الأسباب الشرعية والحسية في العلاج بالرقية :
06-04-2007, 11:47 AM
[COLOR="Blue"] بسم الله
بين الأسباب الحسية والشرعية في العلاج بالرقية الشرعية
إنشاء : عبد الحميد رميته , ميلة , من الجزائر
العلاقة بين الأسباب الشرعية والأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء تشبه ربما-لأن هذا رأيي, وقد أكون مخطئا-العلاقة بين العبادات والمعاملات.إن الأصل في العبادات بشكل عام أنها غير معقولة المعنى (ولا أقول بأنه ليس لها معنى ,- حاشا لله - ) . نحن نتوضأ ولا ندري لماذا نتوضأ بهذه الكيفية بالذات , ونتيمم ولا ندري لماذا نضرب ضربة على الصعيد الطيب ثم نمسح الوجه ونضرب ضربة ثانية ونمسح اليدين, ونصلي 5 صلوات في اليوم والليلة ونحن نجهل لماذا ليست 6 أو 4 ,ولماذا نصلي المغرب 3 ركعات وليس 4 أو 2 , ولماذا ندخل في الصلاة ب"الله أكبر"وليس ب"الله أعظم" أو "أجل" أو... ولماذا نصوم شهرا في العام (هجريا وليس ميلاديا) وليس شهرين أو أقل من شهر , ولماذا نمسك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى المغرب وليس من كذا إلى كذا , وهكذا ...
كل هذه عبادات غير معقولة المعنى.هكذا أرادها الله لجملة حكم منها : حتى يظهر الذي يؤمن بالله ثم بالغيب"الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون",وعبد الدنيا الذي لا يؤمن إلا بما تدركه حواسه الخمسة. الأصل في العبادات أنها غير معقولة المعنى , ولو ذكر بعض العلماء أننا نتوضأ من أجل النظافة أو نصلي كرياضة أو نصوم من أجل الصحة أو نزكي لمساعدة الفقراء أو..أو نسجد من أجل أن يحدث للجسم كذا وكذا من الفوائد,فيبقى كل هذا الكلام ظنا"وإن الظن لا يغني من الحق شيئا". نحن نفعل كل ذلك (في مجال العـبـادات) بالدرجة الأولى لأن الله طلب منا أن نفعل ذلك في القرآن أو في الحديث , سواء علمنا الحكمة أم لا.والأصل في التعامل مع العبادات: التوقف والاتباع.
أما المعاملات فالأصل فيها –بشكل عام-أنها معقولة المعنى ,كما هو حال البيع والشراء والزواج والطلاق وطلب العلم والسفر والبناء والتشييد والفلاحة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والسياسة و...فأنا أبيع مثلا وأشتري بالطريقة الفلانية وهذا مفهوم عندي (ومع ذلك أنا ألتزم بشرع الله ولو لم أقتنع بالحكمة من وراء حكم ما) , والله حرم النظر بشهوة إلى المرأة الأجنبية والعلة واضحة ومفهومة عندي (ومع ذلك لا أنظر بشهوة حتى ولو جهلت الحكمة) , والله أوجب إعداد العدة والعتاد لإرهاب العدو والحكمة مفهومة عندي ( ومع ذلك يجب إعداد قوة الساعد والسلاح حتى ولو جهلنا الحكمة) ,وطلب العلم فريضة على كل مسلم والحكمة واضحة عندي ولا مانع أن يتطور هذا الشكل باستمرار( ومع ذلك لا أطلب العلم إلا كما يريد الله عزوجل حتى ولو جهلت الحكمة).وهكذا...ومنه فإن الأصل في التعامل مع المعاملات: التوفيق والابتداع لا التوقـيـف والاتباع.
أنا أرى بأن الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء تتمثل في العلاج بالرقية الشرعية التي تدخل في خانة العبادات غير معقولة المعنى.نحن ننعامل في الرقية مع سحر أو عين أو جن وهي كلها غيب , ونعالج بالقرآن أو الأدعية المأثورة التي تعتبر غير معقولة المعنى.ما الفرق بين أن أشرب ماء مرقيا ولا أتأثر به (لأنه ليس بي شيء) وبين أن يشرب منه فلان فيتأثر به (لأنه مصاب بسحر أو عين أو جن) ؟ . وما السبب في أن يشرب شخص مسحور مثلا ماء مرقيا ويُـشْـفي بإذن الله بعد لحظات,وبين أن يتصل بأطباء ليطلب الدواء الحسي المادي لسنوات وسنوات ولا يُـشفى.والجواب في رأيي ليس التغيرات الكيميائية التي يمكن أن تطرأ على الماء بعد القراءة عليه (أنا أعتقد بأن الماء ماديا وكيميائيا لم يتغير فيه شيء بعد قراءة القرآن عليه ) , وإنما الجواب هو:"تلك بركة القرآن الذي جعله الله شفاء بالدرجة الأولى للأمراض الروحية".وهذه البركة لا يمكن أن نبرهن عليها بالفيزياء أو الكيمياء أو الطب أو غير ذلك من العلوم الكونية المادية , وإنما نحن نؤمن بها لأننا نؤمن بالله ونؤمن بالغيب.ومنه فأنا أرى أن الرقية الشرعية وهي السبب الشرعي في علاج السحر والعين والجن كلما كانت بسيطة وأقرب إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقرب إلى الاتباع وأبعد عن الابتداع كلما كانت بركتها أكبر,بخلاف علاج الأمراض العضوية أو النفسية بالأسباب الحسية المادية.
ملاحظة هامة : قال لي أحد الإخوة الكرام والأعزاء والأحباب في يوم ما"الأسباب الشرعية هي الأسباب التي ذُكرتْ في العلاج والاستشفاء بنص آية أو حديث ومن ذلك : الرقية الشرعية ، زيت الزيتون ، العسل ، الحبة السوداء ، السنا مكي ، ماء زمزم ، الخ...وأما الأسباب الحسية فـهي الأسباب التي لم تُـذكر في العلاج والاستشفاء لا بنص آية ولا بنص حديث ومن ذلك : الملح الخشن ، الحلتيت ، ماء البحر ، ونحوه . وهذا خاضع للتجربة والقياس مع توفر ضوابط خاصة باستخداماته".قلتُ للأخ الكريم في ذلك الوقت :" ما ذكرتموه صحيح" ثم أضفتُ :"هذا المعنى صحيح من وجه والمعنى الذي ذكرتُـه أنا صحيحٌ من وجه آخر.والوجهان مكملان لبعضهما البعض وصحيحان وغير متناقضين بإذن الله".
الأسباب المادية التي ذُكرت في العلاج والاستشفاء ( من أجل التخلص من السحر أو العين أو الجن) بنص آية أو حديث مثل زيت الزيتون ، والعسل ، والحبة السوداء ، والسنا المكي ، وماء زمزم ، ونحوه, يمكنُ إدراجها-في نظري- ضمن"الأسباب الشرعية" حتى ولو كانت مادية حسية .لماذا ؟. لسبب وحيد ومهم في نفس الوقتِ هو أن الشرعَ ذكرها بآية أو بحديث , فأصبحت بذلك شرعية ولو كانت مادية حسية.وهذه الأسباب لا علاقة لها بحديثي في هذا الموضوع حتى ولو كانت أسبابا مادية حسية.
إنني أتحدث في هذه الرسالة عن استخدام الأسباب الحسية لعلاج السحر أو العين أو الجن, وأقصد بالأسباب الحسية: الأسباب التي لم تُـذكر في العلاج والاستشفاء لا بنص آية ولا بنص حديث , ومن ذلك : الملح الخشن ، الحلتيت ، ماء البحر ،الصعق بالكهرباء , الخ...هذه هي الأسباب التي أتمنى من كل راقي أن يبتعدَ عنها في مجال المعالجة بالقرآن , وأن يُبعد الرقيةَ عن هذه الأسباب التي أرى أنها تسيء إلى الرقية أكثر مما تُحسنُ إليها (هذا إن فرضنا بأنها تُحسنُ إليها بالفعل في شيء ما) .
إنني أعتقد أن من ضمن البدع السيئة : البدعة في الرقية الشرعية بأن ندخل فيها ما ليس منها.ومن الأمثلة التي تدل على الابتعاد بالرقية عن الأسباب الشرعية إلى الأسباب الحسية (مع أن الرقية سبب شرعي وليس حسيا), والتي تُـبعد الرقية عن البساطة إلى التعقيد , وتُـحوِّل الرقية من التعامل مع غيب إلى ما يُـظنُّ بأنه شهادة (وهو ليس بشهادة) ,والتي تُـخرِج الرقية (أو تكاد تخرجها) من الاتباع إلى الابتداع ومن التوقيف إلى التوفيق.قلتُ من هذه الأمثلة :
1-الرقية باستعمال أعشاب طبية لم يثبت ذكرها كعلاج للسحر أو العين أو الجن , في كتاب أو سنة .
2-الرقية بضرب المصاب بجن على اعتبار أن الضرب يقع على الجن وليس على المريض ( إذا صح هذا الكلام مرة فإنه لا يصح عشر مرات,وإذا أفادت هذه الطريقة مرة فإنها تَضُرُّ 10 مرات).
3-الرقية بالصعق بالكهرباء على اعتبار أن الصعق يؤذي الجن , وهو كلام لا يمكن أن يُـقدَّم عليه دليل قوي لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد –بإذن الله-مادام الجنُّ غـيـبا والكهرباء مادة وشهادة . من أين نعرف بأن الجن بالفعل يتأذى بالصعق الكهربائي ؟!. من أين ؟!.هذا غير ممكن إلا بالاعتماد على الظن الذي لا يغني من الحق شيئا.
ا-إذا شُفي المريض بعد الصعق مباشرة فقد يكون سبب الشفاء أمرا آخر وليس الصعق الكهربائي. وقد يكون الصعق هو السبب في الشفاء لكن المريضَ ليس مصابا بجن وإنما مصابٌ بمرض نفسي أو عصبي.
ب-إذا قال الجنُّ بأن الصعقَ يـؤذيه أو يطرده أو يقتله , فالأصل أن الجنَّ يكذبون , ولا يجوز تصديقهم بحال من الأحوال.
4-استعمال الماء المالح من أجل إيذاء الجن الظالم , وهو كلام كذلك ضعيف لأن الجن غيب والماء المالح مادة وشهادة. ومن أين نعرف بأن الجن بالفعل يتأذى بالملح ؟!. من أين ؟!.هذا غير ممكن إلا بالاعتماد على الظن "وإن الظنَّ أكذبُ الحديث".ورحم الله الإمام مالك رضي الله عنه الذي كان يقول بكراهة استعمال الماء المالح في الرقية لأن في ذلك تشبه بالمشعوذين والجاهليين.
5-استخدام العطور في الرقية على اعتبار أن العطور تؤذي الجن!!!.
6-كتابة آيات من القرآن على قطعة من القماش ثم حرقها وتقريبها من أنف المصاب لاستحضار الجني أو حرقه !!!.
7-الرقية باستعمال "الحلتيت" على اعتبار أنه يؤذي الجن !!!. نعم الحلتيت-رغم خبث طعمه ورائحته ورغم أنه يُـستخدم في كثير من الأحيان من طرف المشعوذين- قد يُفيد في علاج بعض الأمراض العضوية أو النفسية أو العصبية , أما استعمالُـه في الرقية الشرعية على اعتبار أنه يؤذي الجنَّ فغير مناسب البتـة , وهو سببٌ حسي لا يليق أن يُستخدم في العلاج بالرقية الشرعية التي هي سبب شرعي.والقول بأن "الحلتيت" يُؤذي الجنَّ قول ضعيف جدا.إنه كلام لا يمكن أن يُـقدَّم عليه دليل قوي أو دليل شبه قوي أو شبه دليل لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد –بإذن الله-مادام الجن غيبا و"الحلتيت" مادة وشهادة . من أين نعرف بأن الجن بالفعل يتأذى بالحلتيت ؟!. من أين ؟!.هذا غير ممكن إلا بالاعتماد على الظن.COLOR]
بين الأسباب الحسية والشرعية في العلاج بالرقية الشرعية
إنشاء : عبد الحميد رميته , ميلة , من الجزائر
العلاقة بين الأسباب الشرعية والأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء تشبه ربما-لأن هذا رأيي, وقد أكون مخطئا-العلاقة بين العبادات والمعاملات.إن الأصل في العبادات بشكل عام أنها غير معقولة المعنى (ولا أقول بأنه ليس لها معنى ,- حاشا لله - ) . نحن نتوضأ ولا ندري لماذا نتوضأ بهذه الكيفية بالذات , ونتيمم ولا ندري لماذا نضرب ضربة على الصعيد الطيب ثم نمسح الوجه ونضرب ضربة ثانية ونمسح اليدين, ونصلي 5 صلوات في اليوم والليلة ونحن نجهل لماذا ليست 6 أو 4 ,ولماذا نصلي المغرب 3 ركعات وليس 4 أو 2 , ولماذا ندخل في الصلاة ب"الله أكبر"وليس ب"الله أعظم" أو "أجل" أو... ولماذا نصوم شهرا في العام (هجريا وليس ميلاديا) وليس شهرين أو أقل من شهر , ولماذا نمسك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى المغرب وليس من كذا إلى كذا , وهكذا ...
كل هذه عبادات غير معقولة المعنى.هكذا أرادها الله لجملة حكم منها : حتى يظهر الذي يؤمن بالله ثم بالغيب"الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون",وعبد الدنيا الذي لا يؤمن إلا بما تدركه حواسه الخمسة. الأصل في العبادات أنها غير معقولة المعنى , ولو ذكر بعض العلماء أننا نتوضأ من أجل النظافة أو نصلي كرياضة أو نصوم من أجل الصحة أو نزكي لمساعدة الفقراء أو..أو نسجد من أجل أن يحدث للجسم كذا وكذا من الفوائد,فيبقى كل هذا الكلام ظنا"وإن الظن لا يغني من الحق شيئا". نحن نفعل كل ذلك (في مجال العـبـادات) بالدرجة الأولى لأن الله طلب منا أن نفعل ذلك في القرآن أو في الحديث , سواء علمنا الحكمة أم لا.والأصل في التعامل مع العبادات: التوقف والاتباع.
أما المعاملات فالأصل فيها –بشكل عام-أنها معقولة المعنى ,كما هو حال البيع والشراء والزواج والطلاق وطلب العلم والسفر والبناء والتشييد والفلاحة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والسياسة و...فأنا أبيع مثلا وأشتري بالطريقة الفلانية وهذا مفهوم عندي (ومع ذلك أنا ألتزم بشرع الله ولو لم أقتنع بالحكمة من وراء حكم ما) , والله حرم النظر بشهوة إلى المرأة الأجنبية والعلة واضحة ومفهومة عندي (ومع ذلك لا أنظر بشهوة حتى ولو جهلت الحكمة) , والله أوجب إعداد العدة والعتاد لإرهاب العدو والحكمة مفهومة عندي ( ومع ذلك يجب إعداد قوة الساعد والسلاح حتى ولو جهلنا الحكمة) ,وطلب العلم فريضة على كل مسلم والحكمة واضحة عندي ولا مانع أن يتطور هذا الشكل باستمرار( ومع ذلك لا أطلب العلم إلا كما يريد الله عزوجل حتى ولو جهلت الحكمة).وهكذا...ومنه فإن الأصل في التعامل مع المعاملات: التوفيق والابتداع لا التوقـيـف والاتباع.
أنا أرى بأن الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء تتمثل في العلاج بالرقية الشرعية التي تدخل في خانة العبادات غير معقولة المعنى.نحن ننعامل في الرقية مع سحر أو عين أو جن وهي كلها غيب , ونعالج بالقرآن أو الأدعية المأثورة التي تعتبر غير معقولة المعنى.ما الفرق بين أن أشرب ماء مرقيا ولا أتأثر به (لأنه ليس بي شيء) وبين أن يشرب منه فلان فيتأثر به (لأنه مصاب بسحر أو عين أو جن) ؟ . وما السبب في أن يشرب شخص مسحور مثلا ماء مرقيا ويُـشْـفي بإذن الله بعد لحظات,وبين أن يتصل بأطباء ليطلب الدواء الحسي المادي لسنوات وسنوات ولا يُـشفى.والجواب في رأيي ليس التغيرات الكيميائية التي يمكن أن تطرأ على الماء بعد القراءة عليه (أنا أعتقد بأن الماء ماديا وكيميائيا لم يتغير فيه شيء بعد قراءة القرآن عليه ) , وإنما الجواب هو:"تلك بركة القرآن الذي جعله الله شفاء بالدرجة الأولى للأمراض الروحية".وهذه البركة لا يمكن أن نبرهن عليها بالفيزياء أو الكيمياء أو الطب أو غير ذلك من العلوم الكونية المادية , وإنما نحن نؤمن بها لأننا نؤمن بالله ونؤمن بالغيب.ومنه فأنا أرى أن الرقية الشرعية وهي السبب الشرعي في علاج السحر والعين والجن كلما كانت بسيطة وأقرب إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقرب إلى الاتباع وأبعد عن الابتداع كلما كانت بركتها أكبر,بخلاف علاج الأمراض العضوية أو النفسية بالأسباب الحسية المادية.
ملاحظة هامة : قال لي أحد الإخوة الكرام والأعزاء والأحباب في يوم ما"الأسباب الشرعية هي الأسباب التي ذُكرتْ في العلاج والاستشفاء بنص آية أو حديث ومن ذلك : الرقية الشرعية ، زيت الزيتون ، العسل ، الحبة السوداء ، السنا مكي ، ماء زمزم ، الخ...وأما الأسباب الحسية فـهي الأسباب التي لم تُـذكر في العلاج والاستشفاء لا بنص آية ولا بنص حديث ومن ذلك : الملح الخشن ، الحلتيت ، ماء البحر ، ونحوه . وهذا خاضع للتجربة والقياس مع توفر ضوابط خاصة باستخداماته".قلتُ للأخ الكريم في ذلك الوقت :" ما ذكرتموه صحيح" ثم أضفتُ :"هذا المعنى صحيح من وجه والمعنى الذي ذكرتُـه أنا صحيحٌ من وجه آخر.والوجهان مكملان لبعضهما البعض وصحيحان وغير متناقضين بإذن الله".
الأسباب المادية التي ذُكرت في العلاج والاستشفاء ( من أجل التخلص من السحر أو العين أو الجن) بنص آية أو حديث مثل زيت الزيتون ، والعسل ، والحبة السوداء ، والسنا المكي ، وماء زمزم ، ونحوه, يمكنُ إدراجها-في نظري- ضمن"الأسباب الشرعية" حتى ولو كانت مادية حسية .لماذا ؟. لسبب وحيد ومهم في نفس الوقتِ هو أن الشرعَ ذكرها بآية أو بحديث , فأصبحت بذلك شرعية ولو كانت مادية حسية.وهذه الأسباب لا علاقة لها بحديثي في هذا الموضوع حتى ولو كانت أسبابا مادية حسية.
إنني أتحدث في هذه الرسالة عن استخدام الأسباب الحسية لعلاج السحر أو العين أو الجن, وأقصد بالأسباب الحسية: الأسباب التي لم تُـذكر في العلاج والاستشفاء لا بنص آية ولا بنص حديث , ومن ذلك : الملح الخشن ، الحلتيت ، ماء البحر ،الصعق بالكهرباء , الخ...هذه هي الأسباب التي أتمنى من كل راقي أن يبتعدَ عنها في مجال المعالجة بالقرآن , وأن يُبعد الرقيةَ عن هذه الأسباب التي أرى أنها تسيء إلى الرقية أكثر مما تُحسنُ إليها (هذا إن فرضنا بأنها تُحسنُ إليها بالفعل في شيء ما) .
إنني أعتقد أن من ضمن البدع السيئة : البدعة في الرقية الشرعية بأن ندخل فيها ما ليس منها.ومن الأمثلة التي تدل على الابتعاد بالرقية عن الأسباب الشرعية إلى الأسباب الحسية (مع أن الرقية سبب شرعي وليس حسيا), والتي تُـبعد الرقية عن البساطة إلى التعقيد , وتُـحوِّل الرقية من التعامل مع غيب إلى ما يُـظنُّ بأنه شهادة (وهو ليس بشهادة) ,والتي تُـخرِج الرقية (أو تكاد تخرجها) من الاتباع إلى الابتداع ومن التوقيف إلى التوفيق.قلتُ من هذه الأمثلة :
1-الرقية باستعمال أعشاب طبية لم يثبت ذكرها كعلاج للسحر أو العين أو الجن , في كتاب أو سنة .
2-الرقية بضرب المصاب بجن على اعتبار أن الضرب يقع على الجن وليس على المريض ( إذا صح هذا الكلام مرة فإنه لا يصح عشر مرات,وإذا أفادت هذه الطريقة مرة فإنها تَضُرُّ 10 مرات).
3-الرقية بالصعق بالكهرباء على اعتبار أن الصعق يؤذي الجن , وهو كلام لا يمكن أن يُـقدَّم عليه دليل قوي لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد –بإذن الله-مادام الجنُّ غـيـبا والكهرباء مادة وشهادة . من أين نعرف بأن الجن بالفعل يتأذى بالصعق الكهربائي ؟!. من أين ؟!.هذا غير ممكن إلا بالاعتماد على الظن الذي لا يغني من الحق شيئا.
ا-إذا شُفي المريض بعد الصعق مباشرة فقد يكون سبب الشفاء أمرا آخر وليس الصعق الكهربائي. وقد يكون الصعق هو السبب في الشفاء لكن المريضَ ليس مصابا بجن وإنما مصابٌ بمرض نفسي أو عصبي.
ب-إذا قال الجنُّ بأن الصعقَ يـؤذيه أو يطرده أو يقتله , فالأصل أن الجنَّ يكذبون , ولا يجوز تصديقهم بحال من الأحوال.
4-استعمال الماء المالح من أجل إيذاء الجن الظالم , وهو كلام كذلك ضعيف لأن الجن غيب والماء المالح مادة وشهادة. ومن أين نعرف بأن الجن بالفعل يتأذى بالملح ؟!. من أين ؟!.هذا غير ممكن إلا بالاعتماد على الظن "وإن الظنَّ أكذبُ الحديث".ورحم الله الإمام مالك رضي الله عنه الذي كان يقول بكراهة استعمال الماء المالح في الرقية لأن في ذلك تشبه بالمشعوذين والجاهليين.
5-استخدام العطور في الرقية على اعتبار أن العطور تؤذي الجن!!!.
6-كتابة آيات من القرآن على قطعة من القماش ثم حرقها وتقريبها من أنف المصاب لاستحضار الجني أو حرقه !!!.
7-الرقية باستعمال "الحلتيت" على اعتبار أنه يؤذي الجن !!!. نعم الحلتيت-رغم خبث طعمه ورائحته ورغم أنه يُـستخدم في كثير من الأحيان من طرف المشعوذين- قد يُفيد في علاج بعض الأمراض العضوية أو النفسية أو العصبية , أما استعمالُـه في الرقية الشرعية على اعتبار أنه يؤذي الجنَّ فغير مناسب البتـة , وهو سببٌ حسي لا يليق أن يُستخدم في العلاج بالرقية الشرعية التي هي سبب شرعي.والقول بأن "الحلتيت" يُؤذي الجنَّ قول ضعيف جدا.إنه كلام لا يمكن أن يُـقدَّم عليه دليل قوي أو دليل شبه قوي أو شبه دليل لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد –بإذن الله-مادام الجن غيبا و"الحلتيت" مادة وشهادة . من أين نعرف بأن الجن بالفعل يتأذى بالحلتيت ؟!. من أين ؟!.هذا غير ممكن إلا بالاعتماد على الظن.COLOR]
من مواضيعي
0 الطمع في خدمة تقدمونها إلي ...
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!