افهم ..نريد رجال مال واعمال "بلاطاي"
13-03-2011, 02:31 PM
شاب طموح ..مفعم بالحركة والنشاط جبلت عليها منذ نشئتى.. الموهبة غمرت وجدانى .. القدرة على احداث الجديد طبيعتى والمرونة فى اتخاذ القرار ومجابهت المواقف عادة وسمة اتصف بها

لست ادرى اخذنى الطمع او سلم الايكولوجيا الذى يطبع الانسان السوى الناجح لااعرف
اخذتنى القفازة ان احاول ان ادخل مجال حيوى لاي امة بل هو عمادها ادركت فى النهاية ان العقلية التى رافقت بها مشروعى لاتلزمه بتاتا ولا تصلح فى مجتمهنا ومكانها المناسب لهذه العقلية الفاضلة لايوجد الا فى فى المدينة الفاضلة وهذه المدينة الفاضلة جغرافيتها فى بقعتين ..يا اما ان تحمل كبوطك وترحل الى الضفة الاخرى فهناك موقعها وفيها تعيش بطموحاتك واحلامك الكبيرة كبر ناسها وثقافتهم وكبر عقولهم ويا اما ان تتبع اخوانا لك من النخبة وتستثمر هذه العقلية الفاضلة فى محيط عقلك ما دمت تريد ان تتمسك بها ولاتريد اتباع السيستام

كنت احب مجال الاعمال اكثر منه من تركيزى على المال بحكم طبيعة الانسان الموهوب ..ذالك الانسان الذى يهوى مجارات الافكار والتجارب والقصاوة والفشل والنجاح والرئية المخيالية التى يسعى بما اوتيا من قوة حتى يجسدها على ارض الواقع..فساعدتنى هته القيم فى البلوغ لنجاحات قياسية بالنسبة لشخصى ولم اكن لاتصورها يوما ما فى الايام متلهف للمزيد من النجاحات القياسية وهى عادتى وطبيعتى.

شحذت همتى ورتبت امورى وراجعت خبراتى. فبها اتكل بعد الله عز وجلى وبه استعين ىلم ينقصنى من اجراءات ادارية وغيرها الا البحث عن مشروعا افتتح به شهية طموحى وبه اكون رجل اعمال من المفروض ان تفتخر به جزائره وهى التى نذوب فى عشقها
هذه الجزائر التى صممت ان اغير ملامح وجهها البائس للابد وان اشيد بها البروج وانشئ بها المبانى العالية لتناطح مبانى طيوان واليابان وامريكا فنحن لسنا اقل شئنا منهم وكلنا ابناء 9 اشهرولا وجود لعقدة النقص بتاتا ..

السيستام المتبع يحتم عنى ان ابحث فى الشارع ..عن شخص يوصلنى الى طموحى ولو تجرئت واتجهت الى احد المؤسسات المتخصصة فى مجال قطاع الاعمال فسوف تكون محل سخرية للجميع وعلى انك خارج عن الاعراف والقوانين ..فالقانون السائد هو قانون الغابة وكل ل شيئ يحدث فى الشارع والقهاوى وماعليك الا ان تحسن تحديد وجهتك المفضلة
وجدت فى البداية شخص اكد لى انه يستطيع ان يوصلنى الى الضفر بمشروع ابدء به على ان ياخذ مبلغ مالى يقدر ب 2 مليون ..وافقت فماذا يفعل الميت فى يد غسالوا ووعدته فى حال الحيازة على المشروع فسوف ياخذ "حقه "
وبالفعل توجهت وبرفقته الى شخص اخر تضهر فى ملامح وجهه معالم الثقافة الزائفة وتبين انه انسان واصل
التقينا به فى احد المقاهى الشعبية ..تعارفنا فى البداية لنباشر في ما بعد فى صلب الموضوع ..شرحت له ما اريد وهو اعلم به وفى مجال اختصاصه وطمئننى على الفور ووعدنى انه يستطيع ان يمكننى من بلوغ مرادى ..واعتبر المشروع امامك بشرط ان تكون له نسبة الارباح 2.5 بالمئة من المشروع لاتقل سنتيما واحد ..وكذالك ماعساه ان يفعل الميت فى يد غسالوا

اذنا موعدا اخر ..فى قهوة اخرى بريستيجيا على غرار ما يفعله الاداباء والمثقفين فى جلسات الفكر والثقافة مقهى مغايرة تماما لمقاهى الشعبية المليئة بالفاشلين ومن الزوافرة
هذه المقهى اناسها مميزون اخذنى يعرفنى بهم من بعيد

اتدرى يا سى حنصالى هؤلاء كلهم رجال المال والاعمال ولديهم نوادر من الدراهم ولا يعلمون بما يمتلكونه ولديهم شركات ومجموعات اخرى من الاستثمارات
فقاطعته ..وهل هؤلاء هم اطارات ومهندسين حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه
فجاوبنى.. كلى لايكاد احدا منهم يقرء رسالة ولا يكتب حرفا فمنهم من كان لبانا صنعه نسيبا له رئيس بلدية
ومنهم من كان جواجا باع اخر كوطة من الجاج ليلتحق بموجة المال والاعمال وغيرهم
لاكن نباهتى لم تخنى كنت اعلم ان هذى الرهط من نخبة النخبة ومن هذه الشوشرة والقهقرة واحيانا الكفر بالله والجلسات المعوجة على الكراسى المليئة بالنفخ لايوحى وبانطباعاته انه كذالك

لاعلينا رجعنا الى صلب موضوعنا والى صفقاتنا العمومية .فباشرته بالسؤال ..هاه عمى رابح كاش جديد

ايه ايه يا سى حنصالى هناك شخص حبيبى هو مدير شركة وهو تحت المدير العام..وقد قطعت له موعدا لنلتقى به نحن الثلاثة الاسبوع المقبل فحضر نفسك وحضر ما تقوله فى جلستنا وعن اي اسئلة سوف يقوم بتوجيهها لك

فسئلنى ما العتاد الذى تملكه يا السى حنصالى فقلت عندى شاحنة رايبة 1975 وبعض الاحباب اهل الثقة اعلم انهم لن يخذلوننى وهم من انوى الاعتماد العليهم فى مجال التموين بالمواد الاولية للبناء لحين دخول اولى الدفعات

فقاطعنى ..لاتتحدث بهذا قل عندى 3 شاحنات اخر طراز ومجموعة معدات من رافعات و الات اشغال البناء وعندى وعندى المهم gونفلى شويا

افترقنا على ان نلتزم بالموعد مع سيادة المدير .. وصلت الجمعة المنتضرة اخذت صاحبى عمى رابح فى سيارتى فى حجة لحضرة المدير وكان الموعد ايضا فى مقهى ..لاادرى ما قصة المقاهى هته ..وعلمها عند ربى

وصل سيادة المدير ..كنت اضنه قبيح الشكل على غرار الشائع عندنا نحن افراد العامة انهم اى امدراء الشركات والمسؤولين على انهم ياكلوا الحلوف
بالعكس وجدته رجل لطيف قصير القامة يرتدى قميص الصلاة فكانت صلات الجمعة فى ذالك الحين على مقربة ولم تفصلنا الا ساعات قليلة

دخلنا على المباشر .. خاطبنى السى المدير بصراحة

شوف السى حنصالى نحن نعمل بنضام النسبة ونسبة ارباحنا 7 بالمئة من اجمالى المشروع
والدفع لنا يكون بمراحل الدفعات وان لم يكون دفع فسيجمد كل الفواتير المقبلة
صادفتنى هته الصراحة ..لاكن لعبتها مارق وقلت له حسنا ساعطيك نسبة 7 بالمئة لاكن لنجعلها من الفائدة وليست من قيمة الفاتورة فهذا كثيرا بعض الشيئ ولا اضننى اننى ساخرج رابحا فى نهاية المشروع

خاطبنى ..لا ..لالا ستخرج فيه يا سى حنصالى فنحن رفعنا الفاتورة يعنى قونفليناها حتى نربح كلنا وعليك انت ايضا اللعب كما يلعب الكثير من الناس وانت وقفازتك
كذالك ايضا واش ايدير الميت فى يد غسالوا

خيرنى بن عدت مشاريع وبدء يعدها لى هكاين بروجى ب 15 مليار ..كاين بروجى ب 30 مليار او كاين واحد هذا بعيد فى الصحرى ب50 مليار

مباشرة وبذهنى دخلت صورة لاقرئها وكاننا فى مطعم ..كاين لوبيا بالكرعين ..كاين عدس بالجاج ..سبحان الله

اكتفيت بمشروع 15 مليار .. منيش طماع كان تجمع سكنى ب 30 شقة تسلمت دفتر شروطه وتقويمه ولم تبقى الا مراحل التثبيت الاخير

بعد ثلاثة ايام كلها قضيتها فى حسابات النسب المعقدة ما انفكيت ان اجد لها حساب والتى خليتها على ربى .. افاجئ بوضع جديد لم اكن اتوقعه
تفاجئت ب اسعار سلع مواد البناء ترتفع الى 3 اضعاف من سعرها الحقيقى وبهذا السعر ساكون ذاهب للافلاس المؤكد وان اتممت الصفقة ساكون غبيا بالوثائق

كنت جالسا غارقا فى الطموحات التى نسجتها والاهداف التى سطرتها وهى تنهار امامى ..نهضت وامسكت بدفتر الشروط هذا اللعين واذا بى اضربه على الحائط وقلت هاي ليكم كولوها ..لامكان لنا مع الخبث والتخوبيث وليست من نصيبنا

مرت ايام لم ينل منى الياس والطموح ولست من اولائك الذين يركعون مع الرياح الخبيثة الغادرة ..فجائتنى فكرة اخرى مميزة جدا وتحمست لها ..وقلت انا انسان موهوب وافهم فى النشاط الصناعى وعباقرى فى الهندسة والرسم الصناعى والصناعات المعدنية ..فلما لااجرب حضى مرة اخرى فى مؤسسة للصناعات عتاد البناء فهذاالمجال نسبة قليلة والذبان لايدور عليه كثيرا باعتباره صعب

مرة اخرى .. لاكن هذه المرة لم اعتمد على الاخرين لم اتوجه الى الدولة او لاي جهة فقد قطعت كل اوصالى بها الى يومنا هذا لم ادخل مؤسسة ولاتعنينى بشيئ

احلاما جديدة ..رسمت فى مخيلتى وفى الورق نماذج لمنتوجات صناعية يحتار لمجرد رئيتها اصحاب الصنعة انفسهم وتصميم لمصنع فائق التطور.. ولما لا اوليس ميسيوا مرسيدس بدء بسيارة مرسيدس وكانت نشئته حدادة وشاركه ميسيوا با نز والان سياراته يستعملها الرئساء والملوك ولما لا كلنا ابناء 9 اشهر لا لعقدة النقص

سوف اجعل هذا المصنع يعمل بنضام الروبوتيك لا احتاج لعمالتنا الجزائرية الكسولة الحمقاء الكاذبة فلغة الارقام و لغة الروبوتيك (0..1) لاتعرف الكذب ولا الكسل وما هي بحمقاء كلها تلك الارقام والبرمجيات طيعة لصاحبها وصورة لطبق الاصل لصورة عقل صاحبها

لقد اختلط عليا الطموح والجنون بالاصرار والتحدى والحيرة ..خاصة وعندما نجحت تجربتى التى صنعتها لنموذج يعمل بنضام البرمجيات تجربة رائعة لا تخطر على بال بنى عربون
نجحت التجربة ..البرمجة صحيحة بين عنصر الزمن والمسافة والافتاح والاغلاق ..والحمد لله

مابقيت الا خطوات الصنع الاولية .. وبالفعل كانت باسرع مما يمكن لم يمضى ايام الا والمنتج الصناعى يكون جاهزا مطابقا تماما للمعايير الاروبية كان المنتج عبارة عن الة للاشغال العمومية جميلة ..انيقة والحمد لله اننى لم اصنع منها الكثير والا كانت كارثة حتمية لااستطيع مجابهتها لوحدى

كانت المفاجئة ان المنتج المماثل له فى السوق اقل حتى من تكاليف منتجى وقلت للتاجر كيف اعمل بالخصارة

فهمس فى اذنى ..يبدوا انك لاتعرف السيستام
هذا المنتج طايوان يعنى جوطابل ومنتجك مطابق للمعايير والناس لاتفرق بين الطايوان والدوريجين والدولة هاملة لا رقيب ولا حسيب تعمل بالطيوان تفضل وهاتنا سلعتط .. تعمل بالدوريجين ابواب التصدير مغلوقة فلمن تقرء زابورك يا موسى

باع التاجر بعض الوحدات بسعر الخسارة وبعض الوحدات اكلتها او بمعنى بارت اخذتنى العزة ..وعدت لاطلق هذى الحالة الكارثية المؤساوية محتار

هل ادخل فى هته الالاعيب الصبيانية الحمقاء
هل افر بجلدى الى بلاد من يقدرون قيمة العقل والفكرة وقدسية العمل
هل اضمن ان نفسى ان تخوننى وانا الطموح الموهوب و اكون عونا فى محاربة اهلى ووطنى

فى الاخير استقر رئيى .. ان خير وسيلة لهؤلاء الاوغاد هو العزل ولا تعامل معهم على الاطلاق حتى ينهار الواقع بهم ويدفعوا الثمن وهم بالفعل يدفعونه اليوم ..وملازمتهم او الانخراط فى صفوفهم يعنى ابقاء الوضع على ما هو عليه

وقلت وداعا ..يبدوا ان فى بلدنا لامكان لرجال المبادء والقيم برفقة رجال المال والاعمال