تسجيل الدخول

ما هي الاسس الحقيقية لنحقيق اولى خطوات الاصلاح عندما يقع الاجماع على وجود فساد .. كيف نستخلص الدروس و العبر من اخطاء التسيير ... ام سنكتفي بانتقاد ذاتي لاخطائنا و نتحفظ على فشلنا .. ليس العيب في تاريخ الامم هو سقوطها في بعض مراحلها التاريخية . انما العيب في ان لا تحاول الوقوف بعد سقوطها .

في مراحل قريبة جدا قيل لنا اننا كنا في بحبوحة مالية و اقتصادية بعدها قيل لنا ان زمن البحبوحة قد ولى و ان سياسة الاتكاء على سعر النفط باتت في خبر كان و انه وجب علينا شد الاحزمة و ترشيد النفقات تحسبا لصرف شحيج او جوع وشيك.

اعتقدنا بعد ذلك ان الخطاب السياسي للحكومة و رؤساء الاحزاب و اهل الحل و الربط يتغير تبعا لافرازات المرحلة كما اعتقدنا اننا سنعيش مرحلة تنقلنا الى اقتصاد وطني جديد . مرحلة نستشعرها في الخطاب الجديد و تجسدها جملة من القرارات السريعة و المتتالية لانعاش قطاع الفلاحة و قطاغ السياحة و تشجيع الحرف التقليدية كنا ننتظر قرارات سريعة نحفذ الشباب على انشطة جديدة في قطاعي السياحة و الفلاحة بالدرجة الاولى .

ذلك لم يحدث اذ ظل الخطاب السياسي جامدا و كان الازمة لا تعنيه بل على العكس من ذلك اشتد التراشق و الملاسنات بين بعض رؤساء الاحزاب و تلعثم بعض الوزراء ( حديث عن رجل الاعمال ربراب و يومية الخبر / و حديث عن القنواة الفضائية و اساليب ضبطها او غلق بعضها / و حديث عن شكيب خليل و فرضية تاهيله لقيادة البلاد لاحقا / حديث عن الافلان و الارندي و تردي العلاقة بينهما و حزب العمال و مشاكله ). لم ينتبه هؤلاء كلهم الى ان سيل الخروج من ازمتنا اهم من كل حساباتهم الضيقة .. اليس هم من كانوا يتشدقون قائلين * الجزائر فوق الجميع * و هاهي الجزائر اليوم بحاجة الى تنظير لاقتصادها الجديد و بحاجة الي قطع السبل عمن يحبذون الاصطياد في المياه العكرة . الجزائر بحاجة الى تثبيت المجتمع و تحسيسه بضرورة الهدؤ اكثر من اي وقت مضى تحسبا لاي انزلاقات نحن في غنى عنها الجزائر في حاجة الي تطافر حهود ابنائها دون اقصاء او تحقير او تهميش . كل ذلك لا يتاتى بالخطابات الخشبية و الملاسنات و المساومات على من هو اكثر وطنية و من هو اقل ..او من هو اكثر نضال و من هو اقل وعلى احزاب الموالاة و المعارضة معا ان تدرك ان الجزائر ليست لمناضليها و فقط . الجزائر حررها الشهداء و في نواياهم انها تتسع للجميع .

حان الوقت لان تعطونا ما في مقدوركم من عبقرية و اجتهاد و ليس ان تلهونا بكلام و خطابات مستهلكة. الصمت ابلغ منها.. لان الجزائر اليوم توجه الدعوة لابنائها البررة .. و البررة فقط .