أدعو روراوة إلى تنظيم مباراة بين الجزائر وفلسطين
29-09-2015, 08:29 AM

لم يخف الإعلامي الفلسطيني، فايز نصار، الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني، من جميع النواحي، بما في ذلك الجانب الرياضي، على خلفية الحصار المفروض من طرف قوات الكيان الصهيوني والاعتداءات المتتالية على المقدسات الإسلامية، آخرها تدنيس حرم المسجد الأقصى.

وأوضح فايز نصار، في حوار خص به "الشروق"، أن الشعب الفلسطيني ممتن دائما للشعب والجماهير الجزائرية التي كانت لها مواقف تاريخية تجاه القضية الفلسطينية، مستدلا بما يحدث في مدرجات الملاعب الجزائرية، إضافة إلى ما حدث في مونديال البرازيل، صائفة العام الماضي. وقال فايز نصار، في هذا الشأن: "لا حديث في فلسطين، بعد نهائيات مونديال البرازيل، إلا عن نخوة نجوم المنتخب الجزائري، الذين ضربوا أفضل الأمثلة بالتبرع من حر مكافآتهم لأهل غزة. والأفضل ما قاله إسلام سليماني.. لا نريد تبرعات من أي شخص.. ادفعوا أموالكم لأهل غزة، بصراحة لا يقدر بثمن أن يرفع الجزائريون أعلام فلسطين في مختلف المحافل، فشكرا يا أحفاد مصطفى بن بولعيد والعقيد عميروش".

استفدت من لعريبي وكرمالي وسعدان ومخلوفي

وأكد فايز نصار أنه يملك ذكريات عزيزة عن الجزائر، التي حط الرحال فيها سنة 1978، أسابيع قبل رحيل الغالي هواري بومدين، وقال إن طموحه الأول تمثل في دراسة التربية الرياضية في عنابة، ولكن بعض الصعوبات جعلته يحول الوجهة إلى دراسة الأدب العربي في جامعة باتنة، مضيفا بالقول: "كنت أريد الحصول على شهادة، فعدت من الجزائر بثلاث شهادات، الأولى شهادة الأدب من جامعة باتنة، إضافة إلى شهادتين في الصحافة والرياضة تعلمتهما من الشارع الجزائري. والأهم هنا أنني زاملت عز الدين ميهوبي سنوات في الجامعة وفي العمل. كما عملت مراسلا مع عدة وسائل إعلامية جزائرية". وأضاف محدثنا، بخصوص خوضه غمار التدريب: "ما تعلمته في الملاعب الجزائرية جعلني أحاول بلورته في مجال التدريب في الفئات الشبانية بعد عودتي إلى فلسطين منتصف التسعينيات، خاصة من مصاحبتي ولقاءاتي مع كبار المدربين، أمثال رابح سعدان ومحيي الدين خالف وسعدي وكرمالي ومختار لعريبي وعبد الله مشري ورشيد بوعراطة ومنصور الحاج سعيد وغيرهم. ومع الوقت حصلت على شهادات تدريبية، أبرزها شهادتان من الفيفا وشهادة من الاتحاد الآسيوي. ركزت عملي مع الصغار في فريق شباب الخليل، حيث أسسنا أكاديمية العميد الكروية، التي أنجبت العديد من النجوم لمختلف المنتخبات، وحصلت على العديد من النتائج أهمها بطولة فلسطين للناشئين في الموسمين الماضيين".

بزاز وولد علي منحا دعما كبيرا لفلسطين

وأشاد الإعلامي والتقني الفلسطيني، فايز نصار، بدور بعض المدربين الجزائريين، الذين خاضوا تجارب مهنية في الأراضي الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك المدرب المغترب موسى بزاز، مؤكدا أن هذا الأخير، رفقة زميله عمراني تركا أثرا رائعا في تأسيس المنتخب الفلسطيني الحديث، من خلال عملهما على رأس الطاقم الفني للمنتخب مدة 3 سنوات، مضيفا أن جزائريا آخر، ميهوب بوشامة، جاء إلى فلسطين قادما من النرويج. وكان حسب قوله، يدرب مجانا فرق المراحل الشبانية في عدة أندية منها شباب الخليل. كما أشاد بجهود وتضحيات المدرب نور الدين ولد علي الذي يشتغل حاليا ضمن الطاقم الفني للمنتخب الفلسطيني، متمنيا له التوفيق في مهامه.

من جانب آخر، أكد فايز نصار أن هناك نجوما كروية فلسطينية يتمنى أن تلعب في الفرق الجزائرية من باب التواصل بين الشعبين وحتى يتعرف الجزائريون أكثر على فلسطين من خلال الملاعب والعكس صحيح. ويرى محدثنا أن هناك لاعبين قادرين على اللعب في الجزائر، ومنهم هداف المنتخب أشرف نعمان الذي يلعب الآن في الفيصلي السعودي، وعبد اللطيف البهداري الذي يلعب الآن في الوحدات بالأردن، إضافة إلى الحارس رمزي صالح الذي لعب في مصر والسودان، مؤكدا استعداده للتعاون مع أي ناد جزائري يريد التعاقد مع لاعبين فلسطينيين

منتخب فلسطين يقوم بنفس مهمة فريق جبهة التحرير

وأكد فايز نصار أن المنتخب الفلسطيني قادر على التحول إلى سفير ينقل العدالة الفلسطينية إلى العالم من خلال الملاعب، تماما كما فعل فريق جبهة التحرير الوطني بقيادة رفاق زيتوني وكرمالي ومخلوفي في الخمسينيات. وقال، في هذا السياق، إن أجداده يذكرون له أن هذا المنتخب وصلت غزواته إلى أكناف بيت المقدس، حيث لعب في القدس ونابلس مع المنتخب الأردني، وفاز بالمرتين بأكثر من عشرة للمباراة الواحدة، إلى درجة أن أحد الشيوخ قال لي: "إنه تعلم كثيرا من رشيد مخلوفي"، متمنيا، في الوقت نفسه، أن تكون هناك مبادرات من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة محمد روراوة بغية تنظيم لقاء كروي بين المنتخبين الجزائري والفلسطيني. كما يتمنى أن يكون هناك تضامن من خلال دعم المدارس الكروية بالعتاد الرياضي وبالخبرة الفنية، إضافة إلى تبادل الزيارات، واستضافة فرق أشبال وبراعم للتدرب في الجزائر.