مواصفات البيت المسلم
16-07-2009, 09:17 AM
بسم الله الرحمنالرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مواصفات البيت المسلم
البيتهو موطن سكن الأسرة واستقرارها، ومكان راحة أفرادها،
والملجأ من تعب الحياةوكدها، ولذلك يفضل اختياره -إن تيسر- وفق مواصفات خاصة، لتحقيق السكينة والهدوءوالراحة والاستقرار.

واختيار البيت بمواصفات خاصة
يعد مشكلة اجتماعيةكبيرة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية،
وتؤثر في هذه المشكلة عواملمتعددة،
منها عوامل اقتصادية، مثل ضيق دخل الزوج أو سعته،
ومنها عواملاجتماعية،
وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة.

ولذلك فإنللبيت المسلم مواصفات يفضَّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛ حتى يكون بيتًا مثاليًّامريحًا لمن يعيشون فيه، من غير مغالاة ولا سرف، وفي ضوء الممكن والمتاح، مع الرضابرزق الله وما قسمه.
ومن هذه المواصفات :
البيئة الاجتماعية الصالحة: وهي أولما تضعه الأسرة أمام عينيها وهي تختار بيتها، فإن للبيئة أثرًا كبيرًا ودورًاخطيرًا في سلوكيات أصحابها،
وقد قيل في الأمثال: اختر الرفيق قبل الطريق،والجار قبل الدار.
لذا يجب ألا يكون البيت في منطقة مشهورة بآفات معينة؛ كتجارةالمخدرات وأماكن الفسق والخلاعة؛ حتى لا يتأثر بذلك الأبناء.
وقد قيل: إن قيمةالبيت تزداد بانتقاء جيرانه. وقد حكى أن رجلاً كان يسكن بجوار الإمام أبى حنيفة،وأراد أن يبيع بيته، فجاءه رجل ليشتريه منه،
فقال صاحب البيت: أبيعك البيت بثمن،وأبيعك جوار أبى حنيفة بثمن آخر.
وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيرانحقوقهم، ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم، فلن يؤذوا أحدًا، ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمامالبيت، ولن يحدثوا صخبًا، ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر، وإنما يتسامَوْنَ عن الصغائرويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلامهم وقدر إيمانهم.
والبيت المسلميراعي جيرانه -أيضًا- ويحفظ لهم حقوقهم، ويتحسس أحوالهم وحاجاتهم،
ويعينهمويرشدهم ويحفظ أعراضهم،
وذلك لعظم حق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازالجبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورّثُه).
[
متفقعليه].
والبيت المسلميلتزم بحقوق جيرانه كاملة، كما وضحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حيث روى أنهقال: (أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضكأقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خيرهنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تَسْتَعْلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلابإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدكليغيظ بها ولده، ولا تؤذه بقتار قِدْرِك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منه، ثم قال: أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده، لا يبلغ حقَّ الجار إلا من رحمه الله) [البزار].

الموقع: وهو من أهم الأمور التي تجعل البيت مثاليًّا،
ويحسنأن يتوافر في موقع البيت عدة أمور، منها :
توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة
-
ما أمكن ذلك- كالكهرباء، والصرف الصحي، والمياه الصحية،
ويحسن أن يكونقريبًا من عمل الزوج ومدارس الأبناء وأسواق الخدمات المختلفة،
ففي ذلك تيسيرلحركة الحياة واختصار للجهد والوقت،
أن يكون البيت في منطقة هادئة
-
إذا تيسرذلك- بعيدًا عن الشوارع الرئيسية والميادين العامة، فكلما تحقق ذلك؛ تمتع أهل البيتبسكن هادئ وراحة نفسية.
الناحية الصحية:
وذلك يتحقق بوجود الإضاءة الكافيةوالهواء النقي في موقع البيت،
وأن يكون بعيدًا عن المستنقعات والبرك وأماكنتجمُّع المهملات،

وهناك بعض الحالات الخاصة
التي تُراعَى عند اختيارالسكن، فإذا كان في الأسرة مريض بالقلب أو بشلل الأطفال مثلا يجب أن يكون السكن فيطابق غير مرتفع، خاصة إذا لم يوجد مصعد كهربى، كذلك يستحب ألا يكون المسكن فيالأماكن الصناعية الملوثة بالأتربة والدخان.
المساحة: مهما كانت مساحة البيتالمسلم صغيرة، فإن المرأة يمكنها أن تستثمر هذه المساحة لتحقيق الراحة والسكينةلأفراد البيت.
فالبيت الواسع الفسيح غير المنظم بيت لا راحة فيه، والبيت الضيقالصغير مع حسن الترتيب وجودة استعمال مرافقه بيت ملؤه الراحة والسعادة،
ولا شكأن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب،
فالمسكن الواسع من الأمور التي تسعدالأسرة وتريحها نفسيًّا وصحيًّا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم وسِّع لي في دارى) [أحمد].
واتساع المكان يمنح الفرصة الكافية لتنظيمه،وترتيب أثاثه بشكل أفضل ومتجدد دائمًا؛ حيث يمكن التغيير بين قِطَع الأثاث داخلالحجرة الواحدة والتبديل بين الحجرات،
ولا شك أن التغيير في البيت يعطي إحساسًابالتجديد،
ويساعد على التخلص من الرتابة والملل اللذين قد ينتابان الإنسان منوقت لآخر.
كما أن اتساع المكان -إن تيسر- يعطي الفرصة لتخصيص حجرة لاستقبالالضيوف؛ مما يساعد على توفير الراحة لهم، وحسن استقبالهم،
ويكفل الراحة لأهلالبيت وعدم التضييق عليهم، ويعطي الفرصة لتخصيص حجرة للأطفال فتحقق الراحة لهم،وتكون مكانًا لمذاكرتهم ولعبهم.
والمساحة المتسعة تساعد على أن تُلحَق بالبيتحديقة تحيط بجوانبه،
تكون مكانًا لِلَعِبِ الأطفال ومرحهم، وتعطيهم الفرصةللاهتمام بالزرع والعناية به وتنسيقه،
وكذلك فإن وجود البيت في شارع واسع ونظيفيعطي فرصة أفضل للتهوية والإضاءة الجيدة،
وتكون المسافة بينه وبين البيوتالمجاورة مناسبة؛
فلا تنكشف عورات البيت.
وقد لا تسمح الظروف بتوافر السعة فيالبيت،
وهذا لا يعد عذرًا في ألا يكون البيت جميلا مريحًا، فالتنسيق الجيديجعلنا نتغلب على مشكلة ضيق البيت، وقد يكون البيت واسعًا لكنه إذا كان مضطربًاوغير منظف أو غير منظم بدا ضيقًا مزعجًا.
وهناك عدة وسائل تساعد على الإحساسبالاتساع والتغلب على عيوب ضيق المكان، ومنها:
-
ارتفاع جدران البيت .
-
طلاءالسقف بلون فاتح إذا كان منخفضًا، وطلاء الحوائط بألوان فاتحة.
-
تزيين الجدرانبصور طبيعية للبحار أو الأشجار، واستخدام المرايا في بعض الطرقات أو الأماكن؛ لتعطيإحساسًا بالاتساع .
-
استخدام ورق حائط خطوطُه أفقية إذا كانت الحجرة ضيقة، وورقٍخطوطُه رأسية إذا كان السقف منخفضًا .
-
تقليل عدد الحواجز الثابتة، مثل الحوائط،واستبدالها بحواجز متحركة، مثل الستائر أو الحواجز الخشبية) البرفانات) التي يمكنتحريكها عند الحاجة أو استقبال عدد كبير من الضيوف، أو ما شابه ذلك.
-
استعمالبعض قطع الأثاث لأكثر من غرض .
-
استخدام أثاثات ذات أحجام مناسبة لمساحة البيت،وعدم الإكثار من الأثاثات في البيت الضيق .
التهوية: التهوية الجيدة في البيت منالأمور المهمة التي تجعل منه بيتًا
صحيًّا، ويمكن أن تتحقق التهوية الجيدة عنطريق وجود عدد مناسب من النوافذ تسمح بدخول الهواء وتجدده يوميًّا؛ مما يساعد فيالقضاء على الميكروبات والحشرات والروائح الكريهة.
لذلك يجب فتح النوافذ معمراعاة التوقيت المناسب، فإذا كان البيت يقع في منطقة صناعية فلا تفتح النوافذ وقتعمل المصانع، لتجنُّب العوادم التي تُسبِّب الأضرار الصحية.
والمطبخ أكثر أركانالبيت احتياجًا إلى التهوية الدائمة؛ حيث إن وجود المواقد يعمل على تصاعد الأبخرةالساخنة ورائحة الطعام، وقد تؤثر الأبخرة على نظافة الجدران وتغيُّر رائحة البيت،ويمكن التغلب على ذلك باستخدام أجهزة طرد الهواء الكهربائية (الشفاطات)

كمايجب الاهتمام بتهوية الحمَّام؛ للتخلص من الروائح غير الطيبة، ومنالميكروبات.

التشميس: هناك حكمة تقول: البيت الذي تدخله الشمس لا يدخلهالطبيب؛ لأن أشعة الشمس تعمل على تطهير البيت، ومده بالدفء اللازم فيالشتاء؛
لذا يجب مراعاة الأوقات التي يتعرض فيها البيت إلى أشعة الشمس حتى يمكنالاستفادة منها؛ فإذا كان البيت في بيئة صحراوية حارة فيجب عدم السماح للشمس بدخولهبصورة مستمرة، خاصة إذا كانت الشمس عمودية عليه؛ حتى لا تجعله حارًّا. أما إذا كانالبيت في بيئة ساحلية باردة فيراعى أن يكون توافر الشمس فيه لأكبر وقت ممكن؛ حتىتمنحه الدفء وتقلل من برودته.
التعديل الأخير تم بواسطة تقاة ; 16-07-2009 الساعة 09:21 AM