ذي القرنين و المهدي المنتظر
09-12-2015, 09:04 PM
ذي القرنين المذكور في القرءان الكريم هو نفسه المهدي المذكور في الاحاديث النبوية، و يوصف عند النصارى و اليهود بالحمل و الخروف الوديع، نسبة الى عيسى ابن مريم، و من قبله من عُبِد و عُظِّم ، من شخصيات منافسة ،سكنت الاغريق و الهندوس و المجوس و مصر القديمة، و بقصة ذي القرنين فصل في أمر البدعة و دقق ما نصه في الشرعة ، و قال لا رجعة لعيسى ، و انا ما ذكرته من بين خوالف الزمن المنحرف ، بل انتم من اقحمتموه في النصب و دهقتم عليه كلمة الرب .أواخر سورة الكهف كانت ردا على كل عرف خطير صنعه التنصير، و ذي القرنين كان مفتاح القاعدة التي بنيت عليها عودة المسيح عند هؤلاء ، و ظنوا انها ستكون ثورة إخاء عارمة يقودها سيد عصمة و كلمة صارمة، يخرج من ذمة الانجيل مواكبا كل سبل التمويل الفكري، و الذاتي و قد يشبه طالوت في العلم و الجسم و القرابة ، و وجدوا خروفهم السليل، بعد زمن طويل، لكن في مكان غير الذي كتبت عنه المواويل اليهودية و النصرانية، لقد حقق الله الأمنية بما يتماشى مع الكنية العربية، لكن في جسم أعجمي زاد فضله بما عمله أهله من قبله ،و كان ملكا عادل خرج بجيشه العظيم لينعم على المسلمين بالتكريم، لقد خرج و لن يعود ،و ما عليكم إلا بالاعتدال ،و الا لن تروا من الخير إلا المحال، لقد سد فعلا هذا الملك البطل ، الابواب على يأجوج و مأجوج بما منحه الله من نعم اجتهاد و كرم جهاد، لكننا في زمن الرًّسل و قد آن الأوان لنصبح لقمة في فم الثعبان الاكبر، الفاتيكان صاحب الجلباب الأحمر و الكرسي المجوهر ، و فتحت أبواب يأجوج عن طريق التهاون، كما فتحت أبواب مأجوج عن طريق التحالف و التعاون و التآمر مع هؤلاء ، و من العراق بدأت الازمة، و الى اليمن ستكر جيوشهم السرية بالنقمة ،و كل البلدان الاسلامية ستتعرض للخسف، إن ضلت على تقية الحلف ،لقد فصل الله في أمر آخر الزمان بذي القرنين و الدابة الانسان ، و لا أحد بعدهما ستكون له الغلبة ، و سيترك الكتبة يكتبون الى يوم يسأمون من الأكل في ماعون إبليس، و ضخ ما يستطيعون من تدنيس ،و إن من الإبر ليخزق الجسم بالعبر، و تموت العبرة بعد ان ينتهي الخيط ، من القنوت لبساط العذر المزخرف بالقذر ، يا حبذا لو يستفيق المسلمون من سكرتهم و يدركون ان الله في عونهم إذا ما عادوا إلى رشدهم و بلاغة عقلهم ، من أضاف للأحاديث التلويث و قادها ناحية المندأة ، لا بد أنه كان قاصد التعبئة ،أي إبقاء الظن في دائرة المنة العرفية القديمة، و سيصل صيت النصارى العالمية ، إذا ما جهرت آخر ديانة و التي هي الاسلام، بتضامنها مع العقيدة النصرانية ،التي تبيح عودة المسيح بالسيف، بدل الطيف الذي كان عليه ، و كفانا استشهاد بآية قرءا نية، ما أراد بها الله ،إلا تحميل الكفرة العلة ،و تحويل جهدهم الى مذلة
بسم الله الرحمان الرحيم
قال اني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني مباركا اينما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حيا سورة مريم 30-31-32
بسم الله الرحمان الرحيم
يا يحي خذ الكتاب بقوة و آتيناه الحكم صبيا و حنانا من لدنا و زكاة و كان تقيا و برا بوالديه و لم يكن جبارا عصيا و سلام عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا سورة مريم
لما لا نقول على يحي أنه سيعود الى الحياة ،و هو الاولى بالعودة بموجب قول المولى عز و جل "السلام عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا " و خاصة إذا أدركنا أنكلمة يموت تتحدث بلغة المستقبل ،و المستقبل جزء لا تعيه انفسنا لكن يعيه الله بموجب خلقه للأمور ، من الاروع و الاجمل ، أن يجمع الله ليحي ما جمع عيسى لنفسه من تحية و ثناء و رحمة و تقدير بقوله" سلام علي" و بهذا يكون ليحي تحية سلام من الله لتقوته العظيمة ،و بره بوالديه، و لينه و عطفه و حفظه للكتاب، و قدرته على الخطاب الديني ،و هو صبي صغير، و ذاك هو حنان الله، و حبه لمن والاه من عباده، هو عطاء لا يوازيه عطاء في الارض ، و كان اسمه من اختيار الله علا علاه ، لأنه كان منة صبر طال سنين طويلة ،و قطعة نور ولدتها حياة عليلة ،فكان بالنسبة له منيع حياة لكل موتى الفكر و الأدب
بسم الله الرحمان الرحيم
إذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني و أمي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شيء شهيد سورة المائدة
لا شفاعة غير الطاعة، و عيسى عليه السلام تبرأ من هؤلاء الاقوام، و ترك مصيرهم في يد الله ،و الله حكم في هذا الاتجاه بحكمة رحمته ، و قوة رهبته فمن جاء الله بقلب سليم له الشفاعة و لا عتبى عليه ،و أما من ضل ضلال الغل و البدعة فسيكل الله أمره لمن يفقه في ترويض الجمر من ملك جهنم و لقد عاد أموات الى الحياة ،لكنها كانت حكمة الله البالغة القدر ،أن يجعلهم أية للبشر و عبرة لمن يعتبر ، و غير ما تواجد في القرءان يعتبر باطلا و بهتان
بسم الله الرحمان الرحيم
فضربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بريهم و زدناهم هدى و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات و الارض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولى يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا و إذ اعتزلتموهم و ما يعبدون إلا الله فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته و يهيئ لكم من أمركم مرفقا و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال و هم في فجوة منه ذالك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا و تحسبهم أيقاظا و هم رقود و نقلبهم ذات اليمين و ذات الشمال و كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا و كذالك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم سورة الكهف
الضرب على الآذن يعني صما ملتزم، و قد ضرب الله على سمع هؤلاء فلا يسمعون لغوا و لا بكاء ، ثم بعثوا من مرقدهم ليعلم الله أي الحزبين أعلم بحقيقة هؤلاء ،و كم مكثوا مدرئين في الخلاء الروحي ، الحزب الاول هو القائل ابنوا عليهم بنيان وقد كانوا أهل عصيان ،الحزب الثاني هو الحزب الذي غلب على أمرهم و قال لنتخذن عليهم مسجدا ،و الأرجح أن يكونوا ،من ملة واحدة لكن منشطرين انشطار الفائدة أي طائفتين الاولى ضالة و الثانية معتدلة و عادلة ،و قد هيئ الله لهؤلاء الفتية مرفقا في انتفاضتهم المغلقة ،فرفق بهم رفق الرب ،و أنزل عليهم سكينة القلب و الجسد ،و رافقتهم الملائكة، تزيل عنهم الغبار، و تحيطهم بالاستقرار ،و تقلبهم ذات اليمين و ذات اليسار، و كانت الشمس إذا طلعت تأخذ من كهفهم الجزء الايمن ،و التزاور هو جذع من كلمة زيارة ،كما هو القرض جزء من كلمة انقراض ، و إذا غربت الشمس تقرضهم ذات الشمال ،أي تزورهم من اليمين ،و تغادرهم من الشمال ، و هم في فجوة منه ،و الفجوة هي الفراغ ، حيث لا يشعرون أيان يبعثون ، أي هم في غياب لا يعرف له جواب، و لا يرون من تلك المناظر و الامور التي تجري في الكهف إلا الخف أو الخيال، هذا إن كانت الروح تأبى الزوال من أجسادهم ، و من يراهم يظنهم أيقاظا أي أحياء و هم رقود أي أموات ،لأن الاستيقاظ له دلالة ندركها من الحركة و النشاط، لكنهم أجساد مستلقية ،تقلبها الملائكة لأجل العافية ،رغم أنها غائبة إدراكا و حراكا ،و قد نقول عنهم موتى بموجب اتساع رقعة انفصالهم عن الواقع ،و قد بعثهم الله بعث الآخرة لتكون للأجيال نظرة عن الآجال ،و كيف يحيي الله الثمرة ،بدون أن يقتلع جذع الشجرة و يعيد غرس آخر جاهز للتطور
بسم الله الرحمان الرحيم
أو كالذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فآماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك و شرابك لم يتسنه و انظر إلى حمارك و لنجعلك آية للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير البقرة
و صاحب الحمار كان من الاخيار الثيبين، لأن فقهاء اليهود كانوا يقتدون بأنبيائهم في كل الامور حتى الخاصة باللبس و نوعية الركاب ، و الانبياء كانوا يتخذون من الحمار وسيلة تنقل كمن نقول كانوا يعيشون في تقشف بلغتنا المعاصرة ، و الحمار كان علامة التواضع و الفقر أيضا و كان وسيلة نقل جميع الانبياء، لأنهم لم يعيشوا في رخاء و ضلوا يستترون من الدنيا و بنيتها بحسنات تنافسها ، و قد وقف الفقيه العالم على معالم حضارة اندثرت اندثار الحروب أو الامراض الرهيبة و حتى المجاعة ، فقال أنى يحييها الله و قد أصبحت رميم و تراب ذميم لا ينفع لشيء، فأراه الله قدرته حين غفى غفوة الحياة ،فمات و بعث، و لم يدرك كم لبث من الوقت ،إلا ما يقوله جميع من سقط عليهم التطبيع "يوما او بعض يوم" و هناك أدرك أن الله سيد الامور و مالك دستور الحياة و الموت و لا يستطيع أحد أن ينفي قدرته في الوجود . حتى طعامه و شرابه تمكن الله من إبقائهما في رحابه فما كان عليه إلا أن ينظر باتجاه حماره أو ما تبقى منه ، ليرى البعث في صورة معبرة صنعتها عظام عادت الى الالتئام، و لحم كسى العظم بنظام عام ،و قد حبك الله العظام حبك القوام فاتصلت ببعضها و كونت بعدها الجسدي ،و النشز هو ما خرج عن القوام ،او تبعثر و خرج عن الحد المقدر و قد تبعثرت، ثم عادت لتنشأ من جديد كأنها استقت من جبيرة طلعتها المنتظمة
بسم الله الرحمان الرحيم
ألم ترى إلى الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس و لكن أكثر الناس لا يشكرون و قاتلوا في سبيل الله و اعلموا أن الله سميع عليم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و الله يقيض و يبسط و إليه ترجعون ألم ترى إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله و قد أخرجنا من ديارنا و أبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم و الله عليم بالظالمين سورة البقرة
ما أراده الله هو ضرب مثال للمؤمنين الذين يخشون الجهاد ،و يرون فيه الموت المؤكد فقال الموت أمر مسطر و لا يمنع منه بشر ، و هناك من الشعوب من هجرت مدنها هروبا من الحروب، لكنهم تفاجئوا بوجودها في أقصى مكان ذهبوا إليه محبة النجاة، فأماتهم الله شرعة، بما ابتدعوه من بدعة، لأن الجهاد سمة الاجتهاد ،و هم رفضوه بدعوى السلاك ، ثم أحياهم الله بما بلاهم به من عقدة ،أي دافعوا على أنفسهم بالحرب، التي فروا منها إلى الشرق و الغرب أو أي منطقة تغيب فيها المحرقة، و لله الفضل على الناس حيث يريهم مناظر الاقتباس من غيرهم، بما يخدم مصيرهم و مصير أبنائهم، لكن أكثر الناس لا يشكرون نعم الله ،و يظنون به الظنون، لأنه أجاز لهم قتال الملعون ،و الخوف سيد الامر لكن لا عذر ،و إلا القبر مولاهم و الحضيض مستواهم ،و الآيات تكمل بعضها لأنها تتحدث عن منهج مورث ،جهاد و عزوف اثر الرهبة التي سكنت عقول المغلوبين
بسم الله الرحمان الرحيم
و إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم بأن تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادعو لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض و لا بكر عوان بين ذالك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي غن البقر تشابه علينا و إنا انشاء الله لمهتدون قال غنه يقول بقرة لا ذلول تثير الارض و لا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها و ما كادوا يفعلون و اذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها و الله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذالك يحيي الله الموتى و يريكم آياته لعلكم تعقلون سورة البقرة
ما فعله بنو إسرائيل هو أنهم قتلوا نفسا فاستخفوا وراء اندثارها ، لا يجيبون إلا بالنفي و الظنون ، و كانت البقرة الصفراء الفاقع لونها ، محل معجزة أفقدت اليهود جهودهم في تحويل القضية إلى عدوهم ، لأنهم اعتادوا على رمي الناس بالباطل و اتهام الغرباء بجرائم ارتكبوها عن طيبة نفس ، وتذكرنا البقرة حتحور، ببقرة قوم موسى الصفراء الفاقعة اللون المسلمة التي لا شية فيها ، إنها أمور تبعث على الدهشة خاصة إذا علمنا أن الله جعلها من ضمن شروط العودة الى الحياة ،و كأنه يقول ايزوريس لم يعد الى الحياة إلا عندما جمعت العذراء اشلائه و ارتمت عليه لاحتوائه، حتى يستطيع أن يتجدد في صورة ابنه حورس ، و كذالك فعلت البقرة الصفراء الفاقعة اللون التي يشبه لونها لون بشرة ابنة آدم العذراء الشقراء و الحميراء ، لقد سقطت على الميت سقوط الإخاء لتفديه بدمها و جسدها ، فيعود إلى القوم و يخبرهم بأسماء قتلته على العلن ،و حقق الله عزائم اليهود بما تمنت أنفسهم من جحود ، بحيث كانوا يعشقون الطقوس الفرعونية ، و يحبون كل ما هو لغة سحرية ، فأمرهم الله بذبح بقرة و إلقاء بعض من أعضائها على القتيل حتى يرتد عائدا من الحياة الاخرى ، لكنهم رأوا الامر مهزلة عصر ، و ظنوا بالله الظنون ، رغم أنهم كانوا من أحبة آمون و زوجته آمونت العذراء و البقرة الصفراء ، و مع كمية البقر الموجودة ضلت عنهم الطريقة المعهودة في إحياء الموتى لكن أدركوا الامر ما إن اكتملت الاوصاف ، التي كانت مطلوبة في البقرة الام لكننا ندرك انهم استحلوا المراوغة ليفيء الله عن الامر، و لا يطالبهم بتقصي الحقيقة فتظهر اوزارهم و ينحط مستواهم ،و حين اهتدوا الى البقرة كانت تلك اللغة المتحضرة التي لا زالت لحد الساعة تعبد عن قناعة، او محل بحث دائم من طرف دعاة الجرائم و ستذبح البقرة ان ظهرت للعيان على مذبح الرب ، و تكن انتصارا لكل اليهود خاصة مع عودة جود مسيح اليهود
عبد المصريين القدامى البقرة لأنها كانت صورة مجازية عن العذراء بما تملكه من رخاء صحي وعضوي، و قد كانت تمثل الامومة في فترة رزقت فيها إيزيس ببذرة الحياة الرب حورس ،و ضلت قصة العذراء تهيم في الولاء البشري لأنها كانت شقيقة هابيل القتيل الذي كان من المفروض ان يصبح زوجها لولى اغتيال قابيل لهذا الاخير و عرفت في مصر ميريت أو ميري لأن التاء كانت عنوان اكتفاء ذاتي صنعته الالهة نوت ،و هذا ما جعل للمرأة نصيب في حرف التاء، فبات يلازمها في الاسم و الفعل مثلا زهرة ، و أمينة ،و خرجت، و دخلت ،و رفعت، و صنعت ،حتى المخاطب استفاد من التاء ليحرك الماضي بما يسترضي الالهة نوت سليلة الاله نون و شقيقته و زوجته ،و مريم و ميريم إسم تدحرج من حضارة الفراعنة و أصبح نبرة متمكنة الكل يسجد لها طاعة و شفاعة ،و الميم في آخر إسم مريم هو حرف انتساب للمرأة ،و الأم و نستطيع ان نقول عن يم أم أو يُمّ، و نستطيع أن نقول عن المرأة، مرية، لأن الألف لا يختلف عن الياء في الاكتفاء اللغوي ،أي يدبلج إلى ياء في بعض اللهجات و في مواطن أخرى ، العقيدة المصرية كانت معقدة جدا ،حيث بنيت على الاستنساخ الذاتي، و من هنا أصبح الكل يجري داخل جسد واحد متعدد الأوجه و المشاهد، أو كما نقول :الكل في واحد و الواحد في الكل، و بما أن العذراء كانت شقراء حميراء و جب على الامم أن تتبع هذا المنهج المنتظم و اختيرت البقرة حتحور عن قناعة ،لأنها توازي العذراء لونا و رخاء
استطاع اليهود أن يحددوا شخصية المهدي عن طريق تاريخ ميلاده و حتى لقبه و لقب أجداده، فالأحاديث النبوية دلت على أن اسمه محمد ،و قد مدح الرسول أميرا و جيشه و قدر أن يكون فاتح القسطنطينية عاصمة الروم الظاهرين بملكهم على الارض، عثمان اسم موقر و قد اختاره والد عثمان الاول تيمنا بعثمان ابن عفان الغني المتعفف و الكريم المنصف، و قد عرف عثمان ابن عفان بذو النورين لأنه تزوج من ابنتي الرسول عليهما أفضل السلام و التسليم ،و ذو النورين اسم مهد الطريق لرجل أجَلّ و أسمى تنتظره الامة الاسلامية بفارغ الصبر، ليكون مخلص الشعوب من أئمة الكفر و الذنوب و الحروب من أمم يأجوج و مأجوج الظالمين المسيطرين على العالمين بقوة السلاح و الاقتصاد ، لقد رمز للنور في مصر القديمة بالقرن الذي يحمله الحيوان على رأسه ،و كل من رآه في رؤية كان يستبشر بسنة خيّرة ،و كثيرا ما رفعت القرون على رؤوس البشر لتكون أنوار زاهية تنير لهم ظلمات المصير العسير، و العذراء إيزيس حملتهم بغية الاكتفاء الروحي و البدني و كانت في نفس الوقت تنوب عن البقرة حتحور في الرخاء و العظمة و قيمة الذاتية ، ما دامت أصبحت أم ترضع طفلها حليب صافي و معافى ، و حتحور هي نفسها الربة نوت السماء المرتفعة و ضخامتها كانت مقنعة ليمنحها هؤلاء عهد الولاء و رتبة الاكتفاء ، و أصبحت خالدة خلود الربة إيزيس المجاهدة و لا تزال في الهند مقدسة، تحمل جرس الأغاني عفوا الأماني، و تتسول بين المباني تأخذ، من الغُرب و تنزع من الأهالي ، اليهود أيقنوا اللعبة و لديهم رغبة كاملة في اتباع القافلة ، فهم يبحثون عن البقرة منذ زمن طويل و ليتهم يبحثون عنها في الهند فهي موجودة بكثرة، لكن من يذبح ربة ستكتب له النكبة و سنرتاح من عبث هؤلاء و دين ؤلائك إذا تقاتلوا بسلاح الجهل
قارون كان من ضمن هذه التشكيلة التي اتصفت بالنيرة لقد كان رجلا أشقر يميل الى الحمرة و كانت رائحته عطرة و حليه منصهرة و لباسه فاضح و لسانه متسخ و جارح، و من هذا المنطلق الفكري استقى اليهود جود الكلمة، و بات القرن لديهم نضارة قائمة ،و بعد حين تأكدت لهم هوية ذو القرنين الذي ظنوه حليف مؤتمن و لن يخرج إلا من وسط أبنائهم المنتشرين كالدواد في كل الاوطان، قورش الفارسي لم يكن إلا ثور خوار بالنسبة لبني إسرائيل رغم أنهم اقروا بقدسيته و أشادوا بقوته ،و عظمته أمام حلفائه و أعدائه ربما لأنه منحهم الامان في زمن لم يروا فيه إلا الويل و الهوان، و عندما ظهر عثمان الاول ارتعبوا من أن يكون الابن المدلل للمسلمين، و خاصة حين اقترن اسمه مع اسم ذو النورين عثمان ابن عفان رضي الله عنه و أرضاه ،و حين ظهر محمد الثاني ضاعت كل الاماني و تيقنوا تيقنا مبين من أنه صاحب اليمين المذكور لدى الاولين و الآخرين و تاريخ ميلاده كان البرهان الاكبر على أنه المهدي المنتظر لدى المسلمين و حتى المسيحيين و اليهود لأن يهودا أو جود هو نفسه محمد و محمود لكن القدر عمل على فصلهم من برنامج التقوى و منح الدور لمن هو اقدر و أسمى، او لمن يملك القوة في تلك المرحلة من الزمن. ولد محمد الفاتح في 20 ابريل 1429 م و هو من مواليد برج الحمل، لذا كان أيسر على اليهود معرفة انتسابه بعدما رأوا تلك الحملات الناجحة ،و تلك الميزات العالية التي تميز بها ذالك الامير الشجاع الذي قاد راية الاسلام الى أحصن، و أخطر مكان في أوربا ،و قد صد الابواب على يأجوج و مأجوج أو اليهود ، و المسيحيين الكاثوليك ،و منعهم من الاقتراب من القسطنطينية أو المملكة البيزنطية و أقاليمها المختلفة ،لأن شعبها كان تواق الى التخلص من هؤلاء المسيطرين الذين لا يعرفون إلا التدمير و الاستيطان
يقول النبي زكريا رأيت في الليل و إذا برجل راكب فرس أحمر و هو واقف بين الأس الذي في الظل و خلفه خيل حمر و شقر و شهب فقلت يا سيدي ما هؤلاء فقال لي الملاك الذي كلمني أنا اريك ما هؤلاء فأجاب الرجل الواقف بين الأس و قال هؤلاء هم الذين أرسلهم الرب للجولان في الأرض فأجابوا ملاك الرب الواقف بين الأس و قالوا قد جلنا في الأرض و إذا الأرض كلها مستريحة و ساكنة 8-11 زكريا
وهذه النبوءة تصف لنا بشكل جميل صورة الرجل النبيل ،و هو يمتطي خيله الأحمر الذي ليس إلا عرشه الأكبر ،الذي امتد الى أبعد مدى، أما الفرسان الذين يتواجدون خلفه فهم الروم الصفر و الشهب الذين أسلموا على يده و تفانوا في خدمة الإسلام برفقته
لقد جاء في سفر اشعياء قوله بالروح القدس من ذا الأتي من ادوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص ما بال لباسك محمر و ثيابك كدائس المعصرة قد دست المعصرة وحدي و من الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي و وطئتهم بغيضي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي لان يوم النقمة في قلبي و سنة مفديي قد أتت فنظرت و لم يكن معين و تحيرت إذ لم يكن عاضد فخلصت لي ذراعي و غيضي عضدني فدست شعوبا بغضبي و أسكرتهم بغيضي و أجريت على الأرض عصيرهم اشعياء 63 - 1 6 . و في رؤيا أخرى يقول نبيهم ثم رأيت حملا واقفا على جبل صهيون و معه مئة و أربعة و أربعون ألفا كتب على جباههم اسمه و اسم أبيه و اسم العثمانيين لقب لا يخفى على العالمين و قد ملكت الدولة العثمانية مشارق و مغارب الأرض حتى بيت المقدس و بلاد المقوقس في مصر
عاش الأتراك في كنف الدولة العباسية دهرا من الزمن لقد قربهم الخليفة المعتصم بغية القضاء على سيطرة الفرس الذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في الدولة العباسية، و خاصة في عهد المأمون فعملوا في الجيش ،و عملوا في الفسطاط أو البلاط و ازدادوا نفوذا عندما جاءت فئة أخرى من الأتراك المعروفين بالسلاجقة، و لقد قضى الأتراك على البويهيين في بغداد و خلصوا الخليفة العباسي من غطرستهم و نفوذهم وتقدموا نحوى ،اوربا ليخوضوا حروبا ضد المسيحيين ،الذين تكتلوا في الجانب الاقل رهبة حتى يستعدوا لانتفاضة الغلبة
أصدر الخليفة أبو الفضل جعفر المتوكل في ولاية عهده قوانينا صارمة يلزم فيها الأجناس بتغيير اللباس فأضحت لليهود و النصارى علامة تميزهم عن غيرهم، و كذالك الفرس و الأتراك احدهم لبس الشبرق الصفوي كدليل عرقي ، و الآخر ارتدى اللباس الشركسي كدليل عرفي ، و تيمنا بأبو الحسن البصري مفتي البصرة أضافوا له حمرة و قد كان هذا الأخير يخالف المعتزلة في ألبستهم المهلهلة ،هذا هو السبب الحقيقي وراء اتخاذ الاتراك من اللون الاحمر شعار لا يقبل الانصهار، و هنا يظهر لنا أن الآتي من أدوم رجل مختلط النسب بين الفرس و الروم و العرب، لأنها منطقة اختلطت فيها الاعراق، و كانت مفترق الطرق و ملتقى التجارة و فيها قامت الحرب ين الفرس و الروم و كانت أشد من الغيوم و الثياب الحمر من بصرة هو اللون الاحمر الذي كانت البصرة سببا في تواجده بكثرة في مملكة العثمانيين
بسم الله الرحمان الرحيم
وَيَسْأَلُونَكَعَنْذِيالْقَرْنَيْنِقُلْسَأَتْلُوعَلَيْكُمْمِنْهُذِكْرًا (83) إِنَّامَكَّنَّالَهُفِيالْأَرْضِوَآَتَيْنَاهُمِنْكُلِّشَيْءٍسَبَبًا (84) فَأَتْبَعَسَبَبًا (85) حَتَّىإِذَابَلَغَمَغْرِبَالشَّمْسِوَجَدَهَاتَغْرُبُفِيعَيْنٍحَمِئَةٍوَوَجَدَعِنْدَهَاقَوْمًاقُلْنَايَاذَاالْقَرْنَيْنِإِمَّاأَنْتُعَذِّبَوَإِمَّاأَنْتَتَّخِذَفِيهِمْحُسْنًا (86) قَالَأَمَّامَنْظَلَمَفَسَوْفَنُعَذِّبُهُثُمَّيُرَدُّإِلَىرَبِّهِفَيُعَذِّبُهُعَذَابًانُكْرًا (87) وَأَمَّامَنْآَمَنَوَعَمِلَصَالِحًافَلَهُجَزَاءًالْحُسْنَىوَسَنَقُولُلَهُمِنْأَمْرِنَايُسْرًا (88) ثُمَّأَتْبَعَسَبَبًا (89) حَتَّىإِذَابَلَغَمَطْلِعَالشَّمْسِوَجَدَهَاتَطْلُعُعَلَىقَوْمٍلَمْنَجْعَلْلَهُمْمِنْدُونِهَاسِتْرًا (90) كَذَلِكَوَقَدْأَحَطْنَابِمَالَدَيْهِخُبْرًا (91) ثُمَّأَتْبَعَسَبَبًا (92) حَتَّىإِذَابَلَغَبَيْنَالسَّدَّيْنِوَجَدَمِنْدُونِهِمَاقَوْمًالَايَكَادُونَيَفْقَهُونَقَوْلًا (93) قَالُوايَاذَاالْقَرْنَيْنِإِنَّيَأْجُوجَوَمَأْجُوجَمُفْسِدُونَفِيالْأَرْضِفَهَلْنَجْعَلُلَكَخَرْجًاعَلَىأَنْتَجْعَلَبَيْنَنَاوَبَيْنَهُمْسَدًّا (94) قَالَمَامَكَّنِّيفِيهِرَبِّيخَيْرٌفَأَعِينُونِيبِقُوَّةٍأَجْعَلْبَيْنَكُمْوَبَيْنَهُمْرَدْمًا (95) آَتُونِيزُبَرَالْحَدِيدِحَتَّىإِذَاسَاوَىبَيْنَالصَّدَفَيْنِقَالَانْفُخُواحَتَّىإِذَاجَعَلَهُنَارًاقَالَآَتُونِيأُفْرِغْعَلَيْهِقِطْرًا (96) فَمَااسْطَاعُواأَنْيَظْهَرُوهُوَمَااسْتَطَاعُوالَهُنَقْبًا سورة الكهف
انا مكنا له في الارض و اتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا التمكين هي القوة و العزوة و كل ما اوتي الشخص من غلبة و قد كاد ان يكون هذا القائد ملكا على العالم لولى غدر يعقوب ابن بني يعقوب و اوتي علما و قوة و من كل الامور سقاه الله عطور لكنه اختار سبيل الجهاد و كان من المنصورين الغالبين
" حتى اذا بلغ مغرب الشمس و جدها تغرب في عين حمئة "، لقد أدركه الغروب في أحد غزواته نحو الغرب عند دخوله إلى أقاليم بيزنطة ، و من ثم إلى حدود بحر مرمره و بحر اليونان ، و أدركه الشروق و هو متجه باتجاه آسيا الصغرى، و من ثم إلى صربيا و رومانيا إلى آخره ،أين صادف الغجر، أو البدو الرحل الذين لا يملكون بيتا و لا معقل ، و الذين قال فيهم المولى عز و جل في كتابه الحكيم " لم نجعل لهم من دونها، سترا قوم يبيتون في العراء فلا تغطيهم غير الشمس و السماء، و قد أحطنا بما لديه خبرا ، و قد كان على دراية كاملة بتلك الاعراف ،لأنها تشبه ما مر به أسلافه، فقد كانوا قبائلا رحالة قبل ان يستقر بهم الحال في آسيا الصغرى فيتقربون من السلاجقة الأتراك ، و يكون لهم شيئا من الحراك ،و انظر لهذه العبارة التي وجدتها كإشارة او أمارة يقول المقال كلمة آسيا نشأت من كلمة يونانية قديمة بمعنى الشرق او شروق الشمس في حالة تسمية الإناث و قد استعملها هيرودوت سنة 440 قبل الميلاد في الإشارة إلى الأناضول و هذا يعني ان اليونان كانوا اكبر قدرة على معرفة منطلق الصخرة و منعرج الإبرة
حين توجه هذا الأخير لفتح القسطنطينية لم يستقبلهم أهل الأقاليم بالبكاء و النحيب ،و لا بالسخط و الشتم ، لأنهم كانوا يفضلون أن يغزوها مسلم عثماني بعمامته الضخمة ،على ان يسيرها بابا الفاتيكان العديم الرحمة ،و ذالك لأنهم كانوا أرثوذكس، و كانت القسطنطينية عاصمتهم الروحية ، فاشمأزوا للغاية من ، ذالك التحالف الغريب مع بابا الفاتيكان، الذي لطالما نعتهم بخرفان الشيطان ،او أحلاف الشيطان، و قد دارت من قبل بينهم حروب وصلت ذروة الذنوب، فما اقتنعوا بتلك المعاهدة الزهيدة ،و فضلوا معاهدة الأتراك الرشيدة ،"ف قالوا هل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سدا"، و قد أرادوا لمسيحيي الغرب ان ينسحبوا بقبعاتهم اللاتينية من القسطنطينية، و قد فعلوا ذالك عن قناعة ، بعدما أدركوا أنه لا يكره الناس على الدين، و لا يقطع رقاب المصلين ،و ليبيتَنّ أحدهم آمنا في حجره ، خير من أن يبات في حجر يأجوج و مأجوج ، الذين كانوا يسخطون عليهم و ينهبون ما لديهم ،و قد كانوا من حين لحين ينقضّون على المساكين، الاول ليؤجج الأطياف و الآخر ليطالب بالاعتراف بالمذهب الكاثوليكي
إتجه محمد الفاتح إلى أضيق نقطة من الجانب الأوربي، مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الأسيوي لبناء قلعة توازيها في العلو ،فتكون حصن يمنع الغائرين من الاقتراب من البر الاسيوي، و لما بلغ إمبراطور الروم هذا الخبر أرسل إلى السلطان سفيرا يعرض عليه دفع الجزية التي يرتضيها ، فرفض السلطان محمد طلبه و تقدم لبناء القلعة التي اصبحت مركز عسكري يكبد العدو خسائر لا تحصى و لا تعد ، أطلق السلطان على القلعة اسم روملي حصار ،و أصبحت القلعتان متقابلتان و لا يفصل بينهما سوى 660 مترا ، تتحكمان في عبور السفن من شرقي البوسفور إلى غربه، و تستطيع نيران مدافعها منع اية سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها
بسم الله الرحمان الرحيم
حتى إذا بلغ بين السدين وجدا قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج و مأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سدا قال ما مكنني ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم و بينهم ردما آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا فما استطاعوا أن يظهروه و ما اسطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء و كان وعد ربي حقا صدق الله العظيم سورة الكهف
إذا السدين هما أضيق نقطة من الجانب الأوربي ،أي ما يفصل بين البر الأوربي و البر الأسيوي ، و هو مضيق البوسفور ،و أقام الحصار الذي لم يكن إلا حصنا من أحجار كبيرة و جد عسيرة ، فإذا الصدفين هم حصنين اثنين ، قلعة روملي حصار و قلعة السلطان بايزيد في البر الأسيوي، و ما كف بعدها الأمير عن البناء إلا عندما ساوى بين القلعتين و فرق بين الدولتين بين القسطنطينية و الأقاليم البيزنطية ، أما زبر الحديد فكانت لصناعة الأسلحة ، لقد اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية و من أهمها المدافع التي أخذت اهتماما خاصا منه ، حيث أحضر مهندسا مجريا كان بارعا في صناعة المدافع فأحسن استقباله، و وفر له جميع الإمكانيات المالية و المادية و البشرية ليقوم بمهمته على احسن وجه ،و تمكن هذا المهندس من تصميم و تصنيع العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، و الذي ذكر ان وزنه كان يصل مئات الأطنان، و انه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه ، و قد اشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع و تجريبها، و هذا ما ذكر في المؤلفات القيمة التي كتبتها الايادي المسلمة ، و قوله " آتوني زبر الحديد ثم حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا " هذا يدل على انه طلب أن يأتوه أو يزودوه بالحديد ، حتى يصهره صهرا فيكون للكافرين قبرا و بذكاء جمع الحديد قبل ان يتحول إلى صديد ، و ما ان انتهى من بناء الحصن الشديد و ساواه بقلعة بايزيد ، حتى جعل من الحديد سبائك معدودة ،و سلكها في قوالب لتصهر على مراحل متتالية يكون نتاجها أسلحة قاسية ، و من ضمنها المدفع العملاق الذي أرعب القسطنطينيين
" قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال أتوني افرغ عليه قطرا " و القطر هو الرصاص او النحاس الذائب و قد استعمل الأول في تقوية جدار الحصن حتى لا يتأثر لا بالخدش، و لا بالنار و لا يصاب بالتصدع و الانهيار، و استعمل الثاني كطلاءا لمدفع الحديد حتى لا يتأثر بالصديد ، فيعود الله عز و جل للحديث عن الحصن المنيع، ويخبرنا انه كان متين وضخم فما استطاعوا بعد ذالك ان يظهروه، و ما اسطاعوا له نقبا ،و مذ ذاك الحين و هو قائم على التلال كالهلال، لقد نجا من الاحتلال إلا ان القسطنطينية هي بوابة أوربا و حلم كل المسيحيين بأطيافهم و أعرافهم
بسم الله الرحمان الرحيم
قالوا ابنوا عليهم بنيان فقال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا صدق الله العظيم سورة الكهف
هذا هو التكريم العظيم الذي حفيت به كنيسة ايا صوفيا ، أن تحمل بداخلها رفات أهل الكهف ،و حكام القسطنطينية و كهنتها كانوا على علم بذالك الأمر، لذا أصروا على الغدر و واثبوا على عدم الجهر بالحقيقة ، و قد جمعتهم وثيقة العهد التي تنص على التزام الصمت او الكبت الى ان تقترب عودة المسيح ، حتى تصبح الكنيسة الرئيسة بشهادة الرب عيسى ، لذا كانت القسطنطينية مدينة ، مبجلة و ايا صوفيا كنيسة مقدسة، فلا يسعنا إلا الامتنان للذي أعادها الى مسجد كما كانت من قبل ، فقد عادت الى عثمان بعد أن نزعها من يده، من قالوا ابنوا عليهم بنيان، و التاريخ يعيد نفسه بعزه و باسه ،و قد غلب من فعل هذا الامر الجميل على امر النصارى و بني اسرائيل و حلفائهم من اصحاب النفوذ ،أرجو فقط ان لا تعود الى الغبط و نعود من حيث ابتدأنا ،و يا ليتها تكون خطوة نحو نصر ليس بعده خسر
يصل خبر وفاة محمد الفاتح البنادقة الا بعد 16 يوم فقد جاءهم الخبر عن طريق البريد السياسي لسفارة البندقية في اسطنبول لقد كانت هذه الرسالة تحتوي على هذه الجملة التاريخية مات النسر الكبير و انتشر الخبر في مدينة البندقية بسرعة ثم في المدن الأوربية الأخرى و بدأت الكنائس بدق أجراسها مستبشرة فرحة لقد مات النسر الكبير و استمرت الكنائس في أوربا تدق أجراسها لمدة ثلاثة أيام بأمر بابا الفاتيكان لقد ظن النصارى ان نبوءة دانيال تحققت في الآجال فقالوا الأسد محمد و النسر ال عثمان الذين عزروه بالجناحين فقال أباطرتهم مات نسرهم و انتهينا من عسرهم و نصرهم و قال اليهود مات مهديهم فلا رأوا بعده مجدهم
توفي محمد الفاتح ليلة الجمعة الخامس من ربيع الاول سنة 886 هجري الموافق 3 مايو 1481 م و قد كان السلطان السابع في سلسلة ال عثمان و حنكته العالية هي من خولته الفوز بالقسطنطينية و جعلها عاصمة اسلامية بعدما كانت المدينة المقدسة للروم اصحاب العصير و المعصرة و الكروم المخمرة لقد رفض هذا الرجل الامين اعتلاء العرش و والده على قيد الحياة رغم أنه بويع من طرف الخاص، و العام حتى يكون قائدا للمؤمنين ، او خليفة على المسلمين ، فاستحق فعلا الامامة لأنه كان رءوف و مطيع كالحمل او الخروف الوديع . في كل ليلة جمعة تتنزل السكينة فمن وجدته قائم مالت عليه ،و من وجدته صائم أقامت لديه ، و من وجدته حائر فتحت عينيه ،و سورة الكهف مفتاح المنة ، فمن قرء الربع استجار ،و من قرء النصف استجد عطف الاقدار ،و من قرءها كاملة صانته و صانت العائلة ،فهي شمعة المسلمين نورها يسعى كما سعى ساكنيها لنشر اليقين بين العالمين ، وفي ليلة الجمعة غادرنا فيها النسر الجارح محمد الفاتح، و في الجمعة دخل القسطنطينية و صلى في ايا صوفيا صلاة التحية و عاش قائد منصور و مات قائد مغدور لاكن محبوب من الله و ملائكته و القسطنطينية فتحت و لن تفتح مرة آخرى و هذه هي معركة آخر الزمان التي حدثنا عنها الحبيب المصطفى فمن عقل سلم و من استمر أعانه الله على الضر القائم
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
