كلمات في وداع شهر رمضان المبارك
10-07-2015, 03:19 PM
كلمات في وداع شهر رمضان المبارك


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



بقلم الأخ الفاضل:" مدحت السعدي"- بتصرف يسير-.



مودع لرمضان ذاق طعمه وعرف حلاوته،وها هو يتحسر على فراقه، فيقول:
" في الأيام الأخيرة في رمضان: شعرت بتسارع الأنفاس، وكثرة الهواجس والوساوس!!؟
أريد أن امسك الشمس، لكي لا تزول، لا أصدق أن رمضان سيرحل بعد أيام، لقد ذقت حلاوة الصيام، ولذة القيام.
لقد وقفت مع الصالحين، وركعت مع الراكعين، وسجدت مع الساجدين. بالأمس: كنت أذرف دموع الفرح لاستقباله.
واليوم: تسيل دموع الحزن لرحيل هلاله.
آه لرمضان، فقد هيم، نفسي ويتم قلبي.

عباد الله: إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه، فعليه بالتمام، ومن أهمل فيه وقصر، فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقي من الليالي والأيام، واستودعوه عملا صالحا: يشهد لكم به عند الملك العلام، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.
أيها الصائم الطائع: حافظ على الطاعات التي قدمتها في ما مضى من رمضان، واختم شهرك بالأعمال الصالحة والإحسان، لتكون في آخر الشهر من المقبولين.
أما أنت أيها المقصر - وكلنا ذووا خطأ -: استدرك ما فاتك من الخير والإحسان قبل أن تعجز عن ذلك، ويفوتك وقت الإحسان.
ألا تحب أن تكون من المقربين من رب البريات، فينعم عليك بفضله وجوده ورضوانه، و:[ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان].
أيها الصائمون: هذا شهر الصيام قربت أيامه ولياليه من الانقضاء.
فيا لها من حسرة، ويا لها من ندامة: إن فاتك رمضان، ولم يغفر لك فيه. فيا أيها الصائم: متى يغفر لك إن لم يغفر لك في رمضان!؟، ومتى يشفى قلبك إن لم تشفه آيات القران، فاندم على تضييع وقتك في غير طاعة، وأصلح نفسك ساعة بعد ساعة: عسى تكتب آخر الشهر من الفائزين الناجين المفلحين.

رمضان أيها الحبيب:
ترفق دموع المحبين تدفق
قلوبهم من ألم الفراق تشقق
عسى وقفة للوداع تطفئ من نور الشوق ما أحرق
عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرق
عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق
عسى أسير الأوزار يطلق
عسى من استوجب النار يعتق
عسى رحمة المولى لها العاصي يوفق

رمضان أطفأت أنوار المساجد = وتفرق الراكع والساجد
رمضان هل أنا مقبول أم مطرود؟؟ = وهل تعود أيامك أم لا تعود؟؟
وإن عادت هل أنا في الوجود؟؟؟أم في اللحود؟؟

تلاقينا وكأنها لحظات=وتناجينا وكأنها همسات
فمن منا لا تؤلمه ساعات الفراق=ومن منا يتحمل لحظات العناق

رمضان هل مسك الختام وداع=أم إنها العبرات حين تذاع
أم أنها الأنفاس تلفظ نفسها=أم أنها الأنات والأوجاع
أم أنها الروح التي خلجاتها= يوم الرحيل معارك وصراع
قد جئت يا شهر الصيام فمرحبا = وغدوت يا شهر التقى فوداع
يا موسم الخيرات أنى تشترى = يا موسم النفحات كيف تباع
رمضان قدرك في الزمان معرف = لكن قدرك في العباد مضاع
يا مركبا نحو الأصيل مهاجرا = قلبي السفينة واليدان شراع
إني دعوت الله مبتهلا له = ما لاح ضوء في الدجى وشعاع
يا رب فاجمع شملنا في أمة = فيها النبي الهاشمي يطاع
ثم الصحابة خير عصر بعده = من كان معتبرا به الإجماع
وتقبل الأعمال منا كلها = يا رب يا وهاب يا مناع
ثم الصلاة على النبي وله= ما خط ما بين السطور يراع


سأعلن الأحزان وأبث الإشجان=وسأرسل العبرات والزفرات والآهات
فربما هذه آخر ليلة منك يا رمضان =ولا أدري أنا رابح فيك أم خسران!!

يا شمس يا شمس ما لليل قد رآنا
و ما لها العين تبكــــــــــــــــي الدمع هتانا
و ما له القلب قد جافاه صاحـــــــــــــــــبه
فودع الروضة الغنـــــــــــــــــــــــــــاء ولهانا
أشق شيء علـــــى الإنسان فرقتـــــــــه
لمن يحــــــــــــــب و يهوى أينما كانــــــــــا
تمر بالمرء أوقــــــــــــــــــــــــــات يضيق بها
ذرعا فيذكــــــــر الله أحيانــــــــــــــــــــــــــا
الصبــــــــــــــر أثقل ما يلقــــــــــــاه مصطبر
تعنو الجبــــــــــاه له و الحر ما لانــــــــــا
يـــــــــــــــــــــــــا رب إن فراق الخل عذبني
و أورث النفس آلامــــــــا و أحزانـــــــــا
و أذهــــــــــــب العين حتى صار ناظرهــــا
يقول ويحك : قد تلقاه عميانـــــــــــــــــــــا
ألقــــــــــاه أعمى و لكن لا يفارقنــــــــــي
يبقى وتبقى معا في القلب سكنانــــا
يـــــــــــــــــــــــــــا رب رد غريبا ظل وجهته
يقلب الطرف بين الخلق حيرانــــــــــــــــــــا
يبيت يبكـــــي ويصحو باكـــــــــــــــــــيا أبدا
قد جـــــرب الحزن أشكـــــــــــــــالا و ألوانا


اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار، اللهم أعده إلينا، وقد عادت إليك امة محمد- صلى الله عليه وسلم-، وهي محققة للتوحيد، وسائرة على طريق السنة النبوية في كل شؤونها، إنك ولي ذلك ومولاه، وآخر دعائنا: أن الحمد لله رب العالمين.