حتى الكوكايين../ بقلم: معلومي ياسين
03-10-2015, 11:05 PM

لما سمعت بالعقوبة المسلطة على نجم اتحاد العاصمة، يوسف بلايلي، القاضية بحرمانه من مزاولة أي نشاط كروي لمدة موسمين كاملين، بسبب تناوله مادة محظورة، لم أصدق الخبر في البداية، وكنت أظن أن هيئة حياتو تنتقم من روراوة بسبب الجدل الذي أثير حول كأس إفريقيا 2017، أو من أجل حرمان الاتحاد العاصمي من لاعبه الذي قهر كل الأندية التي واجهته، ولكن أن يتناول أغلى لاعب في البطولة الوطنية الكوكايين ويعترف بذلك أمام اللجنة الطبية للفاف فهذا أمر غير مقبول.. فإذا كان اللاعب بلايلي يتحمل كل تبعات القضية، فإن النادي العاصمي الأغنى في الجزائر هو الآخر مسؤول عما حدث للاعب.. لماذا لم يتفطن ولا مسؤول في الاتحاد إلى ما كان يقوم به اللاعب الذي أضر بنفسه وبفريقه وحتى بالكرة الجزائرية، التي أصبحت بعقوبة بلايلي حديث وسائل الإعلام الدولية، حيث كان اللاعب يعامل بطريقة خاصة من طرف مسؤوليه على حساب بعض المدربين، الذين تعاقبوا على الاتحاد.

لا أعرف إن كان بلايلي، الذي كان يتناول الكوكايين، يعرف خطورة المادة التي كان يتناولها وآثارها على جسمه مستقبلا، والأسباب التي جعلته يسير في هذا الطريق المظلم رغم أنه يتقاضى مبلغا كبيرا يفوق حتى "شهرية" رئيس الجمهورية ووزراء الدولة الجزائرية وكل إطاراتها وفي مختلف المجالات.. اللاعب الذي كان قدوة لكل اللاعبين الجزائريين الشباب وأنصار كل الأندية بسبب تألقه المذهل منذ عودته إلى الجزائر بعد تجربة في تونس، يدفع الآن ثمن تهوره.. وحتى فريقه، اتحاد العاصمة، يتحمل جزءا من المسؤولية لما حدث له، فلاعبون كبار في العالم على غرار رونالدو وميسي وزلاتان وغيرهم يتألقون أسبوعيا في الملاعب الأوروبية لكنهم دائما تحت "حراسة" أنديتهم لإبعادهم عن المنشطات التي تعتبر العدو الأول والأخير للاعب.

قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمراقبة كل مباريات الرابطتين الأولى والثانية من الجولة السابعة، المقررة هذا الأسبوع، في إطار تعزيز عملية مكافحة تناول المنشطات متأخرة نوعا ما، لأن "الفاس قد وقع في الراس". وكان على هيئتنا تطبيق مثل هذه القرارات منذ بداية الاحتراف الذي يدخل بابه الواسع. فكيف سيكون موقف الفاف لو شارك لاعب محلي مع المنتخب وثبت بعدها تناول المنشطات، بالطبع ستكون الطامة الكبرى. وماذا لو استدعي بلايلي إلى "الخضر" وانكشف أمره، كيف سيكون رد فعل هيئتنا التي لم تعط هذا الأمر أي اهتمام.. فعندما نتذكر ما حدث لمزاير منذ 10 سنوات في تونس ولاعبين آخرين في مختلف الملاعب العالمية نجبر على الاهتمام أكثر بالمنشطات.

أتمنى أن يكون ما حدث لبلايلي صفارة إنذار لكل اللاعبين الجزائريين، خاصة أولئك الذي يتقاضون أموالا طائلة يصرفونها على هذه المواد المحظورة وعلى السهرات في الملاهي الليلية، حتى ليلة المقابلات الرسمية.