زوار شيعة يهاجمون منطقة سُّنية في بغداد
14-05-2015, 12:02 PM



قالت الشرطة العراقية، أن أعمال عنف وشغب اندلعت في منطقة الأعظمية ذات الغالبية السُّنية في شمال العاصمة بغداد، الخميس، أثناء عبور زوار شيعة يحيون ذكرى وفاة الإمام الكاظم، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص.
وشملت أعمال العنف إحراق منازل والاعتداء على مبنى تابع للوقف السُّني في الأعظمية التي يعبرها الزوار في طريقهم إلى منطقة الكاظمية، لزيارة ضريح الإمام موسى الكاظم إحياء لذكرى وفاته التي تختتم مراسمها اليوم (الخميس).
واتهم مسؤولون عراقيون، بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، "مندسين" بين الزوار بالتسبب بهذه الأعمال.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس: "قام مندسون من الزوار المتجهين إلى مرقد الإمام الكاظم، بالهجوم على مبنى تابع لهيئة استثمار أموال الوقف السُّني في منطقة الأعظمية، وحرقوا 17 منزلاً على الأقل باستخدام مواد سريعة الاشتعال".
وأوضح الضابط، أن أعمال الشغب اندلعت بعيد الساعة الثانية فجر الخميس (23:00 ليل الأربعاء بتوقيت غرينتش)، بعدما سرت "شائعات" بين الزوار المتوافدين إلى الكاظمية، عن وجود انتحاري يعتزم تفجير نفسه.
وأضاف أن الفوضى التي حصلت إثر ذلك، تطلبت من الشرطة إطلاق النار في الهواء لتهدئة الحشود، ما دفع بعض الزوار للاعتقاد أن سكاناً في الأعظمية هم من يطلقون النار باتجاههم.
وأدت أعمال الشغب إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرين، بحسب الضابط في الشرطة ومصدر طبي.
إلا أن الروايات عن أسباب مقتل هؤلاء تباينت بحسب المصادر. ففي حين قالت الشرطة، إن هؤلاء قتلوا جراء حرق المنازل، قال المصدر الطبي، إن القتلى الذين نقلوا إلى مستشفيات بغداد مصابون بطلقات نارية.
واتخذت السلطات العراقية إجراءات سريعة للحؤول دون تدهور الوضع. وأصدر مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي بياناً عند الفجر أعلن فيه أن الأخير، وهو القائد العام للقوات المسلحة، أمر قوات الأمن "بتطويق الفتنة وملاحقة مثيريها".
واعتبر العبادي، أن ما جرى سببه "اندساس إرهابيين بين الزوار"، مؤكداً "التعامل بكل حزم مع أية محاولة لزعزعة الأمن والعمل على الحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم".
وزار العبادي صباح الخميس، منطقتي الكاظمية والأعظمية "بعد تطويق الفتنة التي حاول عدد من المندسين إحداثها"، بحسب مكتبه الإعلامي.
وتتخذ القوات الأمنية منذ أيام إجراءات مشددة في مجمل بغداد لتأمين الزيارة، بمشاركة 75 ألف عنصر من الجيش والشرطة، بما يشمل إقفال العديد من الشوارع، وتعطيل الإدارات الرسمية الأربعاء والخميس.
وبدأت حشود من الزوار منذ أيام بالتوافد نحو الكاظمية حيث مرقد الإمام موسى الكاظم، سابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة، لإحياء ذكرى مقتله في العام 799.
واستهدف الزوار خلال الأسبوع الماضي بهجمات تبناها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق منذ جوان الماضي. وقتل ستة أشخاص في هجوم انتحاري وسط العاصمة وسقوط قذائف في شمال بغداد الثلاثاء، بعد أيام من مقتل سبعة أشخاص في تفجير سيارة مفخخة في وسط العاصمة كذلك.

الشروق أونلاين - وكالات