هذه هي أسباب الإقصاء المر لوفاق سطيف من رابطة الأبطال الإفريقية
23-08-2015, 07:18 PM

كريم. ح

تعددت أسباب إقصاء وفاق سطيف من دور المجموعات في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، وهذا بالرغم من كون كثير من المختصين رشحوه للحفاظ على اللقب الغالي لثاني مرة على التوالي، وذلك في ظل إقصاء فرق كبيرة من الأدوار التمهيدية الأولى في صورة الأهلي المصري والترجي والصفاقسي التونسيين، ولكن ذلك لم يحصل في ظل الأداء الفني المتوسط المقدم من قبل أشبال المدرب خير الدين ماضوي في المباريات الخمس بدليل النتائج السلبية المسجلة، وآخرها التعرض لخسارة بطريقة "مهينة" أمام اتحاد العاصمة بثلاثية نظيفة كانت سببا في الخروج الرسمي لتشكيلة "الكحلة والبيضاء" من المسابقة، وهذه هي أهم الأسباب التي كانت وراء تراجع الوفاق قاريا في النسخة الحالية من المنافسة الغالية رابطة الأبطال.

التخلي عن أبرز أبطال النسخة الماضية

السبب الأول لخروج الوفاق المهين من مسابقة رابطة الأبطال في نسختها الحالية هو فشل إدارة النادي بقيادة الرئيس حسان حمّار من الاحتفاظ بركائز الموسم الماضي، والدليل في ذلك هو رحيل ثمانية لاعبين دفعة واحدة نحو فرق مختلفة، والبداية بالثنائي ملولي وجحنيط المحترفين في البطولة الكويتية، وقلب الدفاع دمو المنتقل إلى صفوف مولودية الجزائر ولقرع إلى شبيبة الساورة وبوكرية نحو مولودية بجاية وڤاسمي إلى نصر حسين داي ويونس نحو اتحاد الحراش وأخيرا زي أوندو المنضم إلى مولودية وجدة المغربي، حيث لا يختلف اثنان في كون اللاعبين الثمانية المذكورين ساهموا بشكل فعال في التتويج التاريخي لتشكيلة الوفاق في النسخة الماضية ورحيلهم يعد خسارة كبيرة.

والنقطة الملاحظة هو عدم أخذ إدارة حمّار الدروس من الأخطاء الماضية، والدليل في ذلك كون الوفاق يعتبر الفريق الأبرز في الجزائر الذي تخلى عن ركائزه الأساسية بكل سهولة، وذلك دون السعي إلى إقناعهم بتجديد أو تمديد عقودهم من أجل الاستفادة من خدماتهم لأطول فترة ممكنة أو حتى بيع عقودهم مقابل مبالغ مالية معتبرة في حال تسريحهم من قبل الطاقم الفني.

أخطاء بالجملة في تقييد اللاعبين قاريا

وثاني الأسباب الرئيسية، الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها إدارة وفاق سطيف في تقييد لاعبيها قاريا للمشاركة في مسابقة رابطة الأبطال، والدليل في ذلك ما فعلته في المرحلة الأولى عندما وضعت 27 ملفا للحصول على الإجازات من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهذا بالرغم من علم الرئيس حمّار والمدرب مضوي بأنه يوجد عدد لا يقل عن خمسة عناصر سترحل عن صفوف التعداد مباشرة بعد نهاية بطولة الموسم الماضي، وهو ما أوقع النادي في ورطة حقيقية بدليل حيازة الفريق سوى على ثلاث إجازات من أجل تقييد المنتدبين الجدد، وذلك رغم حاجة التعداد إلى خمسة لاعبين على الأقل في الخطوط الثلاثة لسد النقائص الكثيرة التي سيتركها المغادرون.

المنتدبون الجدد لم يقدموا الإضافة الكافية

واضطرت إدارة الوفاق بطلب من المدرب خير الدين مضوي تقييد ثلاثة لاعبين جدد في القائمة الإفريقية، ويتعلق الأمر بالظهير الأيسر المغترب حاشي والمدافع القادم من الحراش كنيش وصانع الألعاب شنين، حيث لم ينجح الثلاثي المذكور في تقديم الإضافة لصالح الفريق في المباريات الإفريقية، وهذا بالرغم من محاولة الأول (حاشي) تطوير مستواه من مباراة إلى مباراة، غير أنه بدا جليا افتقاده خبرة اللعب في المنافسات الإفريقية، أما الثاني (كنيش) فلم يقدم شيئا في رابطة الأبطال ولعب لقاء واحدا أمام المريخ السوداني في أم درمان وطرد آنذاك بالبطاقة الحمراء، أما الثالث (شنين) فقد اقتنع أنصار الوفاق بأن إمكاناته بعيدة عن أبرز العناصر في البطولة المحلية في صورة بلايلي أو درارجة، ولم يتسن للوفاق الاستفادة في نفس الوقت من المنتدبين الآخرين في صورة الإفريقي آمادا والمدافعين بلعمري وربيعي.

تضييع النقاط في مباريات الثامن ماي

ضيعت تشكيلة الوفاق في مباراتين فقط داخل الديار أمام اتحاد العاصمة والمريخ السوداني خمس نقاط كاملة، وذلك بعد هزيمتها في اللقاء الأول بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد واكتفائها بالتعادل في اللقاء الثاني بنتيجة هدف مقابل هدف، حيث تواصل "عجز" الوفاق عندما يتعلق الأمر بالمباريات التي يحتضنها ملعب الثامن ماي، وهذا مثلما حصل في النسخة الماضية، لكن آنذاك كان رفقاء المخضرم زياية ينجحون في جلب النقاط من ملاعب المنافسين، ولكن لم يحصل ذلك في الطبعة الحالية بدليل تحقيق انتصار واحد فقط على حساب الجار مولودية العلمة بهدف مقابل صفر مع الانهزام أمام المريخ في ملعب أم درمان بنتيجة هدفين مقابل صفر، وأمام اتحاد العاصمة بثلاثية نظيفة.

الغرور يصيب الرئيس حمّار وطاقمه

ويرى أنصار الوفاق بأنه من أسباب "الخيبة القارية" هو "اغترار" الرئيس حسان حمّار وطاقمه الإداري بالإنجازات المحققة في الموسم الماضي بعد التتويج بكثير من الألقاب القارية والمحلية، والدليل في ذلك عجز الرجل عن ضمان صفقات جديدة تكون قادرة على رفع التحدي في مختلف المنافسات سواء القارية أو المحلية، وهذا كله بالرغم من حيازة الوفاق على سيولة مالية كبيرة في الخزينة بعد الاستفادة من مداخيل كبيرة من السلطات المحلية أو عوائد التتويج بلقب رابطة الأبطال، ولكن الذي وقفنا عليه في سياسة حمّار هو التخلي عن أبرز الركائز الأساسية وانتداب لاعبين عاديين ليسوا من النجوم، وهو ما كان له التأثير السلبي على مشوار الفريق في انتظار نفي ذلك في منافسة البطولة المحلية، وذلك لأن الوفاق دائما ما يعود قويا بعد السقطات التي يكون عرضة لها.

مضوي: انطلاقتنا الحقيقية في الموسم يوم الثلاثاء

قال مدرب وفاق سطيف خير الدين مضوي بأن إقصاء فريقه من دور المجموعات كان منتظرا بعد الهزيمة في لقاء الجولة الرابعة أمام المريخ السوداني بملعب أم درمان، وأشار بأن الهزيمة الأخيرة أمام اتحاد العاصمة كانت متوقعة في ظل الخيارات المحدودة، وتحدث أيضا بأن الخسارة بهدف وحيد أو بثلاثية نظيفة هي نفس الشيء بالنسبة له مادام أن فريقه خرج من اللقاء بصفر نقطة، مضيفا بأن فريقه صنع كثيرا من الفرص الخطيرة في المباراة، لكن التألق الكبير للحارس زيماموش كان سببا رئيسيا في عدم زيارة الشباك ولو لمرة واحدة، وقال بأن مهمته هي السعي إلى تصحيح الأخطاء، خاصة في الخط الدفاعي وتحسين فعالية المهاجمين أمام مرمى المنافسين، وبدا الرجل متفائلا بالمستقبل، خاصة وانه سيستفيد هذه المرة من خدمات اللاعبين الجدد في صورة بلعمري وأمادا وربيعي، وصرح المدرب الشاب: "انطلاقتنا الحقيقية في الموسم ستكون يوم الثلاثاء المقبل بمناسبة اللقاء المتأخر من الجولة الثانية أمام اتحاد العاصمة".