فاللهم إنا نبرأإليك -حول تفجيرات الاسكندرية -
02-01-2011, 05:50 PM
الحمد لله وأشهد أن لاإله ألا الله وحده لاشريك له ,وأشهدأن محمدا ًعبده ورسوله

ثم أما بعد

فاللهم إنا نبرأإليك من كل فعل أوجرم يفسد في الأرض ,ويؤذي البلاد والعباد,

لقدروى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمررضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"،ولهذا فإن الناس منذأن تركوا الرجوع للعلماءالكبار وتتبعوا الصغار تخبطوا، يقول تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)…

وليس بجديد ماحل بديار المسلمين أمس,فهو يتكرر منذ أعوام بإختلاف الأشخاص والبلدان,ولكن النتيجة واحدة والثمرة لاتتغير,وما حصل بالاسكندريةبمصر حصل من قبل بالمملكة السعوديةوغيرها من بلاد المسلمين.

فلقد تجاوز أولئك الأغمار هؤلاء الأعلام، وأئمة الإسلام، إلى آخرين من أشباه العلماء ولا علم، المنسوبين زوراً وبهتاناً إلى الفقه ولا فقه، وهؤلاء الأشباه وصفاتهم معروفة بحمد الله عند من أنار الله أبصارهم، وبصائرهم، فمن صفات هؤلاء الأشباه:

تقديم العاطفة والهوى على الشرع، فيجعلون العاطفة والهوى متبوعاً والشرع تابعاً، فسلاحهم الوحيد لترويج ضلالهم، التلاعب بعواطف الناس، قال تعالى: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ:26)

وقال عز وجل: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (القصص:50)

ومن سماتهم القيام بالتفجيرات داخل بلاد المسلمين والتخطيط لذلك، وكأن التاريخ يعيد نفسه؟!

وهذه أقوال أهل العلم فيما حدث من قبل نتذكر ها اليوم:

لقد أصدر مجلس هيئة كبار العلماء بياناً نددوا فيه بتلك الأعمال الإجرامية التي تبناها ابن لادن، هذا نصه:

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه. وبعد:

فإن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية علمت ما حدث من التفجير الذي وقع في حي العليا بمدينة الرياض قرب الشارع العام ضحوة يوم الأثنين20/6/1416 هـ وأنه قد ذهب ضحيته نفوس معصومة، وجرح بسببه آخرون، وروع آمنون وأخيف عابر السبيل، ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس، والأموال، والأمن، والاستقرار،ولا يفعله إلا نفس فاجرة، مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه، ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه، والآيات والأحاديث في تحريم هذا الأجرام وأمثاله كثيرة ومعلومة.

وإن الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام وتحذر من نزعات السوء، ومسالك الجنوح الفكري، والفساد العقدي، والتوجيه المردي، وإن النفس الأمارة بالسوء إذا أرخى لها المرء العنان ذهبت به مذاهب الردى، ووجد الحاقدون فيها مدخلاً لأغراضهم وأهوائهم التي يبثونها في قوالب التحسين، والواجب على كل من علم شيئاً عن هؤلاء المخربين أن يبلغ عنهم الجهة المختصة.

وقد حذر الله سبحانه في محكم التنزيل من دعاة السوء والمفسدين في الأرض فقال:}إنما جزاءُ الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرضِ فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم{ [سورة المائدة، آية33] وقال تعالى:} ومن الناس من يعجبك قوله في الحياةِ الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام* وإذا تولى سعى في الأرض ليفسدَ فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد* وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزةُ بالإثم فحسبه جهنمُ ولبئس المهادُ{[ سورة البقرة]

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يهتك ستر المعتدين على حرمات الآمنين، وأن يكف البأس عنا وعن جميع المسلمين، وأن يحمي هذه البلاد وسائر بلا المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد إنه خير مسئول، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.ا.هـ

وقد سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن تلك الأفعال فقبل:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: ما حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية ؟


فأجاب : هذا لا يجوز، الاعتداء لا يجوز على أي أحد، سواء كانوا سياحا أو عمالا؛ لأنهم مستأمنون، دخلوا بالأمان، فلا يجوز الاعتداء عليهم، ولكن تناصح الدولة حتى تمنعهم مما لا ينبغي إظهاره، أما الاعتداء عليهم فلا يجوز، أما أفراد الناس فليس لهم أن يقتلوهم أو يضربوهم أو يؤذوهم، بل عليهم أن يرفعوا الأمر إلى ولاة الأمور؛ لأن التعدي عليهم تعد على أناس قد دخلوا بالأمان فلا يجوز التعدي عليهم، ولكن يرفع أمرهم إلى من يستطيع منع دخولهم أو منعهم من ذلك المنكر الظاهر. أما نصيحتهم ودعوتهم إلى الإسلام أو إلى ترك المنكر إن كانوا مسلمين فهذا مطلوب، وتعمه الأدلة الشرعية، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه. [مجموع الفتاوى 8/239]

هذه هي أقوال العلماء الكبار فيما يقترفه الصغار,وهذه هي فتاوي أئمة السلفية المعاصرين ,وإن من الواجب علينا أن نكثر من التوبة والإستغفار,وأن نلزم غرز علمائنا الكبار في تلك النوازل المدلهمة التي تحل ببلاد المسلمين,نسأله سبحانه وتعالي العفو والعافية, اللهم احفظ بلادنا وارزقنا السكينة والطمأنينة في سائر بلاد المسلمين.

وكتبه العبد الفقير إلي ربه

محمد عوض عبد الغني

ثغر الاسكندرية مصر