تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الكتاب المطبوع

> تحرير الأقاويل في الصلاة بالسراويل

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    63

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
تحرير الأقاويل في الصلاة بالسراويل
19-02-2015, 08:31 PM

الكاتب:
صالح عوض


في محاولة البحث عن مسئولية الكاتب في هذه المرحلة لا تمر المسائل سهلة على روحه وعقله، بل لطالما ترهقه اسئلة تشده يمينا أو يسارا قبل ان يتوازن ويعلن الانطلاق مجددا.. ماذا لو تركنا الكتابة ـ فيما يتعب الرأس ويشقي النفس ويجلب العداوات ـ في تفسير الحاصل في بلاد الرافدين أو شام العرب أو جنوب جزيرتهم وشرقها ووادي النيل شماله ومصباته والقرن الإفريقي وكمائنه..؟ ماذا لو ابتعدنا عن متابعة أخبار العجم الأصفر منهم والأحمر والأسود والأسمر.. ويكبر السؤال: ما دخلك بالأمة ووحدتها والحضارة وأزماتها والاستعمار وأحابيله وأدواته وخططه ومخططاته؟ ما دخلك في الأمريكان والغربيين واستراتيجيتهم ومصالحهم وحلفائهم؟ وماذا تستطيع فعله أنت أمام سيل القوة الغاشمة العرم؟

وتصبح الأسئلة ذات وجاهة عندما يرى المرء أن كتاباته جلبت له المصائب والبلايا فأصبح مطاردا من شتى الجهات، تغلق في وجهه حدود الدول، أو مهددا بالاعتقال يحرم من رؤية الأهل والتمتع بحقه الآدمي في التنقل والسفر.. ويتم تحريش المسعور من الكلاب الضالة من مركبات النقص والجهل تغطي شرها بعمامات من دين مفبرك تنهش عرضه وتملأ الدنيا حوله عواء؟

وتصبح الأسئلة خبيثة عندما تدخله في مقارنات مع آخرين امتنهوا السهل من الكلام حول الجن والسحر ودغدغة الغرائز وإثارة الأنانيات والكلام في الميتافيزيقيا.. وهنا تكون الطامة الكبرى عندما يضع حاله في مقارنة بأولئك السطحيين الضحلين بأساليبهم السمجة وتزلفهم المقيت ولعبهم على الحبال وضحكهم على الذقون والذين من أجل كسبهم يستبيحون كل شيء.

قفزت هذه الأسئلة إلى ذهني متدافعة وأنا أتصفح عناوين كتب بمكتبة أنيقة بالعاصمة الجزائر منذ أيام قليلة في ذات يوم ممطر.. أوقفني عنوان كتاب مبالغ في أناقة طباعته بزركشة لافتة: "تحرير الأقاويل في الصلاة بالسراويل".. دارت الدنيا برأسي: أين نحن من هذا؟ ما علاقة هذا بما تعيشه أمتنا اليوم؟ أين جهود الأفذاذ من المجتهدين المجددين العلماء والمفكرين والمثقفين؟ صور كثيرة تداعت إلى مخيلتي: ابن باديس والأفغاني والثعالبي ورشيد رضا وسيد قطب وعلي شريعتي ومالك بن نبي وإدوارد سعيد والطاهر بن عاشور وجمال حمدان والإبراهيمي وباقر الصدر ومطهري..؟

"تحرير الأقاويل في الصلاة بالسراويل" كما إرضاع الكبير والاستنشاق بالزعتر والكيرافور والعناوين التي ليس فيها إلا السجع الرخيص والتقعر الذميم.. إنها عناوين لمئات الكتب تجد رواجها اليوم بين شباب الأمة ورجالها وتنشأ في كنفها جماعات ومجموعات مسلحة فتاوى وأقاويل وتمظهر بقشور الدين وبفراغ مذهل من قيم الدين ومعانيه ومفاهيمه فيعيشون القطيعة مع الوعي والإيمان والعمل النافع.. هم يخشون في ذلك من نور العلم والحقيقة فلقد ألفوا العتمة والتحرك في الظلام كالخفافيش يضربون بأظافرهم الجارحة وجه كل من حاول بعث النور حول تصرفاتهم وتبديد الظلام حولهم ولفت أبصارهم لعدو دينهم وحياتهم ومستقبلهم..

هل لازالت هناك قيمة للكتابة في زمن "تحرير الأقاويل في الصلاة بالسراويل".. هل لازالت هناك اهمية للكتابة عن مصير الأمة والتصدي للفتن ومنطق الصراع الذاتي، والدفاع عن حق الأمة في الكرامة والنهضة والتقدم؟

إنه "المعلم x" كما اطلق عليه مالك بن نبي، حيث ينتدب مقاتليه من داخل مجالات الخصوم.. فهو يختار وطنيين مذبذبين يؤزهم بمقولاته المشوهة لإحباط أفكار الشرفاء وتبديد كفاحهم.. وهو يختار أناسا يتزينون بالشكل الديني، لكنهم خواء يحرضهم ضد المجددين والمصلحين، هكذا فعلوا تجاه الأفذاذ من العلماء والمفكرين المناضلين.

بعد هذا كله وعلى ضوئه، هل لازال الهروب من المعركة واستحقاقاتها مبررا ومسموحا به..؟ هل يصبح لسان الحال كما قال حواريون للمسيح في لحظة ضعف: لا جدوى يا مسيح؟

إن قوت العيال والحرص على مستقبلهم شريك موضوعي لمنطق "تحرير الأقاويل في الصلاة بالسراويل"، وإن السلامة الشخصية وراحة البال مسوغ لذلك المنطق ومحرض عليه.. كما ان البحث عن متع الدنيا ووجاهاتها سبيله في ركب ذلك المنطق.

ولكن.. أية خيانة أبشع من ان يترك المناضل ساحة معركته؟ وأن يتخلى عن واجبه في إنقاذ أمته.. انه تولِِّ يوم الزحف.. انها خيانة ما بعدها خيانة.. فلا السراويل ولا إرضاع الكبير ولا لوك كلمات التكفير والتفسيق والطعن في العقائد وما في الصدور مبررات لكي يخلع المحارب اسلحته او ان يدير ظهره لصرخات المعذبين وطموحات مشروعة لأمة خيرة كريمة..

نسيت ان اقول: هناك كتب مههمة كثيرة في المكتبة لم يكن نمط "تحرير الأقاويل..." هو السائد، بل هو البائد مهما تزركشت طباعته.. هناك كتب عظيمة لسابقين ولاحقين وهي تبدد الظلام وتفتح الدروب الحقة نحو حياة كريمة وعزيزة.

ثم انه رغم حصاد الأشواك والعقبات وأذى الجهلة وسهامهم الا ان الأحرار الشرفاء في الأمة حاضرون ولو من بعيد يلوحون بالتحية والمحبة لكل كلمة حرة ولكل فكرة ثائرة تدافع عن الأمة وحقها في الوحدة والكرامة والمستقبل.

اجل، سنقول مثلما قال أحد المناضلين الكبار في لحظة حاسمة وقاسية: خض بنا البحر نخضه معك.. وسيكون منطقنا منطق أهل الأخدود.. حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.. اجل يجب ان لا ينكسر المثقف وان لا ينهار المفكر وان لا يستسلم المصلح أمام زحوف الجهل والظلام والردة مهما بلغ الألم ومهما عظمت التضحيات.. وكما قال الشاعر:

إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام..



تولانا الله برحمته.
  • ملف العضو
  • معلومات
azedinstd
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 16-09-2008
  • المشاركات : 10
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • azedinstd is on a distinguished road
azedinstd
عضو مبتدئ
رد: تحرير الأقاويل في الصلاة بالسراويل
21-02-2015, 08:40 AM
اللهم احفظ علمائنا ومثقفينا وأصحاب الأفكار النيرة ...ومحبي الخير للبلاد و العباد..يا رب.
من مواضيعي 0 محمد
0 ماذا ننتظر
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:26 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى