عبد الرزاق قسوم/الإسلام ليس ملكا لـ"داعش".. يا أشباه المثقفين
01-04-2016, 07:14 AM

نادية سليماني

تأسف رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، من سوء تأويل بيان الجمعية الأخير، الذي حمل عنوان "نداء إلى الأمة"، حيث وصفته بعض الأقلام الفرنكفونية، بالبيان الحامل للخطاب البعثي، وأخرى صنفته مع التنظيم الإرهابي داعش، فرد عليهم قسوم من خلال ندوة صحفية عقدها أمس بنادي الترقي بالعاصمة، قائلا: "حزب البعث انتهى بنهاية أصحابه، ولا توجد له خلية واحدة في الجزائر، ومن كتب هذا ليس مثقفا"، متسائلا: "ما علاقتنا نحن بداعش، هل من ينادي للمحافظة على الوحدة والإسلام تتهمونه بداعش، وهل الإسلام ملك لداعش؟".
وأكد رئيس الجمعية أن عقده ندوة صحفية، سببه التناقضات والتجاذبات التي تعيشها البلاد، وتهدد حدود الوطن ووجوده. والعامل الثاني هو توضيح وتصحيح مفهوم البيان "الذي قدمناه إلى الأمة، بسبب وجود تهديدات خارجية على حدودنا وتهديد بتفتيت الوحدة الوطنية، ونحن أردنا تحصين المواطن والمواطنة". واعتبر المُتحدّث أن الغزو ليس على الحدود فقط ولكن حتّى على الوجود، وحسبه "هناك من يُحاول تهديم أسرتنا، والقضاء على منظومتنا التربوية، من خلال القضاء على اللّغة العربية، وعلى الوحدة الوطنية".

وأعطى قسوم حيزا كبيرا خلال الندوة، للحديث عن الإصلاحات التربوية التي أعلنت عنها مؤخرا الوزيرة، نورية بن غبريط، وما صاحبها من حملة استنكار واسعة، مؤكدا أن أنسب حل لإزالة الغموض، هو تفعيل المجلس الأعلى للتربية، معتبرا أن سبب غضب الشارع من إصلاحات بن غبريط، "لأنها أحاطتها بالغموض، فلم توضح نوع الإصلاح وأهله، ولمَ هؤلاء وليس هؤلاء، ومن هي الكفاءات التي جاءت لإعداد هذه الإصلاحات، وما المقصود من الإصلاح وكيف تريد تكوين مواطن صالح". وذكّر المتحدث بـ"البلبلبة" التي أحدثها قرار وزارة التربية الوطنية حول تدريس تلميذ التحضيري والسنة 1 و2 ابتدائي بالعامية، مؤكدا: "نحن كنا ضد التدريس بالعامية، لأنها لن تُخرّج لنا مواطنا صالحا... والآن نحن ضد إصلاح المناهج إذا تبين فعلا أنه خدمة للفرنكفونية في الجزائر"، متسائلا: "لمَ يجب على الأستاذ المتقدم لمسابقة التوظيف أن يتقن الفرنسية؟ أولى للتلميذ وأستاذه إتقان لغة بلدهما، ثم ننتقل إلى باقي اللغات الأجنبية، فنحن مع الانفتاح على العالم. وأقول لبن غبريط: اتركي الغموض وأعطينا الشفافية".

وفي سؤال لـ"الشروق"، حول حقيقة اتصال الوزيرة بن غبريط برئيس جمعية العلماء لتلطيف الأجواء، بعد بيان الجمعية المنتقد للإصلاحات التربوية، رد قسوم: "اتصل بي أطراف مقربون من شخص الوزيرة، ونقلوا إليّ غضبها وانزعاجها منا، فقلت لهم لتتصل بنا ونوضح لها".

وفي موضوع آخر، أكد قسوم أن الجمعية تحرص على وجود نساء مفتيات أو عالمات في الجزائر يكنّ على مستوى عال، ويمتلكن من العلم الشرعي وأصول الفتوى، مؤكدا أنهن موجودات في الجزائر، موضحا: "لدينا الآن المرشدات الدينيات، ولكن مستقبلا نريد هيئة للفتوى توجد بها مفتيات نساء".