الرد على الطاعنين في المداخلة
05-11-2015, 12:29 PM
ففي خضمِّ الصراع العقديِّ والفكريِّ الذي تعيشه الساحة الدعوية اليوم وخاصة ما يُنشر في هذه الأيام على جريدة الشروق حول الصراع بين السلفية والطوائف الأخرى نلاحظ هجوما ظالما على الحق وأهله والداعين إليه بلا بينة ولا برهان، بل بالكذب والبهتان، واصفين من انتهج المنهج الأقوم بـ: «المداخلة» نسبة إلى الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، وما ذنب هذا الإمام سوى محاربته لأهل البدع والتحذير من فكر الخوارج سالكا منج أهل السنة والجماعة في معاملة الحكام بلا زيادة ولانقصان، فثارت عليه الثائرة ورمي بالإرجاء والعمالة للسلطان وأصبح كل من يسلك هذا الطريق يلقب بالمدخلي ويرمى بقوس واحدة على أنه استخباراتي !،[وقد تولَّى كِبْرَ هذا الإفك -في وقتنا الحاليِّ- بعضُ قاصري النظر من الإعلاميِّين المتشبِّعين بالفكر الخارجي اعتقادًا ومسلكًا، والفكر الغربيِّ إرادةً وطموحًا. سخَّروا أقلامَهم -تحت ركب أهل الأهواء- لضرب المنهج السلفيِّ بتكهُّناتٍ وتخرُّصاتٍ تنبئ عن جهلٍ عميقٍ بالدعوة السلفية وأصولها، وحقدٍ دفينٍ تجاه مشايخها وأعلامها عموما والشيخ ربيع المدخلي خصوصا، فعمدوا إلى كلِّ سيِّئةٍ فأناطوها به، وإلى كلِّ نقيصةٍ فوسموه بها، رسموا من إلصاق التهم بأقوالٍ مجرَّدةٍ من الأدلَّة والبراهينِ منهجًا لهم، وهو مسلكٌ كاسدٌ ينطوي على نوعٍ من النفاق في العلم والكلام]([1])، وإذا كان كل من يدعو إلى اعتقاد أهل السنة والجماعة ومحاربة أهل البدع والتحذير من الخوارج مدخليا فكل علماء أهل السنة مداخلة بلا استثناء، وهذا يذكرني بما قاله الشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله لما لقب هو وأصحابه بالوهابية حيث قال: «ثمَّ يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهَّابي، أفتُعَدُّ الدعوة إلى الكتاب والسنَّة وما كان عليه سلف الأمَّة، وطرحُ البدع والضلالات، واجتنابُ المُرْدِيَاتِ والمهلكات؛ نشرًا للوهَّابية؟!! أم نشْرُ العلم والتهذيب وحريَّة الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح نشرٌ للوهَّابية؟!! إذًا فالعالَم المتمدِّن كلُّه وهَّابيٌّ! فأئمَّة الإسلام كلُّهم وهَّابيُّون! ما ضرَّنا إذا دعَوْنا إلى ما دعا إليه جميع أئمَّة الإسلام وقام عليه نظام التمدُّن في الأمم إن سمَّانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون، فنحن -إن شاء الله- فوق ما يظنُّون، والله وراء ما يكيد الظالمون»([2]).
هذا وليعلم القارئ وكل جزائري ملبس عليه أن الشيخ ربيع لم يختلق منهجا خاصا به في معاملة الحكام بل سار على نهج أسلافه من علماء أهل السنة والجماعة، ولهذا أحببت نقل كلام عالم من علماء الجزائر ألا وهو الشيخ الفقيه أحمد حماني رحمه الله مفتي الجزائر سابقا حتى يكون المرء على بينة من أمره لا ينساق وراء صيحات المغرضين من ذوي العقول التالفة والأفكار الزائفة التي ترمي كل من خالفها بالمدخلية، فهل يا ترى سيكون الشيخ أحمد حماني مدخليا لمقته فكر الخوارج والتحذير من الفتنة والدعوة إلى الأمن والسلام كما يدعو إليه الشيخ ربيع؟ أم أنهم سيقولون شيخ خرف وجهول؟ وإلى الله المشتكى.