تكلّم جزائري* ‬أولا....... بقلم/رشيد ولد بوسيافة
04-05-2015, 02:18 PM



حملة* "‬استهلك جزائريًّا*" ‬التي* ‬يقودها الوزير عمارة بن* ‬يونس حيّرت الكثير عن المنتجات المعنية بهذه الحملة طالما أن الجزائريين لم* ‬يعودوا* ‬ينتجون شيئا منذ عقود وأن المنتجات التي* ‬يقال عنها جزائرية هي* ‬في* ‬الواقع مستوردة من الخارج،* ‬إما على شكل مواد أولية أو نصف مصنعة بينما تركيبها وتغليفها في* ‬الجزائر*.‬
لكن الغريب في* ‬أمر عمارة بن* ‬يونس أنّه في* ‬الوقت الذي* ‬يجول ويصول لإقناعنا باستهلاك المنتج الجزائري* ‬بتجنيد الإعلام العمومي* ‬للترويج لهذه الحملة وباستعمال نزعة وطنية تنتصر للصنع المحلي،* ‬يقوم بعمل آخر* ‬يسير في* ‬الاتجاه المعاكس بإلغاء إجبارية تعريب الوسم على المنتجات المستوردة في* ‬خطوة تعتبر اعتداء على لغة الضاد فضلا عن تأثيرها الكارثي* ‬على المستهلك الذي* ‬سيجد صعوبة في* ‬معرفة مواصفات السلع المستوردة*.‬
هي* ‬خرجة أخرى جاءت بالتزامن مع قرار آخر مثير للجدل اتخذه وزير التّجارة بتحرير تجارة الخمور بالجملة،* ‬مما* ‬يطرح تساؤلا كبيرا عن أداء هذا الوزير المثير للجدل،* ‬الذي* ‬سبق أن أطلق عبارة أغضبت الكثير،* ‬ولا* ‬يزال* ‬يثير الجدل بمثل هذه القرارات والإجراءات التي* ‬تتناقض مع طبيعة المجتمع الجزائري* ‬المحافظ*.‬
لا* ‬يمكن القبول بفكرة إرضاء مجموعة من المستوردين بارتكاب مخالفة في* ‬حق اللغة العربية،* ‬التي* ‬ينصّ* ‬الدّستور أنّها اللّغة الرّسمية في* ‬البلاد،* ‬ولا* ‬يمكن السّكوت عن تطاول المسؤولين على اللّغة العربية ويكفي* ‬ما قاموا به إلى الآن من تهميشها،* ‬والتمكين للغة المستعمر على حساب لغة الشعب الجزائري*.‬
وعلى هؤلاء الوزراء والمسؤولين الذين* ‬يستغلون نفوذهم لعرقلة مسار التعريب،* ‬ويستخدمون لغة المستعمر في* ‬عملهم اليومي* ‬ويتجرؤون على الكلام بها عندما* ‬يخاطبون الشّعب،* ‬أن* ‬يتوقّفوا عن استفزاز الجزائريين،* ‬ويأخذوا العبرة من سلوك كل المسؤولين في* ‬العالم بمن فيهم الفرنسيين الذين* ‬يستحيل أن* ‬يخاطبوا الشعب الفرنسي* ‬باللغة الإنجليزية مثلا*.‬
على هذا الوزير الذي* ‬يملأ السّاحة ضجيجا لأجل أن نستهلك نحن المنتوج الجزائري،* ‬أن* ‬يبدأ بنفسه و*"‬يتصرف جزائريا*" ‬و*"‬يتكلم جزائريا*"‬،* ‬ويتوقف عن إثارة الرّأي* ‬العام بهذه القرارات الغريبة،* ‬والتّصريحات الأغرب،* ‬ويترك قناعاته التي* ‬عُرِف بها جانبا،* ‬فليس كل الجزائريين* ‬يشربون الخمر حتى* ‬يحرّر تجارتها ويجعلها مادة مُتاحة للجميع،* ‬ولا أحد من الجزائريين* ‬يعرف اللغة الصينية الموجودة على أغلب السلع المستوردة*.‬