أستسمحكن ....هكذا يتم اختيار الزوجة وخطبتها في الجنوب
17-01-2015, 10:21 PM
يشير العديد من أهالي الجنوب عموما ومدينة وادي سوف خصوصا، أن عادة الخطبة والمتمثلة في البحث عن فتاة لشاب قصد الزواج، والتي كانت سابقا تسند إلى نساء تربطهن علاقات قرابة بالخطيب، تراجعت في الآونة الأخيرة بشكل كبير بفعل العديد من العوامل والمتغيرات الاجتماعية.
وحسب بعض مواطني مدينة الألف قبة، أن عملية اختيار الزوجة كانت سابقا تقوم بها المرأة، التي تربطها علاقات قرابة بالخطيب كالأم والأخت والعمة،
والخالة ثم تطورت فيما بعد، فلم تعد وقفا على هؤلاء النسوة فقط، بل امتدت لتشمل نساء أخريات كالجارة.
نفور بالجملة من فتيات الفيسبوك
ورغم تدخل شبكات التواصل، هذه المرة في عملية الاختيار، إلا أن الفيسبوك لم يلغ بعد دور الخطبة في ولاية الوادي، التي أضحت أيضا حرفة لدى بعض النسوة يقمن بها بمقابل، ولاتتقنها لا طليقة اللسان، سريعة الاندماج في المجتمع، وقليلة الغضب، تعرف كيف تزين الأمور، وتقلب الأبيض أسود والعكس، ولهن أسلوب إقناع.
الهاتف النقال يفسخ الخطوبة أكثر من التعارف
ويرى العديد من الشباب أنه يفضل الخطبة عن الفيسبوك ولايتزوج الفتاة التي لها حساب في شبكة التواصل لأنها تواصلت مع غيره، إلا أن الظاهرة الجديدة الآن هي شرط الهاتف مباشرة بعد الخطبة، حيث تشترط العائلة توفير هاتف نقال للخطيبة، وكثيرا ماكان الهاتف سببا في إفساد الخطبة وفسخها لطول مدة الحديث فيه، وكثيرة الحديث تتولد معها الأخطاء والشجارات التي تنتهي بحل عقد الخطبة المعنوي.
وقديما، قبل ظهور النقال كان الشاب لايرى خطيبته إلا يوم الخطوبة وليلة الدخلة، وغالبا ليلة الدخلة فقط حتى عند الخطبة لايراها.
البعض يصر على الاختيار الشخصي للعروس
يرفض عدد من الشباب المتزوج أو المقبل على الزواج، أن تتم عملية اختيار زوجاتهم عن طريق النساء، معتبرين ذلك خطأ فادحا ينتهي حسبهم في الغالب بما لا يحمد عقباه، ويرى هذا الصنف أنه من الأجدر على المقبل على الزواج أن يختار لنفسه المرأة التي يراها مناسبة له مع إشراك الأم أو الأخت مثلا، وأخذ رأيها في هذا الاختيار.
رحلة البحث عن عروس تنتهي عند عتبات الحي
وعلى النقيض من ذلك يذهب العديد من شباب الولاية، خصوصا أولئك الذين يقطنون الأرياف والقرى، إلى أن الأم والأخت وكذا زوجة الأخ وغيرهن من النساء اللواتي تجمعهن رابطة القرابة بالخطيب، هن الأولى من غيرهن بتكليفهن في عملية البحث عن الخطيبة، مضيفين بأن الزواج هو في حقيقة الأمر "قسمة ونصيب"، وأن الإنسان مهما بحث بنفسه أو كلف غيره بالبحث عن فتاة يتزوجها، سواء داخل تراب الولاية أو بولايات مجاورة، بل وحتى خارج حدود الوطن فإنه في النهاية حسب تصور هؤلاء، لا يتزوج إلا من كانت من نصيبه وقدره، وهو ما تثبته لدى هؤلاء بعض الدلائل والوقائع الملموسة، من خلال بحث بعض الشباب عن شريكة حياتهم لمدة طويلة، وبعدد من المدن إلا أنهم في الأخير تزوجوا فتيات لا تبعد بيوتهن سوى بأمتار قليلة.
http://jawahir.echoroukonline.com/articles/1770.html