أطراف نافذة تآمرت ضدي حتى يتسنى لروراوة تولي رئاسة الفاف
29-03-2016, 07:25 AM

حاوره: صالح سعودي

يؤكد الرئيس الأسبق لفريق شباب باتنة رشيد بوعبد الله في حوار لـ"الشروق"، بأنه لايزال يتابع يوميات فريقه، داعيا الجميع إلى التجند لتحقيق الصعود على قاعدة صحيحة، وضمان مصادر تمويل كافية، مع ضرورة الاهتمام بالتكوين، وعاد بوعبد إلى ما حدث له في انتخابات "الفاف" مطلع الألفية، مشيرا بأن أطرافا نافذة تآمرت عليه حتى يتسنى لروراوة تولي رئاسة "الفاف"، كما يعطي وجهة نظره بخصوص الأحداث التي تعرفها البطولة وأشياء أخرى تتابعونها في هذا الحوار.
تابعت مباراة فريق شباب باتنة الأخيرة أمام اتحاد حجوط بعد غياب طويل، إلى ماذا يرجع ذلك حسب رأيك؟
هذا ليس غيابا، أنا دائما قريب من فريق ومحيط شباب باتنة، وأقدم يد العون بالنصيحة أو التشجيع أو التحفيز، شباب باتنة دائما قريب مني وأنا قريب منه.
كيف تقيم مسيرة "الكاب" لحد الآن في البطولة؟
من ناحية النتائج المحققة يمكن القول بأن المسار إيجابي، لكن من ناحية الرؤية المستقبلية فإن النقاش يأخذ منحى آخر، حيث من اللازم أن تكون لنا نظرة استشرافية حتى لا يتم الوقوع في نفس الأخطاء، شباب باتنة معروف بتحدياته، لكن معروف بالمشاكل المالية التي يعاني منها، وعليه من اللازم ضبط إستراتيجية تتماشى والطموحات المسطرة والإمكانات المتاحة.
ما هي هذه الإستراتيجية؟
من اللازم أخذ العبرة من السنوات المنصرمة، وهو ما يتطلب منح الأهمية للتكوين الذي يعد القاعدة الأساسية لسيرورة النادي، لأن المواصلة في انتداب اللاعبين مقابل أموال كبيرة لن يفيد الفريق، وهو ما يتطلب منح الأهمية للشبان حتى يتسنى لهم فرض إمكاناتهم في صنف الأكابر، ويكونوا خير خلف، وهي السياسة التي سبق لنا أن اتبعناها خلال فترة التسعينيات.
لكن قضية الاستقدامات أصبحت ظاهرة عامة في البطولة الوطنية؟
هذا لا يهمني، يجب النظر إلى الخيارات الفعالة التي تقلل من التكاليف وتمنح جدوى وفعالية من الناحية الفنية والتسييرية، شباب باتنة عاد إلى الواجهة مطلع التسعينيات بفضل أبنائه، وأذكر أن أغلب اللاعبين من مدينة باتنة وما جاورها، ولم نستقدم سوى 3 لاعبين لمنح الإضافة، وهم قشير وخلوط ومزجري، وهي نفس السياسة التي اتبعناها حين صعد "الكاب" إلى القسم الأول، وهو ما يثبت أن الاستقدامات كانت تتم وفق مقاييس، وليس بصورة عشوائية.
لماذا لم يحقق شباب باتنة ألقابا في فترة التسعينيات رغم بروزه في عدة مواسم؟
شباب باتنة لعب 12 سنة متتالية في القسم الأول بأقل الإمكانات، ورغم ذلك شكل فريقا منسجما تهابه بقية الأندية، والدليل أننا نشطنا نهائي كأس الجزائر عام 1997 وخسرنا بهدف لصفر أمام اتحاد الجزائر اثر خطأ في الدفاع، وخسرنا نهائي كأس نوفمبر أمام مولودية الجزائر بنفس السيناريو تقريبا، وكنا في موقع جيد للتنافس على الألقاب، لكن بعض العوامل لم تكن في صالحنا، وفي مقدمة ذلك مشكل الإمكانات، رغم الجهود القائمة من الناحية الفنية والتسييرية.
ألا ترى بأن المعارضة التي عانيتم منها في تلك الفترة قد أثرت فيكم؟
لا توجد معارضة في بيت شباب باتنة، هناك أطراف تحاول زرع الفوضى، لكنها تظل عاجزة عن تحمل المسؤولية أو ضمان البديل، هل كان لهؤلاء مشروع بناء فريق كبير، هؤلاء يعيشون على الأكاذيب والدعايات، والدليل أنهم فشلوا في رهاناتهم.
عرفت البطولة هذا الموسم عدة أحداث سلبية، من بينها قضية لقاءي حي موسى أمام اتحاد عنابة، فما رأيك في طريقة معالجتها، خصوصا وأنك تعرف القوانين وترأست المجمع الاحترافي؟
مثل هذه الأمور كانت تحدث في السابق أيضا، وهي ليست جديدة على كرة القدم الجزائرية، والدليل ما وقع لشباب باتنة منتصف التسعينيات في مباراتنا ضد عين مليلة، حيث دخلنا في صراعات مع الاتحادية بسبب قضية اللاعب بوزيتون، حيث رفعنا احترازات، لأنه تحول من بسكرة إلى عين مليلة بطريقة غير قانونية، وبدلا من إعادة اللقاء ومعاقبة سكرتير فريق عين مليلة، تم معاقبة رئيس شباب باتنة، وعليه فإن طريقة معالجة مباراة حي موسى أمام اتحاد عنابة لا تختلف عن عديد القضايا التي تم الفصل فيها بطرق غامضة على مر السنوات المنصرمة.
وماذا تقول عن الاتهامات الموجهة ضد الحكام، في ظل تنوع الانتقادات بتنوع الأخطاء والممارسات الخفية؟
النزاهة قضية ثقافة، سواء في مجال التحكيم أو التسيير أو اللعب، يفترض أن يتم كل شيء فوق الميدان بدل اللجوء إلى الطرق الملتوية، وإذا سارت الأمور بطرق عادية فلماذا نخاف من التحكيم، أعتقد أن الجميع متهم والجميع مسؤول عما يحدث، لأن أغلب من ينددون هم أطراف أيضا في مأساة الكرة الجزائرية.
وماذا تقول عن ظاهرة المنشطات التي يراها الكثيرة دخيلة على الكرة الجزائرية؟
كرة القدم بشكل عام ظاهرة اجتماعية، وتتصف بخاصية التأثر والتأثير وسط المجتمع والشبان على الخصوص، وأكيد أن أي مؤشرات سلبية سوف تعود بالضرر على المحيط الكروي، والسبب الرئيسي في انتشار الظاهرة يعود إلى حالة التسيب وغياب الرقابة، وافتقاد الكثير إلى روح المسؤولية، وأكيد أن غياب التوعية والتثقيف الكروي والتربوي سيخلف فراغا من الناحية الذهنية والتربوية وهو ما يحدث حاليا للأسف، حين بين واقعنا الرياضي، وواقع جيل شبان فريق جبهة التحرير الوطني وجيل إتحاد الطلبة الجزائريين في عز الثورة أكيد ستجد الفرق بشكل واضح.
هل أنت مقتنع بالسير العام للاحتراف في الجزائر؟
الاحتراف عندنا مرادف لجلب الأموال وصرفها دون تحديد أهداف إستراتيجية، ما يحدث لن يعود بالإيجاب على الكرة الجزائرية، لأن القرار تم بطريقة ارتجالية، لأن "الفيفا" أرغمت الفاف على الإسراع في دخول عالم الاحتراف دون تهيئة الأرضية اللازمة، خاصة في ظل غياب مراكز التكوين، أقصد تكوين المواهب الكروية والتقنيين والمسيرين أيضا، وأصبح بذلك من هب ودب يتحدث عن التسيير والاحتراف.
وكيف سار مشروع الاحتراف حين ترأست المجمع الاحترافي نهاية التسعينيات؟
عملنا في تلك الفترة على دخول هذا العالم بصورة تدريجية، بدأنا الموسم الأول بـ8 نواد، وكنا نسعى إلى رفعه إلى 12 فريقا، حتى نساهم في جاهزية الأندية من حيث المرافق والإمكانات والمستوى الفني، لكن غياب الاستقرار وذهاب وزير الشباب والرياضة عزيز درواز، جعل "الفاف" تلجأ إلى فلسفة أخرى بمعية الوزير برشيش، ما جعلنا نعود إلى نقطة البداية، لأننا لا نعمل بنظرية المشروع، بقدر ما يتم العمل وفق نظرة الأشخاص، أي شخص يغادر فإن مشروعه يلغى.
سبق أن التقيت مؤخرا رئيس الاتحادية محمد روراوة، فهل لطفتم الأجواء؟
كل واحد منا "حاكم روحو"، حيث التقينا في اجتماع عقد لتقييم وضعية الرياضة والكرة ببلادنا، وكان الحديث في حدود التحية لا أقل ولا أكثر.
هل نفهم بأن العلاقة بينكما لاتزال متوترة منذ انتخابات "الفاف" مطلع الألفية؟
ليس لدي أي مشكلة معه، كما قلت لك هو في جهة وأنا في جهة، أما بخصوص ما حدث في الجمعية الانتخابية لـ"الفاف" فإنه في حكم الماضي رغم ما حدث في الكواليس.
البعض يقول بأن جهات عملت ما بوسعها حتى لا تتولى رئاسة "الفاف"، ما قولك؟
ما حدث في الكواليس وراءه أطراف نافذة تآمرت ضدي حتى يتسنى لروراوة تولي رئاسة "الفاف"، لسبب بسيط وهو أن هذا الأخير سيكون أداة لتحقيق ما يرمون إليه، خاصة وأنهم اكتشفوا بأنني لست من النوع الذي يطاوع أيا كان في مثل هذه الأمور، وهو ما جعلهم يلجأون إلى لعبة الكواليس وتوظيف بعض الأعضاء من رؤساء الرابطات الجهوية ورؤساء الفرق لخدمة روراوة أثناء أشغال الجمعية العامة.
هل من إضافة؟
رسالتي لأسرة فريق شباب باتنة، أقول للأنصار والمسيرين، إذا أردتم فريقا كبيرا في حظيرة الكبار عليهم أن يغيروا من سلوكاتهم، وألا يبخلوا بمد يد العون من الناحية المادية والمعنوية للعب الأدوار الأولى، ومن الواجب رسم إستراتيجية فعالة تتماشى مع طموحات وإمكانات النادي حتى يبقى أطول مدة في المستوى العالي.