أيها العلماء المزيفون ردوا على كلامي بالحجج لا بالغمز واللمز
14-04-2015, 08:39 PM


التصنيف الذي وَضَعَ سُور القرآن في ترتيب مخالف لذلك الذي نزلت فيه لا يسمح بمعرفة تعاقب الأحداث التي أحاطت بتنزيلها، وأيها حصل قبل أو بعد الآخر. كما لا يتيح أيضا معرفة التسلسل التي وردت حسبه الفرائض والمحرمات، الترتيب في ذكر وتعداد الأنبياء والرسل والقوم الهالكين، الآيات التي نُسخَت أو عُوّضَت (النسخ والمنسوخ). لو احتُفظ بالترتيب الزمني للوحي لكان في وسع كل من يشاء ذلك التَّوصُّل بسهولة إلى المعنى الحرفي والتصويري لآيات القرآن، ومعرفة الظروف التي أحاطت بتنزيلها، عبر تتبع حياة الرسول (صلعم) وتاريخ الإسلام. سواء تقبلنا ذلك أم لا، فإن التغيير الذي لحق بالترتيب الزمني لتنزيل آيات القرآن (دون النظر للأسباب التي أدت إليه) أدخل اضطرابا مُهمًّا على عديد الأشياء. وما جاء في أواخر الرسالة المحمدية نجده أحيانا في أولها، مثلما توضحه لنا هذه الأمثلة:

1 ) نجد في بداية القرآن بترتيبه الحالي، وبالتحديد في السورة الثانية منه (البقرة)، آيات تتعلق بالفرائض (الجهاد، الحج، الصيام، الميراث، الزواج، الطلاق...) والمحرّمات (الخمر، الميسر، الربا...)؛ بينما لم تنزل هذه الآيات إلا في المرتبة 87، خلال السنة الثالثة عشر من الرسالة. كيف يمكن أن يبدأ الوحي القرآني بآيات تحيط بها أحداث لم تقع إلّا بعد ثلاث عشر سنة من تنزيلها؟

2 ) "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا". عندما نقرأ هذه الآية، تخطر طبيعيا على بالنا فكرتان: الأولى أن مكان هذه الآية موجودٌ حتما في أواخر القرآن، والثانية أنه لن يُحَلَّلَ أو يُحَرَّمَ شيء بعدها. لكن الملفت للانتباه أننا نجدها تَردُ في سورة المائدة، التي تحتل المرتبة الخامسة في الترتيب الحالي، بينما لا تَردُ في الترتيب الزمني إلّا في المرتبة 112. وحسب عائشة رضي الله عنها، فقد تكون وردت حتى في المرتبة الأخيرة (114 وليس 112)؛ وحسب ابن جرير، فإن الرسول لم يعش إلا 81 يوما بعد تنزيلها؛ وفي روايات آخرين، نزلت في يوم عرفة من حجة الوداع، ولم يحرّم أو يحلّل شيءُ بعد تنزيلها. كيف نُفَسّرُ إذاً أن تَردَ تعاليمُ الوضوء (في الآية 6)، وقطع يد السارق (في الآية 38)، والتحريم النهائي للخمر والميسر في (الآيات 90 و91)، من نفس السورة؟ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، الذي كان حاضرا في عرفة عندما أوحي بالآية، أجهش بالبكاء بعد سماعها وأجاب الرسول (صلعم) حين سأله عن سبب بكائه: "أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص". وحينها جاءت على لسان الرسول كلمات شابهت اللغز: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء". ألم يخطر على بال عمر آنذاك نفس ما يخطر على بالنا اليوم، وهو أنّ الرسالة انتهت فعلا مع نزول هذه الآية؟

ما يمكن أن نلاحظه أيضا أن هذه الكلمات الحاسمة التي جاءت لتختتم الرسالة النبوية لم تَرد في آية مخصصة لها، بل جاءت كجملة تتوسط آية أطول منها (الثالثة من السورة)، تتناول ما تعلّق بمَحظورات من الطعام. وبينما هذه الجملة فريدة من نوعها في القرآن أجمع، فإن هذه المحظورات وردت عدة مرات أخرى في أجزاء مختلفة منه. والآية الكاملة كما يلي: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".

يمكن أن نضيف أيضا أن الآيات التي سبقتها (1 و2)، والتي تلتها (4 و5) في السورة، تتناول أيضا موضوع المحظورات الغذائية.

3) عندما نقرأ القرآن في ترتيبه الزمني لنحاول مثلا فهم ما يتعلق بمسار الخلق الفسيولوجي للإنسان، فإننا نلاحظ أنه يخضع إلى تسلسل منطقي واضح: فسورة العلق، وهي أول ما نزل من القرآن، تُعَلّمُنا أن الإنسان خُلق من "علق"؛ ثم تتضح الصورة أكثر في سورة النجم (23 في الترتيب الزمني)، فندرك أننا خلقنا من "طين" (ويُمكنُ أن يُفهم به خلق بيولوجي مصدره الذرة) ثم صرنا أجنة في بطون أمهاتنا تتطور لتأخذ شكل الذكر والأنثى؛ ثم تخبرنا سورة الفرقان (42 في الترتيب الزمني) أن البشرية، مثلها مثل الكائنات الأخرى، خُلقت من الماء (وهو ما لا تنكره نظرية تطور الكائنات)؛ ثم نكتشف في سورة الزمر (59 في الترتيب الزمني) أننا نخلق في بطون أمهاتنا "خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ"، وهو ما لم يتمكن الطب الحديث من اكتشافه إلا في القرن العشرين؛ ثم نجد في سورة نوح (71 في الترتيب الزمني): "وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا" أي على مراحل؛ وأخيرا في سورة المؤمنين (74في الترتيب الزمني)، تتضح لنا الرؤية الكاملة لتسلسل دورة خلق الإنسان: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ"

حينما نقرأ القرآن بالترتيب الذي يوجد عليه اليوم، نجد أن هذا التسلسل المنطقي لم يعد ظاهرا، حيث توجد سورة العلق في المرتبة 96، والنجم في 53، والفرقان في 25، الزمر في 39، نوح في 71، والمؤمنون في 23.

4) لننتقل الآن، بعد الخلق البيولوجي، إلى مسار الخلق التاريخي للإنسان: ففي سورة ص (38 في الترتيب الزمني) يتطرق الله سبحانه وتعالى للمرة الأولى إلى الخلق التاريخي للإنسان وإلى أسباب وجوده في الأرض، حين يخبر الملائكة أنه سيجعل فيها "بشرا من طين" (الطين، التراب، الغبار، لا يهم ما دام الإيحاء إلى تركيبته الفيزيائية الكيميائية واضحا)، وأنه سيتوجب عليهم، عندما ينفخ فيه من روحه (الروح، العقل، الذكاء)، أن يسجدوا لهذا المخلوق الجديد.

يستمر الحوار السماوي في السورة الموالية، الأعراف (39 في الترتيب الزمني)، حيث لم يعد الحديث عن الإنسان فقط بل عن الإنسانية جمعاء: "وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ". ثم يقع التواصل بين الخلق الفسيولوجي والخلق التاريخي في الآية 11: "وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ". ثم في سورة الإسراء (50 في الترتيب الزمني) يُكَرّم سبحانه وتعالى بني آدم (البشرية) بإعلائهم على سائر الخلق. وأخيرا في سورة البقرة (87 في الترتيب الزمني)، يجعل الله من الإنسان خليفة له في الأرض، بعد أن زوّده بصفات معرفية لم يَهَبها للملائكة.

ثم أمام تساؤل الملائكة عن سبب إيجاد مَن يسفك الدماء ويَعيثَ في الأرض فسادا، يُجيبُ سبحانه وتعالى: "قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ... إِنِّي أعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". وفعلا، كما تَوَقَّعَ الملائكة، فسرعان ما باشَرَ آدم وزوجُهُ في معصية الخالق وهو ما عجل بخروجهما من الجنة. ثم قَتَل بعد ذلك أحد أولادهما أَخاهُ مدشنا بذلك سفك الدماء في الأرض. لكن الله رغم ذلك، وهو ما بدأنا اليوم بالكاد نفهمه، مدرك تماما للمصير الذي يوجه إليه البشر الذي خلقهم.

ما دُمنا نُدركُ أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الأعظم، فما الذي يجب أن يكون إذا الدور المنوط بخليفته في الأرض: أليس أن "يخلق" هو كذلك حسب ما يسمح له مستواه؟ أَن يبتكر وسائل للعيش وللدفاع عن نفسه، أن يُنشئ مناخا مُلائما يسمح له بالحياة، أن يدجن ويربي الحيوان، أن يكتشف مصادر للطاقة وأن يؤسس مدنا وأوطانا وحضارات، أن يضع ويُطوّرَ قواعد يعيش بها على نَحو اجتماعي مُنظّم، أن يُثَمّنَ أرضه ويحافظ على كوكبه، أن يُجمل الحياة بالفنون والثقافة، أن يصنع وسائل ينتقل بها في الأرض والجو وفوق البحر وتحته وفي الفضاء الخارجي البعيد باحثا عن أنواع أخرى من الذكاء، أن يصمم أنظمة تواصل تربط بين البشر، أن يخترع كائنات آلية، أن يَبُثَّ الذكاء في الجماد الميت فيحركه ويستنفع به، أن يستنسخ نفسه ويعيد بعثها من خلاياه...

هنا أيضا نلاحظ عند تصفح القرآن بترتيبه الحالي ضياع المنطق الأصليّ حيث تأتي سورة البقرة في المركز الثاني، الأعراف في السابع، الإسراء في السابع عشر وص في 38.

أني أَتوقُ لمعرفة ما سَيَرُدُّ به العلماء الحقيقيون على أسئلة وجودية مثل هذه التي طرحنا هنا. فالله لم يطلب من الإنسان أن يعبد القرآن أو يقف مذهولا أمام روعته، بل على عكس ذلك، أمره بدراسته وبالتأمل فيه، كما حَثَّهُ على أن يبحث من خلال الأوصاف والمعاني والتلميح والاستعارة والقصص والرموز التي جائت فيه، عن مفتاح أسرار الخلق والخالق، وعن سبب وجودنا على قيد الحياة. نحن الذين نبقى المخلوقات الوحيدة، إلى الآن وحتى يثبت العكس، الموجودة داخل نظامنا الشمسي. علما بأَنَّ كل حبة رمل موجودة على ظهر كوكبنا، فوق اليابسة وتحت البحار والمحيطات، يقابلها 10.000 من الأنظمة الشمسية، وذلك في الجزء المعروف فقط من الكون (نحو 5 % منه).

في سورة القمر البالغة الجمال، آية تتكرر عدة مرّات: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ". لو كان الرد يرجع إلي شخصيا لأجبت: كلّا يا إلهي ! لم يبق إلا القليل من المذكرين في العالم الإسلامي التَّائه. لم يعد هناك من يفكر ويتأمل في خلقك وكتابك. و"العلم" الذي يُنسَبُ إليك يريد منَّا أن نَعتَقدَ أن "السَّلف"، علماء القرون الأولى من تاريخ الإسلام، فهموا وشرحوا واكتشفوا كل شيء. وأنه لم يبق لنا نحن الخلف الضعيف الجاهل قليل الإيمان، إلا أن نُقَدّسَ هذا "العلم" بنفس القدر، وربما أكثر من الذي نُقَدّسَ به القرآن. لكن مع هذا، يبقى البعض منا يحاول في جزائر اليوم المسكينة، رغم هيمنة العلماء المزيّفين، ورغم كيد المنافقين من أمثال وزير الشؤون الدينية الحالي؛ أن يحاولوا المغامرة بتطبيق ما أمرتنا به من تَأَمُّل في كتابك الكريم، يا رب !

رأيت أنّ بعض الإخوة والأخوات وضعوا في تعليقات على صفحتي بالفايسبوك، آيات تُذَكّرُ بأن القرآن نزل من عند الله وأنه هو الحافظ لذكره في ما يسمى "اللوح المحفوظ"، أو "النسخة السماوية"، أو "أم الكتاب". كل هذا صحيح طبعا. لكن إذا أردنا أن ندرك المعنى الحقيقي لآيات الكتاب، فإنه يجب علينا أن نصلها بآيات أخرى أكثر عددا، تؤكد لنا أن القرآن ما جاء إلّا تذكيرا. تذكير بنفس النص المقدس، وبنفس الرسالة الربانية التي يرسلها الله من حين لآخر إلى البشر منذ أن خلقوا، والتي بَلَّغَ آخر واحدة منها رسولنا الكريم (صلعم).

هذه الرسالة الربانية، على اختلاف النصوص التي حملتها، كانت دائما نفسها. لقد أرسلت إلى مجتمعات بشرية مختلفة الواحد تلو الآخر عبر العصور، عن طريق الوحي إلى واحد من القوم الذين أرسلت إليهم، وفي اللغة المتداولة بينهم. وكلما تعرضت نسخة موجهة لقوم ما في زمن ما في لغة ما، من هذه الرسالة للضياع، مثل "صحف إبراهيم"، أو للتحريف مثل التوراة الإنجيل؛ أرسل الله تذكيرا جديدا لقوم آخرين في لغة أخرى عبر نبي أو رسول آخر. يجب إذا التمييز بوضوح بين الكتب السماوية التي أرسلت للإنسان بعناوين مختلفة: صحف ابراهيم، صحف موسى، الزبور، الإنجيل والقرآن؛ وبين "أم الكتاب" المحفوظ عند الله، والذي لا يعرف أحد اللغة التي كُتب بها. يمكن أن نضيف أيضا للكتب التي ذكرناها أخرى جرى ذكرها أو لُمّحَ إليها في القرآن، من بينها حسب اجتهادي الشخصي: (قانون حمورابي، كتاب سليمان، قوانين مانو، الكتب المقدسة عند حضارات ما قبل الكولومبية، تاو-تو-كينج، Védas, Upanishad...)

كل هذه الأسماء والعناوين ليست إلا تسميات مختلفة لـ"أم الكتاب " أو النموذج المحفوظ عند الله، حسب الطريقة التي سمي بها عند القوم الذين أُرسلَ إليهم في ذلك الزمن. أمّا ما يوجد عند الله فهو الكتاب الذي لا يمكن لأحد تضييعه أو إتلافه أو تحريفه، وهو ما لا ينطبق على النسخ المختلفة التي نزلت منه، والتي يمكن أن تُمَسَّ أو تُغَيَّرَ أو تَضيع، سواء جاء ذلك عن حسن نية أو عن قصد، بنيَّة خَيّرَة أم شريرة. هذا والله أعلم!

سألني آخرون أيضا لماذا لم يتطرق أحد لموضوعنا هذا منذ 14 قرنا. أعتقد أنه ينبغي، إن بقي ذلك ممكنا، أن يُطرَحَ السؤال على أولئك الذين لم يتطرقوا إليه وليس عليَّ. فيما يخصني أنا لا يسعني إلا أن أُنَبّهَ أنه لو سألنا كُلّ من اكتشف شيئا لماذا لم يفكر فيه 80 مليارا من البشر الذين سبقوه إلى الحياة، لما تمكننا من التواصل اليوم عبر المواقع الاجتماعية الذي طُرحَ عليَّ فيه السؤال، لأنها لم تكن لتوجد أصلا مع أذهان تفكر على هذا النحو. اعتراض مثل هذا لا يمكن أن يَصدر إلا عن واحد من "العلماء" المزيفين، كما لا يمكنه أن "يعجّز" إلا شخصا من مستوى التفكير والتعبير الذي يحمله أمثال وزير الشؤون الدينية الذي يعدنا بالعودة إلى "إسلام قرطبة"، بينما هو ومن يشبهه هم ألد أعدائه. أما بالنسبة لي، فلا أطلب غير أن يُحكم عليَّ من خلال تفكيري وحسب الحجج والبراهين التي أقدمها كتابيا، لا عبر الهمز واللمز كما يفعله الآن البعض. وكتاباتي هذه لم أنو يوما توجيهها لمعشر العلماء المزيفين، بل لأولئك الذين تذكرهم الآية الكريمة: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" (سورة ص _ 29)


ترجمة: بوكروح وليد -بتصرف