الأسواق المغطاة.. مصدر للأمراض والتسممات
23-05-2015, 08:27 PM


زهيرة مجراب


يعتقد بعض المواطنين أنهم باقتناء حاجياتهم الغذائية اليومية من الأسواق المغطاة ضمان للجودة وحماية لهم ولصحتهم الجسدية، غير أن الحقيقة مغايرة لذلك تماما فقد تحوّلت هذه الأسواق لمرتع للقوارض وأكوام النفايات، وهو ما جعلها قنبلة موقوتة أشد خطورة من الأسواق الموازية بحد ذاتها. وهو ما وقفنا عليه من خلال جولة قادتنا إلى سوق حسين داي.

بمجرد الوصول للسوق المغطاة بحسين داي المتواجدة أسفل مقر البلدية، تستقبلك الروائح الكريهة المنبعثة من عند باعة السمك الذين نصبوا طاولاتهم عند مدخل السوق مستعملين المياه لرش بضاعتهم مما شكل بركا من المياه الراكدة عند المدخل، ومن خلال جولتنا داخل السوق لاحظنا التواجد الكبير لبعض الحشرات والقطط تتجول بكل أريحية وسط وفوق طاولات عرض الخضر والفواكه، زيادة على البعوض والروائح الكريهة المنبعثة من المياه الراكدة وبقايا الخضر والفواكه المعروضة للبيع، والأدهى من هذا أن المواطنين تعودوا على هذه المشاهد والتي باتت جزءا عاديا من يومياتهم. يقول أحد الباعة: المواطنون تعودوا على شراء حاجياتهم من هذه السوق وفي ظل هذه الظروف وتبقى هي أفضل من الأسواق الموازية حيث تعرض البضاعة فوق المجاري وقنوات الصرف. في حين أكدت لنا "ف.ر" أنه لا توجد أي أسواق خضر وفواكه صحية فجميعها سواء والجراثيم والأمراض موجودة في كل مكان.
من جهته، اعترف رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز، أن 60 ٪ من الأسواق المغطاة في الجزائر تشكل أمراضا لدى المواطنين بسبب تراكم الأوساخ والنفايات أي بقايا السلعة بالأخص أسواق السمك واللحوم، حيث يتجمع الدم والقاذورات وهو ما يساهم في انتشار رهيب للحشرات والقوارض. وأضاف المتحدث أن هذه الأسواق تتطلب إعادة نظر من طرف مصالح البلدية، فبالرغم من البرنامج الذي سبق وأن طبقته وزارة التجارة بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة في البلديات قبل 4 أو 5 سنوات حول إعادة تهيئة الأسواق المغطاة، لكن مباشرة بعد إعادة افتتاح هذه الأسواق قبل سنتين عادت الأمور فيها لنفس الأوضاع السابقة التي كانت عليها، فالتجار والمواطنون لا يهتمون بالنظافة وكذلك هو الأمر بالنسبة لمكاتب النظافة على مستوى البلديات، فمن الضروري جدا إعادة تفعيل دور هذه المكاتب لضمان صحة وسلامة المستهلك.