تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > منتدى الأخبار العالمية > قضايا المسلمين

> الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
17-09-2012, 08:31 PM

الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
.

ما درسناه منذ أن كنا طلابا في المتوسط والثانوي والجامعة وترسخ في ألبابنا هو أن للمسلمين حضارة مزدهرة متفوقة خلال القرون الوسطى ، فكانت بغداد بدار حكمتها ، ومصر بأزهرها ،والأندلس بقرطبها ، والمغاربة بزيتونتهم، وتيهرتهم وقرويهم ، وكانت بجاية ( بقايث) الحمادية بمدارسها معبرا ( للصفر ) باتجاه أوروبا[1] ، هذا ( الصفر السحري) الذي خلق ثورة في الرياضيات عند المسلمين والغربيين على حد سواء .

°°° للحضارة الإسلامية أفذاذ ...


من منًّا لا يسمع بعباقرة الحضارة الإسلامية في مختلف التخصصات العلمية والدينية ، بدأ بعلماء الدين أمثال أبا حنيفة النعمان ، والإمام مالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وابن حزم الظاهري ، و الإمام أبو حامد الغزالي ، والطبري ، وابن تيمية وابن القيم ، ..... وغيرهم كثير ، وعلماء الدنيا من فلاسفة بعلومها المختلفة [2] ، كجابر بن حيان ،والخوارزمي ، الكندي ، وعباس بن فرناس ، البتاني ، الفارابي ، ابن سيناء ، ابن البيطار ، والإدريسي ، ابن رشد ( Averroès )، ابن جبير ،وابن خلدون .... وآخرون كثير .
لا أشك في أن كثيرنا يقدر جهد علماء الإسلام في وضع لبنات ضخمة في صرح بناء الحضارة الإنسانية ، وهذا باعتراف الغربيين المستشرقين وغير المستشرقين ، فهذا (توماس أرنولد): يقول [كانت العلوم الإسلامية وهي في أوج عظمتها تضيء ، كما يضيء القمر فتُبدد غياهب الظلام الذي كان يلف أوربا في القرون الوسطى.]، وهذا (جورج سارتون) يقول في كتابه [مقدمة في تاريخ العلم]: [إنّ الجانب الأكبر من مهام الفكر الإنساني اضطلع به المسلمون؛ فـ"الفارابي" أعظم الفلاسفة، و"المسعودي" أعظم الجغرافيين، و"الطبري" أعظم المؤرخين".]ويقول الدكتور (خوسيه لويس بارسلو) أحد الباحثين الأسبان: [يجب أن نقرر الأهمية الحقيقية لتأثير العلوم الإسلامية، فهي من الناحية الموضوعية قد ساعدت على وجود المعايير الطبية الحالية]. ويذكر من هذا المنطلق: [فقد أرسى الإسلام مدنية متقدمة تعد في الوقت الحاضر من أرْوع المدنيات في كل العصور] ، ويقول ( ريتشارد كوك) فى كتابه [مدينة السلام] [..إن أوروبا لتدين بالكثير لأسبانيا الإسلامية ، فقد كانت قرطبة سراجا وهاجا للعلم والمدنية ،فى فترة كانت أوروبا لا تزال ترزخ تحت وطاة القذارة والبدائية ، وقد هيأ الحكم الاسلامى فى أسبانيا مكانة جعلها الدولة الوحيدة التى افلتت من عصور الظلام ..]

°°° منجزات حضارية إسلامية رائدة :


مساهمات عديدة وعظيمة قدمها علماء الإسلام في مجال العلم والتكنولوجيا خلال العصر الذهبي للإسلام «ما بين القرن السابع والسابع عشر الميلاديين»، والتي ساعدت في تمهيد الطريق لعصر النهضة الأوروبية. وقد ازدهرت هذه الحضارة بفضل طلب العلم، وقادت إلى اختراعات واكتشافات وابتكارات حققت الرخاء والعمران. فقد اخترع علماء الرياضيات علم الجبر، والخوارزميات، التي مكنت لاحقاً من تطوير أجهزة الكمبيوتر، كما اكتشف الأطباء الدورة الدموية الصغرى، وأجروا عمليات جراحية مستخدمين أدوات جراحية تشبه إلى حد بعيد الآلات الجراحية الحديثة، وأنشأوا مستشفيات ( البيمارستانات )عامة تتسم بالكفاءة والفعالية ، راقب علماء الفلك السماوات، وطوّروا أدوات فلكية لحساب وضعهم على الأرض ( الإسطرلابات المختلفة)، وقاسوا الوقت وابتكروا ساعات جديدة كالتي أهداها هارون الرشيد لفرانسوا الأول فحسبها شيطانا ، ومهدوا الطريق للأقمار الصناعية وغزو الفضاء، وبرع ابن الهيثم في البصريات ، وتمكّن مهندسون مثل الجزري والأخوة بني موسى ،من وضع الأسس الهندسية الحديثة، وطوّروا أجهزة بارعة تعدّ أول روبوت في التاريخ.

الحضارة الإسلامبة [المقطع الأول ]


الحضارة الإسلامية [المقطع الثاني ]




بالرغم من قوة وهج الحضارة الإسلامية طيلة قرون عدة خاصة فيما بين القرنين الثامن ، والثاني عشر ، الميلاديين ، فإن عوامل تظافرت و سهلت عملية الهدم الحضاري الإسلامي وانتكاسه عند الإجتياح المغولي والصليبي لبلاد الإسلام من جهة ، وغلبة الفكر الديني على الفكر العلمي من جهة أخرى بعد تصارع بين فطحلين من فطاحل علماء الإسلام هما أبا حامد الغزالي وابن رشد الإبن ، فقد صرع الأول ( بتهافت الفلاسفة ) خصمه العقلاني الذي رد عليه ( بتهافت التهافت ) غير أن الإستفتاء الشعبي بين الفطحلين راح لصالح تغليب النقل على العقل ، فانتقل العالم الإسلامي من بهرج الترجمة و الإبداع الحضاري منذ أيام حكم المأمون العباسي ، إلى أفوله بسبب غلبة فكر النكوص وخير القرون قرني ، وانتقل وهج الحضارة الإسلامية إلى أوربا عبر منافذ عدة منها منفذ الأندلس ، بحيث كان لأفكار الرشدية العاقلة وقع في بلاد الغرب التي عاشت نهضتها وتنويرها وثورتها الصناعية بتوجيه من فلسفة ابن رشد ، فضيع المسلمون فرصة الإستمرار الحضاري إلى يومنا هذا .

(السلفية ) و(أبو حامد الغزالي) سببٌ لإنهيار حضارة المسلمين .


°°°حلمنا الذي لن يتحقق ...


وأنا على مقاعد الدراسة كان الحلم يراودني بأن تستعيد أمة الإسلام مجدها الحضاري بنفس الطريقة التي استعاد بها الغرب مجد حضارة الإغريق والرومان ، لكن هيهات ... فقد تبين لي ولأمثالي بأن ذلك الحلم لم ولن يتحقق لوجود منغصات خاذلة ومانعة ومعرقلة ، منها ما قرأته هذه الأيام في كتاب ( حقيقة الحضارة الإسلامية )[3] ، فقد أصبت بالذهول وأنا أقرأه ، حيث هوت كل قناعاتي وقناعة كل التواقين اللحاق بالركب الحضاري الغربي المتسارع ، حتى لا تبقى الأمة على الهامش مستهلكة لا منتجة ، تابعة لا متبوعة ، منقادة لا قائدة ، ليس بمقدورها حتى إبعاد الكلاب النابحة على حدودها أو الذب عن رموزها الدينية والوطنية .
فقد ورد في الكتاب ذو التوجه السلفي الوهابي بأن العلم علمان ، علم ديني [4] شرعي نافع مرغوب ، وعلم دنيوي شيطاني منبوذ فاسد ضار ، فعلماء الطب والميكانيكا والصيدلة والبصريات والفلسفة والطبيعيات عدو فأحذروه، وعلماؤها زنادقة و كفرة فجرة ، ولتوضيح الفكرة سأنقل من ذلك الكتاب مقتطفات مما قيل في تلك العلوم وعلمائها :
[ ...فالفلسفة هي منبع الضلالة ، ومنجم الباطل ، قد عشّش به الشيطان وضرب فيه قباب ، حرّمه جميع المحققين من العلماء ، ومَنْ تعلمه وأدمن النظر فيه لم يسلم من الإلحاد ، ودين أهل هذا العلم هو الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، أبطلوا النقول ، وخالفوا المعقول ، وأضلوا الأمم .]
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بشأن علم الكيمياء ( 29 / 398 وما بعدها ) :
[...وحقيقة الكيمياء إنما هي تشبيه المخلوق ، وهو باطل في العقل ، والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، فهو سبحانه لم يخلق شيئاً يقدر العباد أن يصنعوا مثل ما خلق .. وأهل الكيمياء من أعظم الناس غشاً ، ولهذا لا يظهرون للناس إذا عاملوهم إن هذا من الكيمياء ... فجماهير من يطلب الكيمياء لا يصل إلى المصنوع الذي هو مغشوش باطل طبعاً ، محرم شرعاً بل هم يطلبون الباطل الحرام ... ولم يكن في أهل الكيمياء أحد من الأنبياء ، ولا من علماء الدين ،ولا من مشايخ المسلمين ، ولا من الصحابة ،ولا من التابعيين لهم بإحسان..]
[...فاعلم أن جميع علماء الفَلَكِ المسلمين الذين يفاخر بهم المُحَدثون –فيما أعلم – إنما هم منجمون كهان ،كالخوارزمي وابن البناء ،والطوسي ، وآل شاكر، والمجريطي وغيرهم – عافانا الله وإياكم مما ابتلاهم به – ].
[...أما العمارة فليست من الإسلام في شيء ، فقد روى البخاري وغيره عن خباب  مرفوعاً : ( إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفعه إلا في شيء يجعله في هذا التراب ] ، [...وأما ( قصور الزهراء ، وغرناطة ،وقرطبة ،ودمشق الفيحاء، وبغداد ،والقاهرة ،وزخرفة جوامعها ومساجدها ) فليست عمارة إسلامية ، بل إن من الإفتيات والكذب على الإسلام أن ينسب إليه ما نهى عنه وزجر ، ولكنه التعلق بزهرة الحياة الدنيا . والله المستعان...]
أما ما ورد في الكتاب من توصيفات للعلماء المسلمين بسندها فأمر جلل ، فقد ورد مثلا أن :
1) جابر ابن حيان : ت : 200 هـ :[...(كان)... ساحراً من كبار السحرة في هذه الملة ، اشتغل بالكيمياء ،والسيمياء ،والسحر ،والطلسمات ، وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات..]
2) الخوارزمي : ت : 232 هـ [ ..وهو المشهور باختراع ( الجبر والمقابلة ) وكان سبب ذلك كما قاله هو المساعدة في حل مسائل الإرث ، وقد ردّ عليه شيخ الإسلام ذلك العلم بأنه وإن كان صحيحاً إلا أن العلوم الشرعية مستغنية عنه وعن غيره .]
3 )الكندي : يعقوب بن اسحاق : ت : 260 هـ : [فيلسوف ، من أوائل الفلاسفة الإسلاميين ، منجّم ضال ، متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة ، بلغ من ضلاله أنه حاول معارضة القرآن بكلامه .]
4) عباس بن فرناس : ت : 274 هـ : [..فيلسوف ، موسيقي ، مغنٍ ، منجّم ، نسب إليه السحر والكيمياء ، وكثر عليه الطعن في دينه ، واتهم في عقيدته ، وكان بالإضافة إلى ذلك شاعراً بذيئاً في شعره مولعاً بالغناء والموسيقى ..]
5) اليعقوبي : أحمد بن اسحاق 292 هـ : [..رافضي ، معتزلي ، تفوح رائحة الرفض والاعتزال من تاريخه المشهور ، ولذلك طبعته الرافضة..]
6) الرازي : محمد بن زكريا الطبيب : ت : 313 هـ :[.. من كبار الزنادقة الملاحدة ، يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرانيين الصابئة وهي ( الرب والنفس والمادة والدهر والفضاء ) وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك ، وصنّف في مذهبه هذا ونصره ، وزندقته مشهورة نعوذ بالله من ذلك ...]
7)البتاني : محمد بن جابر الحراني الصابئ : ت : 317 هـ :[كان صابئاً ، قال الذهبي : ( فكأنه أسلم ) ، فيلسوفاً ، منجّما.. ].
8) الفارابي : محمد بن محمد بن طرخان : 339 هـ [..من أكبر الفلاسفة ، وأشدهم إلحاداً وإعراضاً ، كان يفضّل الفيلسوف على النبي ، ويقول بقدم العالم ، ويكذّب الأنبياء ، وله في ذلك مقالات في انكار البعث والسمعيات ، وكان ابن سينا على إلحاده خير منه ، نسأل الله السلامة والعافية ..]
9)ابن سينا : الحسين بن عبد الله : ت : 428 هـ : [إمام الملاحدة ، فلسفي النحلة ، ضال مضل ، من القرامطة الباطنية ، كان هو وأبوه من دعاة الإسماعيلية ، كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ..]

10)ابن الهيثم : محمد بن الحسن بن الهيثم : ت : 430 هـ : [...من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام ، من أقران ابن سينا علماً وفسقا وإلحاداً وضلالاً ، كان في دولة العبيديين الزنادقة ، كان كأمثاله من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات ..]
11) ابن النديم : محمد بن اسحاق 438 هـ : [..رافضي ، معتزلي ، غير موثوق به ، قال ابن حجر : ومصنفه ( فهرست العلماء ) ينادي على مَنْ صنفه بالاعتزال والزيع نسأل الله السلامة ...].
12)الأدريسي : محمد بن محمد : ت : 560 هـ [كان خادماً لملك النصارى في ( صقليه ) بعد أن أخرجوا المسلمين منها ، وكفى لؤماً وضلالاً ، وفي الحديث ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ) ].

13)ابن رشد الحفيد : : ت : 595 هـ : [فيلسوف ، ضال ، ملحد ، يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع ، ويقول بقدم العالم وينكر البعث ، وحاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو في كتابيه ( فصل المقال ) و ( مناهج الملة ) ، وهو في موافقته لأرسطو وتعظيمه له ولشيعته أعظم من موافقة ابن سينا وتعظيمه له ، وقد انتصر للفلاسفة الملاحدة في ( تهافت التهافت ) ، ويعتبر من باطنية الفلاسفة ، وإلحادياته مشهورة ، نسأل الله السلامة .]
) ابن بطوطة : محمد بن عبد الله : ت : 779 هـ : [الصوفي ، القبوري ، الخرافي ، الكذّاب ، كان جل اهتماماته في رحلته المشهورة زيارة القبور والمبيت في الأضرحة ، وذكر الخرافات التي يسمونها ( كرامات ) وزيارة مشاهد الشرك والوثنية ، ودعائه أصحاب القبور وحضور السماعات ومجالس اللهو ، وذكر الأحاديث الموضوعة في فضائل بعض البقاع ، وتقديسه للأشخاص ، والافتراء على العلماء ..]

°°°استنتاجات :

°°هؤلاء العلماء المسلمين الذين نتوق إلى تقليدهم وبعث مجدهم ، والسيرة على دربهم ونهجهم في الإبداع وإحياء مجالات البحث العلمي النافع لما يفيد الإنسان أصبحوا في منظور المتدين زنادقة وملاحدة لا يجوز التقرب من علمهم وفهمهم .
°° العلم عند الأسلاف هو علم برؤس ثلاثة : [القرآن ، السُّنة قولية وفعلية ، أفعال الصحابة والتابعين لهم بإحسان ] وكل علم خارج عن ذلك ، يُعد ساقطا ويحسب من البدع والضلالة .
°° الخيرية كلها في القرون الثلاثة الأولى لظهور الإسلام ، زمن الرسول والخلافة الراشدة ، وزمن حكم بني أمية وبني العباس . فهل لا خيرية في الأتباع المقلدين وغير المقلدين ممن عاشوا في أزمان أخرى إلى يومنا هذا ؟؟؟.
°° إن كان التقيد بالعلم الديني هو نشدان سعادة الآخرة ، [ الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر] ، فلماذا ينعم هؤلاء الشيوخ ومن سايرهم بانتاج العلم الدنيوي الطافح في سجنهم الدنيوي ؟ .
°° البحث وإعمال العقل في مجالات العلم الدنيوي مفسدة دينية ... ؟ والعقل سجين زمن ، وفهم جيل ، هذا هو نهج السلف الصالح ، وكل من تخطى ذلك التقليد بعقله وفعله فهو ضال مضلل ؟ .
°° هل الإسلام في جوهره يحمل غلا وحقدا دفينا للعلم الدنيوي الذي يُرى غالبا بأنه كفرا ؟؟ ... هل ينأى المسلم بنفسه عن العلوم الطبيعية لأنه يراها منافسة للعلم الإلهي ؟؟ ، ويعادي علم التاريخ باعتباره يحتفظ بضلالات الماضي ؟؟ . هل علماؤنا لا تنطبق عليهم صفة [علماءالإسلام] باعتبار أن نهجهم إغريقي غير إسلامي؟

°° الشواهد تقرأ الحضارة قرآتين مختلفتين :

فإن كان الشيخ - ناصر بن حمد الفهد - ركز في كتابه على تبيان الوجه القبيح للفلسة والعلوم الوضعية ، فإن مفكرين آخرين أبرزوا شواهد دالة على تشجيع العلم والعلماء في وسط المؤمنين منها ما ورد في سورة العلق من أمر القرا ءة والتعلم ، [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1]،ومنها ما ورد في آيات أخرى،[وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طـه:114] وقوله تعالى:قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9] وقوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات [المجادلة:11] وقوله تعالى:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ [آل عمران:18] وقوله تعالى:وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7] وقوله تعالى:إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28، قد يقول قائلُ بأن المقصود بتلك الآيات العلم الديني وليس الوضعي ، فهذه الآية تبين أن المقصود هي الإستعداد الدنيوي [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ،وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [[الأنفال:6] ، فكيف نرهبُ عدونا وعدو الله إذا لم نأخذ بالإساليب العلمية البدعية التي تخضع للتطور الدائم في زمننا على مدار الساعة الواحدة . فلو كنا أقوياء حضاريا لكنا في غنى عن تكنولوجيا الغرب وإبداعاتها ولرهبنا أعداءانا ضمنيا دون الحاجة إلى عنتريات زائفة ، فالأمم تقوى بإبداعاتها ومنتوجها الحضاري دون التنصل من دينها ، وليس بتقوقعها على الذات باجترار ما مضى من فعل السلف الصالح ، فقد خلقنا لزمن غير زمانهم ، فحري بنا أن نجابه اعداءنا بسلاحهم وليس بسلاح السلف الذي يعود للقرن الأول الهجري .

خاتمة القول : القرآن أشاد بالعقل وأهله ، وفضل الفطنة على البله ، ورفع من درجات أولوا العلم ، ووضح لنا بأن أهل العلم لا يمكنهم أن يتساووا مع الذين لا يعلمون ، والعلم المقصود العلم بشقيه الدنيوي والأخروي ، ولعل في تجربة ابن طفيل في ( حي بن يقظان ) ما يدعوا ليقظة المسلمين من فقه النكد ، لعل أجيال اليوم ستنهض من جديد لدراسة شتى العلوم دينية ودنيوية لبلوغ التوافق الرشدي بين النقل والعقل وبين العقيدة والحضارة .

الهوامش----------------------------------------
[
SIZE="4"][1] سلفستر الثاني [ SILVESTER 2 ]، الذي ارتقى إلى منصب البابوية ، كان طالبا في مدارس بجاية ، نقل الأرقام العربية (الغبارية ) إلى أوروبا ومعها الصفر .
[2]قال الغزالي في الإحياء (1/22) : " وأما الفلسفة( علم الكلام ) فليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء : الهندسة والحساب ، المنطق ، الإلهيات ، والطبيعيات ..والفلسفة القديمة حسب ابن خلدون تحتوي على سبعة علوم هي على ترتيبهم : المنطق ثم الارتماطيقي ( علم العدد ) ثم الهندسة ثم الهيئة ( علم الفلك والنجوم ) ثم الموسيقى ثم الطبيعيات ثم الإلهيات ، ولكل واحدٍ فروع ، وانظر لتفصيل وشرح هذه العلوم ( مقدمة ابن خلدون ) صـ 478 وما بعدها ، ويرى الشافعي في المتكلمين حكما بقوله ..[. " حُكْمِي فِي أَصْحَابِ الْكَلامِ أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ ، وَيُحْمَلُوا عَلَى الإِبِلِ ، وَيُطَافُ بِهِمْ فِي الْعَشَائِرِ وَالْقَبَائِلِ وَيُنَادَى عَلَيْهِمْ هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَخَذَ فِي الْكَلامِ "]
[3] كتاب حقيقة الحضارة الإسلامية ، لفضيلة الشيخ ناصر بن حمد الفهد .
[4]وقال ابن رجب رحمه الله تعالى: ( فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتقيد بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث .. في ذلك غاية لمن عقل ، وشغل لمن بالعلم النافع اشتغل ) اهـ .


[/SIZE]
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 17-09-2012 الساعة 08:50 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
18-09-2012, 07:54 AM
تعزيز التوجه للعلم الأخروي لا للعلم الدنيوي :

قال الشافعي رحمه الله تعالى :

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ......إلا الحديث وإلا الفقه في الدين

العلم ما كان فيه قال : حدثنا ...... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • المشاركات : 827
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • بنت أبيها will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
18-09-2012, 11:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية ،،سيدي المحترم أشكرك على مشاركتنا لأفكارك.
بدأت يمقدمة هي من المسلمات حتى لدى الغرب ،،و هو ما أكدته من خلال التسجيلين الأولين و قد سررت لحرص منتجي الفيلم الوثائقي على نطق أسماء الأعلام بصيغها العربية . لكنك قفزت إلى استنتاجات مغايرة تماما بناء على قراءة واحدة ..وأقصد الفقرات التي نقلتها عن كتاب (حقيقة الحضارة الإسلامية)
صاحب الكتاب وهم في أمور كثيرة وقع فيها بعض فقهائنا قديما ،وهذا أمر لا يشفع له إذ كان عليه ضبط المصطلحات قبل الحكم عليها (فالحكم على الشيء فرع عن تصوره)
الكيمياء و السيمياء التي نبذها بعض الفقهاء قديما ،، تختلف عن علم الكيمياء اليوم و إن كان المصطلح المقتبس هو ذاته.. فالسيمياء قديما لها علاقة بالسحر و الطلاسم خاصة،،وهناك من حصرها في تحويل المواد (المعدن إلى ذهب) .. و لتراجع مقدمة ابن خلدون فقد ذكر شيئا بخصوصها ،،
أما الفلسفة فهي إعمال للعقل المتجرد و التفكير المتحرر من كل (قيد) ديني ..في أمور الحياة و الموت و الخلق وحتى الخالق ...فقد حذر الإسلام من شطحات الفلاسفة لما قد تؤدي إليه من إلحاد ،،و إن كان هناك من العلماء المسلمين من ألف في الفلسفة بصبغة إسلامية و يندرج تحت هذا الباب علم الكلام .
وكذا إنكاره للتقدم العمراني فتلك مطبة أخرى وقع فيها من كان منهجه في فهم النصوص فهما حرفيا خاليا من كل فقه، وقد قرأت لنفس المؤلف تحريمه حتى اللباس الرياضي وربطة العنق لعلة التشبه بالكفار..
اتهمامته لعدد من الأعلام (الذين اقتبستهم) قد تكون ناشئة عن خلفية عَقَدية (نسبة إلى العقيدة) ..و لعمري محاولته لتحجيم دور هؤلاء الأعلام بسبب الخلاف العقدي ليست سببا لأن ينكر كيان حضارة بأكملها و يتملص من كل تلك الإنجازات كأنها تهم تمس بالإسلام مادامت تصب في غرض دنيوي !
اقتباس:
فإن كان الشيخ - ناصر بن حمد الفهد - ركز في كتابه على تبيان الوجه القبيح للفلسفة والعلوم الوضعية ، فإن مفكرين آخرين أبرزوا شواهد دالة على تشجيع العلم والعلماء
وهذا ما ينبغي أن نؤكد عليه،،
حتى البيتين الذين أوردتهما للشافعي -إن صحت نسبتهما إليه - فيؤولان بنبذه للجدال الكلامي خاصة.. فالشافعي نفسه كان يشكو قلة اهتمام المسلمين بالتوجه نحو تعلم الطب و كرره في مواضع عدة بل جعله على رأس العلوم الدنيوية ،،و لعلنا ننبه هنا أن انصراف الشافعي عن الطب لسبب ذاتي و ليس نبذا له على الإطلاق.

الفيديو الأخير هل المحاضر عربي مسلم؟ ربط انهيار حضارة امتدت (من اسبانيا إلى الصين كما جاء في الفيديو قبله) بشخص أو اثنين أمر يبعث على التعجب..زد على ذلك جعل الغزالي مع السلفية في صف واحد !
لكن طرحه يدعو للتأمل حقيقة..

الخلاصة أن التعصب و الانغلاق و القصور الفكري لفئات من المسلمين هي التي شوهت صفحة الإسلام و كانت سببا في عمليات اغتيال (حقيقة و مجازا) لكثير من العقول التي سخرت نفسها لخدمة الإسلام و عرقلة سير التقدم الحضاري ،، ومؤلف كتاب (حقيقة الحضارة) عينة من هؤلاء..
النصوص القرآنية و النبوية أعلت من شأن العلم ، و حثت عليه،، فجعلت المسلم العالم و العامل أحسن من العابد...وأميل إلى أن المقصود بالعلم فيها الديني و الدنيوي معا،، حتى لو اتفقنا على أفضلية الأول.
حتى البحث في العلوم الشرعية لا ننكر أنه يعيش توجها نحو قراءة معاصرة وفق المعطيات الحديثة، و الدعوة إلى محاولة الدمج بين العلوم الدينية و الدنيوية في بعض المجالات و استثمار التقدم العلمي في خدمة النصوص التراثية ،
بل هناك من يسعى إلى توحيد اصول المذاهب الفقهية المتفق عليها لتضييق الخلاف في الفروع و تقريب الهوة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم،،
أما اجترار جهود الأولين بخلافاتهم و صراعاتهم و إحيائها من جديد فنعرة منبوذة و تكثير غير مجد .
"...والصَّبرُ ضِـيــاء..."
التعديل الأخير تم بواسطة بنت أبيها ; 18-09-2012 الساعة 12:18 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
18-09-2012, 01:47 PM
يقول صاحب كتاب ( حقيقة الحضارة الإسلامية ) قولا منكرا في العلماء المسلمين ، ولا أعتقد أن في قوله التعميم ، فهو قد يكون بفكر شاذ لا يوافقه إلا القليل منا .

فهو يقول :
[إن الحشرات لا تكثر إلا في مواضع الرمل والقمامات ، فإن هؤلاء العلماء لا يكثرون إلا في دويلات البدع والضلالات ، وإليك بعض الأمثلة التي تؤيد ما ذكرت :
فالخوارزمي وآل شاكر ظهروا في دولة المأمون المعتزلي ، وابن سينا وابن الهيثم ظهرا في دولة العبيديين الزنادقة ، والفارابي ظهر في دولة الحمدانيين الرافضية ، ومسكويه في دولة البوبهيين الرافضية ، وابن رشد في أول دولة الموحدين الأشعرية المهديّة ، وهكذا .....
]
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
18-09-2012, 02:02 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت بُيها مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية ،،سيدي المحترم أشكرك على مشاركتنا لأفكارك.
بدأت يمقدمة هي من المسلمات حتى لدى الغرب ،،و هو ما أكدته من خلال التسجيلين الأولين و قد سررت لحرص منتجي الفيلم الوثائقي على نطق أسماء الأعلام بصيغها العربية . لكنك قفزت إلى استنتاجات مغايرة تماما بناء على قراءة واحدة ..وأقصد الفقرات التي نقلتها عن كتاب (حقيقة الحضارة الإسلامية)
صاحب الكتاب وهم في أمور كثيرة وقع فيها بعض فقهائنا قديما ،وهذا أمر لا يشفع له إذ كان عليه ضبط المصطلحات قبل الحكم عليها (فالحكم على الشيء فرع عن تصوره)
الكيمياء و السيمياء التي نبذها بعض الفقهاء قديما ،، تختلف عن علم الكيمياء اليوم و إن كان المصطلح المقتبس هو ذاته.. فالسيمياء قديما لها علاقة بالسحر و الطلاسم خاصة،،وهناك من حصرها في تحويل المواد (المعدن إلى ذهب) .. و لتراجع مقدمة ابن خلدون فقد ذكر شيئا بخصوصها ،،
أما الفلسفة فهي إعمال للعقل المتجرد و التفكير المتحرر من كل (قيد) ديني ..في أمور الحياة و الموت و الخلق وحتى الخالق ...فقد حذر الإسلام من شطحات الفلاسفة لما قد تؤدي إليه من إلحاد ،،و إن كان هناك من العلماء المسلمين من ألف في الفلسفة بصبغة إسلامية و يندرج تحت هذا الباب علم الكلام .
وكذا إنكاره للتقدم العمراني فتلك مطبة أخرى وقع فيها من كان منهجه في فهم النصوص فهما حرفيا خاليا من كل فقه، وقد قرأت لنفس المؤلف تحريمه حتى اللباس الرياضي وربطة العنق لعلة التشبه بالكفار..
اتهمامته لعدد من الأعلام (الذين اقتبستهم) قد تكون ناشئة عن خلفية عَقَدية (نسبة إلى العقيدة) ..و لعمري محاولته لتحجيم دور هؤلاء الأعلام بسبب الخلاف العقدي ليست سببا لأن ينكر كيان حضارة بأكملها و يتملص من كل تلك الإنجازات كأنها تهم تمس بالإسلام مادامت تصب في غرض دنيوي !

وهذا ما ينبغي أن نؤكد عليه،،
حتى البيتين الذين أوردتهما للشافعي -إن صحت نسبتهما إليه - فيؤولان بنبذه للجدال الكلامي خاصة.. فالشافعي نفسه كان يشكو قلة اهتمام المسلمين بالتوجه نحو تعلم الطب و كرره في مواضع عدة بل جعله على رأس العلوم الدنيوية ،،و لعلنا ننبه هنا أن انصراف الشافعي عن الطب لسبب ذاتي و ليس نبذا له على الإطلاق.

الفيديو الأخير هل المحاضر عربي مسلم؟ ربط انهيار حضارة امتدت (من اسبانيا إلى الصين كما جاء في الفيديو قبله) بشخص أو اثنين أمر يبعث على التعجب..زد على ذلك جعل الغزالي مع السلفية في صف واحد !
لكن طرحه يدعو للتأمل حقيقة..

الخلاصة أن التعصب و الانغلاق و القصور الفكري لفئات من المسلمين هي التي شوهت صفحة الإسلام و كانت سببا في عمليات اغتيال (حقيقة و مجازا) لكثير من العقول التي سخرت نفسها لخدمة الإسلام و عرقلة سير التقدم الحضاري ،، ومؤلف كتاب (حقيقة الحضارة) عينة من هؤلاء..
النصوص القرآنية و النبوية أعلت من شأن العلم ، و حثت عليه،، فجعلت المسلم العالم و العامل أحسن من العابد...وأميل إلى أن المقصود بالعلم فيها الديني و الدنيوي معا،، حتى لو اتفقنا على أفضلية الأول.
حتى البحث في العلوم الشرعية لا ننكر أنه يعيش توجها نحو قراءة معاصرة وفق المعطيات الحديثة، و الدعوة إلى محاولة الدمج بين العلوم الدينية و الدنيوية في بعض المجالات و استثمار التقدم العلمي في خدمة النصوص التراثية ،
بل هناك من يسعى إلى توحيد اصول المذاهب الفقهية المتفق عليها لتضييق الخلاف في الفروع و تقريب الهوة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم،،
أما اجترار جهود الأولين بخلافاتهم و صراعاتهم و إحيائها من جديد فنعرة منبوذة و تكثير غير مجد .

مداخلتكم سيدي جديرة بالتقدير ، فهي أبانت عمق التفكير وسلامة المنحى ، فما أدرج عن صاحب الكتاب في قضايا الحضارة ليس حكرا عليه ، بل في ما ذهب إليه قناعات متجذرة في طائفة من أبناء جلدتنا .

أنا مؤمن بأن العلم واحد سواء أكان للدين أم للدنيا
.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد البليدة
محمد البليدة
مشرف
  • تاريخ التسجيل : 29-12-2007
  • المشاركات : 1,515
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • محمد البليدة will become famous soon enough
الصورة الرمزية محمد البليدة
محمد البليدة
مشرف
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
18-09-2012, 05:31 PM
السلام عليكم

أخي الحبيب الأمازيغي52 ... أحييك على هذا الموضوع القيّم حقّا ... كما يجب أن نشكر الأُخية بنتُ بُيها على مداخلتها التي تبين بدون مجاملات مدى عمق التفكير والرؤية السوية .

أما بخصوص ما جاء في الموضوع حول العلم ... فلا بد من الإشارة إلى أن كل الحضارات التي قامت منذ آدم عليه السلام لم تكن لتقوم لولا الوحي الذي أنزل على الأنبياء والرسل عبر التاريخ وهذا الوحي تمت ترجمته على يد من إختارهم الله سبحانه وتعالى وإصطفاهم ... والعجيب في الأمر أن جل الأنبياء والرسل الذين ذكرهم القرآن الكريم يشتركون فيما بينهم في الموقع الجغرافي (المشرق العربي مهد الحضارات)

ولعل النظر إلى العلم إنطلاقا من هذه الزاوية يدرك مدى علاقة إنطلاق العقل البشري بالوحي . وأرى أنه لم يكن في إستطاعة أي بشري أن يقيم حضارة (بمفهومها الإجابي) من الحضارات في غياب تام لإتصال السماء بالأرض . ولنا في شعوب أدغال الأمازون آية إن صح التعبير .

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ



حيّاكم الله .


هَلْ أتى عَلى الإنْسان حينً من الدَّهر لمْ يَكنْ شيئًا مذكورًا
سورة الإنسان الآية 1




التعديل الأخير تم بواسطة محمد البليدة ; 19-09-2012 الساعة 07:17 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
19-09-2012, 10:39 AM
يقول صاحب الكتاب ( حقيقة الحضارة الإسلامية ) :

[...فإن أصحاب هذه العلوم من ملاحدة المسلمين إنما استفادوها من اليونانيين ،

فإن كان في ملاحدة المسلمين ( المعلم الثاني ) الفارابي ، ففيهم ( المعلم الأول ) أرسطو ،

وإن كان في ملاحدة المسلمين ( الأب الثاني ) للطب ، ابن سينا ، ففيهم ( الأب الأول ) أبقراط ،
وإن كان في ملاحدة المسلمين ( بطليموس الثاني ) ابن الهيثم ، ففيهم (بطليموس الأول بطليموس ... وهكذا ...]


وهو ما يعني في استخلاصه أن علماء المسلمين هم خريجوا المدرسة اليونانية وليس المدرسة الإسلامية ، فعلماء الإسلام في تقديره هم نبتة اغريقية بلباس إسلامي .
  • ملف العضو
  • معلومات
Abd El Kader
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-04-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,763
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • Abd El Kader will become famous soon enough
Abd El Kader
شروقي
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
19-09-2012, 11:14 AM
السلام عليكم
أهلا الطيب آيت حمودة !!

سؤال بسيط قبل الدخول : من هو صاحب الكتاب ناصر الفهد الذي أنت تناقش أفكاره؟
فحقيقة أنا لا أعرفه !
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • المشاركات : 827
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • بنت أبيها will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنت أبيها
بنت أبيها
عضو متميز
رد: الحضارة الإسلامية ... أهي للدين أم للدنيا ؟؟؟
19-09-2012, 12:37 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abd el kader مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
أهلا الطيب آيت حمودة !!

سؤال بسيط قبل الدخول : من هو صاحب الكتاب ناصر الفهد الذي أنت تناقش أفكاره؟
فحقيقة أنا لا أعرفه !
أخي الكريم،، حتى أنا لم أكن أسمع عن صاحب الكتاب ، لكني بعد قراءتي لما كتبه الأمازيغي بحثت في قوقل ، اطلعت على الكتاب و كونت فكرة عن صاحبه من خلال بعض المواضيع...فلا يشترط أن يكون مشهورا لنناقش أفكاره .صح؟

وبخصوص هوية الأمازيغي فلا أحسب أن الأمر يخفى على الكثيرين ..حتى لو تهرب هو من التصريح بذلك بشيء من التورية! ردا على نفس الاستفسار من احد الأعضاء.

ملحوظة:
بتتبعي لكتابات (سي الطيب) الأمازيغي وجدت أنه يحمل همَّ فهم الإسلام،، و إرادة قوية لقراءة صحيحة لكل ما يتعلق به دينا وحضارة ..و إن كان لديه حساسية إتجاه ربط (الإسلام ) بما يسميه (العروبية) جنبا لجنب كثنائية ..
وأحيانا يبدو إلي أنه ينظر إلى الإسلام كجزء من إرث حضاري و جغرافي تماما كأمازيغيته ..خاصة حين يركز في طرحه على بعض السلبيات و إحياء بعض الشبهات بحجة النقد الداخلي و القراءة الموضوعية حتى لو كان على حساب ثوابت الإسلام و قدسيته...وإلا كيف تكون موضوعية و أكثر من يهلل لكتاباته هم العلمانيون؟ بل هناك ملحدون أيضا؟
لهذا من خلال ردي الأول أردت أن أبين للأمازيغي أن ما انتقده من خلال رؤية البعض التي خيبت أماله في إعادة بعث الحضارة الإسلامية من جديد ..قد نوافقه فيه لكن مع التوضيح بأنها رؤية "فردية" من منظور بعض المحسوبين على الفقهاء و الباحثين ،،
أما التعميم فهو اكبر خطأ فكري يقع فيه الواحد منا عند إطلاق الأحكام..
أردت التقاط الفكرة ومناقشتها بعيدا عن العدائية في الحوار،، مع أنه كان لي تحفظات على كثير من الأفكار التي مررها في مقاله كنتائج،،وإصراره على تهميش دور الفقه الإسلامي في البناء الحضاري للإسلام ،،أو كما سماه هو (فقه النكد) !
وأرحب كثيرا بمناقشة هادفة هادئة ..
"...والصَّبرُ ضِـيــاء..."
التعديل الأخير تم بواسطة بنت أبيها ; 19-09-2012 الساعة 01:10 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
عندما يُقدم السلفيون أدوات الطعن في السلف ؟
19-09-2012, 01:00 PM
يذكر ( ناصر الفهد في كتابه حقيقة الحضارة الإسلامية) قولا مشينا بشأن الهدم الحضاري باسم الإيمان والإسلام ...

يقول :

[ ..فإنه لما فتحت فارس وجد المسلمون فيها كتباً كثيرة فاستشاروا عمر فيها ، فأمرهم بإحراقها وقال قولته العظيمة : ( إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه ، وإن يكن ضلالاً فقد كفاناه الله ) فأحرقت كلها أو طرحت في الماء . ] .


ولا أدري ما موقف السلفية عندنا مما يذكره ؟
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:02 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى