حق الإعاقة!
16-12-2014, 09:25 PM
عمار يزلي
عندما نرى كيف تسير الأمور التنظيمية عندنا وسلوكنا وتعاملنا مع الفئة التي يقال عنها "معوقة"، يعرف فينا العارف أننا نحن المعوقين فكرياً وليس هؤلاء"الأصحّاء".
قبل أيام، كنت أسمع حديث واحد من هؤلاء يشكو صعوبة حياة أصلها صعب، مع الناس الأصحاء والأسوياء القليلين في هذا البلد: ما بهم هؤلاء لا يرحموننا؟ كل مرة ومع كل دواء وطبيب، يطلب منا أن ننتقل إلى "الكونترول" في مقرات الضمان الاجتماعي، هم يعلمون أننا معوقون، ويرون كيف أنه منا من يمشي على كرسي متحرك، والضرير والمعوق ذهنيا.. كل هذا يسهل تقبله، المشكل أنك ترغم أن تصعد عدة طوابق أحيانا وأنت لا تستطيع أن تصعد حتى 3 درجات.
كلام هذا الصحيح المعافى، ذكرني بأعمال"المعوقين" عندنا في "الإضارة" الوطنية التي تعاني من الإعاقة الدائمة، عندما لا يولون أيّ أهمية لذوي الاحتياجات الخاصة سواء في الاستقبال أو في التنقل أو في المرور أو في التوقف أو الأولويات.. مستشفيات كبرى وحديثة (منها مستشفى وهران الجامعي الجديد) لا يوجد فيه ممرّ واحد للكراسي المتحركة التي تنقل يوميا وتستقبل يوميا العشرات من المرضى والمعوقين والمنقولين إليه بواسطة السيارات الخاصة أو الإسعاف، عليك أن تحمل الكرسي المتنقل ومن عليه، حتى يصبح "محمولا"، وترفعه عدة درجات حتى تتمكن من تحريكه على عجلتيه (في أوروبا، وحتى في إسبانيا المتطوّرة حديثا.. حتى الحافلة مزوّدة بمدخل متحرك، خاصة بنقل أصحاب الكراسي المتحركة.. كل شارع فيه ممرّ خاص بهم، ومكان توقف لسياراتهم أو لكراسيهم).
نمت على هذا التساؤل: من المعوق؟ نحن أم هم؟ لأجد نفسي مسؤولا عن المعوقين في الوزارة أعدّ قانونا خاصا لذوي الحاجيات الخاصة: كل من يسير على كرسي متحرك، يجب عليه دفع "لافينييت" مثله مثل إخوانه أصحاب السيارات النفعية والخاصة "حنا ڤاع كيف كيف"، المعوق من حقه أن يعمل، ومن واجبه أن يكون عمله مثل باقي الأعمال، ومن لا يستطيع، يذهب ليبحث عن عمل يليق به إن وجد. الفاقد للبصر، عليه أن يرى بعينيه جيدا كيف أننا علّمناه وأعطيناه حقه في الدراسة وفي تعلم "البراي".. لكن عليه أن يرى أيضا أنه لا يحق له أن يطالب بمزايا خصوصية، فقط لأنه لا يبصر. وحيد الساق والأعرج، ليس عليه حرج في أن يشتري حذاءً رياضيا من نوع "بوما" أو"آرينيي"..ولكن، لا يطالب منا أن نبيع له فردة واحدة، عليه أن يشتري زوجا منها مثله مثل ذوي الساقين..وحدة يلبسها ووحدة"يعاود لها البيع".. وما يهوسناش بزاف.
وأفيق على صوت مسؤول في الإذاعة وهو يقول: المعوق له كامل الحقوق (في أن يكون معوقا)!
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/226197.html