"حزب الله" كذراع إستراتيجية للنظام الإيراني***دراسة
23-10-2009, 08:32 PM
"حزب الله" كذراع إستراتيجية للنظام الإيراني
تفحص هذه الدراسة مكانة منظمة "حزب الله" في التصور الاستراتيجي الإيراني والمساعدات واسعة النطاق التي تقدمها إيران للمنظمة منذ إنشائها قبل 24 عاما. إن منظمة "حزب الله" والطائفة الشيعية التي نشأ "حزب الله" وسطها لم تشكل أبرز مثال فقط، بل المثال الوحيد من الناحية العملية، على نجاح التصور الخاص بـ"تصدير الثورة" الإسلامية واستغلال هذا التصور كرافعة من أجل خدمة الطموحات الإيرانية للنفوذ الإقليمي وتطوير الصراع ضد إسرائيل والدول الغربية.
1) تفحص هذه الدراسة مكانة منظمة "حزب الله" في التصور الاستراتيجي الإيراني والمساعدات واسعة النطاق التي تقدمها إيران للمنظمة منذ إنشائها قبل 24 عاما. إن منظمة "حزب الله" والطائفة الشيعية التي نشأ "حزب الله" وسطها لم تشكل أبرز مثال فقط، بل المثال الوحيد من الناحية العملية، على نجاح التصور الخاص بـ"تصدير الثورة" الإسلامية واستغلال هذا التصور كرافعة من أجل خدمة الطموحات الإيرانية للنفوذ الإقليمي وتطوير الصراع ضد إسرائيل والدول الغربية.
2) إن المعونات المكثفة التي قدمتها إيران وسوريا لـ "حزب الله" منذ إنشائه، والتي تسارعت خلال الأعوام الستة الأخيرة، جعلت من "حزب الله" منظمة ذات قدرات عسكرية- سياسية، وذراع متقدمة لإيران في قلب العالم العربي. إن القدرات التي يمتلكها "حزب الله" والتي تتجاوز قدرات منظمة إرهابية، قد تشكل تهديدا ملموساً على سكان إسرائيل، كما ظهر الأمر جليا في "حرب لبنان الثانية"، في وقت مبكر أكثر مما خططت له إيران وسوريا. إن وجود مثل هذه الذراع المتقدمة تمكن النظام الإيراني من التأثير السياسي في لبنان، وتزيد من التأثير الإيراني، وتتيح تفعيل "سلاح الإرهاب" ضد إسرائيل دون ربط هذا مباشرة بإيران، فضلاً عن هذا كله، فإن هذه الذراع تمنح إيران الخيار العسكري في مهاجمة إسرائيل ودهورة المنطقة في حالة حدوث أزمة (على سبيل المثال، رداً على ضرب المنشآت النووية في إيران).
3) أضعفت "حرب لبنان الثانية" القدرات العسكرية لـ "حزب الله" وأحدثت تآكلا في مكانته السياسية في لبنان، غير أنه لم يتم إخضاع المنظمة وما تزال القدرات التي تضررت قابلة للترميم. بناء على ذلك، من المتوقع أن تقوم إيران، إلى جانب حليفتها سوريا، ببذل الجهود من أجل ترميم "حزب الله"، خاصة من خلال تهريب الوسائل القتالية من سوريا بواسطة انتهاك حظر توريد السلاح المفروض على إرساليات الأسلحة إلى "حزب الله". وفي المقابل، من المتوقع أن تقوم إيران بتحويل المبالغ المالية الكبيرة إلى الساحة اللبنانية (عن طريق "حزب الله") من أجل ترميم الأنقاض وتعويض سكان المناطق المتضررة في الحرب (وأغلبها من المناطق الشيعية).
4. من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن النظام الإسلامي في إيران ينطوي على خطر وجودي بالنسبة لإسرائيل، حيث يدمج هذا النظام ما بين الأيديولوجية غير القابلة للتسوية والداعية علنا إلى القضاء على دولة إسرائيل وما بين رعاية المنظمات الإرهابية والسعي المتواصل إلى الحصول على قدرة نووية غير تقليدية، من خلال التجاهل العلني لطلبات المجتمع الدولي. إن النظام الإيراني يشكل أيضا تهديداً واضحاً لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في الخليج الفارسي وفي الشرق الأوسط برمته. كما أن هناك أجزاء واسعة من العالمين العربي والإسلامي تخشى أيضا من التهديد الإيراني.
5. على هذه الخلفية، يتوجب على دولة إسرائيل والمجتمع الدولي كله، بذل كل جهد مستطاع من أجل تصعيب عملية ترميم القدرات الإستراتيجية لـ "حزب الله" التي أصيبت في "حرب لبنان الثانية"، كجزء من النضال الشامل ضد التهديد الإيراني وذراعه في لبنان.
6) تشتمل هذه الدراسة على الفصول التالية:
أ) التصور الخاص بـ "تصدير الثورة" الإسلامية
ب) إنشاء "حزب الله" من قبل إيران خلال حرب لبنان;
ج) تقوية "حزب الله" بعد حرب لبنان
د) مميزات المساعدات الإيرانية المقدمة لـ "حزب الله":
1) المميزات العامة
2) "تصدير" الأيديولوجيا الإيرانية
3) التزويد المكثف للوسائل القتالية النوعية
4) طريقة نقل السلاح إلى لبنان
5) تأهيل عناصر "حزب الله" في تفعيل الوسائل القتالية
6) الاشراف على بناء القوة العسكرية لـ "حزب الله" وإعداده لمواجهة محتملة مع إسرائيل
7) تمويل "حزب الله"
8) ضرب البنية التحتية العسكرية لـ "حزب الله" خلال الحرب
هـ) تلخيص واستنتاجات
7) إن الطموح إلى "تصدير" الثورة الإسلامية إلى المجتمعات الإسلامية (وحتى إلى المجتمع الإنساني كله) هو جزء لا يتجزأ من الفلسفة الخاصة بآية الله الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران. وقد سعى الخميني والمقربون منه إلى تجاهل الفوارق بين السنة والشيعة والتوزيع القومي وسعوا إلى بناء قوة إسلامية ثورية تقوم بقيادة إيران باستئصال "جذور الشر"، أي، الدول العظمى التي تسبب الفساد في الأرض، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ("الشيطان الأكبر") وحليفتها إسرائيل ("الشيطان الأصغر").
8) إن فكر "تصدير الثورة" كان من وجهة نظر الخميني ووريثه "القائد" علي الخامنئي، بمثابة رافعة لتطوير المصالح الإستراتيجية الإيرانية وفي مقدمتها الطموح إلى النفوذ الإقليمي وتطوير الصراع ضد إسرائيل والغرب، من خلال التدخل في الشئون الداخلية لدول أخرى.
9) في إطار "تصدير الثورة"، منحت إيران مساعدات سخية لحركات إسلامية أصولية ولمنظمات إرهابية في الشرق الأوسط، البلقان وأفريقيا. وفي المقابل، أدارت إيران في شتى أنحاء العالم نشاطات إعلامية جادة من أجل نشر قيم الثورة الإسلامية. وما تزال هذه النشاطات سارية لغاية اليوم، غير أن أبرزها، فضلا عن نموذج "حزب الله" في لبنان، المساعدة الإيرانية لمنظمات الإرهاب الفلسطينية (خاصة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" و"حماس") ومساعدة المليشيات الشيعية في العراق في سعيها من أجل زعزعة الاستقرار وعرقلة عملية الدمقرطة التي يحاول الأمريكيون إرساءها في العراق(1).
10) من بين المنظمات الإرهابية التي تحصل على المساعدات من إيران، يبرز "حزب الله" كمنظمة تحظى بأفضلية واضحة في تخصيص الموارد والاهتمام من النظام الإيراني، وليس عبثا، لأنه على مدار الـ 24 عاما الماضية، ومنذ إقامة "حزب الله"، نجحت المنظمة في ترسيخ جذورها وسط الطائفة الشيعية في لبنان وتحصيل الانجازات والتحول من وجهة نظر الإيرانيين إلى أبرز مثال (وعمليا، الوحيد لغاية الآن) لنجاح "تصدير الثورة".
إنشاء "حزب الله" من قبل إيران خلال حرب لبنان
11) أسفرت حرب لبنان التي اندلعت في 6 حزيران 1982، عن ضرب مكانة سوريا في لبنان، القضاء على البنية الإرهابية الفلسطينية والتسبب في انهيار الإدارة المركزية الحاكمة في بيروت. وقد لاحظ الإيرانيون الفرصة من أجل استغلال الانقلاب الاستراتيجي الذي طرأ في لبنان من أجل نقل الصراع الإسلامي إلى الساحة اللبنانية، أي، إلى قلب العالم العربي، وإدارة الصراع من هناك ضد إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، دون تدخل مباشر(2)، وفي هذه الساحة عمل الإيرانيون بصورة خاصة وسط الطائفة الشيعية، أكبر طائفة في لبنان، والتي تعاني بصورة تقليدية من الظلم السياسي، الاقتصادي والاجتماعي.
12) تتناسب الطموحات الإيرانية مع المصالح السورية التي أدارت في ذلك الوقت صراعا ضد التواجد الإسرائيلي في لبنان على أساس موقف ضعيف بصورة واضحة. إن التقاطع الذي نشأ في المصالح بين الطرفين دفع بالسوريين بالسماح لقوة إيرانية مكونة من حوالي 2500 جندي من "الحرس الثوري" بالوصول إلى لبنان واقامة قاعدة لهم وسط الطائفة الشيعية في البقاع اللبناني.
13) على الرغم من أن السوريين منعوا القوة الإيرانية التي وصلت إلى لبنان من المشاركة في القتال، وعلى الرغم من اعادة جزء منها إلى إيران، فقد تركزت باقي القوة (حوالي 1000- 1500 عنصر) في بعلبك، وهي منطقة كانت خاضعة لسيطرة الجيش السوري. وقد أقامت القوة الإيرانية بنية تحتية عسكرية لوجيستية في معسكر الشيخ عبدالله في بعلبك في البقاع اللبناني (معسكر للجيش اللبناني سيطرت عليه القوة الإيرانية) وفي معسكر الزبداني في سوريا (شمال شرق دمشق). وقد قامت عناصر من الاستخبارات والعمليات في "الحرس الثوري" بالانتشار لاحقا في بيروت، زحلة ومشغرة في جنوبي البقاع. وقد لعبت البنية التحتية العسكرية التي أقامها "الحرس الثوري" في العام 1982، دورا هاما في انشاء منظمة "حزب الله" وتفعيله في المهام الارهابية.
14) إن أبرز ما حققه "الحرس الثوري" هو نجاحه في توحيد المجموعات الشيعية الراديكالية في إطار تنظيمي واحد، وهي المجموعات التي عارضت التواجد الإسرائيلي والتأثير الغربي في لبنان. وقد أنشأ عناصر "الحرس الثوري" منظمة "حزب الله" من بين هذه المجموعات وساعدوها في التدريبات، نقل الخبرة الفنية، توفير الوسائل القتالية (التي وصلت عن طريق دمشق)، التوجيه الأيديولوجي والتمويل المالي السخي. وقد كان هناك دور مركزي في انشاء "حزب الله" في لبنان وتفعيله للمهام الإرهابية ضد الغرب وضد إسرائيل، لحجة الاسلام علي أكبر محتشمي بور، الذي كان سفير إيران في دمشق (اليوم يشغل منصب يشغلمنصب "الأمينالعامللمؤتمرالدوليللقدسودعمالشعبالفلسطيني"،ويلعب دورا هاما في الدعم الإيراني للإرهاب الفلسطيني).
15) في السنوات الأولى من وجوده، طور "حزب الله"، بتوجيه من المشغلين الإيرانيين وسيلتي عمل اثنتين تحولت إلى "علامة تجارية" للإرهاب الشيعي الموجه من قبل إيران:
أ) العمليات الانتحارية: تم تنفيذ العمليات الانتحارية في لبنان من قبل انتحاريين شيعة جرى ارسالهم للتضحية بأنفسهم "في سبيل الله" كجزء من معركة "الجهاد" التي تشكل مكونا هاما في فكر الخميني وورثته(3). وقد تم توجيه العمليات الانتحارية الأولى نحو الأهداف الغربية، وفيما بعد ضد الأهداف الإسرائيلية في لبنان وضد الأهداف الإسرائيلية واليهودية في الخارج (الأرجنتين). وقد نفذ "حزب الله" خلال حرب لبنان سلسلة من العمليات الانتحارية ضد الأهداف الأمريكية والفرنسية أسفرت عن موت المئات. وقد أدت هذه العمليات إلى إخلاء القوات الأجنبية وتشجيع الفلسطينيين على نسخ "النموذج اللبناني" وتحويل العمليات الانتحارية إلى سلاح رائد في معركة الإرهاب ضد إسرائيل.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-bayrout1982-2.jpg[/IMG]
تعزيز قوة حزب الله بعد "حرب لبنان"
16) في النصف الثاني من سنوات الثمانينات وخلال سنوات التسعينات، أتاح السوريون لـ "حزب الله" ترسيخ سيطرتهم على الطائفة الشيعية في لبنان وإقامة بنية عسكرية واسعة النطاق في جنوب لبنان، إلى حد كبير على حساب حركة "أمل" التي تمثل التيار النفعي وسط الطائفة الشيعية. وقد امتنع السوريون، وهم حلفاء الإيرانيين، عن تفكيك سلاح "حزب الله" بعد أن تم نزع سلاح باقي المليشيات الأخرى في أعقاب "اتفاق الطائف" (1989) والذي كان يمثل نهاية الحرب الأهلية في لبنان. وقد أدت هذه التطورات إلى تقوية مكانة "حزب الله" وسط الطائفة الشيعية وفي السياسة اللبنانية عامة وأتاحت لـ "حزب الله" الاستمرار في العمل المسلح ضد الجيش الإسرائيلي وجيش جنوب لبنان تحت عنوان "مقاومة الاحتلال".
17) إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من "المنطقة الأمنية" (24 أيار 2000) تنفيذ إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425، نزع في الظاهر عن "حزب الله" الشرعية اللبنانية الداخلية بخصوص الاستمرار في الصراع المسلح ضد إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، فقد رفض "حزب الله"، بتشجيع من إيران وسوريا، نزع سلاحه والتوقف عن الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل. خلال الأعوام الستة التي مرت منذ ذلك الحين، استمر "حزب الله" بين الفينة والأخرى، في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود (إطلاق النار، خطف الجنود) وتعزيز بنيته العسكرية في جنوب لبنان، من خلال تمسكه بمبررات جديدة ("مزارع شبعا"، إطلاق سراح السجناء اللبنانيين) من أجل ادارة الصراع العسكري مع إسرائيل. وفي المقابل، عمَّق "حزب الله" من المعونات التي يقدمها للمنظمات الإرهابية الفلسطينية وشجعها (مقابل دفع المال) على تنفيذ العمليات الانتحارية فوق الأراضي الإسرائيلية خلال "حرب لبنان الثانية".
مميزات المساعدات الإيرانية لـ "حزب الله"
المميزات العامة
18) خلال الأعوام الستة منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، عمقت إيران وسوريا (تحت حكم بشار الأسد) من مساعداتها لـ "حزب الله". وترى الدولتان في لبنان جبهة متقدمة لهن ضد إسرائيل وأن "حزب الله" بمثابة منظمة تابعة (proxy) ذات قدرات استراتيجية. خلال الأعوام الستة الأخيرة، ساعدت إيران إلى جانب حليفتها سوريا في تطوير وتحسين القدرات العسكرية لـ "حزب الله"، خاصة من خلال بناء ترسانة تضم حوالي 12،000- 13،000 صاروخ أرض أرض لأبعاد متفاوتة، ومنظومة دفاعية منظمة في جنوب لبنان تشبه الكتيبة الإيرانية.
19) إن الجهة الإيرانية الرائدة والموجهة فيما يتعلق بالمساعدات المقدمة لـ "حزب الله"، هي وحدة من النخب التابعة لـ "حرس الثورة" باسم "قوة القدس". هذه القوة التي يقودها قاسم سليماني، هي المسئولة عن النشاط العسكري الإيراني وتوجيه العناصر الإرهابية في لبنان وفي أماكن أخرى في العالم (هذه القوة هي المسئولة عن توجيه الإرهاب الفلسطيني). وتشتمل المساعدات التي تقدمها إيران إلى "حزب الله" عن طريق "قوة القدس" على التمويل المالي (أكثر من 100 مليون دولار في السنة)، التدريبات والإرشاد في إيران ولبنان، توفير الوسائل القتالية النوعية ونقل المعلومات الإستخبارية عن إسرائيل.
"تصدير" أيديولوجية الثورة الإسلامية في إيران
20) بين إرهابيي "حزب الله" في جنوب لبنان، تم العثور خلال "حرب لبنان الثانية" على مواد إرشادية وأيديولوجية إيرانية، وهي شهادة واضحة على "تصدير" الأيديولوجيا الراديكالية للثورة الإسلامية في إيران إلى لبنان. ويتم طباعة هذه المواد الإرشادية باللغة العربية بواسطة مطابع مرتبطة بـ "حزب الله" ويتم توزيعها وسط إرهابيي "حزب الله" والطائفة الشيعية في لبنان. من ناحيته، فقد تبنى "حزب الله" الأيديولوجية الإيرانية وتبنى، كما هو الحال في إيران، السعي من أجل القضاء على دولة إسرائيل.
21) هكذا على سبيل المثال، تم خلال الحرب العثور لدى عناصر "حزب الله" في مارون الراس على أربع نسخ من كتيب يحمل عنوان "الجهاد" والمخصص على ما يبدو في الأصل للقوات المسلحة الإيرانية، مع التأكيد على "حرس الثورة". يحتوي الكتاب على اقتباسات كثيرة من أقوال "القائد" الخامنئي، الذي يرى في "الجهاد" عقيدة وأسلوب حياة يستطيع المسلم من خلاله التضحية بحياته في سبيل الله والوصول إلى الجنة، كما يرى أن قمة "الجهاد" هو "الشهادة". إن "الجهاد" و"الشهادة" مكونان أساسيان في التصور الإسلامي الديني لدى أية الله الخميني ووريثه "القائد" الخامنئي(5).
صفحة الغلاف للكتيب المطبوع عام 2004 من قبل "مركز الإمام الخميني الثقافي" في حارة حريك، في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقد تم العثور على الكتاب بين مقاتلي "حزب الله" في جنوب لبنان خلال "حرب لبنان الثانية". من اليمين: صورة المرشد الروحي لإيران، علي الخامنئي، وفي أسفل الصورة صورة لثلاثة مقاتلين. يشتمل الكتيب على نماذج من الخبرات التي اكتسبها "حرس الثورة" في إيران.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-khamenei.jpg[/IMG]
22) في "حرب لبنان الثانية" تم العثور مع عناصر "حزب الله" في قرية يارون (15 آب) على كتيب يحمل عنوان "قائدي". وقد تم اصدار الكتيب من قبل حركة الكشافة التابعة لـ "حزب الله" والمسماة "كشافة الامام المهدي". يشتمل الكتيب على تفاصيل من حياة القائد الإيراني علي الخامنئي الذي يعظمه مقاتلو "حزب الله". ويصور الكتيب علي الخامنئي على أنه شخصية نموذجية وقدوة حسنة ومثال للمقاتل المخلص الذي ساهم كثيرا من أجل الثورة الإسلامية(6).
التزويد المكثف للوسائل القتالية النوعية من إيران لـ "حزب الله"
23) خلال الأعوام الستة الأخيرة، تعزز تزويد الوسائل القتالية من إيران وسوريا لصالح "حزب الله"، بتشكيلة واسعة وبنوعية عالية، والتي استعملت منظمة "حزب الله" بعضها خلال "حرب لبنان الثانية". ومن بين هذه الوسائل القتالية، برزت الصواريخ بعيدة المدى الموجهة ضد المراكز السكانية في إسرائيل (إن مستوى الدقة لهذه الصواريخ لا يتيح إصابة الأهداف المحددة بدقة بل ييتح الرمي الاحصائي فقط).
24) يمكن تقسيم الوسائل القتالية إلى ثلاث مجموعات:-
أ) وسائل قتالية من الصناعات الإيرانية وبضمن هذا منظومة الصواريخ بعيدة المدى من طراز "فجر 3" لمدى 43 كم و"فجر 5" بمدى 75 كم من إنتاج الصناعات العسكرية الإيرانية. وقد جرى استعمال قسم من هذه الوسائل القتالية من قبل "حزب الله"، طبقا لاعتباراته، وطبقا لاحتياجات الحرب. وفي جزء من الحالات، طلب من "حزب الله"، وفقا لتقديراتنا، مصادقة من إيران لتفعيلها.
ب) وسائل قتالية من إنتاج الصناعات العسكرية السورية: وقد تضمنت هذه الوسائل، من بين ما تضمنت، صواريخ 220 ملم سورية يصل مداها إلى 75 كم ومنظومة صواريخ 302 ملم لمدى يزيد عن 100 كم. جزء من مشتريات الوسائل القتالية السورية جرى تمويله، حسب تقديراتنا، من إيران. وقد فضل "حزب الله" خلال الحرب استعمال السلاح السوري بصورة أساسية.
ج) وسائل قتالية من إنتاج دول أخرى جرى تحويلها إلى "حزب الله" من قبل سوريا وإيران: صواريخ متطورة مضادة للدبابات من طراز "Kornet"، Metis”" وRPG-29 ، أو صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-7 و SA-14 من إنتاج روسي جرى نقلها من سوريا إلى "حزب الله"؛ أو صاروخ الشاطئ- البحر من طراز C-802من إنتاج الصين والذي حول من إيران إلى "حزب الله".
25) فيما يلي مميزات الوسائل القتالية الأساسية التي قامت إيران بتزويدها لـ "حزب الله"، ومعظمها من إنتاج الصناعات العسكرية الإيرانية، وبعضها من إنتاج دول أخرى(7):
أ) منظومة صواريخ أرض أرض بعيدة المدى من طراز "زلزال"، لمدى 125- 210 كم (تبعا للطراز)(8). صاروخ "زلزال 1" هو صاروخ ذو مدى 125 كم، قطر 610 ملم ورأس متفجر بوزن 600 كغم. صواريخ "زلزال 2" ذات مدى أقصى يصل إلى 210 كم، بقطر 610 ملم ورأس متفجر بوزن 600 كغم. وفقا لتقديراتنا، فقد ضُربت هذه الصواريخ بصورة شديدة خلال "حرب لبنان الثانية"، ولم يتم استعمالها خلال الحرب.
"زلزال2" [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-zilzal3.jpg[/IMG] [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-zilzal4.jpg[/IMG]
"فجر 3"
صواريخ أرض- أرض طويلة المدى من طراز "فجر 3" و"فجر 5" من إنتاج إيران. صواريخ "فجر 3" ذات مدى يبلغ أقصاه 43 كم، بقطر 240 ملم ورأس متفجر بوزن 90 كغم. أما صواريخ "فجر 5" فهي ذات مدى يصل أقصاه إلى 75 كم. تمتاز هذه الصواريخ بالبساطة التكنولوجية الكبيرة ونوعية ودقة متدنية للغاية، وهي تشكل واجهة التهديد الاستراتيجي الذي يهدد به "حزب الله" السكان في شمالي إسرائيل. على الرغم من الاستعمال القليل لهذه الصواريخ خلال الحرب (6 صواريخ من طراز "فجر 3" أطلقت بإتجاه حيفا وسقطت في منطقة الكريوت). ومن غير الواضح لنا إذا ما كان الأمر بسبب ضرب الصواريخ ومنصات إطلاقها أم بسبب قرار "حزب الله" و/أو إيران بعدم استعمالها.
ج) صواريخ ذات رأس كبير من نوع "فلق" من إنتاج إيراني، وهي صواريخ تستعمل لضرب الأهداف المحصنة. "فلق 1" هو صاروخ بقطر 240 ملم وبرأس متفجر بوزن 50 كغم ومدى يصل أقصاه إلى 10 كم. أما صاروخ "فلق 2" فهو صاروخ بقطر 333 ملم ورأس متفجر بوزن 120 كغم ومدى يصل أقصاه إلى 11 كم.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-falak1.jpg[/IMG]
سيارة تحمل صواريخ "فلق 1" [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-falak2.jpg[/IMG]
صاروخ "فلق 1" [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-falak3.jpg[/IMG]
صاروخ "فلق 2" د) صاروخ من طراز "نزعات" من إنتاج إيران (من طرازات متنوعة، 4- 10) لمدى بعيد. يصل قطر الصاروخ إلى 356- 450 ملم، وزن الرأس المتفجر إلى 240- 430 كغم ومدى يصل أقصاه إلى 80- 140 كم. وبقدر ما هو معلوم، لم يتم استعمال هذا النوع من الصواريخ خلال "حرب لبنان الثانية".
و) صاروخ شاطئ- بحر من طراز 802C-، من إنتاج الصين، على غرار الصاروخ الذي أصاب السفينة الحربية الإسرائيلية "حنيت" مقابل شواطئ بيروت بعد يومين على اندلاع الحرب (14 تموز)، مما أسفر عن مقتل أربعة من طاقم السفينة الحربية والتسبب لها بأضرار فادحة. يصل مدى هذا الصاروخ إلى 65 ميل ويصل وزن رأسه المتفجر إلى 165 كغم.
ز) طائرة بدون طيار من طراز "أبابيل"، ثمرة تطوير الصناعات الجوية الإيرانية. تتوفر هذه الطائرة بعدد من النماذج، بما في ذلك طراز الاستطلاع والطراز "الهجومي" الذي يحمل رأسا متفجرا بوزن عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وهي متوفرة بأيدي "حزب الله". يعمل الطراز "الهجومي" بطريقتين للتوجيه عن بعد: بمساعدة كاميرا (لمدى عشرات الكيلومترات) وبمساعدة GPS (مدى يزيد عن 100 كم). وقد قام "حزب الله" من قبل بارسال طائرات بلا طيار لأغراض الاستطلاع فوق إسرائيل قبل الحرب(10). خلال الحرب، تم إطلاق طائرة بلا طيار، على ما يبدو من الطراز "الهجومي"، وتم اسقاطها مقابل شواطئ حيفا (7 آب) وعثر عليها محطمة في منطقة مفتوحة في منطقة كابري (13 آب).
ط) صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-7 و SA-14 روسية الصنع.
ي) مدافع وراجمات من أنواع مختلفة.
ق) صواريخ RPG محسنة إيرانية الصنع من طراز "نادر". هذه نسخة إيرانية عن صاروخ RPG-7. القطر الأساسي للرأس المتفجر هو 80 ملم، ويصل المدى إلى 300 متر وقدرة النفاذ تصل إلى 280 ملم من الفولاذ.
م) عتاد ومعدات صغيرة للقتال البحري. وربما تكون قد وصلت إلى أيدي "حزب الله" قوارب هجومية من إنتاج إيراني (قوارب توربيدات، غواصات ننس وما شابه).
طريقة نقل الوسائل القتالية إلى لبنان
26) تصل معظم الوسائل القتالية إلى لبنان عن طريق المسار الجوي بواسطة "قوة القدس". يتم نقل الوسائل القتالية والمعدات بالطائرات الإيرانية التي تهبط في مطار دمشق الدولي، ومن هناك يتم نقلها عن طريق المسار البري إلى "حزب الله" في لبنان. وقد تجاهل السوريون وما زالوا يتجاهلون التوجهات المتكررة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بوقف استعمال أراضيهم كمسار لتزويد السلاح والذخيرة لصالح "حزب الله".
27) في السنوات الأخيرة، استغل الإيرانيون الفرص التي سنحت لهم مثل الرحلات الجوية الإنسانية لمصابي الهزة الأرضية في بم، جنوب شرق إيران (كانون الأول 2003- كانون الثاني 2004). في ذلك الوقت استعملت "قوة القدس" طائرات الشحن الإيرانية والسورية (على الأقل 9 رحلات جوية) التي حملت المساعدات الإنسانية لمصابي الهزة الأرضية، من أجل شحنها، في طريق عودتها إلى سوريا، بالمعدات والوسائل القتالية بكميات كبيرة لصالح "حزب الله".
28) استمر الإيرانيون بإرسال الوسائل القتالية إلى "حزب الله" أيضا خلال "حرب لبنان الثانية" وبعدها، تحت غطاء المساعدات الإنسانية(12). ووفقا لتقديراتنا، فقد جرى إحباط بعض هذه المحاولات في أعقاب عمليات الجيش الإسرائيلي. طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ينبغي على الحكومة اللبنانية العمل على تهريب الوسائل القتالية لصالح "حزب الله" (بمساعدة القوات الدولية، إذا ما رغبت في ذلك). وقد أوضح السوريون أنهم يعارضون عمل القوات الدولية على امتداد حدودهم مع لبنان.
تأهيل عناصر "حزب الله"
29) يقوم الإيرانيون بتأهيل إرهابيي "حزب الله" في تفعيل الوسائل القتالية الجديدة التي يزودون بها المنظمة. وهم ينظمون لصالح "حزب الله" منظومة تدريبات وإرشادات في معسكرات متخصصة في إيران، من خلال استعمال القواعد والمنشآت التابعة لـ "حرس الثورة". ومن باب الاستكمال، يقوم "حرس الثورة" بتمرير التدريبات والإرشاد لصالح عناصر "حزب الله" في لبنان أيضا(13).
30) المعسكران الأساسيان اللذان تستعملهما "قوة القدس" لتأهيل نشطاء الإرهاب الأجانب هما معسكر "الامام علي" في طهران ومعسكر بهونار الذي يقع في مدينة خرج، شمالي طهران. إرهابيان اثنان من بين إرهابيي "حزب الله" الذين وقعوا في أسر الجيش الإسرائيلي خلال "حرب لبنان الثانية" أفادا بأنهما تدربا في معسكر التدريبات في خرج. وقد أشار أحدهما إلى أن قائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات في العام 1999 كان مرشدا إيرانيا كبيرا يُدعى حسن ايرلو.
31) يمر عناصر "حزب الله" في إيران بمنظومة متنوعة من التدريبات والإرشاد بدءا من التدريبات المزدوجة وانتهاء بالإرشاد في إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات (بما في ذلك صواريخ "ساجر" و"تاو") وإطلاق الصواريخ المضادة للطائرات. ويتم التركيز بصورة خاصة في التأهيل على وحدات "حزب الله" التي تقوم بتشغيل الوسائل القتالية التي تعتبر استراتيجية مثل صواريخ أرض- أرض لمدى يصل إلى أكثر من 75 كم والطائرات الصغيرة بدون طيار. في هذا الاطار، تجدر الإشارة إلى أن ضباطا في "حرس الثورة" ساعدوا "حزب الله" في إطلاق الطائرة الصغيرة بدون طيار فوق إسرائيل (من إنتاج إيراني) في تشرين الثاني 2004.
32) خلال "حرب لبنان الثانية" وقع في الأسر حسين علي سليمان، إرهابي كان ضالعا في عملية خطف الجنديين من الجيش الإسرائيلي بتاريخ 12 تموز، وهي العملية التي أدت إلى الحرب. في التحقيق معه، أفاد الإرهابي أنه تدرب في إيران مع 40- 50 إرهابيا من "حزب الله". وقد امتنع أعضاء المجموعة عن ختم جوازات السفر في سوريا أو إيران، في محاولة لاخفاء خروجهم إلى إيران.
33) خلال الأعوام الستة التي مضت منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، عمل "حرس الثورة" في لبنان على تحسين وتعزيز القدرات التنفيذية لـ "حزب الله" من خلال إعداده للمواجهة المحتملة مع إسرائيل.
34) أقام "حرس الثورة" الإيراني في جنوب لبنان منظومة دفاعية لصالح "حزب الله"، بحيث صارت المنظمة الإرهابية تملك قدرات تمتلكها الدول، وتشابه المنظومة مبنى كتيبة إيرانية أكثر مما تشابه منظمة إرهابية. وقد تم بناء هذه "الكتيبة" بإشراف وتوجيه عناصر "حرس الثورة" الذين كانوا يقومون بزيارات متواصلة إلى جنوب لبنان وفي بعض الأحيان كانوا يصلون إلى محاذاة الحدود مع إسرائيل.
35) للدلالة على ذلك، يمكن الاستعانة بإفادة إرهابي من "حزب الله" وقع في الأسر أثناء الحرب. وقد روى أنه قبل عام ونصف، أثناء حراسته في أحد المواقع في جنوب لبنان، زار الموقع إيرانيان برفقة قائدين من "حزب الله". وقد عرف الأسير أحد الزائرين على أنه محمود، من "حرس الثورة" الذي قام بإرشاده خلال التدريب الذي مر به في إيران على الأسلحة المضادة للطائرات.
36) من الناحية الفعلية، فإن المنظومة الخاصة بـ "حزب الله" التي تم بناؤها في جنوب لبنان عبارة عن نتاج مباشر لعقيدة إيرانية وتكنولوجيا إيرانية وسورية. من الناحية العملية، أقيم في جنوب لبنان ما يشبه "الكتيبة" على غرار "حرس الثورة"، بحيث تضم هذه "الكتيبة" ألوية وفق المناطق ووحدات مضادة للدبابات، مدفعية، الجوانب اللوجستية، الهندسة والاتصالات. وقد كانت هذه "الكتيبة" خاضعة إلى ما يشبه هيئة الأركان العامة- القيادة العامة لـ "حزب الله" في الضاحية الشيعية الجنوبية في بيروت (الضاحية). وقد ضمت "هيئة الأركان العامة" الوظائف المختلفة مثل الوحدة المسئولة عن "السلاح الاستراتيجي" (صواريخ أرض- أرض)، الوحدة الجوية (طائرات بدون طيار)، الوحدة البحرية وما شابه.
تمويل نشاطات "حزب الله"
37) تقدر ميزانية "حزب الله" بحوالي 100 مليون $ في السنة، معظمها من إيران. ويستعمل هذا المبلغ لتمويل النشاطات العسكرية الإرهابية للمنظمة، وبضمن ذلك شراء الوسائل القتالية، رواتب المقاتلين، تأهيل المقاتلين وتحويل الأموال إلى البنى التحتية الإرهابية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
38) بالاضافة إلى ذلك، يتم صرف المساعدات الإيرانية السخية على تمويل المصاريف التنظيمية والنشاطات الواسعة للمنظمة في المجال الاجتماعي (التي تضم تفعيل المدارس، المستشفيات والعيادات، مؤسسات العناية والرعاية وغيرها) وفي مجال الاعلام والترسيخ العقائدي.
39) يقوم الإيرانيون بتحويل الأموال إلى "حزب الله" بواسطة "حرس الثورة" (بواسطة "قوة القدس") ووزارة الخارجية (بواسطة السفارات في دمشق وبيروت)، إلى جانب ذلك، تصل الميزانيات إلى "حزب الله" من قبل هيئات شبه حكومية من بينها صناديق الزكاة الخاضعة للخامنئي والتي يوجد لها فروع في لبنان.
40) تجدر الإشارة إلى أنه بعد خروج الجيش الإسرائيلي من "المنطقة الأمنية" زادت المساعدات المالية الإيرانية لـ "حزب الله" من أجل تحسين قدراته العسكرية وكذلك من أجل زيادة حجم المساعدات التي يقدمها للنشاط الإرهابي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن المتوقع بعد "حرب لبنان الثانية" أن يحول الإيرانيون موارد مالية ملحوظة تصل وفق تقديراتنا إلى مئات ملايين الدولارات(14)، من أجل ترميم الأضرار الفادحة التي لحقت بمراكز السكان الشيعة في بيروت وجنوب لبنان.
ضرب البنى التحتية العسكرية لـ"حزب الله" خلال الحرب
41) في "حرب لبنان الثانية" أصاب الجيش الإسرائيلي البنى التحتية التابعة لـ "حزب الله" بصورة واسعة، في جنوب لبنان، بيروت والبقاع اللبناني. وقد لحقت الأضرار بالكثير من الوسائل القتالية، وتهدمت المقرات القيادية إلى جانب وقوع الكثير من الخسائر وسط نشطاء المنظمة (أكثر من 500 قتيل)، مما يستدعي وقتا طويلا لترميم المنظومة القتالية. أما ترسانة السلاح التي تم تجميعها على مدار سنوات، فقد أصيبت بصورة ملحوظة (خاصة الصواريخ بعيدة المدى)، غير أن المنظمة ما تزال تملك القدرة على تنفيذ عمليات الإطلاق بإتجاه دولة إسرائيل.
42) على الرغم من الضربة التي لحقت بالبنية العسكرية لـ "حزب الله"، وعلى الرغم من ضرب مكانته على الساحة اللبنانية الداخلية، فإنه لم يتم إخضاع المنظمة، علما أن القدرات المتضررة قابلة للترميم. بناء على ذلك، من المتوقع لإيران، بمساعدة سوريا، بذل الجهود من أجل ترميم القدرات الخاصة بذراعها المتقدمة في لبنان، من خلال تزويد "حزب الله" بالوسائل القتالية (مع التركيز على الصواريخ) وتحويل مبالغ مالية كبيرة من أجل ترميم البنى التحتية المدنية.
تلخيص واستنتاجات
43) عن طريق المساعدات المكثفة التي قدمتها إيران وسوريا لـ "حزب الله"، منذ إنشائه، فقد نجحتا في تحويل "حزب الله" من منظمة إرهابية لبنانية محلية واحدة من بين منظمات إرهابية كثيرة تعمل في لبنان إلى قوة عسكرية ذات قدرات تنفيذية عالية وتأثير في الطائفة الشيعية والسياسة اللبنانية العامة. ومن وجهة نظر الدولتين، فقد تحول "حزب الله" إلى رصيد استراتيجي يخدم جيدا مصالحهما في المنطقة.
44) القدرات التنفيذية- الإرهابية لـ "حزب الله"، التي هي بمستوى دول وليست بمستوى منظمة إرهابية، وقد تجسدت جيدا في "حرب لبنان الثانية"، في وقت مبكر عما رغبت فيه إيران وسوريا. وقد تجسد في الحرب أن البنية التحتية التي بُنيت في لبنان تتيح للإيرانيين (والسوريين) ايجاد قوة هجوم ورد في مواجهة إسرائيل، بحيث تكون السيطرة على تفعيلها بيد الإيرانيين إلى حد كبير.
45) إن وجود "حزب الله" يوفر للإيرانيين الفرصة والقدرة، من وجهة النظر الإيرانية، على إحداث تدهور إقليمي (دون تدخل مباشر) وضرب مصالح إسرائيل والغرب، طبقا لاعتبارات السياسة الإيرانية. على هذه الخلفية، من المتوقع لإيران وسوريا العمل خلال الفترة القريبة وبذل الجهود من أجل ترميم البنية التحتية لـ "حزب الله" التي تضررت في "حرب لبنان الثانية"، وفي الوقت نفسه التجاهل التام لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
____________________
1. المساعدات الإيرانية للمليشيات الشيعية في العراق تتم على شكل تزويد الوسائل القتالية، الذخيرة، التمويل، الخبرات المهنية في تصنيع العبوات الناسفة وحتى توجيه العمليات الإرهابية.
2. تفاصيل إضافية في كتاب شمعون شابيرا: "حزب الله بين إيران ولبنان"، تل أبيب، 2000، الصفحات 96- 133.
3. راجع نشرة المعلومات الصادرة عن "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب": "تصديرالأيديولوجية المتطرف ةللثورة الإسلاميةفي إيران: تحليل كتيب بعنوان "الجهاد" الذي تم ضبطه في "حرب لبنان الثانية"،ويجسد فكرمرشد الثورةالإسلامية في إيران،علي<> الخامنئي. يتناول الكتيب الصادرفي لبنان الأيديولوجيا القائمةعلى "الجهاد" و"الشهادة" ويشتمل علىنماذج للتجاربالتي اكتسبها "حرس الثورة" في إيران. يتم نشرهذه الأيديولوجيا وتذويتها وسط "حزب الله" والطائفة الشيعيةفي لبنان".
4. بخصوص مميزات الإرهاب الإيراني والشيعي وتفصيل العمليات التي نفذها "حزب الله" بتوجيه من ايران، راجع الاستعراض المكون من مجلدين" "حزب الله"، السيرة الذاتية لمنظمة إرهابية على امتداد العالم والتي تعمل بوصاية ايرانية ودعم سوري" (آذار 2003). راجع أيضا: "إيران كدولة داعمة ومشغلة للإرهاب" (نيسان، 2003).
5. في هذا السياق، راجع نشرة المعلومات الصادرة عن "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب": "تصديرالأيديولوجيةالمتطرفةللثورةالإسلاميةفيإيران: تحليلكتيببعنوان "الجهاد" الذيتمضبطهفي "حربلبنانالثانية"،ويجسدفكرمرشدالثورةالإسلاميةفيإيران،علي الخامنئي. يتناولالكتيبالصادرفيلبنانالأيديولوجياالقائمةعلى "الجهاد" و"الشهادة" ويشتملعلىنماذجللتجاربالتياكتسبها "حرسالثورة" فيإيران. يتمنشرهذهالأيديولوجياوتذويتهاوسط "حزبالله" والطائفةالشيعيةفيلبنان" (22 آب).
6. راجع خلال الأيام القريبة نشرة المعلومات التي ستصدر باللغة العربية حول تعظيم شخصية الخامنئي من خلال "كشافة الإمام المهدي".
7. هذه القائمة لا تشمل الوسائل القتالية التي تم تزويدها لـ"حزب الله" من قبل سوريا.
8. علي أكبر محتشمي بور، من منشئي "حزب الله"، والذي عمل سفيرا لإيران في سوريا، يعترف (على غير المألوف) بأن صواريخ إيرانية بعيدة المدى من طراز "زلزال 2" قد نُقلت الى "حزب الله" (في مقابلة مع صحيفة "الشرق" الإصلاحية، 3 آب).
9. درع جديد للدبابات يؤدي إلى انفجار القذيفة قبل أن تمس هيكل الدبابة.
10. صبيحة 7 تشرين الثاني 2004، أطلق "حزب الله" طائرة بلا طيار لأهداف استطلاعية، وقد حلقت الطائرة فوق نهريا وعند عودتها إلى جنوب لبنان تحطمت في البحر على ما يبدو بسبب عطل فني. بتاريخ 11 نيسان 2005، أطلق "حزب الله" طائرة استطلاع أخرى حلقت ما بين عكا ونهريا وهبطت بنجاح في جنوب لبنان.
11. أعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية أن الجيش الإسرائيلي عثر على وسائل رؤية ليلية بريطانية الصنع يستخدمها "حزب الله" في جنوب لبنان. ونشرت صحيفة "التايمز" اللندنية أن حوالي 250 عدة للرؤية الليلية الموجودة في لبنان، كان قد جرى إرسالها من بريطانيا إلى إيران في العام 2003 في إطار التعاون بين الدولتين في مجال مكافحة تهريب المخدرات.
12. جزء من الرحلات التي أرسلت فيها الوسائل القتالية مرت عبر تركيا. وقد أكد المتحدث باسم الخارجية التركية ما نشرته إحدى الصحف حول قيام تركيا بإرغام طائرتين إيرانيتين على الهبوط أثناء رحلاتها إلى سوريا بسبب الاشتباه في تهريب الوسائل القتالية المخصصة لـ"حزب الله".
13. في مجال التدريبات، تقدم إيران المساعدة أيضا للمنظمات الإرهابية الفلسطينية. يقوم عناصر "قوة القدس" التابعة لـ "الحرس الثوري" بتنظيم التدريبات في لبنان وأحيانا في إيران لنشطاء الإرهاب الفلسطينيين.
14. التزم "حزب الله" علنا بدفع حوالي 150 مليون دولار كتعويض عن هدم البيوت، خاصة في جنوب لبنان والضاحية (الأحياء الشيعية في جنوب بيروت). ولا يمكن لمبالغ بهذا الحجم أن يحصل عليها "حزب الله" إلا من إيران.
http://www.terrorism-information.com...N%26start%3D80
تفحص هذه الدراسة مكانة منظمة "حزب الله" في التصور الاستراتيجي الإيراني والمساعدات واسعة النطاق التي تقدمها إيران للمنظمة منذ إنشائها قبل 24 عاما. إن منظمة "حزب الله" والطائفة الشيعية التي نشأ "حزب الله" وسطها لم تشكل أبرز مثال فقط، بل المثال الوحيد من الناحية العملية، على نجاح التصور الخاص بـ"تصدير الثورة" الإسلامية واستغلال هذا التصور كرافعة من أجل خدمة الطموحات الإيرانية للنفوذ الإقليمي وتطوير الصراع ضد إسرائيل والدول الغربية.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-nassrallahandnagad1.jpg[/IMG]
لقاء الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد (وكالة الأنباء الإيرانية، ISNA، 1 آب، 2005)
عام لقاء الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد (وكالة الأنباء الإيرانية، ISNA، 1 آب، 2005)
1) تفحص هذه الدراسة مكانة منظمة "حزب الله" في التصور الاستراتيجي الإيراني والمساعدات واسعة النطاق التي تقدمها إيران للمنظمة منذ إنشائها قبل 24 عاما. إن منظمة "حزب الله" والطائفة الشيعية التي نشأ "حزب الله" وسطها لم تشكل أبرز مثال فقط، بل المثال الوحيد من الناحية العملية، على نجاح التصور الخاص بـ"تصدير الثورة" الإسلامية واستغلال هذا التصور كرافعة من أجل خدمة الطموحات الإيرانية للنفوذ الإقليمي وتطوير الصراع ضد إسرائيل والدول الغربية.
2) إن المعونات المكثفة التي قدمتها إيران وسوريا لـ "حزب الله" منذ إنشائه، والتي تسارعت خلال الأعوام الستة الأخيرة، جعلت من "حزب الله" منظمة ذات قدرات عسكرية- سياسية، وذراع متقدمة لإيران في قلب العالم العربي. إن القدرات التي يمتلكها "حزب الله" والتي تتجاوز قدرات منظمة إرهابية، قد تشكل تهديدا ملموساً على سكان إسرائيل، كما ظهر الأمر جليا في "حرب لبنان الثانية"، في وقت مبكر أكثر مما خططت له إيران وسوريا. إن وجود مثل هذه الذراع المتقدمة تمكن النظام الإيراني من التأثير السياسي في لبنان، وتزيد من التأثير الإيراني، وتتيح تفعيل "سلاح الإرهاب" ضد إسرائيل دون ربط هذا مباشرة بإيران، فضلاً عن هذا كله، فإن هذه الذراع تمنح إيران الخيار العسكري في مهاجمة إسرائيل ودهورة المنطقة في حالة حدوث أزمة (على سبيل المثال، رداً على ضرب المنشآت النووية في إيران).
3) أضعفت "حرب لبنان الثانية" القدرات العسكرية لـ "حزب الله" وأحدثت تآكلا في مكانته السياسية في لبنان، غير أنه لم يتم إخضاع المنظمة وما تزال القدرات التي تضررت قابلة للترميم. بناء على ذلك، من المتوقع أن تقوم إيران، إلى جانب حليفتها سوريا، ببذل الجهود من أجل ترميم "حزب الله"، خاصة من خلال تهريب الوسائل القتالية من سوريا بواسطة انتهاك حظر توريد السلاح المفروض على إرساليات الأسلحة إلى "حزب الله". وفي المقابل، من المتوقع أن تقوم إيران بتحويل المبالغ المالية الكبيرة إلى الساحة اللبنانية (عن طريق "حزب الله") من أجل ترميم الأنقاض وتعويض سكان المناطق المتضررة في الحرب (وأغلبها من المناطق الشيعية).
4. من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن النظام الإسلامي في إيران ينطوي على خطر وجودي بالنسبة لإسرائيل، حيث يدمج هذا النظام ما بين الأيديولوجية غير القابلة للتسوية والداعية علنا إلى القضاء على دولة إسرائيل وما بين رعاية المنظمات الإرهابية والسعي المتواصل إلى الحصول على قدرة نووية غير تقليدية، من خلال التجاهل العلني لطلبات المجتمع الدولي. إن النظام الإيراني يشكل أيضا تهديداً واضحاً لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في الخليج الفارسي وفي الشرق الأوسط برمته. كما أن هناك أجزاء واسعة من العالمين العربي والإسلامي تخشى أيضا من التهديد الإيراني.
5. على هذه الخلفية، يتوجب على دولة إسرائيل والمجتمع الدولي كله، بذل كل جهد مستطاع من أجل تصعيب عملية ترميم القدرات الإستراتيجية لـ "حزب الله" التي أصيبت في "حرب لبنان الثانية"، كجزء من النضال الشامل ضد التهديد الإيراني وذراعه في لبنان.
6) تشتمل هذه الدراسة على الفصول التالية:
أ) التصور الخاص بـ "تصدير الثورة" الإسلامية
ب) إنشاء "حزب الله" من قبل إيران خلال حرب لبنان;
ج) تقوية "حزب الله" بعد حرب لبنان
د) مميزات المساعدات الإيرانية المقدمة لـ "حزب الله":
1) المميزات العامة
2) "تصدير" الأيديولوجيا الإيرانية
3) التزويد المكثف للوسائل القتالية النوعية
4) طريقة نقل السلاح إلى لبنان
5) تأهيل عناصر "حزب الله" في تفعيل الوسائل القتالية
6) الاشراف على بناء القوة العسكرية لـ "حزب الله" وإعداده لمواجهة محتملة مع إسرائيل
7) تمويل "حزب الله"
8) ضرب البنية التحتية العسكرية لـ "حزب الله" خلال الحرب
هـ) تلخيص واستنتاجات
لقاء الأصدقاء
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-nassrallahandnagad3.jpg[/IMG]
حسن نصر الله، الأمين العام لـ "حزب الله"، يعانق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أثناء زيارته لإيران
(1 آب، 2005)
التصور الخاص بـ "تصدير الثورة" الإسلاميةحسن نصر الله، الأمين العام لـ "حزب الله"، يعانق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أثناء زيارته لإيران
(1 آب، 2005)
7) إن الطموح إلى "تصدير" الثورة الإسلامية إلى المجتمعات الإسلامية (وحتى إلى المجتمع الإنساني كله) هو جزء لا يتجزأ من الفلسفة الخاصة بآية الله الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران. وقد سعى الخميني والمقربون منه إلى تجاهل الفوارق بين السنة والشيعة والتوزيع القومي وسعوا إلى بناء قوة إسلامية ثورية تقوم بقيادة إيران باستئصال "جذور الشر"، أي، الدول العظمى التي تسبب الفساد في الأرض، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ("الشيطان الأكبر") وحليفتها إسرائيل ("الشيطان الأصغر").
8) إن فكر "تصدير الثورة" كان من وجهة نظر الخميني ووريثه "القائد" علي الخامنئي، بمثابة رافعة لتطوير المصالح الإستراتيجية الإيرانية وفي مقدمتها الطموح إلى النفوذ الإقليمي وتطوير الصراع ضد إسرائيل والغرب، من خلال التدخل في الشئون الداخلية لدول أخرى.
9) في إطار "تصدير الثورة"، منحت إيران مساعدات سخية لحركات إسلامية أصولية ولمنظمات إرهابية في الشرق الأوسط، البلقان وأفريقيا. وفي المقابل، أدارت إيران في شتى أنحاء العالم نشاطات إعلامية جادة من أجل نشر قيم الثورة الإسلامية. وما تزال هذه النشاطات سارية لغاية اليوم، غير أن أبرزها، فضلا عن نموذج "حزب الله" في لبنان، المساعدة الإيرانية لمنظمات الإرهاب الفلسطينية (خاصة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" و"حماس") ومساعدة المليشيات الشيعية في العراق في سعيها من أجل زعزعة الاستقرار وعرقلة عملية الدمقرطة التي يحاول الأمريكيون إرساءها في العراق(1).
10) من بين المنظمات الإرهابية التي تحصل على المساعدات من إيران، يبرز "حزب الله" كمنظمة تحظى بأفضلية واضحة في تخصيص الموارد والاهتمام من النظام الإيراني، وليس عبثا، لأنه على مدار الـ 24 عاما الماضية، ومنذ إقامة "حزب الله"، نجحت المنظمة في ترسيخ جذورها وسط الطائفة الشيعية في لبنان وتحصيل الانجازات والتحول من وجهة نظر الإيرانيين إلى أبرز مثال (وعمليا، الوحيد لغاية الآن) لنجاح "تصدير الثورة".
إنشاء "حزب الله" من قبل إيران خلال حرب لبنان
11) أسفرت حرب لبنان التي اندلعت في 6 حزيران 1982، عن ضرب مكانة سوريا في لبنان، القضاء على البنية الإرهابية الفلسطينية والتسبب في انهيار الإدارة المركزية الحاكمة في بيروت. وقد لاحظ الإيرانيون الفرصة من أجل استغلال الانقلاب الاستراتيجي الذي طرأ في لبنان من أجل نقل الصراع الإسلامي إلى الساحة اللبنانية، أي، إلى قلب العالم العربي، وإدارة الصراع من هناك ضد إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، دون تدخل مباشر(2)، وفي هذه الساحة عمل الإيرانيون بصورة خاصة وسط الطائفة الشيعية، أكبر طائفة في لبنان، والتي تعاني بصورة تقليدية من الظلم السياسي، الاقتصادي والاجتماعي.
12) تتناسب الطموحات الإيرانية مع المصالح السورية التي أدارت في ذلك الوقت صراعا ضد التواجد الإسرائيلي في لبنان على أساس موقف ضعيف بصورة واضحة. إن التقاطع الذي نشأ في المصالح بين الطرفين دفع بالسوريين بالسماح لقوة إيرانية مكونة من حوالي 2500 جندي من "الحرس الثوري" بالوصول إلى لبنان واقامة قاعدة لهم وسط الطائفة الشيعية في البقاع اللبناني.
13) على الرغم من أن السوريين منعوا القوة الإيرانية التي وصلت إلى لبنان من المشاركة في القتال، وعلى الرغم من اعادة جزء منها إلى إيران، فقد تركزت باقي القوة (حوالي 1000- 1500 عنصر) في بعلبك، وهي منطقة كانت خاضعة لسيطرة الجيش السوري. وقد أقامت القوة الإيرانية بنية تحتية عسكرية لوجيستية في معسكر الشيخ عبدالله في بعلبك في البقاع اللبناني (معسكر للجيش اللبناني سيطرت عليه القوة الإيرانية) وفي معسكر الزبداني في سوريا (شمال شرق دمشق). وقد قامت عناصر من الاستخبارات والعمليات في "الحرس الثوري" بالانتشار لاحقا في بيروت، زحلة ومشغرة في جنوبي البقاع. وقد لعبت البنية التحتية العسكرية التي أقامها "الحرس الثوري" في العام 1982، دورا هاما في انشاء منظمة "حزب الله" وتفعيله في المهام الارهابية.
14) إن أبرز ما حققه "الحرس الثوري" هو نجاحه في توحيد المجموعات الشيعية الراديكالية في إطار تنظيمي واحد، وهي المجموعات التي عارضت التواجد الإسرائيلي والتأثير الغربي في لبنان. وقد أنشأ عناصر "الحرس الثوري" منظمة "حزب الله" من بين هذه المجموعات وساعدوها في التدريبات، نقل الخبرة الفنية، توفير الوسائل القتالية (التي وصلت عن طريق دمشق)، التوجيه الأيديولوجي والتمويل المالي السخي. وقد كان هناك دور مركزي في انشاء "حزب الله" في لبنان وتفعيله للمهام الإرهابية ضد الغرب وضد إسرائيل، لحجة الاسلام علي أكبر محتشمي بور، الذي كان سفير إيران في دمشق (اليوم يشغل منصب يشغلمنصب "الأمينالعامللمؤتمرالدوليللقدسودعمالشعبالفلسطيني"،ويلعب دورا هاما في الدعم الإيراني للإرهاب الفلسطيني).
15) في السنوات الأولى من وجوده، طور "حزب الله"، بتوجيه من المشغلين الإيرانيين وسيلتي عمل اثنتين تحولت إلى "علامة تجارية" للإرهاب الشيعي الموجه من قبل إيران:
أ) العمليات الانتحارية: تم تنفيذ العمليات الانتحارية في لبنان من قبل انتحاريين شيعة جرى ارسالهم للتضحية بأنفسهم "في سبيل الله" كجزء من معركة "الجهاد" التي تشكل مكونا هاما في فكر الخميني وورثته(3). وقد تم توجيه العمليات الانتحارية الأولى نحو الأهداف الغربية، وفيما بعد ضد الأهداف الإسرائيلية في لبنان وضد الأهداف الإسرائيلية واليهودية في الخارج (الأرجنتين). وقد نفذ "حزب الله" خلال حرب لبنان سلسلة من العمليات الانتحارية ضد الأهداف الأمريكية والفرنسية أسفرت عن موت المئات. وقد أدت هذه العمليات إلى إخلاء القوات الأجنبية وتشجيع الفلسطينيين على نسخ "النموذج اللبناني" وتحويل العمليات الانتحارية إلى سلاح رائد في معركة الإرهاب ضد إسرائيل.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-bayrout1982-2.jpg[/IMG]
العملية الانتحارية في مقر قيادة قوات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت في العام 1982. صورة جوية لمقر القيادة قبل العملية وبعدها
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-bayrout1982-4.jpg[/IMG]العملية الانتحارية ضد السفارة الأمريكية في بيروت في العام 1982، من كتاب "العمليات الاستشهادية" الصادر في بيروت (تشرين الثاني 1985)
ب) خطف الرهائن: في سنوات الثمانينات، خطف "حزب الله" عشرات الأجانب في لبنان وأقدم على قتل بعضهم. وقد تحول خطف الأجانب إلى وسيلة أساسية لتفعيل الضغط على الدول الغربية من أجل تغيير سياستها في قضية الحرب الإيرانية- العراقية وبخصوص الصراع الإسرائيلي- العربي، وكذلك لغرض إطلاق سراح الإرهابيين الشيعة في أنحاء العالم(4). تعزيز قوة حزب الله بعد "حرب لبنان"
16) في النصف الثاني من سنوات الثمانينات وخلال سنوات التسعينات، أتاح السوريون لـ "حزب الله" ترسيخ سيطرتهم على الطائفة الشيعية في لبنان وإقامة بنية عسكرية واسعة النطاق في جنوب لبنان، إلى حد كبير على حساب حركة "أمل" التي تمثل التيار النفعي وسط الطائفة الشيعية. وقد امتنع السوريون، وهم حلفاء الإيرانيين، عن تفكيك سلاح "حزب الله" بعد أن تم نزع سلاح باقي المليشيات الأخرى في أعقاب "اتفاق الطائف" (1989) والذي كان يمثل نهاية الحرب الأهلية في لبنان. وقد أدت هذه التطورات إلى تقوية مكانة "حزب الله" وسط الطائفة الشيعية وفي السياسة اللبنانية عامة وأتاحت لـ "حزب الله" الاستمرار في العمل المسلح ضد الجيش الإسرائيلي وجيش جنوب لبنان تحت عنوان "مقاومة الاحتلال".
17) إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من "المنطقة الأمنية" (24 أيار 2000) تنفيذ إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425، نزع في الظاهر عن "حزب الله" الشرعية اللبنانية الداخلية بخصوص الاستمرار في الصراع المسلح ضد إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، فقد رفض "حزب الله"، بتشجيع من إيران وسوريا، نزع سلاحه والتوقف عن الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل. خلال الأعوام الستة التي مرت منذ ذلك الحين، استمر "حزب الله" بين الفينة والأخرى، في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود (إطلاق النار، خطف الجنود) وتعزيز بنيته العسكرية في جنوب لبنان، من خلال تمسكه بمبررات جديدة ("مزارع شبعا"، إطلاق سراح السجناء اللبنانيين) من أجل ادارة الصراع العسكري مع إسرائيل. وفي المقابل، عمَّق "حزب الله" من المعونات التي يقدمها للمنظمات الإرهابية الفلسطينية وشجعها (مقابل دفع المال) على تنفيذ العمليات الانتحارية فوق الأراضي الإسرائيلية خلال "حرب لبنان الثانية".
مميزات المساعدات الإيرانية لـ "حزب الله"
المميزات العامة
18) خلال الأعوام الستة منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، عمقت إيران وسوريا (تحت حكم بشار الأسد) من مساعداتها لـ "حزب الله". وترى الدولتان في لبنان جبهة متقدمة لهن ضد إسرائيل وأن "حزب الله" بمثابة منظمة تابعة (proxy) ذات قدرات استراتيجية. خلال الأعوام الستة الأخيرة، ساعدت إيران إلى جانب حليفتها سوريا في تطوير وتحسين القدرات العسكرية لـ "حزب الله"، خاصة من خلال بناء ترسانة تضم حوالي 12،000- 13،000 صاروخ أرض أرض لأبعاد متفاوتة، ومنظومة دفاعية منظمة في جنوب لبنان تشبه الكتيبة الإيرانية.
19) إن الجهة الإيرانية الرائدة والموجهة فيما يتعلق بالمساعدات المقدمة لـ "حزب الله"، هي وحدة من النخب التابعة لـ "حرس الثورة" باسم "قوة القدس". هذه القوة التي يقودها قاسم سليماني، هي المسئولة عن النشاط العسكري الإيراني وتوجيه العناصر الإرهابية في لبنان وفي أماكن أخرى في العالم (هذه القوة هي المسئولة عن توجيه الإرهاب الفلسطيني). وتشتمل المساعدات التي تقدمها إيران إلى "حزب الله" عن طريق "قوة القدس" على التمويل المالي (أكثر من 100 مليون دولار في السنة)، التدريبات والإرشاد في إيران ولبنان، توفير الوسائل القتالية النوعية ونقل المعلومات الإستخبارية عن إسرائيل.
20) بين إرهابيي "حزب الله" في جنوب لبنان، تم العثور خلال "حرب لبنان الثانية" على مواد إرشادية وأيديولوجية إيرانية، وهي شهادة واضحة على "تصدير" الأيديولوجيا الراديكالية للثورة الإسلامية في إيران إلى لبنان. ويتم طباعة هذه المواد الإرشادية باللغة العربية بواسطة مطابع مرتبطة بـ "حزب الله" ويتم توزيعها وسط إرهابيي "حزب الله" والطائفة الشيعية في لبنان. من ناحيته، فقد تبنى "حزب الله" الأيديولوجية الإيرانية وتبنى، كما هو الحال في إيران، السعي من أجل القضاء على دولة إسرائيل.
21) هكذا على سبيل المثال، تم خلال الحرب العثور لدى عناصر "حزب الله" في مارون الراس على أربع نسخ من كتيب يحمل عنوان "الجهاد" والمخصص على ما يبدو في الأصل للقوات المسلحة الإيرانية، مع التأكيد على "حرس الثورة". يحتوي الكتاب على اقتباسات كثيرة من أقوال "القائد" الخامنئي، الذي يرى في "الجهاد" عقيدة وأسلوب حياة يستطيع المسلم من خلاله التضحية بحياته في سبيل الله والوصول إلى الجنة، كما يرى أن قمة "الجهاد" هو "الشهادة". إن "الجهاد" و"الشهادة" مكونان أساسيان في التصور الإسلامي الديني لدى أية الله الخميني ووريثه "القائد" الخامنئي(5).
صفحة الغلاف للكتيب المطبوع عام 2004 من قبل "مركز الإمام الخميني الثقافي" في حارة حريك، في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقد تم العثور على الكتاب بين مقاتلي "حزب الله" في جنوب لبنان خلال "حرب لبنان الثانية". من اليمين: صورة المرشد الروحي لإيران، علي الخامنئي، وفي أسفل الصورة صورة لثلاثة مقاتلين. يشتمل الكتيب على نماذج من الخبرات التي اكتسبها "حرس الثورة" في إيران.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-khamenei.jpg[/IMG]
22) في "حرب لبنان الثانية" تم العثور مع عناصر "حزب الله" في قرية يارون (15 آب) على كتيب يحمل عنوان "قائدي". وقد تم اصدار الكتيب من قبل حركة الكشافة التابعة لـ "حزب الله" والمسماة "كشافة الامام المهدي". يشتمل الكتيب على تفاصيل من حياة القائد الإيراني علي الخامنئي الذي يعظمه مقاتلو "حزب الله". ويصور الكتيب علي الخامنئي على أنه شخصية نموذجية وقدوة حسنة ومثال للمقاتل المخلص الذي ساهم كثيرا من أجل الثورة الإسلامية(6).
التزويد المكثف للوسائل القتالية النوعية من إيران لـ "حزب الله"
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-alibornassrallah.jpg[/IMG]
في الوسط: علي أكبر محتشمي بور، من منشئي "حزب الله" ويشغل اليوم منصب "الأمين العام للمؤتمر الدولي للقدس ودعم الشعب الفلسطيني"، ويظهر في الصورة وهو يتحدث مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ومع حسن نصر الله، الأمين العام لـ "حزب الله". وقد اعترف محتشمي بور أن صواريخ بعيدة المدى من طراز "زلزال 2" قد حولت من إيران إلى "حزب الله".
في الوسط: علي أكبر محتشمي بور، من منشئي "حزب الله" ويشغل اليوم منصب "الأمين العام للمؤتمر الدولي للقدس ودعم الشعب الفلسطيني"، ويظهر في الصورة وهو يتحدث مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ومع حسن نصر الله، الأمين العام لـ "حزب الله". وقد اعترف محتشمي بور أن صواريخ بعيدة المدى من طراز "زلزال 2" قد حولت من إيران إلى "حزب الله".
23) خلال الأعوام الستة الأخيرة، تعزز تزويد الوسائل القتالية من إيران وسوريا لصالح "حزب الله"، بتشكيلة واسعة وبنوعية عالية، والتي استعملت منظمة "حزب الله" بعضها خلال "حرب لبنان الثانية". ومن بين هذه الوسائل القتالية، برزت الصواريخ بعيدة المدى الموجهة ضد المراكز السكانية في إسرائيل (إن مستوى الدقة لهذه الصواريخ لا يتيح إصابة الأهداف المحددة بدقة بل ييتح الرمي الاحصائي فقط).
تهديد الصواريخ للمراكز السكانية في إسرائيل: مدى الصواريخ الإيرانية التي يمتلكها "حزب الله"
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-map.jpg[/IMG]
24) يمكن تقسيم الوسائل القتالية إلى ثلاث مجموعات:-
أ) وسائل قتالية من الصناعات الإيرانية وبضمن هذا منظومة الصواريخ بعيدة المدى من طراز "فجر 3" لمدى 43 كم و"فجر 5" بمدى 75 كم من إنتاج الصناعات العسكرية الإيرانية. وقد جرى استعمال قسم من هذه الوسائل القتالية من قبل "حزب الله"، طبقا لاعتباراته، وطبقا لاحتياجات الحرب. وفي جزء من الحالات، طلب من "حزب الله"، وفقا لتقديراتنا، مصادقة من إيران لتفعيلها.
ب) وسائل قتالية من إنتاج الصناعات العسكرية السورية: وقد تضمنت هذه الوسائل، من بين ما تضمنت، صواريخ 220 ملم سورية يصل مداها إلى 75 كم ومنظومة صواريخ 302 ملم لمدى يزيد عن 100 كم. جزء من مشتريات الوسائل القتالية السورية جرى تمويله، حسب تقديراتنا، من إيران. وقد فضل "حزب الله" خلال الحرب استعمال السلاح السوري بصورة أساسية.
ج) وسائل قتالية من إنتاج دول أخرى جرى تحويلها إلى "حزب الله" من قبل سوريا وإيران: صواريخ متطورة مضادة للدبابات من طراز "Kornet"، Metis”" وRPG-29 ، أو صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-7 و SA-14 من إنتاج روسي جرى نقلها من سوريا إلى "حزب الله"؛ أو صاروخ الشاطئ- البحر من طراز C-802من إنتاج الصين والذي حول من إيران إلى "حزب الله".
25) فيما يلي مميزات الوسائل القتالية الأساسية التي قامت إيران بتزويدها لـ "حزب الله"، ومعظمها من إنتاج الصناعات العسكرية الإيرانية، وبعضها من إنتاج دول أخرى(7):
أ) منظومة صواريخ أرض أرض بعيدة المدى من طراز "زلزال"، لمدى 125- 210 كم (تبعا للطراز)(8). صاروخ "زلزال 1" هو صاروخ ذو مدى 125 كم، قطر 610 ملم ورأس متفجر بوزن 600 كغم. صواريخ "زلزال 2" ذات مدى أقصى يصل إلى 210 كم، بقطر 610 ملم ورأس متفجر بوزن 600 كغم. وفقا لتقديراتنا، فقد ضُربت هذه الصواريخ بصورة شديدة خلال "حرب لبنان الثانية"، ولم يتم استعمالها خلال الحرب.
"زلزال2" [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-zilzal3.jpg[/IMG] [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-zilzal4.jpg[/IMG]
منصات إطلاق الصواريخ من طراز "زلزال"
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-zilzal5.jpg[/IMG]
بقايا من صاروخ "زلزال" الذي هوجمت منصة إطلاقه من قبل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على مقربة من بيروت ("الجزيرة"، 17 تموز). وقد لحق ضرر بالغ بالصواريخ من طراز "زلزال" خلال الحرب
ب) بقايا من صاروخ "زلزال" الذي هوجمت منصة إطلاقه من قبل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على مقربة من بيروت ("الجزيرة"، 17 تموز). وقد لحق ضرر بالغ بالصواريخ من طراز "زلزال" خلال الحرب
"فجر 3"
صواريخ أرض- أرض طويلة المدى من طراز "فجر 3" و"فجر 5" من إنتاج إيران. صواريخ "فجر 3" ذات مدى يبلغ أقصاه 43 كم، بقطر 240 ملم ورأس متفجر بوزن 90 كغم. أما صواريخ "فجر 5" فهي ذات مدى يصل أقصاه إلى 75 كم. تمتاز هذه الصواريخ بالبساطة التكنولوجية الكبيرة ونوعية ودقة متدنية للغاية، وهي تشكل واجهة التهديد الاستراتيجي الذي يهدد به "حزب الله" السكان في شمالي إسرائيل. على الرغم من الاستعمال القليل لهذه الصواريخ خلال الحرب (6 صواريخ من طراز "فجر 3" أطلقت بإتجاه حيفا وسقطت في منطقة الكريوت). ومن غير الواضح لنا إذا ما كان الأمر بسبب ضرب الصواريخ ومنصات إطلاقها أم بسبب قرار "حزب الله" و/أو إيران بعدم استعمالها.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-fajer.jpg[/IMG]
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-fajer2.jpg[/IMG] [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-fajer3.jpg[/IMG] بقايا صواريخ "فجر 3" (بما في ذلك المحرك) في يوم 17 تموز، في اليوم الرابع من الحرب، وقد انفجر صاروخان من طراز "فجر 3" على مقربة من منشآت صناعية محاذية لشواطئ خليج حيفا
ج) صواريخ ذات رأس كبير من نوع "فلق" من إنتاج إيراني، وهي صواريخ تستعمل لضرب الأهداف المحصنة. "فلق 1" هو صاروخ بقطر 240 ملم وبرأس متفجر بوزن 50 كغم ومدى يصل أقصاه إلى 10 كم. أما صاروخ "فلق 2" فهو صاروخ بقطر 333 ملم ورأس متفجر بوزن 120 كغم ومدى يصل أقصاه إلى 11 كم.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-falak1.jpg[/IMG]
سيارة تحمل صواريخ "فلق 1" [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-falak2.jpg[/IMG]
صاروخ "فلق 1" [IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-falak3.jpg[/IMG]
صاروخ "فلق 2" د) صاروخ من طراز "نزعات" من إنتاج إيران (من طرازات متنوعة، 4- 10) لمدى بعيد. يصل قطر الصاروخ إلى 356- 450 ملم، وزن الرأس المتفجر إلى 240- 430 كغم ومدى يصل أقصاه إلى 80- 140 كم. وبقدر ما هو معلوم، لم يتم استعمال هذا النوع من الصواريخ خلال "حرب لبنان الثانية".
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-nazaat.jpg[/IMG]
صاروخ من طراز "نزعات"
صاروخ من طراز "نزعات"
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-boom-in-haifa.jpg[/IMG]
الدمار الذي لحق نتيجة إطلاق الصواريخ: بيت مهدم في حيفا (تصوير: شرطة إسرائيل)
هـ) صاروخ محسن مضاد للدبابات من إنتاج إيراني مزود برأس متفجر مزدوج من نوع TANDEM ذو قدرة عالية جدا على اختراق المدرعات بعد الحماية الراكتيفية: صاروخ "رائد"، وهو نسخة إيرانية عن صاروخ "ساجر"، ذو مدى يصل إلى 3،000 متر وقدرة على اختراق 400 ملم؛ صاروخ "رائد T " ("ساجر" ذو رأس متفجر من طراز "تاندم") ذو مدى يصل إلى 3،000 متر وقدرة على اختراق 400 ملم بعد الحماية الراكتيفية(9)؛ "طوفان"، نسخة إيرانية عن صاروخ Tow، ذو مدى يصل إلى 3،750 مترا وقدرة على اختراق حوالي 550 ملم من الفولاذ. الصواريخ المتقدمة المضادة للدبابات التي تم تحويلها إلى "حزب الله" من إيران وسوريا، جرى تفعيلها من قبل المنظمة بمهارة عالية، ليلا ونهاراً، وأصابت عشرات الآليات التابعة للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. الدمار الذي لحق نتيجة إطلاق الصواريخ: بيت مهدم في حيفا (تصوير: شرطة إسرائيل)
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-raedT.jpg[/IMG]
صاروخ "رائد T "
صاروخ "رائد T "
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-tofat.jpg[/IMG]
صاروخ "طوفان"
صاروخ "طوفان"
و) صاروخ شاطئ- بحر من طراز 802C-، من إنتاج الصين، على غرار الصاروخ الذي أصاب السفينة الحربية الإسرائيلية "حنيت" مقابل شواطئ بيروت بعد يومين على اندلاع الحرب (14 تموز)، مما أسفر عن مقتل أربعة من طاقم السفينة الحربية والتسبب لها بأضرار فادحة. يصل مدى هذا الصاروخ إلى 65 ميل ويصل وزن رأسه المتفجر إلى 165 كغم.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-c802.jpg[/IMG]
صاروخ من طراز 802 C
صاروخ من طراز 802 C
ز) طائرة بدون طيار من طراز "أبابيل"، ثمرة تطوير الصناعات الجوية الإيرانية. تتوفر هذه الطائرة بعدد من النماذج، بما في ذلك طراز الاستطلاع والطراز "الهجومي" الذي يحمل رأسا متفجرا بوزن عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وهي متوفرة بأيدي "حزب الله". يعمل الطراز "الهجومي" بطريقتين للتوجيه عن بعد: بمساعدة كاميرا (لمدى عشرات الكيلومترات) وبمساعدة GPS (مدى يزيد عن 100 كم). وقد قام "حزب الله" من قبل بارسال طائرات بلا طيار لأغراض الاستطلاع فوق إسرائيل قبل الحرب(10). خلال الحرب، تم إطلاق طائرة بلا طيار، على ما يبدو من الطراز "الهجومي"، وتم اسقاطها مقابل شواطئ حيفا (7 آب) وعثر عليها محطمة في منطقة مفتوحة في منطقة كابري (13 آب).
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-plane.jpg[/IMG]
بقايا الطائرة بلا طيار "أبابيل" التي أسقطتها طائرات سلاح الجو بتاريخ 7 آب فوق البحر (المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، تصوير: آنا بروش)
بقايا الطائرة بلا طيار "أبابيل" التي أسقطتها طائرات سلاح الجو بتاريخ 7 آب فوق البحر (المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، تصوير: آنا بروش)
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-mirsad1.jpg[/IMG]
يافطة تحمل صورة طائرة والعنوان "مرصاد 1" (كنية لـ "أبابيل") معروض في "يوم القدس" في بعلبك (12 تشرين الثاني، 2004)
ح) طائرات شراعية تعمل بالمحركات: يمكن أن تعمل بمحرك صغير كالذي أستعمل "ليلة الطائرات الشراعية"، مما يضمن له الحفاظ على شكله وطريقة عمله وتوفر له الدفع المطلوب للارتفاع والبقاء مدة أطول في الجو، مما يعني امكانية التحليق لمسافة تصل إلى ما يزيد عن 100 كم.يافطة تحمل صورة طائرة والعنوان "مرصاد 1" (كنية لـ "أبابيل") معروض في "يوم القدس" في بعلبك (12 تشرين الثاني، 2004)
ط) صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-7 و SA-14 روسية الصنع.
ي) مدافع وراجمات من أنواع مختلفة.
ق) صواريخ RPG محسنة إيرانية الصنع من طراز "نادر". هذه نسخة إيرانية عن صاروخ RPG-7. القطر الأساسي للرأس المتفجر هو 80 ملم، ويصل المدى إلى 300 متر وقدرة النفاذ تصل إلى 280 ملم من الفولاذ.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-RPG.jpg[/IMG]
قاذف صواريخ RPG عثر عليه الجيش الاسرائيلي في لبنان وهو يحمل شعار الصناعات العسكرية الايرانية (تصوير المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي)
ل) وسائل الرؤية الليلية(11).قاذف صواريخ RPG عثر عليه الجيش الاسرائيلي في لبنان وهو يحمل شعار الصناعات العسكرية الايرانية (تصوير المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي)
م) عتاد ومعدات صغيرة للقتال البحري. وربما تكون قد وصلت إلى أيدي "حزب الله" قوارب هجومية من إنتاج إيراني (قوارب توربيدات، غواصات ننس وما شابه).
طريقة نقل الوسائل القتالية إلى لبنان
26) تصل معظم الوسائل القتالية إلى لبنان عن طريق المسار الجوي بواسطة "قوة القدس". يتم نقل الوسائل القتالية والمعدات بالطائرات الإيرانية التي تهبط في مطار دمشق الدولي، ومن هناك يتم نقلها عن طريق المسار البري إلى "حزب الله" في لبنان. وقد تجاهل السوريون وما زالوا يتجاهلون التوجهات المتكررة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بوقف استعمال أراضيهم كمسار لتزويد السلاح والذخيرة لصالح "حزب الله".
27) في السنوات الأخيرة، استغل الإيرانيون الفرص التي سنحت لهم مثل الرحلات الجوية الإنسانية لمصابي الهزة الأرضية في بم، جنوب شرق إيران (كانون الأول 2003- كانون الثاني 2004). في ذلك الوقت استعملت "قوة القدس" طائرات الشحن الإيرانية والسورية (على الأقل 9 رحلات جوية) التي حملت المساعدات الإنسانية لمصابي الهزة الأرضية، من أجل شحنها، في طريق عودتها إلى سوريا، بالمعدات والوسائل القتالية بكميات كبيرة لصالح "حزب الله".
28) استمر الإيرانيون بإرسال الوسائل القتالية إلى "حزب الله" أيضا خلال "حرب لبنان الثانية" وبعدها، تحت غطاء المساعدات الإنسانية(12). ووفقا لتقديراتنا، فقد جرى إحباط بعض هذه المحاولات في أعقاب عمليات الجيش الإسرائيلي. طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ينبغي على الحكومة اللبنانية العمل على تهريب الوسائل القتالية لصالح "حزب الله" (بمساعدة القوات الدولية، إذا ما رغبت في ذلك). وقد أوضح السوريون أنهم يعارضون عمل القوات الدولية على امتداد حدودهم مع لبنان.
تأهيل عناصر "حزب الله"
29) يقوم الإيرانيون بتأهيل إرهابيي "حزب الله" في تفعيل الوسائل القتالية الجديدة التي يزودون بها المنظمة. وهم ينظمون لصالح "حزب الله" منظومة تدريبات وإرشادات في معسكرات متخصصة في إيران، من خلال استعمال القواعد والمنشآت التابعة لـ "حرس الثورة". ومن باب الاستكمال، يقوم "حرس الثورة" بتمرير التدريبات والإرشاد لصالح عناصر "حزب الله" في لبنان أيضا(13).
30) المعسكران الأساسيان اللذان تستعملهما "قوة القدس" لتأهيل نشطاء الإرهاب الأجانب هما معسكر "الامام علي" في طهران ومعسكر بهونار الذي يقع في مدينة خرج، شمالي طهران. إرهابيان اثنان من بين إرهابيي "حزب الله" الذين وقعوا في أسر الجيش الإسرائيلي خلال "حرب لبنان الثانية" أفادا بأنهما تدربا في معسكر التدريبات في خرج. وقد أشار أحدهما إلى أن قائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات في العام 1999 كان مرشدا إيرانيا كبيرا يُدعى حسن ايرلو.
31) يمر عناصر "حزب الله" في إيران بمنظومة متنوعة من التدريبات والإرشاد بدءا من التدريبات المزدوجة وانتهاء بالإرشاد في إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات (بما في ذلك صواريخ "ساجر" و"تاو") وإطلاق الصواريخ المضادة للطائرات. ويتم التركيز بصورة خاصة في التأهيل على وحدات "حزب الله" التي تقوم بتشغيل الوسائل القتالية التي تعتبر استراتيجية مثل صواريخ أرض- أرض لمدى يصل إلى أكثر من 75 كم والطائرات الصغيرة بدون طيار. في هذا الاطار، تجدر الإشارة إلى أن ضباطا في "حرس الثورة" ساعدوا "حزب الله" في إطلاق الطائرة الصغيرة بدون طيار فوق إسرائيل (من إنتاج إيراني) في تشرين الثاني 2004.
32) خلال "حرب لبنان الثانية" وقع في الأسر حسين علي سليمان، إرهابي كان ضالعا في عملية خطف الجنديين من الجيش الإسرائيلي بتاريخ 12 تموز، وهي العملية التي أدت إلى الحرب. في التحقيق معه، أفاد الإرهابي أنه تدرب في إيران مع 40- 50 إرهابيا من "حزب الله". وقد امتنع أعضاء المجموعة عن ختم جوازات السفر في سوريا أو إيران، في محاولة لاخفاء خروجهم إلى إيران.
[IMG]http://www.terrorism-information.com/uplo***iles/130906-hussin-ali.jpg[/IMG]
حسين علي سليمان، الإرهابي من "حزب الله" الذي تم أسره، روى عن التدريبات التي مر بها إرهابيو "حزب الله" في إيران من قبل عناصر "حرس الثورة" (تصوير: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
الاشراف على بناء القوة العسكرية لـ "حزب الله" واعداده للمواجهة المحتملة مع إسرائيل حسين علي سليمان، الإرهابي من "حزب الله" الذي تم أسره، روى عن التدريبات التي مر بها إرهابيو "حزب الله" في إيران من قبل عناصر "حرس الثورة" (تصوير: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
33) خلال الأعوام الستة التي مضت منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، عمل "حرس الثورة" في لبنان على تحسين وتعزيز القدرات التنفيذية لـ "حزب الله" من خلال إعداده للمواجهة المحتملة مع إسرائيل.
34) أقام "حرس الثورة" الإيراني في جنوب لبنان منظومة دفاعية لصالح "حزب الله"، بحيث صارت المنظمة الإرهابية تملك قدرات تمتلكها الدول، وتشابه المنظومة مبنى كتيبة إيرانية أكثر مما تشابه منظمة إرهابية. وقد تم بناء هذه "الكتيبة" بإشراف وتوجيه عناصر "حرس الثورة" الذين كانوا يقومون بزيارات متواصلة إلى جنوب لبنان وفي بعض الأحيان كانوا يصلون إلى محاذاة الحدود مع إسرائيل.
35) للدلالة على ذلك، يمكن الاستعانة بإفادة إرهابي من "حزب الله" وقع في الأسر أثناء الحرب. وقد روى أنه قبل عام ونصف، أثناء حراسته في أحد المواقع في جنوب لبنان، زار الموقع إيرانيان برفقة قائدين من "حزب الله". وقد عرف الأسير أحد الزائرين على أنه محمود، من "حرس الثورة" الذي قام بإرشاده خلال التدريب الذي مر به في إيران على الأسلحة المضادة للطائرات.
36) من الناحية الفعلية، فإن المنظومة الخاصة بـ "حزب الله" التي تم بناؤها في جنوب لبنان عبارة عن نتاج مباشر لعقيدة إيرانية وتكنولوجيا إيرانية وسورية. من الناحية العملية، أقيم في جنوب لبنان ما يشبه "الكتيبة" على غرار "حرس الثورة"، بحيث تضم هذه "الكتيبة" ألوية وفق المناطق ووحدات مضادة للدبابات، مدفعية، الجوانب اللوجستية، الهندسة والاتصالات. وقد كانت هذه "الكتيبة" خاضعة إلى ما يشبه هيئة الأركان العامة- القيادة العامة لـ "حزب الله" في الضاحية الشيعية الجنوبية في بيروت (الضاحية). وقد ضمت "هيئة الأركان العامة" الوظائف المختلفة مثل الوحدة المسئولة عن "السلاح الاستراتيجي" (صواريخ أرض- أرض)، الوحدة الجوية (طائرات بدون طيار)، الوحدة البحرية وما شابه.
تمويل نشاطات "حزب الله"
37) تقدر ميزانية "حزب الله" بحوالي 100 مليون $ في السنة، معظمها من إيران. ويستعمل هذا المبلغ لتمويل النشاطات العسكرية الإرهابية للمنظمة، وبضمن ذلك شراء الوسائل القتالية، رواتب المقاتلين، تأهيل المقاتلين وتحويل الأموال إلى البنى التحتية الإرهابية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
38) بالاضافة إلى ذلك، يتم صرف المساعدات الإيرانية السخية على تمويل المصاريف التنظيمية والنشاطات الواسعة للمنظمة في المجال الاجتماعي (التي تضم تفعيل المدارس، المستشفيات والعيادات، مؤسسات العناية والرعاية وغيرها) وفي مجال الاعلام والترسيخ العقائدي.
39) يقوم الإيرانيون بتحويل الأموال إلى "حزب الله" بواسطة "حرس الثورة" (بواسطة "قوة القدس") ووزارة الخارجية (بواسطة السفارات في دمشق وبيروت)، إلى جانب ذلك، تصل الميزانيات إلى "حزب الله" من قبل هيئات شبه حكومية من بينها صناديق الزكاة الخاضعة للخامنئي والتي يوجد لها فروع في لبنان.
40) تجدر الإشارة إلى أنه بعد خروج الجيش الإسرائيلي من "المنطقة الأمنية" زادت المساعدات المالية الإيرانية لـ "حزب الله" من أجل تحسين قدراته العسكرية وكذلك من أجل زيادة حجم المساعدات التي يقدمها للنشاط الإرهابي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن المتوقع بعد "حرب لبنان الثانية" أن يحول الإيرانيون موارد مالية ملحوظة تصل وفق تقديراتنا إلى مئات ملايين الدولارات(14)، من أجل ترميم الأضرار الفادحة التي لحقت بمراكز السكان الشيعة في بيروت وجنوب لبنان.
ضرب البنى التحتية العسكرية لـ"حزب الله" خلال الحرب
41) في "حرب لبنان الثانية" أصاب الجيش الإسرائيلي البنى التحتية التابعة لـ "حزب الله" بصورة واسعة، في جنوب لبنان، بيروت والبقاع اللبناني. وقد لحقت الأضرار بالكثير من الوسائل القتالية، وتهدمت المقرات القيادية إلى جانب وقوع الكثير من الخسائر وسط نشطاء المنظمة (أكثر من 500 قتيل)، مما يستدعي وقتا طويلا لترميم المنظومة القتالية. أما ترسانة السلاح التي تم تجميعها على مدار سنوات، فقد أصيبت بصورة ملحوظة (خاصة الصواريخ بعيدة المدى)، غير أن المنظمة ما تزال تملك القدرة على تنفيذ عمليات الإطلاق بإتجاه دولة إسرائيل.
42) على الرغم من الضربة التي لحقت بالبنية العسكرية لـ "حزب الله"، وعلى الرغم من ضرب مكانته على الساحة اللبنانية الداخلية، فإنه لم يتم إخضاع المنظمة، علما أن القدرات المتضررة قابلة للترميم. بناء على ذلك، من المتوقع لإيران، بمساعدة سوريا، بذل الجهود من أجل ترميم القدرات الخاصة بذراعها المتقدمة في لبنان، من خلال تزويد "حزب الله" بالوسائل القتالية (مع التركيز على الصواريخ) وتحويل مبالغ مالية كبيرة من أجل ترميم البنى التحتية المدنية.
تلخيص واستنتاجات
43) عن طريق المساعدات المكثفة التي قدمتها إيران وسوريا لـ "حزب الله"، منذ إنشائه، فقد نجحتا في تحويل "حزب الله" من منظمة إرهابية لبنانية محلية واحدة من بين منظمات إرهابية كثيرة تعمل في لبنان إلى قوة عسكرية ذات قدرات تنفيذية عالية وتأثير في الطائفة الشيعية والسياسة اللبنانية العامة. ومن وجهة نظر الدولتين، فقد تحول "حزب الله" إلى رصيد استراتيجي يخدم جيدا مصالحهما في المنطقة.
44) القدرات التنفيذية- الإرهابية لـ "حزب الله"، التي هي بمستوى دول وليست بمستوى منظمة إرهابية، وقد تجسدت جيدا في "حرب لبنان الثانية"، في وقت مبكر عما رغبت فيه إيران وسوريا. وقد تجسد في الحرب أن البنية التحتية التي بُنيت في لبنان تتيح للإيرانيين (والسوريين) ايجاد قوة هجوم ورد في مواجهة إسرائيل، بحيث تكون السيطرة على تفعيلها بيد الإيرانيين إلى حد كبير.
45) إن وجود "حزب الله" يوفر للإيرانيين الفرصة والقدرة، من وجهة النظر الإيرانية، على إحداث تدهور إقليمي (دون تدخل مباشر) وضرب مصالح إسرائيل والغرب، طبقا لاعتبارات السياسة الإيرانية. على هذه الخلفية، من المتوقع لإيران وسوريا العمل خلال الفترة القريبة وبذل الجهود من أجل ترميم البنية التحتية لـ "حزب الله" التي تضررت في "حرب لبنان الثانية"، وفي الوقت نفسه التجاهل التام لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
____________________
1. المساعدات الإيرانية للمليشيات الشيعية في العراق تتم على شكل تزويد الوسائل القتالية، الذخيرة، التمويل، الخبرات المهنية في تصنيع العبوات الناسفة وحتى توجيه العمليات الإرهابية.
2. تفاصيل إضافية في كتاب شمعون شابيرا: "حزب الله بين إيران ولبنان"، تل أبيب، 2000، الصفحات 96- 133.
3. راجع نشرة المعلومات الصادرة عن "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب": "تصديرالأيديولوجية المتطرف ةللثورة الإسلاميةفي إيران: تحليل كتيب بعنوان "الجهاد" الذي تم ضبطه في "حرب لبنان الثانية"،ويجسد فكرمرشد الثورةالإسلامية في إيران،علي<> الخامنئي. يتناول الكتيب الصادرفي لبنان الأيديولوجيا القائمةعلى "الجهاد" و"الشهادة" ويشتمل علىنماذج للتجاربالتي اكتسبها "حرس الثورة" في إيران. يتم نشرهذه الأيديولوجيا وتذويتها وسط "حزب الله" والطائفة الشيعيةفي لبنان".
4. بخصوص مميزات الإرهاب الإيراني والشيعي وتفصيل العمليات التي نفذها "حزب الله" بتوجيه من ايران، راجع الاستعراض المكون من مجلدين" "حزب الله"، السيرة الذاتية لمنظمة إرهابية على امتداد العالم والتي تعمل بوصاية ايرانية ودعم سوري" (آذار 2003). راجع أيضا: "إيران كدولة داعمة ومشغلة للإرهاب" (نيسان، 2003).
5. في هذا السياق، راجع نشرة المعلومات الصادرة عن "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب": "تصديرالأيديولوجيةالمتطرفةللثورةالإسلاميةفيإيران: تحليلكتيببعنوان "الجهاد" الذيتمضبطهفي "حربلبنانالثانية"،ويجسدفكرمرشدالثورةالإسلاميةفيإيران،علي الخامنئي. يتناولالكتيبالصادرفيلبنانالأيديولوجياالقائمةعلى "الجهاد" و"الشهادة" ويشتملعلىنماذجللتجاربالتياكتسبها "حرسالثورة" فيإيران. يتمنشرهذهالأيديولوجياوتذويتهاوسط "حزبالله" والطائفةالشيعيةفيلبنان" (22 آب).
6. راجع خلال الأيام القريبة نشرة المعلومات التي ستصدر باللغة العربية حول تعظيم شخصية الخامنئي من خلال "كشافة الإمام المهدي".
7. هذه القائمة لا تشمل الوسائل القتالية التي تم تزويدها لـ"حزب الله" من قبل سوريا.
8. علي أكبر محتشمي بور، من منشئي "حزب الله"، والذي عمل سفيرا لإيران في سوريا، يعترف (على غير المألوف) بأن صواريخ إيرانية بعيدة المدى من طراز "زلزال 2" قد نُقلت الى "حزب الله" (في مقابلة مع صحيفة "الشرق" الإصلاحية، 3 آب).
9. درع جديد للدبابات يؤدي إلى انفجار القذيفة قبل أن تمس هيكل الدبابة.
10. صبيحة 7 تشرين الثاني 2004، أطلق "حزب الله" طائرة بلا طيار لأهداف استطلاعية، وقد حلقت الطائرة فوق نهريا وعند عودتها إلى جنوب لبنان تحطمت في البحر على ما يبدو بسبب عطل فني. بتاريخ 11 نيسان 2005، أطلق "حزب الله" طائرة استطلاع أخرى حلقت ما بين عكا ونهريا وهبطت بنجاح في جنوب لبنان.
11. أعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية أن الجيش الإسرائيلي عثر على وسائل رؤية ليلية بريطانية الصنع يستخدمها "حزب الله" في جنوب لبنان. ونشرت صحيفة "التايمز" اللندنية أن حوالي 250 عدة للرؤية الليلية الموجودة في لبنان، كان قد جرى إرسالها من بريطانيا إلى إيران في العام 2003 في إطار التعاون بين الدولتين في مجال مكافحة تهريب المخدرات.
12. جزء من الرحلات التي أرسلت فيها الوسائل القتالية مرت عبر تركيا. وقد أكد المتحدث باسم الخارجية التركية ما نشرته إحدى الصحف حول قيام تركيا بإرغام طائرتين إيرانيتين على الهبوط أثناء رحلاتها إلى سوريا بسبب الاشتباه في تهريب الوسائل القتالية المخصصة لـ"حزب الله".
13. في مجال التدريبات، تقدم إيران المساعدة أيضا للمنظمات الإرهابية الفلسطينية. يقوم عناصر "قوة القدس" التابعة لـ "الحرس الثوري" بتنظيم التدريبات في لبنان وأحيانا في إيران لنشطاء الإرهاب الفلسطينيين.
14. التزم "حزب الله" علنا بدفع حوالي 150 مليون دولار كتعويض عن هدم البيوت، خاصة في جنوب لبنان والضاحية (الأحياء الشيعية في جنوب بيروت). ولا يمكن لمبالغ بهذا الحجم أن يحصل عليها "حزب الله" إلا من إيران.
http://www.terrorism-information.com...N%26start%3D80
من مواضيعي
0 الملتقى الدولي الأول الموسوم بـ : التحديات و الرهانات الأمنية في منطقة شمال إفريقيا بين فرص الاحتو
0 أهم نقائص بيان مجلس الوزراء (1)
0 رأي ابن القيم فى الأحداث الجارية ؟!
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 الجزيرة متوقفة تماما على النيل سات ... و العبرية تنقل الاكاذيب
0 أهم نقائص بيان مجلس الوزراء (1)
0 رأي ابن القيم فى الأحداث الجارية ؟!
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 كلمة إمام الدعاة الشعراوي رحمه الله لحسني مبارك
0 الجزيرة متوقفة تماما على النيل سات ... و العبرية تنقل الاكاذيب