مصدر مقرب من التنظيم: «الدولة» استعدت بشكل استثنائي لمعركة الموصل
04-10-2016, 06:48 PM




كتب عبيدة الدليمي

بغداد ـ «القدس العربي»: كشف مصدر مقرب من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل عن استعدادات كبيرة وغير مسبوقة لمقاتلي التنظيم في المدينة لمواجهة القوات الحكومية والأمريكية وقوات البيشمركه الكردية المتجهة نحو مدينة الموصل.
وأضاف المصدر في اتصال خاص مع «القدس العربي»: قامت الدولة الإسلامية باستعراض كبير جداً في مدينة الموصل قبل أيام تضمن عشرات الآليات متوعدين باستعادة القيارة والشرقاط وباقي المناطق التي خسرها مقاتلو الدولة الإسلامية، وإرسال تعزيزات إلى مناطق الزوية والساحل الأيسر للشرقاط الذي لا يزال تحت سيطرة مقاتلي الدولة، حسب قوله.
المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أكد أن «مقاتلي الدولة قاموا بتحصين قريتي الزوية والنمل اللتين تمت استعادتهما من القوات الحكومية، بالاضافة إلى شن هجمات استنزاف في محيط مدينتي الشرقاط والقيارة، وقد نجحوا إلى حد كبير في ايقاف زحف القوات الحكومية بعد أن كبدوها خسائر كبيرة».
ويرى المصدر المقرب من تنظيم الدولة أن «معركة الموصل ليست كغيرها من المعارك السابقة وقد استعدت الدولة لها بشكل استثنائي حيث تركز القيادة الجديدة للدولة على الموصل لأنها ستكون محطة الانطلاق من جديد نحو استعادة كامل المناطق السنية بعد كسر الحملة الحالية»، على حد قوله.
وأضاف «سبب تراجعات الدولة الإسلامية الأخيرة ليست عسكرية فقط بل لأن الدولة استهلكت أكثر من 60 ٪ من قدراتها في إدارة المناطق، واهتمت بها أكثر من الجانب العسكري الأمر الذي أثر سلباً على الأداء العسكري والميداني إضافة إلى الضغط من التحالف الدولي والقصف الجوي الذي لا تستطيع القوات الحكومية التقدم أمتاراً معدودة لولاه»، حسب تعبيره.
وأكد الضابط في الجيش العراقي حيدر التميمي لــ «القدس العربي» تراجع معنويات القوات العراقية «بعد الهجمات التي شنها مقاتلو تنظيم الدولة واستعادتهم لقريتي الزوية والنمل حيث أوعزت القيادة الأمريكية المشرفة على العمليات بإيقاف العمل لحين ترتيب الصفوف بعد الخسائر فادحة في العشرة أيام الماضية».
وأضاف: «مقاتلو التنظيم يحاولون كسر معنويات القوات المتقدمة من خلال شن هجمات متواصلة بالسيارات المفخخة والقصف المكثف بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع اضافة إلى استخدامهم صواريخ تحوي غاز الخردل وهو ما أثار هلعاً في صفوف القوات المهاجمة خشية لجوء التنظيم إلى استخدام اسلحة كيمياوية»، على حد قوله.
من جهة أخرى أفاد مصدر عشائري عراقي أن القوات الأمريكية نفذت عملية إنزال قبل أيام عدة في منطقة صحراوية غرب الانبار على الطريق الواصل بين مدينتي القائم والموصل.
واكد لـ «القدس العربي» أن سبع طائرات مروحية نفذت انزالاً على طريق يستقله المدنيون بين المدن الخاضعة للدولة الإسلامية غرب العراق وشماله»، وأشار إلى أن المروحيات عادت وأقلعت من جديد دون ان تشتبك مع مقاتلين من تنظيم «الدولة» أو تعتقل أحداً منهم.
وقال ان القوات الأمريكية «قصفت سيارة تقل مدنيين بقرب السيارة التي استهدفتها عملية الانزال، فقتلت كامل أفراد العائلة التي كانت تستقل السيارة»، وأكد أن القوات الأمريكية اعتقلت «اثنين من المدنيين في عملية الانزال واقتادتهما معها».
وفي حديث خاص بـ«القدس العربي» قال الصحافي العراقي عبد الوهاب التميمي إن عملية الانزال «حدثت قبل ايام عدة قرب قرية البونايف على الطريق الواصل بين القائم والموصل حيث اعتقلت القوات الأمريكية شخصين نازحين من الكرمة شمال شرق الفلوجة نزحوا إلى القائم بعد دخول القوات الحكومية إلى مدينة الفلوجة ومحيطها».
وأضاف التميمي «المعتقلان يعملان في تجارة الأغنام وكانا متوجهين من القائم إلى مدينة الموصل من أجل شراء الأغنام ومعهم مبلغ ما يقارب 170 ألف دولار حسب ما أبلغتنا عوائلهم وأسباب اعتقالهم مبهمة حتى هذه اللحظة».
وأكد «أن الشخصين المعتقلين لا علاقة لهما بالدولة الإسلامية لا من قريب ولا من بعيد ومعروف عنهما في منطقتهما بأنهما يتاجران في مجال الأغنام منذ وصولهما إلى مدينة القائم التي يقيمان بها كمحل سكن ثانٍ بعد نزوحهما من مناطقهما، ولا أحد يعلم لماذا قامت القوات الأمريكية بعملية الإنزال».
ويرى التميمي أن المصادر الميدانية للقوات الأمريكية «غير دقيقة وهذا يكلف القوات الأمريكية التي تقود التحالف جهوداً ومالاً دون إحداث أي خلل أو ضعف في الدولة الإسلامية وذلك لعدم تنفيذهم عمليات مبنية على معلومات دقيقة، فأغلب العمليات تستهدف المدنيين سواءً بالقصف الجوي او بعمليات الإنزال الفاشلة حتى الان حيث باء الجهد الاستخباري بالفشل أكثر من مرة وذلك لأسباب عدة أهمها عدم تعاون المدنيين» حسب قوله.
وأضاف «الغريب في عملية الانزال الأخيرة والذي يؤكد مدنية المعتقلين أن القوات الأمريكية لم تشر لهذه العملية إطلاقاً وهذا دليل على أنهم علموا حقيقة الهدف المزيف».
وختم عبد الوهاب التميمي حديث بقوله «القوات الأمريكية اختارت منطقة صحراوية بعيدة عن أي نقاط عسكرية أو رصد للدولة الإسلامية من أجل تحقيق هدف الإنزال خصوصاً بعد تصدي مقاتلي الدولة السابق لعمليات عدة مشابهة لكنها فوجئت هذه المرة بأن الهدف المستهدف لا يمثل أي قيمة» على حد قوله.
مصدر مقرب من التنظيم: «الدولة» استعدت بشكل استثنائي لمعركة الموصل
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01

قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .