العامل الذي رفض التعاون مع الإرهاب لتفجير مطار الجزائر مهدد بالتشرد
29-02-2016, 10:18 AM

سيد احمد فلاحي

خرج العامل المتقاعد بالخطوط الجوية الجزائرية، بن خدة فاروق، الذي كان المطلوب رقم واحد من طرف المجموعات الدموية بمفتاح ولاية البليدة، عن صمته، مناشدا رئيس الجمهورية التدخل العاجل وإنقاذ مصير عائلته من التشرد والضياع بعد أن قررت إدارة شركة الخطوط الجوية طرده وعائلته من مسكنه الوظيفي، الكائن بحي يغموراسن بوهران، معتبرا ما يقع له هذه الأيام بمثابة الكابوس المزعج الذي أثر في نفسيته كثيرا وجعله يفكر في الانتحار عوض الحياة مثقلا بالضغوط التي ظن أنها انتهت بانتهاء العشرية السوداء.
تعود قصة فاروق، صاحب 65 سنة، إلى سنة 1994، حين اقتحمت مجموعة إرهابية مسلحة مسكنه بقرية سيدي حماد التابعة لولاية البليدة، أين اعتدوا على بعض أفراد عائلته لإرغامه على التعاون معهم، ومنحهم بطاقته المهنية وسيارته للتسلل إلى مطار هواري بومدين بكل سهولة وتنفيذ تفجير إرهابي. فقام بمراوغتهم وطلب منهم مهلة يوم واحد للتفكير. وهي الفرصة التي اغتنمها للهروب رفقة عائلته إلى مسكن آخر بمنطقة مفتاح.

وهناك بدأت المعاناة والغبن، حين اقتفى الإرهابيون آثار ابنته التي كانت تدرس بإحدى ثانويات ولاية الشلف. وداخل القسم، حاول اثنان من المجموعة ذبحها لكن مقاومتها الشديدة وحالة الفوضى والهلع التي أحدثها التلاميذ، ساعدت على فرار الفتاة لكن مع ذلك لا تزال آثار السكين ظاهرة على بعض أطراف جسدها.

والكارثة العظمى يوم اقتحمت المجموعة مجددا مسكنهم العائلي، لتبرح الوالد ضربا وتعتدي على بعض أفراد عائلته أمام أعين والدهم. هذا كله لإرغامه على الرضوخ والتعامل مع الإرهابيين.

وعرفانا لما قدمه من تضحيات في سبيل منع كارثة كانت ستحدث بالمطار، قررت المديرية العامة منح السيد فاروق شقة بوهران ليستقر فيها رفقة عائلته، لاسيما بعد حرق مسكنه من طرف المجموعة الدموية .

حدث ذلك سنة 1996 لكن تغيرت المعطيات وسقطت الوعود والتطمينات في الماء، حين قررت المديرية الجهوية طرد العائلة واسترجاع المسكن بحجة إسكان مسؤول بالشركة، غير آبهين بكل ما قدمته العائلة من تضحيات كلفتها غاليا، بين ضرب ومحاولة اغتيال واغتصاب، لتنتهي معاناتهم بالتهجير وحرق مسكنهم.

وقد طلب السيد فاروق بن خدة من وزير العدل فتح تحقيق لمعرفة ملابسات سير أطوار المحاكمات التي تهدف إلى طرده بشتى الطرق وإخلاء المسكن الذي يسكن فيه رفقة عائلته وأصهاره بسبب أزمة السكن رغم أنه يعتبر من ضحايا الإرهاب الهمجي.

وقد اتصلنا بالمديرية الجهوية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية للاستفسار عن القضية فطلب منا ترك معلوماتنا الشخصية على أساس أن يتم الاتصال بنا لاحقا لكن لم يحدث شيء.