قيل جيء من المشرق بشاعر يبكينا ..
27-02-2016, 10:22 PM
بسم الله الرحمان الرحيم .
قيل جيء من المشرق العربي بشاعر يبكينا .
كاد البعض ان يجزم بان الساحة السياسية لوحدها هذه الايام تخلط الاوراق و تحدث جعجعة من غير طحين بخرجات لم يعهدها الجزائريون .. لكن هاهي الساحة الثقافية بدورها تشهد مثل ذلك و باكثر تردي .
اولا قيل عنه انه شاعر . بلغنا انه جيء به ( لم اقل جاء ) و العهدة على الراوي الذي اخبرنا ان هذا الشاعر ابكى الحاضرين في حضرة الالقاء الجميل و الشعر الاجمل .. اضحكني محدثي و المني في نفس الوقت . اضحكني لاننا نذهب الي ارض الكنانة بحجمها التاريخي و رصيدها الادبي لنحضر شاعرا يبكينا .. فهل البكاء ما ينقصنا ام مصر لم تعد ارض للشعر و الشعراء .. و المني اننا نملك الكثير من البكائيات و المبكيات فما حاجتنا ان نحضر مبكي على طريقة ارض الكنانة فالاطفال نختطف امر يبكينا و زيادة في الاسعار امر يبكينا و مستقبلنا تحت عتمة ليل مجهول ايضا يبكينا . فهل ينقصنا البكاء . هل البكاء معيار الشاعرية ام تردي الذوق الشاعري في بلادنا يجعل اي شاعر يبكينا و هل نحن نبكي مع شاعرنا على طريقة من قال ... -

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ

حيث الشاعر بكى و استبكى ام دعانا للبكاء من غير ان يبكي ..
ام هو يبكينا على طريقة شاعر ءاخر يقول .

بكيت على الأحبة إذا تولــوا




ولو أني هلكت بكوا عليا


فيا نسلي بقاؤك كان ذخــرا




وفقدك قد كوى الأكباد كيا


كفى حزنـا بأني منك خلــو




وأنك ميت وبقيـت حيـا


ولم أك آيسا فيئست لمــا




رميت الترب فوقك من يديا


فليت الخلق إذا خلقوا أطاعوا




وليتك لم تكن يا بكر شيـا


نسر بأشهر تمضي سراعـا




وتطوى في ليالهن طيـا


فلا تفرح بدنيا ليس تبــقى




ولا تأسف عليها يا بنيـا


فقد قطع البقاءَ غُروبُ شمس




ومطلعها عليا يا أخيــا


وليس الهم يجلوه نهــار




تدور له الفراقد والثريـا


ام هو يبكينا على طريقة البوصيري .

أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم ِ

المؤسف ان في الجزائر شعراء اكثر شاعرية من ضيفنا الا ان القاعات لم تفتح لهم بتلك الطريقة المثقلة بالاشهار و ضرب الطبول .. فالي متى نظل نمارس النكت الثقافية عوض ان نمارس الثقافة . تلك الاسئلة و غيرها جدير ان يجيب عنها من جاءوا بشاعر البكاء .