تطاول على الذات الإلهية واستهزاء بالثورة ومس بقدسية الشهداء
18-09-2016, 03:37 AM


محمد عبدون


يجري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تداول رواية رهيبة، تحمل عنوان "مدينة الظلال البيضاء" لصاحبها "أنور رحماني"، تتضمن تطاولا على الذات الإلهية، وتستهزئ بالثورة التحريرية، كما تصور أحد شهدائها شاذا جنسيا، يدخل في علاقة مع شاب فرنسي، ولم تتوقف هذه الرواية عند هذا الحد، بل ذهبت بعيدا في الدعوة صراحة إلى تقبل الآخر، مهما كان هذا الآخر، حتى لو كان ذلك يتصادم مع ما يعتقده غالبية الشعب!
هذه الرواية التي اختار صاحبها نشرها الكترونيا، والترويج لها فايسبوكيا، ليس لأن دور النشر التي تقدم إليها رفضت نشرها، ولكن لأنه يعلم مسبقا أنها سترفض بحكم النظرة المسبقة عنه، والانطباع الذي أحدثه، بسبب ما يقول عن نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان ولديه آراء حول الدين والحريات.
الرواية تروي قصة فرنسي ولد بالجزائر، شارك في الثورة التحريرية، ثم بعد الاستقلال غادر إلى فرنسا، ولما بلغ العقد السبعين من عمره عاد إلى الجزائر، يعود بذاكرته إلى الوراء، ويحكي علاقته المنحرفة بصديقه خالد، الذي استشهد خلال الثورة.
يبحر كاتبها على لسان بطلها جان بيار، في الحديث عن مجموعة من القيم والمبادئ التي يجب تحقيقها في الجزائر، لكن من الوهلة الأولى يبدو أن هاجسه الأول هو الشذوذ، والدعوة إلى تقبل هذا الصنف من الناس.
ورغم أن كاتب هذه الرواية يعتبر ذلك ضمن حقوق الإنسان والحريات التي يجب احترامها، فإن بطل هذه الرواية يبدو إنسانا معقدا، ومريضا نفسيا، ومنحرفا جنسيا، فحين غاص بذاكرته إلى الوراء فإنه لم يتورع عن ذكر علاقة والده الحميمية بأمه، وتصوير ذلك في عدد من فصول الرواية، كما يظهر غيورا من أمه، ولذلك عند لقائه بصديقه الشهيد، خلال علاقته المنحرفة، يستحضر صورة علاقة والده الحميمة مع أمه، وذلك ضمن مشاهد تدفع إلى التقزز والغثيان لدى القارئ، وتدفع به إلى تمزيق هذه الرواية التي كتبت بأسلوب ثقيل، يجعل قارئها يعصب رأسه ويضغط على قلبه من أجل مواصلة قراءتها حتى النهاية، وذلك ليس فقط لاستعراضه مشاهد جنسية منحرفة ومقززة، ولا لما تضمنته من استهزاء بالثورة التحريرية، حيث يصفها في إحدى المقاطع بالبهلوان، وإنما لأنه يفرد فصلا كاملا للتطاول على الذات الإلهية، حيث يصور الله عز وجل في صورة إنسان متشرد مجنون، يقول عنه بطل الراوية أنه التقاه في باب الوادي، وأخبره أنه خلق السماء بواسطة العلك، ودعاه إلى لعب الغميضة مع بنات الحي!