"أؤدي الفرائض منذ سنة وسأحج العام القادم وأرجوكم نادوني يوسف"
08-04-2015, 08:25 AM
[CENTER][/CENTER]

قبل انطلاق الحصة التدريبية لنهار الأحد، الخاصة بنادي شباب قسنطينة، كانت لنا وقفة مع المدرب الفرنسي فرانسوا براتشي، الذي أصرّ على أن ينادى باسمه الجديد "يوسف" وليس فرانسوا. وقال بأنه سعيد بالاسم الذي اقترحته عليه زوجته العاصمية، التي عقد قرانه عليها منذ سنة، لسببين هو كون الاسم إسلامي لنبي قرأ عن صبره وإرادته في القرآن الكريم، ولأنه يذكره بوالده المتوفى منذ سنوات جوزيف.

يوسف براتشي، أكد للشروق اليومي بأنه يحس بأنه إنسان آخر، فهو يؤدي الصلوات الخمس وطبعا صلاة الجمعة بانتظام منذ سنة، وصار أشبه بالإمام الذي يقود ناديه، حيث يطلب من لاعبيه بأن يطبقوا الإسلام الحقيقي الذي يطلب من الأفراد بأن يعملوا ولا يغشوا، وأن تكون أخلاقهم سوّية، ويرى بأن القرآن هو الحياة الحقيقية، لمن يطبقه.

وتحدث يوسف عن زيارة والدة زوجته وشقيقها إلى البقاع المقدسة في الأيام الماضية، عندما قدموا له بعض الهدايا ومنها ماء زمزم الذي شعر بالراحة وهو يتناوله، كما ارتدى الكوفية الجميلة التي ذكرته بالشعب الفلسطيني، وصار هدفه القريب هو أداء فريضة الحج في الموسم القادم، براتشي أعطى جرعة من ماء زمزم لقلب هجوم نادي شباب قسنطينة، حتى يعود إلى التهديف، وردّ عليه حمزة بولمدايس بالقول بأن ماء زمزم كان سيقيه من الإصابة التي حرمته هذا العام من اللعب كثيرا.

أما عن حكايته مع الإسلام، فيختصرها براتشي للشروق اليومي: "كانت أول زيارة لي إلى الجزائر عندما كنت مهاجما في نادي بوردو في فيفري عام 1982، حيث لعبنا مباراة ودية ضد الخضر الذين كانوا يحضرون لمونديال إسبانيا بماجر وجداوي وبلومي، وفزنا بهدفين مقابل واحد، وكان ينشط في بوردو نور الدين قريشي الذي لعب شوطا مع نادينا، وآخر مع الخضر، ثم عدت عام 2003 ولكن كمدرب لنادي شباب قسنطينة، لتجمعني قصة حب حقيقية مع الجزائر، البلد القارة الذي أراه قادرا على أن يكون من أوائل المعمورة في كل شيء، خلال قيادتي لمولودية العاصمة في نهائي كأس 2006 أمام اتحاد العاصمة، كان ضغط اللقاء رهيبا، وكنت أريد أن استنجد بشيء ما لأحسّ بالطمأنينة، وبعد نهاية المقابلة بتتويجنا بالكأس، اشتريت بمحض إرادتي مصحف القرآن الكريم المترجم إلى الفرنسية، فتزلزل كياني، وبقيت أقرأ وأتدبر فوجدت نفسي بسهولة، في مدينة الأغواط التي عملت فيها، كلما اتجه الجميع لصلاة الجمعة وبقيت بمفردي، أحسّ بأنهم على حق وأنا على باطل، وبعد زواجي من امرأة محجبة توطدت علاقتي بخالقي، وتأكدت بأن علاج كل المشاكل المعنوية والاجتماعية، تكمن في تطبيق القرآن الكريم، لن أتوقف عند هذا الحد فقد قرّرت تعلم اللغة العربية، وأفهمها الآن بسهولة وسأنطقها أيضا قريبا والأهم من ذلك سأقرأ بها القرآن باللغة العربية".

براتشي البالغ من العمر 64 سنة الذي لعب لبوردو ومارسيليا ودرّب الرباط والإفريقي وباستيا واستدعي لمونديال 1978 ختم كلامه للشروق اليومي بالقول: "لقد أعطتني الجزائر الكثير وعرّفتني بالإسلام وأريد أن أردّ لها خيرها".