خطـــــوات فــــوق حافـــة الجمـــــــر !!
13-07-2019, 11:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم










خطــوات فـوق حافـة الجمــر !!
جاءت تبحث عن الماضي في سلة الذكريات .. فإذا بالعطر منبوذ ومخالف للأعراف .. عبق لا يلتقي بالماضي ولا يلتقي بمراقص الإحساس .. فهو عبق دخيل ناسف يجلب الوسواس .. وقلبها يأبى ذلك العطر رغم أن العطر يمثل روعة المساس .. كتمت بواعث خوفها ولم تتجرأ بالإفصاح .. وقد أدركت في أعماقها أن الأجواء قد تبدلت .. وأن المكانة قد فقدت مزاياها واستقرارها .. حيث أن قلبه قد تبدل وبدأ يدور في مدار غير مدارها .. فآثرت أن تأوي إلى كهف هو صمتها .. ولكنه لم يكتفي بالتلميح بل زاد قولاُ حتى أنكأ جرحها .. وتلك المآقي فقدت علامات الرضا ولم تكن كعهدها .. فما أشرس الإنسان حين يتمرد عن الإخلاص والوفاء !.. يضع الأقدام فوق قلب مخلص ويضغط حتى تسيل عصارة النزف من الأعماق .. وتلك الفاجعة تزيل أغطية الزيف عن مخادع كان يرائي ويتلاعب بالعواطف .. كان يرائي بالطيبة والسماحة وكان يبدي دائماُ حسن النوايا حتى يكسب عطفها .. ولكن تلك العلامات بدأت توحي بالجفاء والرمضاء حيث فقدت نزعة اللوعة والأشجان .. والأوجع في الأمر أن أنامله بدأت تضغط المزيد لتنزف عصارة قلبها ,, كيف لا وقد أسرف قولاُ رغم صمتها وسكوتها !. وتعمد أن يسهب قولاُ وتجريحاُ وكأنه يتشفى من رحابة صدرها !. لقد تبدلت المناسك وهي تجهل حقيقة أمرها .. تنكر لإخلاصها ظلماُ وجوراُ رغم روعة سمتها .. فهي صاحبة قلب أخلص في الولاء وأعطى السماحة بكل معاني الوفاء .. ولكن لأمر قد تبدلت المواسم .. وتلك الرياض في الماضي قد تبدلت أشجارها .. وأزهارها لا تغري كما كانت بالشذى والرياحين .

........... تسأل الألسن : ما الذي أتى بها في موسم غير موسمها ؟. هل أسبابها هي تلك الأشجان التي حجبت عنها الكرى ؟. أم أسبابها هي تلك الخواطر التي توحي بعلامات الردى ؟. وهي كانت تعلم يقيناُ بأن المواسم قد لا تلتزم بالمناسك في كل المدى .. حيث قد لا تعدل وتتبدل جورا دون أسباب ترى .. فذاك الشتاء قد يغدر أحياناُ ويدوم فوق معدلات التنجيم رغم صرامة الرؤى .. وفيه تفقد الأشجار أوراق الخريف في أسراب تطارد الهوى .. وكذا الصيف قد يحتكر المكانة أحياناُ ويطول بالقدر الذي يقال عنه كفى .. حيث يجلب الدموع في الأحداق وينذر بالموت والهلاك بين الورى .. وحين تشتد المصائب فإن المواسم لا تستجيب لكل قارع يقرع الطبول بالضحى .. بل تكتفي بالصمت حتى تعود الرياح لأدراجها وتعلن التوبة عما جرى .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد