هام جدا: علماء أهل السنة وإسهامهم في تجديد وتغيير مجرى العلوم
02-08-2015, 05:38 PM
هام جدا: علماء أهل السنة وإسهامهم في تجديد وتغيير مجرى العلوم
- مع تصرف يسير-
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
الجزء الأول:
كعادة:" دجاجلة الوهم والزيف!!؟" من:" بني علمان وأبناء عم ملحدان": الذين سعوا جاهدين لطمس:" حقائق الإسلام الصافي"، وإظهار:" مجارير فكر الكفر" على أنه:" الحق!!؟" بمختلف أنواع المغالطات!!؟.
ومن أشهر أكاذيبهم التي يروجون لها لطمس:" حقائق الحضارة الإسلامية" تبعا لأسيادهم الغربيين: كذبة أن كل من جدد في مجال العلوم عند المسلمين: كان منحرفا عن تعاليم الإسلام، وعقيدة أهل السنة: محاولين بذلك رمي:" الإسلام الصافي" بما هو في:" الأديان المحرفة التي تركوها كالنصرانية واليهودية"؛ ولكن هيهات هيهات: أن يقاس دين الحق على أديان الباطل، فالإسلام دك:( علوم الباطل،-pseudo-sciences- ، وعلوم الخرافة والأساطير والسحر)، وأقر وحض على:" علوم الحق والنفع" حتى ظهر من علماء المسلمين: أناس ممن شربوا من معين:" القرآن والسنة"، فجمعوا الحُسنيين، حيث كانوا:" علماء حديث وفقه"، وأحدثوا ثورة عالمية في:" العلوم التجريبية"، وهؤلاء هم::" الخواص" حيث برعوا في:" علمي الدنيا والدين"، ومنهم العلامة المحدث والفقيه الشافعي والطبيب:" ابن النفيس"، والعلامة المحدث الأندلسي، وأفضل طبيب جراح في زمنه:" أبو القاسم الزهراوي"، والذي يلقبه الغرب ب:"abulcasis"، والمحدث المؤرخ، وخبير النبات:" أبو حنيفة الدينوري"، وهؤلاء هم خاصة الخاصة، حيث نالوا شرف السبق قبل غيرهم في الميدان العلمي، وكانت لهم بصمة عالمية، وابتكارات علمية خالدة في العلوم التي تخصصوا فيها، كما كانوا علماء دين أيضا.
وهنالك غيرهم من عامة المسلمين ممن درسوا العلوم التجريبية دون العلوم الدينية ؛ لكن علمهم بأصول إسلامهم، وعيشهم علي،ه وحبهم له: جعلهم يمشون على تعاليمه في أخلاقهم ومعاملاتهم وأمانتهم.
ومعلوم أن عامة المسلمين ممن يؤدون الفرائض، وينزهون الله ورسوله عن كل سوء، وينسبون له كل فضل هم:" أهل سنة وجماعة"، وان لم يدرسوا ويعلموا تفاصيل العقيدة، لأن التفاصيل للعلماء وأهل الاختصاص، ولا أدل على أنهم من أهل السنة من كونهم موقنين بقلوبهم مستأنسين بجوارحهم لما هم عليه من دين الحق والفطرة، ومحبين له محافظين عليه مدافعين عنه، ومن هؤلاء المجدد المتفرد الفلكي:" ابن الشاطر"، والمبدع:" الخوارزمي"، و:" الإصطخري"، والجغرافي الكبير:" الإدريسي"، و:"البيروني"، و:" ابن البيطار"، وغيرهم كثير .
1-)الطبيب المجدد المتفرد:" ابن النفيس الدمشقي":
هو الطبيب اللبيب والفقيه الأريب؛ والمتفنن الأديب زينة الأئمة والفقهاء ولؤلؤة الأطباء ::" علاء الدين بن النفيس الدمشقي القرشي": الذي اكتشف:" الدورة الدموية الصغرى"، وجدد في ميدان الطب، وشارك بالتأليف في:( الفقه وأصوله والحديث والسيرة والنحو وعلم البيان).
أ-مكانة:" ابن النفيس"، وما قيل عنه في كتب التاريخ عند المسلمين:
قد كان:" ابن النفيس": عالما موسوعيا جمع بين علوم الدين والطب، وأدت أعماله إلى حصول نقطة انعطاف في تاريخ تجديد الطب، وتصحيح الكثير من الأخطاء والمفاهيم.
ذكره الإمام:" الذهبي": في كتاب:( تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام):( الجزء 15 ص597 /دار الغرب الإسلامي/الطبعة: الأولى، 2003)، فقال:
{عَلِيّ بْن أَبِي الحزم، العلامة علاء الدّين ابن النّفيس القرَشيّ، الدّمشقيّ، الطبيب، [المتوفى: 687 هـ] شيخ الأطبّاء فِي عصره. اشتغل عَلَى الشّيْخ مهذَّب الدّين الدُّخْوار، وبرعَ في الصناعة والعلاج، وصنَّف ونبّه واستدرك وأول وشغّل. وألَّف فِي الطّبّ كتاب " الشامل "}...إلى أن قال:{صنَّف فِي الفقه وفي أصول الفقه وعلم الحديث والنَّحو وعلم البيان.}.
وقال شيخ الإسلام:" ابن تيمية": مادحا منهج:" ابن النفيس"، ومستشهدا به في الرد على من أدخلوا:" خزعبلات الفلسفة في دين الله، وفي العقيدة ونفوا النبوة، وأنكروا البعث الجسماني بعد الموت، وغير ذلك من الانحرافات!!؟" :
{ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان: مذهب أهل الحديث، أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون-يقصد مذهب الفلاسفة- فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف،(وعقب شيخ الإسلام قائلا بعد كلامه: يعيني أن أهل الحديث: أثبتوا كل ما جاء به الرسل، وأولئك جعلوا الجميع تخيلا وتوهيماً!!؟}.
انظر كتاب:( درء تناقض العقل والنقل: ج1 /ص203 /نشر الجامعة الإسلامية /الطبعة الثانية).
ورغم أنه أخذ عن:" اليونانيين"، وعن:" ابن سينا" الطب، إلا أنه لم يتوان في مخالفتهم، وتجديد ما خالف التجربة في فنه، حيث رفض فكرته وفكرة:" جالينوس" حول عمل القلب، ليخرج للعالم:" نظرية الدورة الدموية الصغرى"؛ كما كان مستقيم الفكر مفرقا بين الشك الحق في العلوم الدنيوية لتجديدها، والشك الباطل في دين الحق والإسلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكان بصيرا عارفا باختيار المفيد من علوم الأوائل وتاركا لما فيه الدخن والانحراف من عقائد فاسدة، ولوث فكري مما كان موجودا في كتب الأوائل:( كاختلاط علم الطب بتخاريف الشعوذة والسحر عند جالينوس).
وقد قال عنه:" صلاح الدين خليل" –توفي سنة 764ه- في كتابه:(الوافي بالوفيات: ج20 ص183 /دار إحياء التراث – بيروت/عام النشر:1420هـ- 2000م) في معرض الكلام عن:" رد ابن النفيس على من أنكر النبوة، والبعث الجسماني بعد الموت وفناء العالم":
{ وَقد رَأَيْت لَهُ كتابا صَغِيرا عَارض بِهِ رِسَالَة حَيّ بن يقظان لِابْنِ سيناء، ووسمه بِكِتَاب فَاضل بن نَاطِق ،وانتصر فِيهِ لمَذْهَب أهل الْإِسْلَام وآرائهم فِي النبوات والشرائع، والبعث الجسماني، وخراب الْعَالم، ولعمري لقد أبدع فِيهِ، وَدلّ ذَلِك على قدرته وَصِحَّته ذهنه، وتمكنه من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة}.
و تجدر الإشارة إلى: أن أول من تكلم بقصة:" حي بن يقضان" الخيالية هو:" ابن سينا"، ثم أعاد بناءها:" شهاب الدين السهروردي"، وبعدهما كتبها الفيلسوف الأندلسي:" ابن طفيل"؛ ليعارضهم:" ابن النفيس" بكتابه "فاضل بن ناطق".
ومن مؤلفات:" ابن النفيس":
-" الشامل في الصناعة الطبية"، وقد وصف هذا الكتاب بأنه أضخم موسوعة طبية كتبها شخص واحد في التاريخ الإنساني، وقد وضع مسودتها بحيث تقع في ثلاثمائة مجلد بيّض منها ثمانين.
وكانت هته الموسوعة صورة مكتملة للطب والصيدلة في الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى.
-شرح تشريح القانون.
-شرح فصول أبقراط .
-المهذب في الكحل، وغيرها في مجال الطب كثير.
-"طريق الفصاحة" في النحو.
-" شرح كتاب التنبيه" في الفقه الشافعي.
- "مختصر في علم أصول الحديث" في علم الحديث النبوي الشريف.
-"الرسالة الكاملية في السيرة المحمدية" في السيرة النبوية.
وقد كان:" ابن النفيس": رئيس الأطباء بالبيمارستان-المستشفى- المنصوري: الذي كان منارة للخير والرحمة حيث كان قصرا شاسعا، ومعه حديقة ضخمة، ويتداوى فيه المرضى بالمجان، كما يعطى المريض فيه مالا عند خروجه حتى يرتاح مدة تكفيه، ولا يضطر إلى العمل، فيعاوده المرض.
ب- مكانة:" ابن النفيس" عند الغرب، وخدماته في تطوير الطب:
لقد أسهم:" ابن النفيس" في:( علم التشريح-anatomy- ، وعلم وظائف الأعضاء –physiology—،)، وكان أول طبيب في العالم: يكتشف:" الدورة الدموية الصغرى"، ويدرك ديناميكيتها ودقائقها في عصر لم يكن الناس يعرفون حتى تركيب الهواء والغازات، وكانوا يظنون بأن الوريد الرئوي به هباب وهواء: لا دم وغير ذلك ؛ وهنا قائمة لإسهاماته :
1-) اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وباكتشافها صحح خطأ جالينوس، وابن سينا في هذه القضية حيث كان يعتقد جالينوس: أن بطيني القلب متصلان، وأن الجدار الحاجب بين جانبي القلب به مسامات.
2-) فهم وظائف الرئتين والأوعية الدموية التي بين القلب والرئتين، وأدرك أن الدم يجري إلى الرئتين ليتشبع بالهباب -أي الهواء- ثم يعود إلى القلب.
3- ) عرف تركيب الرئة والأوعية الشعرية، وشرح حقيقة الحويصلات الرئوية على الوجه الصحيح.
4-) فهم وظائف الشرايين الإكليلية، وكونها مغذية للقلب، وصحح الخطأ الذي مفاده: أن تغذية القلب من البطين الأيمن، وبالتالي، فهو أول من اكتشف الدورة الدموية في الشرايين الإكليلية.
5-) شرح حقيقة تجدد الدم بالهواء من الرئتين: خلافا لما كان سائداً من رأس جالينوس في هذه القضية.
وبذلك صحح خطأ مفاده أن أوردة الرئة فيها هباب-هواء- وهو رأي جالينوس.
6-) كشفه الاتصال بين أوردة الرئتين وشرايينها.
-7) اكتشف غلظ جدران أوردة الرئتين بشكل أكثر من شرايينهما.
-8) جزمه بعدم وجود فتحة بين البطينين، أو مسامات في القلب: خلافاً لرأي جالينوس.
-9) فهم علاقة العين بالدماغ، وأنها آلة للبصر ،وليست باصرة بذاتها، وأنها تستمد ذلك من المخ، فقال:"إن العين آلة للبصر، وليست باصرة، ومنفعة هذه الآلة تتم بروح مدرك يأتي من المخ-أي الدماغ-"، وهذا ما أكده العلم الحديث من كون الصورة تنتقل عبر العصب البصري إلى الدماغ الذي يقوم بإدراكها وتفسيرها.
كل هته الاكتشافات الفذة، والاستنتاجات الدقيقة، والعبقرية المبهرة في زمن تفتقر فيه الدراسات إلى:" أدنى إمكانيات البحث العلمي والتجربة"، حيث عاش في:( القرن 13الميلادي)، ولا يمكن أن يقال عنه إلا: أنه سبق علوم عصره بقرون - عليه من الله سحائب الرحمات-.
-أما عن:" قضية كونه أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى"، فيبدأ الأمر من عثور الطالب المصري:" محي الدين التطاوي": لمخطوطة لابن النفيس بمكتبة برلين- Staatsbibliothek zu Berlin- ، ولما قرأها أصابه الذهول من دقة الوصف، وتطابقه بترجمة حرفية مع ما قاله:" ويليام هارفي": الذي كان يعظمه الغرب، ويعتبرونه أول من اكتشف الدورة الدموية الكبرى والصغرى!!؟، وقد عاش بعد:" ابن النفيس" بحوالي:( 350 سنة) ؛ وقد كان:" محي الدين" طالبا في كلية الطب بفرايبورغ، فكشف للدكاترة هنالك ما عثر عليه، ولأنهم لا يجيدون قراءة العربية: بعثوا بالمخطوطة إلى:" المستشرق الألماني الكبير: ماكس مايرهوف"، واستفسروه حول القضية؛ فما كان منه إلا أن:" ذهل هو أيضا بما رأى!!؟"، وأقر بذكر:" ابن النفيس" للدورة الدموية الصغرى وتفصيلاته حولها، وقد نال:" محي الدين التطاوي":( شهادة الدكتوراه) عن كتابه الذي ألفه في هذا الموضوع، وسماه:" الدورة الدموية عند القرشي" Tatawi, M, Der Lungenkreislauf nach el Koraschi, Dissert.
https://books.google.dz/books?id=2t_...eiburg&f=false
وفي الرابط من:( موقع pub med ): عبارات وإشارات حول القضية في المقطع:
Muhyi-d-din At-Tatawi (1896-1945) presented his thesis "Der Lungenkreislauf nach El-Korachi. Dissert, z.eil. d. Doktorwrde, Freiburg im Brisgau 1924" of the blood circulation according to al Qurashi relaying on his discovery of his description of pulmonary circulation in one of ancient manuscripts, He proposed that the real credit for the discovery of the pulmonary circulation belongs this eminent physician of the thirteenth century: Ibn al-Nafis.
www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/21287961
كما أن الرابط الثاني يربط اسم:" ابن النفيس": باكتشاف:( الدورة الدموية الصغرىpulmonary circulation): مباشرة في دراسة بعنوان: " ابن النفيس عبقري منسي اكتشافه للدورة الدموية الصغرى":
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2964710/
ونجد على:( موقع pub med) بحثا آخر مفصل حول القضية، وهو للبروفيسور:" John B. West" بسان دييقو –جامعة كاليفورنيا- كما يشير هنا أيضا إلى سبق:" ابن النفيس": بالتنبؤ بالشعيرات الدموية الرئوية قبل:( 400 مئة سنة) من اكتشافها من طرف:" مارسيلو مالبيجي":
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2612469/
وهنا روابط علمية أخرى: تبين أنه أول من وصف واكتشف الدورة الدموية الصغرى :خلافا لمن نسب ذلك ل:"سيرفتوس"، أو:" هارفي":
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/21553447
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/25096906
http://www.fasebj.org/content/28/1_S...nt/543.9.short
وجاء في:" موقع المتحف العلمي البريطاني" بأن:" ابن النفيس" هو: أول من عامل:" التشريح" على أنه: علم مستقل=the first writer to treat anatomy as a separate and independent discipline.
وأن أشهر اكتشافاته كانت الدورة الدموية الصغرى=Ibn al-Nafis’s most famous medical discovery is the pulmonary transit of blood
http://www.sciencemuseum.org.uk/brou...bnalnafis.aspx
وهنالك اعتراف آخر على:( موقع american physiological society)
http://jap.physiology.org/content/105/6/1877
أما حادثة:" السرقة العلمية، والترجمة من عند المسلمين": دون نسبة ذلك إليهم، فقد تكررت في حالات عدة، حيث وجد أن بعض من يمجدهم الغرب، ويعتبرهم الأوائل في بعض الاكتشافات: أخذوا كلامهم وبالحرف الواحد من الترجمة المباشرة لعلماء المسلمين: الذين عاشوا قبلهم بقرون؛ بل وبعضهم نقل ما وجده في مخطوطاتهم بعجره وبجره؛ وبصحيحه وسقيمه: كما حصل مع:" كوبرنيكوس!!؟": الذي نقل مباشرة من الفلكي المسلم:" ابن الشاطر"، وتابعه حتى في أخطائه، ولم يأت بجديد، أو يطور ما وصل إليه :" ابن الشاطر"؛ فيما كان المسلمون على عكس ذلك تماما حيث تجد كتبهم مليئة بنسبة ما ترجموه إلى أصحابه من:" متقدمي اليونان والهند"، حيث ترجموا علومهم، ونسبوها إليهم، وذكروا أسماءهم في كل مقام، بل وذكروهم حتى في عناوين كتبهم، وطوروا ما طوروه بأنفسهم.
أما:" ثالثة الأثافي؛ وكاسرة العروض و القوافي!!؟"، فهو:" إنكار الجميل، واتهام الكثير من الغربيين الحاقدين لحضارة الإسلام: التي فرزت بين:( المنهج العلمي)، وبين:( المنهج الخرافي والسحر والكهانة والشرك)، وحطمت عصمة البشر في العلوم الدنيوية، وشجعت على التجديد فيها: بأنها كانت: نقطة مظلمة في تاريخ العلم!!؟؛ وتابعهم في ذلك بعض:" علمانيي العرب": الذين منذ أن زرعوا في كيان الأمة، وكثر أمثالهم في بلاد الإسلام والمسلمون في تقهقر وتدهور!!؟، وعلى النقيض من هذا، فكثير من المنصفين في الغرب يعترفون بفضل علماء المسلمين وحضارتهم في دفع عجلة مختلف العلوم، وبإسهاماتهم في خدمة البشرية، وقد قال العلامة الجزائري:" ابن باديس" رحمه الله في تفسيره:
" ففي العام الماضي: كان احتفال إسبانيا أمتها وحكومتها بانقضاء ألف سنة على تأسيس الخلافة الإسلامية في قرطبة، ومعنى ذلك: الاعتراف لهذه الخلافة الإسلامية العربية بفضلها على مدنية اليوم، ورفعها منار العلم والعمران أيام كانت أمم الغرب في همجية عمياء؛ وفي هذه السنة كان الاحتفال في جامعة ألمانيا ببرلين بذكرى أبي القاسم الزهراوي الأندلسي الطبيب الجراح الذي لا تزال نظرياته واستنباطاته معتمدا عليها إلى اليوم. وكان الاحتفال في القاعة الكبرى التي لا يحتفل فيها إلا بأكابر العلماء الذين خدموا الإنسانية خدمة جليلة.
ومعنى هذا: الاعتراف لعلماء العرب بخدمة العلم والإنسانية في ظل الإسلام منذ قرون".
انظر:( مجالس التذكير من حديث البشير النذير لابن باديس: ص286-287 / مطبوعات وزارة الشؤون الدينية/الطبعة:1، 1403هـ . 1983م).
و:" أبو القاسم الزهراوي": الذي ذكره الشيخ:" ابن باديس" هو الذي ستأتي ترجمته بعد:" ابن النفيس" إن شاء الله.