الفرق بين المستقل الحر وبين المنتمي الموالي !!
24-09-2019, 06:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم












الفرق بين المستقل الحر وبين المنتمي الموالي !!
لسان حال الشخص المستقل في أفكاره السياسية وغير السياسية يقول دوماُ : لقد ولدت حراُ .. ونشأت حراُ .. وترعرعت حراُ .. وعشت حراُ .. وسوف أموت حراُ .. فلماذا أضع نفسي في دائرة تعني السياج ؟؟. ولماذا أوجد جدلاُ في حياتي ثم أكون له حارساُ ؟.. وفي الغالب الأعم فإن تلك الأفكار هي من صنع البشر .. ومن الغباء والبلاهة أن أوجد لنفسي سيداُ حتى أكون له عبداُ !!.. فكم أتعجب من هؤلاء الناس الذين يضعون الإغلاق حول أعناقهم !.. ويكتمون أنفاسهم بأيديهم !!.. حيث يحاصرون الذات في زوايا ضيقة ليدافعوا عنها مدى الحياة في غير معنى !.. فما الذي يعجب هؤلاء حين يضيقون مساحات السعة والرحابة ؟؟. أهي تلك الأنانية في الإنسانية التي تقول أحياناُ ( أنا وأنا ) ؟؟.. أم هي تلك النشوة التي تنادي بخصوصية تتغني بليلى دون ليلى ؟؟ .. وما العيب في باذخ كالغيث يتغنى بليلى ثم ليلى ثم ليلى ؟؟ .. متزمت متطرف مرفوض من الناس بالفطرة .. ومغرد منشد منفتح محبوب من الناس بالفطرة .. وتلك الفوارق في المزايا لا تقارن حين يجتهد المجتهد !.. فذاك كالحمل الوديع المحبوس في حظيرة الولاء والانتماء .. وذاك كالنسمة الطليقة الحرة التي تزاور المروج والسهول والبحار والوديان .. فشتان بين موصوف وموصوف .. ومن العجيب أن يفضل البعض الانزواء في دائرة ضيقة ثم يدافع عن وكره كسمك الأنقليس !.. ويجهل جاهلاُ أو يجهل متجاهلاُ حلاوة المذاق في حلوق المستقلين الأحرار .. فذاك في نعمة حيث هو الطليق الحر الذي يرتاد الآفاق كيف يشاء ومتى يشاء .. وقد ينهل من فيض المنابع دون قيود تمنع بحجة الولاء للآخرين .. المنتمي الموالي هو ذلك المتزمت المتعنت البخيل الذي ينزوي في قوقعة الخصوصية .. والذي يحاصر الذات خلف قيود الأفكار!.. وحينها يقال : ( لبيب فطن يرفض الأغلال في الأيدي والأرجل ،، وجاهل أحمق يجعل السجن مسكناُ دون القصور !! ).



تلك كانت ومازالت خطواتنا في الحياة .. والذي يجد ويجتهد لن يجد أبداُ هويتنا وأسماءنا ضمن قوائم الولاء والانتماءات !.. لا في ذلك الماضي البعيد ولا في ذلك الحاضر القريب .. ورغم ذلك فنحن نتعامل مع هؤلاء ( أصحاب الولاء والانتماء ) بمنتهى التقدير والاحترام .. ولكن دون أن نلحس الأيدي بالقبلات .. إن أصابوا نقول بكل تجرد ( لقد أصابوا ) .. وإن أخطئوا نقول بكل تجرد ( لقد أخطئوا ) .. كما أننا نتعامل مع هؤلاء ( المستقلين الأحرار) أينما تواجدوا بمنتهى التقدير والاحترام .. لهم ما لهم حين يجتهدوا ويصيبوا .. وعليهم ما عليهم حين يجتهدوا ويخفقوا .



ولكن مع الأسف الشديد فإن البعض من الناس لا تعجبه فكرة الاستقلالية في المواقف .. ويرى الضرورة فقط في توفر الوجهين للعملة . كما أنه يرى أن تكون الحياة بمنظور : ( إما أبيض وإما أسود !! ) .


الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد