هام جدا: مع المستشرق موراني حول دعوى ((تحقيق القرآن)) واحتمال الزيادة والنقص وتغيُّر الترتيب
24-05-2018, 04:43 PM
هام جدا: مع المستشرق موراني حول دعوى ((تحقيق القرآن)) واحتمال الزيادة والنقص وتغيُّر الترتيب
لا تزال المحاولات اليائسة البائسة للنيل من القرآن المبين كتاب رب العالمين تجري على قدم وساق، وذلك من قبل المستشرقين وثلة من أذنابهم الذين يسعون جاهدين لصد أتباعهم عن الاهتداء بنور القرآن الكريم، وتشكيك المسلمين في كتابهم العظيم، وما مكر هؤلاء وكيد أولئك إلا امتداد لمكر وكيد الكافرين الأولين القائلين:
[لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)].(فصلت).
وللمستشرقين وأذنابهم الطاعنين في آيات رب العالمين: نزف البشارة التي وردت عقب الآية السابقة في قول ذي القوة المتين:
[فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)].(فصلت).
ولأن القرآن المبين خالف أهواء المشركين الأولين، فقد طالبوا سيد المرسلين بأن يأتيهم بقرآن غيره أو يبدله، فأجابهم رب العالمين:
[إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)].(يونس).
وهذا ما دعت إليه مؤخرا:( نخبة من المثقفين الفرنسيين، ومنهم بعض المستشرقين) الذين طالبوا المسلمين تبديل القرآن الكريم، وذلك بحذف الآيات التي تعادي اليهود!!؟.
إن محاولات الطعن في القرآن الكريم ليست من كيس المستشرقين وأذنابهم وإبداعاتهم!!؟"، بل هي: مجرد رجيع صدى للمنكرين الأولين، فلم ولن يختلف صنيع ومآل الطاعنين الحاليين عن أسلافهم السابقين، فإن:" لكل قوم وارثا: حالا ومآلا!!؟".
يؤكد ذلك ويعززه، وأقصد:( محاولة النيل من القرآن وعقاب فاعله): قول الخبير العليم في القرآن الكريم:
[إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29)].(المدثر).
قال الشيخ العلامة المفسر:" السعدي" رحمه الله في:( تفسيره:ص 576):
"{ إِنَّهُ فَكَّرَ}، أي: في نفسه، { وَقَدَّرَ}: ما فكر فيه، ليقول قولا يبطل به القرآن.
{ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ}، لأنه قدر أمرا ليس في طوره، وتسور على ما لا يناله هو ولا أمثاله، { ثُمَّ نَظَرَ} ما يقول، { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} في وجهه، وظاهره نفرة عن الحق وبغضا له، { ثُمَّ أَدْبَرَ}، أي: تولى،{ وَاسْتَكْبَرَ}: نتيجة سعيه الفكري والعملي والقولي أن قال:{ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ}، أي: ما هذا كلام الله، بل كلام البشر، وليس أيضا كلام البشر الأخيار، بل كلام الفجار منهم والأشرار، من كل كاذب سحار.
فتبا له، ما أبعده من الصواب، وأحراه بالخسارة والتباب!!؟.
كيف يدور في الأذهان، أو يتصوره ضمير كل إنسان: أن يكون أعلى الكلام وأعظمه: كلام الرب العظيم الماجد الكريم، يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين!!؟.
أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد، على وصفه كلام المبدئ المعيد!!؟.
فما حقه إلا النكال والعذاب الشديد، ولهذا قال تعالى:
{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ}، أي: لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.
{ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} أي: تلوحهم وتصليهم في عذابها، وتقلقهم بشدة حرها وقرها ". انتهى تفسير العلامة:" السعدي" رحمه الله.
إن المستشرقين وأذنابهم يجهلون أو يتجاهلون عمدا وتضليلا: بأن رب العزة قد تعهد بحفظ القرآن الكريم من التبديل والتغيير والزيادة والنقص والاختلاف والتناقض، فقال وهو أصدق القائلين:
[إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)].(الحجر).
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)].(فصلت).
[أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)].(النساء).
وفي زمن الفضاء المفتوح، تطورت أساليب المستشرقين وأذنابهم في حربهم للقرآن الكريم، ومن ذلك: تسجيلهم في منتديات إسلامية بأسماء ومعرفات مموهة للطعن في القرآن الكريم تحت شعار براقة خادع هو:" نقد التراث وإعادة قراءته!!؟".
ومن الدعاوى التي أثاروها، وهي موضوع هذا المتصفح:" دعوى تحقيق القرآن واحتمال الزيادة والنقص وتغيُّر الترتيب!!؟"، ويحاول هؤلاء وأولئك منتهجين أسلوب التلبيس والتدليس: تبييض سواد ما ينشرونه بوصفهم له أنه:" بحث علمي نزيه بتجرد وإنصاف!!؟".
ومنهم: من يملك الشجاعة الأدبية، فيسجل باسمه الحقيقي، ومن هؤلاء:( المستشرق الألماني د. ميلكوش موراني من كلية الآداب ـ جامعة بون ـ بألمانيا)، وهو: مستشرق بروتستانتي، تيسر له الاطلاع على بعض المخطوطات العربية والإسلامية في بلاد المغرب وغيرها، خاصة مخطوطات الفقه المالكي.
وقد سجل في:(ملتقى أهل الحديث) و:(ملتقى أهل التفسير)، و له كلام في هذا وذاك، وله لقاء مطول أجرته معه شبكة:(ملتقى أهل التفسير).
وقد تصدى للرد عليه، الأستاذ الفاضل المستشار: سالم عبد الهادي، جزاه الله خير الجزاء، ولأهمية تلك الردود القيمة ومنزلتها العلمية السامقة: أحببنا جمعها على هذا المتصفح، ونشير إلى أنها استمرت والتعقيبات عليها والنقاشات فيها لمدة:( ست سنوات:2005/2011)، وسننشرها على حلقات تعميما للفائدة، فجزى الله خير الجزاء الأستاذ الفاضل المستشار: سالم عبد الهادي، ونحمد الله على توفيقه لنا للذود عن كلام الرحمن في شهر رمضان شهر القرآن، ونسأله جل وعلا: أن يستعملنا بفضله وكرمه في الدفاع عن كتابه الكريم، وأن يجعل لنا نصيبا من أهل العلم المدافعين عن القرآن العظيم الذين وصفهم الإمام:" أحمد بن حنبل" رحمه الله بقوله:
"الحمد للّه الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل عليهم الصلاة والسلام، بقايا من أهل العلم، يدعون من ضلّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب اللّه الموتى، ويبصرون بنور اللّه تعالى أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم.
ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب، يقولون على اللّه تعالى، وفي الله تعالى، وفي كتاب اللّه تعالى بغير علم، يتكلّمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين".
وإلى المقصود بتوفيق الواحد الديان، فبه المستعان، وعليه التكلان.
ملاحظة هامة:
توثيقا للمعلومات الواردة على هذا المتصفح: تركنا روابط كلام المستشرق موراني والردود عليه في المواضع التي شارك فيها.