استراتيجي عالمي وقد أثبت إلى الآن أنه مخطط ناجح بخطوات متتالية، وهذا المشروع لا يكتفي بالأطماع في فلسطين وحدها، فهو لن يكتفي بفلسطين وحدها وله أطماع في دول العالم الإسلامي كله، الأطماع الوسيطة على مستوى العالم العربي، ولكن الأطماع البعيدة على مستوى العالم الإسلامي كله، والأطماع الأوسع كونية أن يصبحوا سادة العالم.

مشروع بهذه الكونية، بهذا العملقة..كيف تستطيع أن تقاومه؟ لا تستطيع حماس ولا فتح ولا الجهاد بمفردهم أن يقاوموا هذا المشروع، مشروع المقاومة لابد أن يكون إسلامياً، وليس عربي ولا قومي بل إسلامي يحشد القوى العربية القومية كلها، ثم تضفر هذه القوى بقوى الإسلامية على مستوى العالم كله، وأنا لا أرى حتى في الطرح الإسلامي بشكل عام أي دقة أو عمق أو منهجية في تثبيت هذه المقولات الاستراتيجية، وبعد ستين سنة في العالم الإسلامي ليس هناك أحد عند الإسلاميين على الأقل استطاع أن يكسف ظلام الدعوات القطرية، ونرى الجماعة الإسلامية الواحدة في كل بلد تأخذ أصباغ وتلاوين وأشياء متأثرة بقطريتها وغارقة في القطرية، فهناك خلل كبير لدينا في الأشياء.

ما أريد أن أقوله إنه من الخطأ الكبير جداً أن نتخذ الطريقة الصورية المعتمدة فقط على النصوص وحدها، وقد يعترض أحدهم ويقول إنك هكذا تقلل من قيمة النصوص، وأرد عليه وأقول بالعكس ما أريد أن أقوله إن النص غني بمقدار ما تحسن التعاطي معه واستثماره، لو هناك إنسان يرقد على منجم من ذهب، ولكن لا يعرف التعدين ولا كيفية استخراج المعادن، ولا يعرف حتى كيفية حفر منجم، فهذا لو جلس هكذا مليون سنة هل يستطيع أن يستفيد من هذا الذهب؟ بالعكس، سيظل فقير طول حياته، وهو عنده كل المقومات ولكنه لا يستطيع استثمارها، ولكن لو جلب واحد صعلوك أجنبي، مثلما حصل مع بترول العرب، وعنده الآليات والوسائل العلمية مباشرة يعمل ويبدأ يخرج الملايين من هذا المنجم، ونفس المشكلة مع النص، فالنص منجم، كتاب الله وسنة رسوله منجم غني لا تنفد عجائبه، ولكنك تحتاج الطريقة العلمية في استثماره، فلا يستطيع إنسان عقيم التفكير ضيق العقل معدوم الثقافة مختزل الأفق الفكري أن يدعي أنه يستطيع أن يستخرج من النص وصفة لكل شيء..لا يستطيع وصعب جداً.

وقد قلت مائة مرة الآن لو جلبنا نص له بعد سيكولوجي وله علاقة بمسألة نفسية، ويقرأه واحد من متخصص في الشريعة، ويقرأه عالم نفسي مسلم..من سوف يفهمه أعمق، من يستطيع أن يستخرج معناه الكامن؟ "لعلمه الذين يستنبطونه منهم.." والإسلاميين لطالما علمونا أن الاجتهاد مقبول بشروطه، وطول حياتنا لدينا انطباع أن المجتهد هذا هو الفقيه، ولماذا يا أخي فهناك اجتهاد في كل التخصصات، فأنا لا يضيرني ولا يحزنني، بالعكس يجب علي أن أُبارك وأن أثمن هذه الخطوات لما يأتي واحد من مجال علم النفس ويجتهد اجتهادات علمية نفسية في النص القرآني، ولن أقول قف مكانك ولا تتعدى حدودك مثلما حدث مع د.مصطفى محمود، وهو رجل مسكين كان غرضه أن يخدم العلم والإيمان وعمل تقريباً ثلاثمائة حلقة في العلم والإيمان، وأنا تربيت على حلقات هذا الرجل، وهذه الحلقات كانت فعلاً تدعم علاقتك بالله وإيمانك به وبطريقة قرآنية، فالحلقات كلها كانت تدلنا على عظمة خلق الله في الكون؛ في الحيوان، في النبات، وكانت أفلام وثائقية وعلمية ودينية ممتازة فعلاً، ولكن اجتهد الرجل اجتهادات أخطأ فيها وهذا عادي، وهو قد أنكر الشفاعة بطريقة معينة، وكان ذلك بهدف أن ينشط هذه الأمة الكسول، وبصراحة نحن كذلك أمة كسول كل شيء لدينا الله غفور رحيم، وعندنا إرجاء على مذهب المرجئة، فمادمنا مؤمنين فلا يضر مع الإيمان معصية، فنعصي ونقول الله سوف يفغر لنا وندخل الجنة، ومصطفي محمود أنكر ذلك وقال ليس هناك من شفاعة، والشفاعة هي عملكم الصالح، وكلام مثل هذا، فثارت عليه ثائرة العلماء وبالذات علماء الأزهر..لماذا؟ هل نسيتم كل خدماته للدين وللإسلام ونقده للماركسية ودفاعه عن الإسلام.

فهاجم شيخ في أقرأ الدكتورمصطفى محمود كأنه يهودي أو ماسوني يهدف إلى هدم الإسلام، وهذه أشياء مللنا منها، فكل من يخالفنا هو عدو، وأي واحد عنده أي رأي مخالف هذا عدو لابد أن نحذِّر منه، والمسيري عنده موسوعة من أربع مجلدات عن العلمانية، وهو أكبر واحد عدو للعلمانية وعدو لكل المتأثرين بها، وقالوا عنه إنه علماني مدسوس احتال لكي يمرر أفكار العلمانيين في العالم الإسلامي، لم يقرءوه ولم يفهموه وتهمونه دون أن يعرفوا أي شيء عنه، يتهموه ويصير عدو ويضعوه على القائمة السوداء.

المهم، الشيخ هذا هاجم د.مصطفى محمود وقال له يا مصطفى محمود التزم حدودك وأنَّ حصن الإسلام منيع ولا يجوز لمثلك لأنك طبيب وليس عندك آلة المفسر، وأحذِّرك، وكفره وأخرجه عن الملة..فجلس مصطفى محمود وسمات الحزن بادية عليه، وقال أنا أشعر الآن مثل مسيحي العصور الوسطى، هل نحن في الكنيسة، فهذا القرآن للجميع وأنا مسلم من حقي أن أجتهد وإذا أخطأت فلي أجر، وإذا أخطأت قوِّموني لا تكفروني، وصحيح أنا طبيب وعندي معلومات في الفلك وأنا أتكلم في حدود تخصصي، وأنا أقول أيضاً لمولانا هذا إن الآيات التي فيها أبعاد علمية ليس لك أن تتكلم فيها لأنه ليس لك خلفية علمية.. استغلوا خطأه هذا ويريدون أن يذبحوه، فهذا الرجل خدم الإسلام العلم، ولكن كل هذا شعور بالنقص، فلو جاء شيخ تقليدي وحضر محاضرة سوف يغاظ جداً مني وسيخرج يؤولني كلام ويزندقني ويحذر مني، وسيقول إن الكتاب والسنة تكفينا، وبهذا المنطق أيضاً علينا أن نحذف الطب والهندسة والفلك والإعجاز العلمي في القرآن أيضاً، والقرآن يتكلف بكل شيء، وهذا كلام مستحيل وغير ممكن.

************************************
د.عدنان إبراهيم
بنالعياط

خيرا نقلت ليعرف المسلمون كم هم متخلفون . . .

وكم هم جهلاء بحياتهم التي فهموها قولا باللسان و القلب كاذب .

حتى في معتقدهم متخلفون الا من رحم ربك .....

مسلمو اليوم .. ضعفاء بمعنى الكلمة ...

اخوانيهم وسلفيتهم وشيعيتهم وصوفيتهم لانهم طوائف ومذاهب ومتفرقون ..

و الله اوجب الوحدة بهذا الدين لا التفرقة .

هل تريدني ان اسمع لشخص يقول انا على صواب وهو يدعو الى التفرقة ..

شكرا لك بنالعياط ..

دكتورك يا بنالعياط اخبل افصح عن جهله بمقالته هاته
ثم كيف لمسلبم يدعي الاسلام ان يقول مثل قولته الاسلام ليس كتاب علمي تجد فيه النظريات العلمية القرآن كلام الله عز شانه وهو جامع لكل شيء في حياة الانسان ومن قال غير ذلك فهو لم يعرف اصلا ما معنى الاسلام ولعل اكبر خطأ يقدمه دكتورك هو علم النفس فهذا العلم بالذات موثق بآيات الله في القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
عاتبت الآخرين لانهم جعلوا كلام الشيوخ هو المصدر فجئتنا بشيخ واستبدلت كلمة الشيخ بالدكتور
اتق الله الاسلام دين وليس رأي سياسي يقول احدهم على قارعة الطريق

رحم الله بديع الزمان سعيد النورسي.
قال : "ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبامتزاجهما تتجلّى الحقيقة، فتتربّى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية"
فقد أوجز
و شكرا يا شيخ بلعياط على النقل

لا هذي نسمها تهجدات علمية
و هي تروع و تخيف كل شاك
كما هي ضباب على من لا يريد أن يتحرك مثلا النهوض لصلاة الفجر بعد الصهر
و انت تعلم نحن أمة متخلفة دينيا و سياسيا و حياتيا ..
و العلم يشع الاشياء مثل النور في الظلام و الداخل تظهر له الصور أشباح
فيخاف و يتأخر و هذا أظنه ما أصابك ..
لكن حقق و دقق و شوف تر العجب و أنت لك عقلك...
أما أنا لا أعتبره شيخي ..أنا تتبعت المنهج العلمي الذي كان مسبقا في عقلي
تقبل ودي و أحترامي أخي نجيب ..
إختلاف الراي لا يجرح المحبة ..بل يزدها سمرا و عذراء

أخي الكريم الموضوع فلسفي و يقرأ بتمامه ليتفق المعنى و لا يجتز بعضه على أنه الموضوع

هذا ملخصه من النص : "أرد عليه وأقول بالعكس ما أريد أن أقوله إن النص غني بمقدار ما تحسن التعاطي معه واستثماره، لو هناك إنسان يرقد على منجم من ذهب، ولكن لا يعرف التعدين ولا كيفية استخراج المعادن، ولا يعرف حتى كيفية حفر منجم، فهذا لو جلس هكذا مليون سنة هل يستطيع أن يستفيد من هذا الذهب؟ بالعكس، سيظل فقير طول حياته، وهو عنده كل المقومات ولكنه لا يستطيع استثمارها، ولكن لو جلب واحد صعلوك أجنبي، مثلما حصل مع بترول العرب، وعنده الآليات والوسائل العلمية مباشرة يعمل ويبدأ يخرج الملايين من هذا المنجم، ونفس المشكلة مع النص، فالنص منجم، كتاب الله وسنة رسوله منجم غني لا تنفد عجائبه، ولكنك تحتاج الطريقة العلمية في استثماره، فلا يستطيع إنسان عقيم التفكير ضيق العقل معدوم الثقافة مختزل الأفق الفكري أن يدعي أنه يستطيع أن يستخرج من النص وصفة لكل شيء..لا يستطيع وصعب جداً."

والله يا بنلعايط شيخك هذا يذكرنا بفرق الكلام والهدرة (الهدرة: الكلام الفارغ)
قلتها من قبل اعاني من حاساسية من الذي يتكلم من وراء البحار لا اثق في احد يعيش في بلاد الكفر ويتفلسف علينا كائنا من كان مذهبه وعقيدته

«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» متفق عليه من حديث أبي موسى رضي الله عنه.ألا وإن تواطأهم في هذ المرة مع جهات كافرة لاستلاب الحكم من الحكومات القائمة لأمر جلل، وفتح باب فتنة لا تنتهي، وقد قال الله:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: ٨١].

**
**

يا أحي العاصمي
العلم مثل الريح
يقطع البر و البحر

يدوّخ الفاس
و ينعس الناس
.....
...